الاثنين، 22 أغسطس 2011

سلسلة تخريب العراق / التدخل الإيراني السياسي في العراق


التدخل الإيراني السياسي في العراق :

عن حقائق التدخل الإيراني في الشأن السياسي أنقل من مقالتي المنشورة في مواقع الأنترنيت (نظرة على الانتخابات بعيون عراقية) ففيها تسجيل لما جرى أثناء مرحلة الانتخابات عام 2009، وما بعدها من مفاجآت وفرقعات داخل مجلس النواب وصل حد الصراخ على الشاشات :

  لم يكتفِ أكبر مجرم في العراق وعميل للموساد وإيران والشيطان ولكل من تشاء من هذه الأسماء بكل ضحاياه فهو لا يرفض أي إجرام ما دام يضر بالعراق وشعب العراق، ومن غير المجرم المختلس (أحمد الجلبي) المحكوم غيابياً في الأردن بالسجن 22 عام وهو ذاته من أخترع هيئة اجتثاث البعث وكان رئيسها . كان أول قرار لبريمر بعد الغزو أجتثاث البعث وليس فقط عزل أو نفي فالكلمة تأخذ أبعاد دموية ترضي هذه النفوس الصفوية ، وعلى هذا الأساس كان القتل المشرعن بلا وجه حق ولا تمييز وراح ضحيته آلاف من الشعب العراقي من الجيش والعلماء وأصحاب الشهادات والخبرات والكثير ممن لا علاقة لهم بالبعث أصلاً ولكنهم في الحقيقة متهمين بالوطنية ! هل دار في خلد هذا السفاح يوماً أن يتذكر الحكمة التي تقول كما تدين تدان ؟ ففي هذه الأيام التي تشهد فضائح تنطلق إلى السماء كأنها ألعاب نارية تجبر الجميع إلى النظر إليها باستغراب ــ وهل غير قتل الالاف بالتهمة ذاتها إلا لعب بالنار ؟ ــ نقرأ قوائم متلاحقة للبعثيين الجدد من الذين أخفوا أعراض المرض الصدامي فلم يفلحوا ، منهم ما نشره موقع الرائد نت وثيقتيت سرية تبين ارتباط أحمد الجلبي عميل الموساد بالأمن الخاص وتسلمه مكرمة الرئيس صدام حسين رحمه الله ثم وثيقة تبين أرتباط رئيس هيئة المسائلة نفسه ( فلاح حسن شنشل ) الذي كان ضابطاً في الحرس الجمهوري ومن ضمن حماية بناية الإذاعة والتلفزيون وهو ذاته رفع التقية ووضع قوائم استبعاد جديدة لعام 2010 لكي تبقى إيران جاثمة على أرض الرافدين ( وهيهات ) ، تلتها وثائق من الهيئة تبين أن كلا المسؤلين ( طارق الهاشمي ) و(صفية سهيل ) من ضمن المستبعدين ، واستمراراً لمنظر الألعاب النارية التي تخرج في سماء العراق منذ فترة ولا تزال فرقعة تثبت أن الهيئة تكتمت بكل نزاهتها عن أعضاء من حزب البعث لحاجة إيران لهم بالطبع ، ومنهم الناطق باسم الحكومة الصفوية ( علي الدباغ ) و ( رحيم حسن العكيلي ) وهو عضو في الهيئة ذاتها ! والوثائق مرفقة في موقع الرائد نت المستقلة . لم يقتصر الأمر على أشخاص بل كانت الأوامر من إيران أن تقوم الحكومة الصفوية باستبعاد أخير كمرحلة تنهي الوجود العراقي وتبقي الهيمنة الإيرانية على المؤسسات ، فقد أعلن عن اقصاء خيرة خبراء وموظفي الأمن الوطني بل الاستبعاد طال حتى المستقلين ! ولكي تتضح الرواية فقد خرج علينا المخرج لها على المسرح أخيراً وهو يصرخ بهذيان ويقسم بأن لا عودة لحزب البعث إلى الحكم في العراق ، ومن غير ( أحمدي نجاد ) ؟ وقد كان الخبر ضجة كونه تعدي سافر هذه المرة إذا لم نحسب باقي المرات ولكن لمن يقولها ؟ لخادمه أحمد الجلبي في طهران ليعود هذا إلى العراق بعد يومين ويعلن استبعاد المطلك والعاني بتهمة البعثية .

      هكذا تعلن إيران عن تدخلها في العراق وهي تناقض إنكار جميع عملاءها طوال سبع أعوام فلا تقية بعد اليوم فقد كشرت أفاعي إيران عن أنيابها المسمومة حتى في جحرها المظلم . الواضح  أن المستبعدين ضمن قائمة ب 500 أسم منها ( المطلك والهاشمي والعاني ) لم تخطر على بال النائمين في البيت الأبيض الذي مهد لإيران أسباب الاحتلال، وهذا واضح من زيارة (جون بايدن) إلى بغداد فجأة ليبلغ المالكي بعدم موافقته على هذا الاستبعاد، ولا شك أنه أوصل رسالة بعدم التدخل لحماية المالكي وحكومته إن تصاعد العنف في الشارع . لم يكن لدى المستبعدين أي توقع بأن حكومة المالكي ستقوم بمثل هذه الخطوة بعد تعرضهم للمقدسة إيران وكأنهم لم يسمعوا بالدهاء الفارسي الذي توارثوه من يهود أصفهان! وهذا ما يدعو للغرابة، فعلى ماذا اطمأنت نفوسهم وبأي تأكيدات أتتهم ؟ وكيف فاتهم أن إيران فهمت أن من يفرط في دم من اغتيل من الشعب العراقي لا خوف منهم ، فكيف وهم نواب يفترض بهم حفظ حقوق من انتخبهم ؟ هذا ما فهمته إيران وعملاءها عندما مرت جريمة تفجير المرقدين في سامراء واختطاف موظفي قسم الهندسة في وضح النهار، وتعذيب أئمة الجوامع في السجون وأوكار الموت في الحسينيات وحتى في الأضرحة بلا تحقيق عادل، وهذا ما فهمته عندما لا يكون هناك إصرار على ملاحقة المليشيات بل التغاضي عنهم وعن إطلاق سراحهم، والمدعو أبو درع من ضيافة إيران إلى مقاهي السيدة زينب إلى العراق بمهام جديدة! ، وأين القبض على المجرم سيد يوسف وغيرهم المئات بمسميات ومهام حكومية جليلة وزاد عليهم الحوثيين ومقراتهم فأي اعتبار لهؤلاء ؟ .
من ترك كل هذه الجرائم بلا حكم القضاء فيها لا يُخشى منه، بل من ترك الدستور على ما فيه من بنود سوداء يرسخ بقاء القوات الأجنبية وسلطة أمريكا اليهودية أمره أهون ما يمكن، فالشعب العراقي الذي لا وجود لإرادته في قرارات البرلمان لا حاجة لمن يتربع على حسابهم فيه بعد الآن .
 هذه هي الرسالة التي فهمناها نحن العراقيون للمستبعدين، فهل علموا الآن أنهم ما قـُبلوا في البرلمان ـ مع أنهم كانوا من المعارضة في الخارج ـ إلا لغاية واحدة هي أنهم أكملوا الصورة التي رفعها عملاء إيران في الزريبة السوداء بأن الحكومة ديمقراطية تؤمن بالمشاركة بلا طائفية، حتى إذا ما اكتملت أذرع اطلاعات على كل المؤسسات وأغلب المحافظات بات على أصحاب الأدوار الثانوية أن يترجلوا من المسرح، حتى لو أرادهم الشعب فلا أهمية، وعليهم الآن أن ينسحبوا، وإلا فإن فأس الاجتثاث سيتولى المهام، وهذا ما صرح به المطلك بأنه تلقى تهديداً بالقتل أو الموافقة بالاستبعاد، وأقل الأضرار هي مهاجمة مقراتهم التي شملت مقر النائب (مثال الالوسي) بتفجيرات متوقعة كرسالة واضحة تدل على فخرهم بالمنهجية الإجرامية التي تشابه عصابات المافيا في القرن الماضي .
        ويبقى الشارع قابل للتغيير  فالمساومات كبيرة والانجذابات خرقت قوانين المغناطيسية، فعلى العراقي أن يحضر أذنه لكل غريب فنحن في رجب . أ هـ

 

أما عن نتيجة الانتخابات وما تبعته من خلافات وصراخ وهياج في مجلس النواب وأحداث عنف كبرى في الشارع العراقي وخاصة بغداد ، فقد كانت النتيجة أن تولى ( نوري المالكي) دورة جديدة من رئاسة الوزراء وبإعلان سبق صحف العراق من الجارة إيران ، فقد هنأ نجاد نوري المالكي بتوليه الرئاسة من جديد والخبر منشور في وكالة الأنباء العراقية ، ولا عجب .

لقد كانت رحلات لرجال الدين والسياسة من كلا الجانبين إيران والعراق طوال السنوات الثمانية في نظر الشيعة أمر طبيعي رغم تساؤلات الصحف الغربية ، فقد وصل وفد إيراني رفيع أبان الخلافات التي حدثت بين الكتل السياسية الشيعية عند مرض (عبد العزيز الحكيم) وبعد وفاته ، فأي دليل أكبر من هذا ؟ ، والشيء الملاحظ أن بعد كل زيارة لمسئول ديني أو سياسي من إيران إلى العراق يعقبه أما قرار يغير من تشكيلات الكتل أو تفجير في الوضع كبير، وفي كل الأحوال فأثره واضح على الشارع العراقي المتأزم أصلاً (كنذير شؤم) عاجل، فعلى سبيل المثال كانت زيارة هامة لرئيس مصلحة تشخيص النظام في إيران ( هاشمي رفسنجاني) إلى العراق في آذار عام 2009 أستقبله المرجع السيستاني ، وبعد شهر تقريباً صدر كتاب سري من مكتب المالكي بتشكيل خلايا صفراء للقيام بحملات تفجير واسعة ضمن مناطق سكن الشيعة ، نُشرت في الأنترنيت ولم يأبه بها الشيعة !
 تبعها تفجيرات في منطقة الكاظمية وتفجيرات دامية في بغداد أثر خلافات الكتل بعد الانتخابات،  فقد نشرت عدة مواقع خبر أنفجارين بأحزمة ناسفة يوم 25/4 ، عن موقع الرائد نت : قال مصدر في الشرطة العراقية، أمس الجمعة: (إن 60 مدنياً قتلوا، وأصيب 125 آخرين جراء أنفجارين بأحزمة ناسفة مستهدفة زوار مرقد ،الكاظم، شمال غربي العاصمة بغداد). (*)
مما يلفت النظر أن في نفس الصفحة هناك خبر عن إحراق ثلاث سيارات تابعة للأحزاب الشيعية في محافظة الكوت في نفس اليوم ، ولكن خالية من الركاب منها واحدة أمام مقر حزب الدعوة لمواطن يسكن مقابله !  أي أتقان لرفع الشبهة .

لو تنبه العراقيون إلى هذا الأمر ولهذه الدمى على المسرح العراقي وبقاء الخيوط المحركة وراء الستار، لكان الوضع على ما غير عليه الآن، ولا كانت الحاجة لإلقاء اللوم على من لا علاقة له بصنع القرار في العراق، ولطالما أشار المالكي وأصدقاءه لهذا بأنه لا يعلم بما يجري من فساد، إنما هي كلمة حق يراد بها باطل، فهو لا علم له بما تأمر به إيران رجالها الآخرين، ولكن يعلم ما يجري من فساد على يديه ورجاله، وسيبقى الحال على ما عليه إلا أن يشاء الله أمرا .



لم يقتصر التدخل الإيراني على الجوانب السياسية بل تعدى إلى أمور تتعلق بالاقتصاد العراقي مما لا مبرر له إلا بحكم الطاعة العمياء للحكومة بما تراه إيران هو الأصلح من وجهة نظرها ، فقد أعلنت أحدى القنوات الفضائية العراقية خبر عزم الحكومة على تغيير العملة العراقية برفع الأصفار الثلاثة منها ، وبعد يومين نُشر خبر عن عزم إيران لإجراء استفتاء شعبي لتغيير العملة ورفع الأصفار منها ، وهذا مثال بسيط للتبعية المفروضة على العراق التي فُرضت عليه بسبب سيطرة الشيعة على الحكم .

(*)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق