ضياع العراق في ظل حكم الشيعة/ الأسباب :
مقدمة
مما لا يخفى قضية النزاع بين الكتل السياسية الشيعية مع بعضها البعض رغم وجودهم تحت دائرة واحدة من الأهداف في رفضهم عودة السنة لاستلام الحكم حتى لو كانوا في منأى عن التحزبية، فما يجري بين كتلتي علاوي وقسم من أعضاءها من أهل السنة وبين كتلة المالكي عميل إيران وحزبه حزب الدعوة الذي تشكل في إيران أثناء الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات مثال، ولم يحل منه شيء إلى اليوم بسبب اعتبار إيران أن أهل السنة أعداء آل البيت ولهذا فقبولهم في الحكم ضمن الوزارات الحساسة الرئيسية خط أحمر . إن أصل النزاع في كل هذا أن الدستور الجديد سمح بتشكيل الإحزاب رفضاً لحكم الحزب الواحد ومنع دكتاتوريته لعدم وجود حزب معارض يغير القرارات بمشاركته في العملية السياسية، وهذا المفهوم هو عكس المنطق لأن وجود أكثر من حزب مرده إلى اختلاف المباديء وعليه تختلف مواقفهم السياسية وإلا لكانوا في حزب واحد بدل تفرقهم . إن جاء الرد بأن عملية تجمع الكتل الشيعية من حزب الدعوة والمجلس الأعلى والفضيلة والصدر في قائمة واحدة تسمى التآلف الوطني، فهذا لم يحل شيء، بل تنازعوا وعلا بعضهم على بعض، وكل حزب بما لديهم فرحون .
لذا لم تتوقف خلافات الأحزاب الشيعية حتى مع نظائرهم في الكتل الشيعية ، فنرى رفض التدخل الإيراني من قبل رئيس القائمة العراقية ( إياد علاوي) وباقي أعضاء القائمة بحكم كونهم علمانيون، مع أن الحقيقة أنهم لا يعتبرون إيران عدواً للعراق وشعبه رغم آلاف الدلائل، وحتماً لديهم بما لم نطلع عليه نحن عامة الشعب، وهم لا يرون عقائد التشيع الإمامي مخالف للقرآن والسنة ولا تهمهم أن عبادات الإمامية خاصة لا علاقة له بآل البيت وسياساتهم وعباداتهم ، فشتان . وهنا تكمن احتمالات قبول ما تراه ملالي إيران بشأن العراق مستقبلاً . إذن مع تعدد رجال الحكم واختلافهم في أمور جوهرية فستغرق السفينة لا محال، ولا يُفهم غير أن الخلافات ستستمر كون أهل السنة متواجدون في الكتل ومجلس النواب، ولن يروا فيهم إلا مخالف وناصبي . والجرائم ستتوالى .
من أسباب ضياع العراق أرض وشعب وزعزعة المنطقة تبعاً لهذا، هو تغيير التوازن في المنطقة فقد كان للعراق ثقله الذي لا يخفى مما حافظ على البوابة الشرقية والاختراق الغربي والتدخل في شؤون البلدان العربية، وما حدث من إقامة قواعد عسكرية أمريكية في الخليج هو مأساة دخول القوات العراقية إلى الكويت بدافع من حكام الكويت لا من العراق لتعمد أمراءهم في استغلال ضعف العراق لإلحاق الأذى وتلبية أطماعهم ووخوفهم الدائم، وما كان من القيادة العراقية إلا بحق الدفاع ولكن بأسلوب خاطيء للأسف . كان الهجوم على العراق من قبل 33 دولة جريمة غير مسبوقة تاريخياً ، فقد كان الهدف منه تخريب البنى التحتية للعراق مما يسهل تغيير معادلة القوى في الوطن العربي ، فلا يوجد حاكم يعطي مفتاح خلعه للإعداء وهذا شيء منطقي، لهذا كان التخطيط من قبل أعداء العراق لجرجرة الأمور إلى الهاوية بدهاء حتى يتحقق حلم سيطرة اليهود على أرض الرافدين ممكناً، وقد تحقق وها هي المعلومات تتوالى بتواجدهم في محافظة السليمانية وغيرها في شمال العراق وبعلم وتعاون ومباركة ورد الجميل مقابل تمكنهم من الحكم في أوكار لندن أم الاستعمار ، وهذه حقيقة يتكتم عليها رجال الحكم من أعلى سلطة لأصغر عضو في الأحزاب الصفوية والكردية التابعة لجلال الطالباني ومسعود البارزان . فات الطغيان الصهيوأمريكي أن تلميذهم سيتفوق بجمع المحصول في سلته الصفوية ، وإلى حين بإذن الله .
إن من أسباب ضياع العراق هو غياب الحكم السني واستبداله بحكم المراجع ذراع إيران في الوطن العربي ومن أسبابه طاعة عوام الشيعة لهم رغم أنهم ليسوا الأغلبية، بهذه العوامل الثلاثة عَظُم التخريب الذي فعلوه وسادت وبقت مظاهر الهدم على العمران بالانقياد والذلة من قبل عوام الشيعة التي فيهم لمراجعهم، ولطبيعتهم الميالة للحصول على الكسب الحرام بالسرقة والرشوة والتزوير لما فيهم من قلة الهمة لاستحصال العلوم والانشغال بها بالمقارنة مع أهل السنة ـ وهذا شيء معروف تاريخياً في العراق ـ ولهذا كان تردي الجيش العراقي والشرطة حماة أي بلد بسبب غياب التوجيه التعليمي المعدل للتربية الأسرية، ولهذا الخمس عندهم لما تم سرقته من مال عام أو خاص فهو مباح وجائز حسب شرعهم .
وهذا هو أخطر ما في الشيعة حين يجتمع عامل قلة الهمة في استحصال العلوم مع عقيدة الطاعة لكل ضرر لكونه مغفور بحكم الولاية لعلي ، فكيف لجيوش الظلام أن لا تخترق التخلف وثغرات خطيرة كهذه ؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وسيأتي تفصيل للعوامل الثلاث وما ترتب عنها إن شاء الله ، والله المستعان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق