الجمعة، 22 يوليو 2011

أزمة (ميناء مبارك) الكويتي ، حقوق مشروعة أم حلقة في مشروع الشرق الأوسط الجديد ؟



يقال أن الحقيقة لا تُعرف إلا بخصام السراق، وكم تتوالى السرقات بين الشركاء في العراق المحتل وأغلبها لا يُعرف إلا بعد اختلافهم فمن صراخهم وفضيحة أحدهم الآخر نعلم أكثر مما بدا . مثال فضيحة وزير التجارة فلاح السوداني وتهديده للمالكي باشتراكه في نهب أموال الشعب العراقي ضمن حقهم في الحصة التموينية التي يعتمد عليها أعداد كبيرة من الشعب . الأهم هو نتيجة مصير الشركاء وهذا يعتمد على مدى نجاح المسومات بينهم ومدى نجاح الوسطاء فاعلي الخير .

ميناء (مبارك) الكويتي أزمة جديدة تضاف لأزمات العراق التي لا تنتهي، فمن جارة الشر إيران إلى جارة السوء الكويت، التي لم تبقي وسيلة لتخريب العراق وقتل أهله إلا واتبعتها بتستر من قبل الحكومة الصفوية ومن أمريكا، ولم تكتفي بالعدوان طيلة عقود بارتكابها جرائم حرب قصف العراق من قبل طياريهم وحرائق في الوزارات، وتهريب وسرقات ما الله به عليم، ولن يغفر لهم العراقيون هذا . إرتقت الكويت في مستويات الاعتداء لتصبح محتلة، ويا له من رقي تفتخر به أجيالهم . تصاعدت وتيرتها في الأيام الماضية بشكل مفاجيء عندما نقلت وسائل الإعلام صور عن الميناء الضخم الذي هو قيد الإنشاء قريباً من الحدود الكويتية العراقية بأقل من كيلومتر واحد حسب التقرير الذي أعدته قناة الفيحاء ، مما يعني تخريب أقتصادي وتجويع شعب ولا أقل من جريمة حرب . *
في الأمس القريب كانت العلاقات الحميمة بين الساسة في العراق وبين المحتلين في الخفاء والمساعدين لإسقاط حكم السنة ، حيث لا أحد يجهل خوف الكويت المستديم من مطالة العراق بإرجاع الكويت ضمن خارطة العراق بعد فرض هذا التقسيم من قبل الاحتلال البريطاني للتحكم بالموانيء البحرية بسهولة إن تم وضع حكام يتعهدون بالموالاة الدائمة ، وهذه هي الحقيقة التي لا يخجل منها آل الصباح وهم يصرحون بأن أمريكا ليست عدوة، وأن بوش الأب والأبن وأوباما أصدقاء وهم حلفاء لهم وما زالوا ، والمقالات كثيرة في جريدة الحدث الكويتي بهذا الخصوص ، حيث كانت زيارة آمير الكويت للرئيس الأمريكي الجديد أوباما عندما ظهرت أزمة المطالبات بالتعويضات للكويت ورفض إلغاء الديون المتبقية بسبب الفوائد الربوية مما يجعل العراق تحت البند السابع والذي ينافي استقلاله لهذا السبب .
 الوساطات لحل الأزمات هم رجال الحوزة في كل أزمة ، وأهمهم المرجع (علي السيستاني) الذي يدعي أنه لا يتدخل بالسياسة وربما قصد أنه لا يتدخل كوزير أمام الإعلام إنما هو الحاكم الأعلى الفعلي في العراق من قبل إيران ، تدخل أثر مطالبة النواب بتعويضات من الكويت للأضرارالناجمة من الغزو على العراق كحق مشروع مماثل في منتصف عام 2009 . فقد سارع إليه وفد من الكويت ـ حسب ما نُشر في موقع الرابطة العراقية ـ وتم تسوية الخلاف والموافقة على ترسيم الحدود بعد مقابلة السيستاني ممثل الأمم المتحدة ( ديمستورا) . فرح بها الوفد ومنهم قنصل الكويت السابق (جوهر الجوهر) ، مع تدخل وكيله في كربلاء ( عبد الهادي الكربلائي) في حل الأزمة ودياً والابتعاد عن الساحة الإعلامية.  ثم إلى تدخل المرجع (محمد حسين فضل الله) في لبنان بين نواب مجلس الأمة وأعضاء مجلس النواب العراقي وتصريحاته لوزير التربية الخزاعي وليس لصحفي يستدعى الوقوف والتفكر . إن هذا التدخل المباشر وطلب السرية من أكبر مرجعية في العراق يؤكد العلاقة والشراكة في الغزو لتوافق المصالح في تخريب العراق بالتخلص من القوة السنية التي حجمت من تدخل إيران بواسطة خدمها في العراق .تعدت التصريحات للتهدئة إلى رئيس الوزراء (نوري المالكي) لنفس الأسباب إعترافاً بالجميل الكويتي في احتلال العراق، وتم تهدئة الموقف أخيراً ، وحتماً بمساومات لم تعلن فلم يصدر قرار  من مجلس النواب ولا خبر إعلان بصيغة التفاهم رسمية وصلت للشعب العراقي، بل أختفت الأزمة تماماً، ولكن بدت آثارها واضحة فيما بعد في تغيير ترسيم الحدود وتسرب أخبار عن احتلال الكويت لآبار عراقية بتعتيم حكومي، و أيضاً دون تدخل من الجيش العراقي الجديد .
فما الذي تغير اليوم ؟
الغريب في الأمر أن ميناء مبارك جاري العمل فيه منذ 2005 حسب التقرير ، أي بعلم من الحكومة العراقية لقربه ولعلم أمريكا وقواتها بحكم تواجدهم في البلدين إضافة للأقمار الصناعية التي تراقب المنطقة وهي التي نشرت الصور لمراحل التجاوزات السافرة على العراق كونه يغلق آخر ممر في خور عبد الله والذي منه يتم تصدير النفط العراقي . فما الذي جعله يطفو إلى السطح الآن ؟ هل هي غيرة حكومات المحتل على السيادة العراقية فجأة ؟ نعلم أن الغيرة على السيادة غابت لسنوات حين كانت المدفعية الإيرانية تقصف الأراضي الحدودية في شمال العراق ، وطالما تغاضاها المسئولون الأكراد، ويأتي النفي أحياناً إنها تلاحق متسللين هاربين من أكراد إيران من حزب (بزاك) المعارض، ولا نجد استقصاء المعلومة من حلفاءهم الأمريكان ومعدات الرصد الكبيرة لديهم تغطي العراق من شماله إلى جنوبه . لم نسمع هذه الغيرة عندما احتلت إيران قرى في محافظة أربيل وهددت سكانها بالجلاء وقد أكدوا ان هناك قواعد عسكرية ومجمعات في المنطقة . إن كان احتلال الأراضي لا يضر بنهب الثروات المستمر وتسهيل الكويت لدخول الأرهابيين إلى العراق للقيام بالتفجيرات في العراق كضرورة لبقاء أمريكا واستمرار إبادة أهل السنة لا يهم أيضاً، فلماذا أغفلت الحكومة ومجلس نوابها احتلال آبار فكة من قبل إيران ومنطقة صفوان من قبل الكويت وإنشاءها لمفاعل نووي على أراضي العراق؟ هل الإعلان عنه الآن حدث طبيعي أم أنه تحضير لتداعيات خطيرة مستقبلية على العراق والمنطقة ككل ؟ .
من المعلوم أن الإعلام المسيس يؤثر في عوام الشيعة فلم نرى مطالبات بتحرير فكة أو إعادة الأراضي المحتلة في أربيل من قبل إيران ضمن تظاهرات الشارع العراقي في السابق، إلا في تظاهرات الجمعة الأخيرة طالبوا بتحرير قرى أربيل ونددوا بميناء مبارك مع أصوات أهل السنة كونه تجاوز يلحق الضرر بالعراق والعراقيين ، والمسألة معروفة لأسباب عقائدية وطاعة عمياء لإيران ، وموضوع التظاهرات وسرقة قيادتها لتشويه قضيتها واضح منذ فترة ، وبالسفه المتقصد من موسيقى ورقص لا يخفى هو أمر آخر .
لاحظنا نحن العراقيون وأهل السنة بالذات أن كل زيارة لمسئول كبير من إيران هي لتسليم أوامر جديدة من السلطة العليا في إيران لخادمه المالكي أو المرجعية الفارسية ، بشكل يضمن سرية توصيل المعلومة لخطورتها كون العراق محتل وبحكم محافظة إبرانية في نظر طهران قاتلها الله ، وهذه الزيارات تكررت قبل الانتخابات الرئاسية وبعده ، مما يضفي طابع نذير شؤم ينتظر العراقيين لزيادة الأذى وتخريب العراق ، فقد زار العراق قبل أيام وفد سري برئاسة (سيباني) مع وفد من إسرائيل وأمريكا في أربيل بالذات، وبعدها ظهر الخبر على الفضائيات .تسربت معلومات أن الاجتماع كان غير ودي لمطالبة إيران شريكيها بعدة مطالب من شأنها التفوق على أمريكا في وجودها في العراق مقابل توقف التهديدات من قبل التيار الصدري بملاحقة الجيش الأمريكي . مع أن السبب مضحك لكن أمريكا تأخذه بجدية مما يدل على وجود أمريكا الشكلي إن لم يكن انسحابها شرط مستقبلي في اجتماعات أخرى تفرضه الهيمنة الإيرانية على الوضع في العراق وسحب البساط من تحت أمريكا . لا أحد يجهل أن في جعبة أمريكا الكثير فقد مهدت مقدمات الضعف العربي في المنطقة بموافقة حكامها لتوافق المصالح وبقاءهم في الحكم .
يفترض أن يتذكر حكام الكويت تدخل أمريكا في تهدئة الأزمة وإنهاء مطالبات العراق بدفع تعويضات الغزو على عليه عند زيارة أمير البلاد شخصياً لأوباما وإعلان المقابلة في جريدة الحدث الكويتية ـ وربما هي رسالة للحكومة الصفوية أيضاً بأن أمريكا معهم ـ فأين تدخل أمريكا اليوم لتهدئة الموقف ؟ . ربما أنكرت الكويت الفخ الذي نصبته للرئيس صدام حسين رحمه الله حين أبدت نصيحتها بالتعامل مع اعتداءات آل الصباح بالفعل العسكري وأنها لن تتدخل، وهذا لا يغير الحقيقة، فما الذي يمنع أمريكا ذراع إسرائيل في المنطقة أن مشروع ميناء مبارك هو الأزمة التي تهيأ لتغيير قريب ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد متزامن مع التغييرات المتلاحقة في بلدان الشرق الوسط وعمليات الإطاحة بالحكام باستغلال ثورات الشعب المستقلة مع حبائل اليهود الخفية. 

 إن تفجر العلاقة مجدداً بين العراق والكويت واحتمال التصاعد بشكل عسكري من إيران بصورة غير مباشرة أمر وارد إن علمنا أن الملف النووي يعتبر أمر جدي يهدد أمن إسرائيل ( كما تعتقد أمريكا) وتصريحات البنتاغون أن كل الحلول مطروحة قد وصلت الأسماع ، وأن وقوف أمريكا متفرجة تنتظر ضعف الخليج وإيران معها وهو الأهم هدف بديهي ، خاصة أن المستقبل لا يخلو من تداعيات خطيرة بحكم تهديدات إيران لدول الخليج بعد أحداث العنف في البحرين بسبب مطالبات أصحاب المظلومية الموروثة في الحقوق كوسيلة تبرر الغاية ؟ ليتذكر الكويتيون أن للشيعة سلطة على حاكمهم فهناك معلومات تفيد أنه يملك قناة (السور)مع أفراد من وزارة الداخلية ومحموعة إيرانية ، وهذه القناة تشن هجوم على من يسموهم ( الازدواجيون) وهم من أهل السنة من أصول تنتمي لقبائل من السعودية ويمثلون 70 % من الشعب الكويتي، فحين يتم التضييق عليهم والقضاء عليهم يصبح الأمر أسهل لوجود الرافضة وسيطرتهم الواضحة والبدون للوصول إلى السعودية بعدها .
الكويت الآن في كماشة إيران شاءوا أم أبوا ، وقصف سفارتهم في المنطقة الخضراء وهروب سفيرهم رسالة لطيفة من أعوان الشيطان، فهل نسي حكام الكويت أم جهلوا حقيقة أصدقاءهم كما جهلوا حقيقة أعداءهم في العقيدة وهم بين ظهرانيهم ومن حولهم ؟
الاحتمالات واسعة وتبقى المصالح المشتركة هي التي تحل الأزمات ككل مرة، ويبقى الشعب هو من يتحمل الخسائر جميعها بلا استثناء . نسأل الله العون لتطهير العراق من المجرمين والخونة ونسأله الرضا ومنه النصر .


آملة البغدادية / تموز 2011

 

الخميس، 14 يوليو 2011

"الإرهاب الدولي ،من مصانع الصهيونية إلى إيران الصفوية"


بسم الله الرحمن الرحيم
يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلنَّصَارَىٰ أَوْلِيَآءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ)المائدة 51




الجزء الأول :

صناعة الإرهاب : المقدمة

صناعة الإرهاب ، مصطلح جديد فرض نفسه على العالم وصار كالخيمة التي تُجمع فيها كل أنواع العنف المسلح الصادر من فئة معينة من الناس يطلق عليهم أسم الإسلاميون المتشددون ، وكأن الإرهاب حرفة يتقنها المسلمون وفشل فيها غيرهم ! وللأسف صارت قنواتنا العربية كقناة الجزيرة تنشر برامج بهذا الأسم وتختص في ترسيخ الفكرة في العقول على جماعة (تنظيم القاعدة) والتي أصبحت كالشماعة عُلقت عليها تفجيرات رهيبة غالبها في العراق بعد غزوه وفور الاعلان عنها وقبل أي تحقيق . فهل فعلاً فازت القاعدة بصناعة الارهاب كاحتكار ؟ وإن تم رفض هذا الاحتكار لها من قبل الشعوب المستقلة في رأيها، فمن يتقنه غير القاعدة ؟ ولو أردنا أن نضع درجات ومراتب فمن سيحتل المرتبة الأولى ؟

من يقرأ هذه المقدمة سيقول أن الموضوع حتماً للدفاع عن منظمة القاعدة والحقيقة أنه بعيد عن هذا التنظيم لأن ما يجري في العالم الآن له مؤشرات وألوان مشابهة لما كان في الأفق من زمن بعيد ، ولا يمكن أن نفهم ما يجري وما سيكون كاستقراء إن لم نجعل التاريخ يقودنا والمنطق أداة ، وعندها سيتبين مدى خطورة ما يجري وخطورة دور الإعلام في تلقين الشعوب ما يجب أن يروه لا ما هو كائن في الشارع .
 إن هذا يدفعنا بالضرورة للعودة لأحد عشر سنة مضت حيث كانت الطبول في أروقة الأمم المتحدة تدق نغمة واحدة ، وهي أن العراق يصنع أسلحة دمار شامل وستستعمل في المنطقة ويجب أن يُتخذ بشأن العراق قرار وإجماع على منعه من هذا المشروع الخطير ، وكان آنذاك بداية لفرق التفتيش أن نخرت جسد العراق من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه بحثاً عن أدلة أو حتى عن صندوق صغير بائس من هذا المنتج حتى يكون العالم بسلام ! ، ولم يجدوا غير مهزلة أنبوبة الأنثراكس ! 
يقول ( هانز بليكس ) رئيس منظمة التفتيش في مقابلة مع قناة الجزيرة في العاصمة السويدية أنه تعرض لما يشبه التهديد هو والدكتور محمد البرادعي من قبل المتهود (ديك شيني) نائب الرئيس الأمريكي وصاحب أكبر شركة نفطية  "ما فهمته أنهم إذا لم نأت بالأجوبة المطلوبة، فسيقدمون هذه الأجوبة ويتخذون الإجراءات تباعا" . 
 لا أدري كيف رضي العالم أن يقف موقف المتفرج على جريمة مؤلمة من التفتيش الدقيق وصل إلى أدراج أصغر الموظفين في دوائر الدولة البعيدة عن التصنيع وعن التجارة وعن الدفاع بل وصل إلى الصحراء الغربية القاحلة ولم يكن للعالم موقف إلا بقرار الحصار الذي قتل مليون وربع طفل عراقي بسبب نقص الدواء والغذاء ونتيجة المواد المشعة التي قصف بها العراق في حرب الخليج .
 لم نسمع من يقول بضرورة وقفها ولم يحتج أحد على ضرب العراق بقنابل تحمل اليورانيوم المخصب في حين كانوا يبحثون عنه في العراق ! وكأن العالم كان يتوق إلى إنهاك العراق تماماً شعب وموارد . وهذا هو النهج والخطة فعلاً لمن يعلم أن أمريكا تسوق هيئات الأمم ومنظماتها وأن اليهود تسوق أمريكا . قدر العراق أن يكون هدف للتخريب وبسبب حاكم بابلي هو (نبوخذ نصر) سبى اليهود مرتين واقتادهم إلى بابل وما سبا اليهود لولا ضرورة وقف شرهم في الأرض ولكن منذ متى كان البحث عن البداية والأسباب ؟ ومتى ربطنا التاريخ القديم بالحاضر لنعلم علاقة كورش قديماً وإيران حديثا ً؟ أي عقدة هذه وأي أجيال مريضة تتوارث الانتقام الى يومنا هذا ! 
وأي رؤوساء دول تملـّكهم هوس خطر العراق ومعركة الهرمجدون فقاموا بتنفيذها بدل تحاشيها ! من يتصور أن أمريكا بلد حر فهو مخطأ فالحرية هي حرية الفكر وصفاء المعتقد من التلقين وهذا ما لم يكن عليه رؤوساء الولايات المتحدة لا الرئيس ( ريغن ) ولا ( بوش ) الأب والأبن بل هم المتهودون الصهاينة بأعلى مراحلها بسبب اعتقادهم بفكرة المخلص من آل داوود لينقذ البشرية بعد حرب عالمية .

 يكفي أن نتابع أفلام هوليوود لنرى هوسهم بالحروب الكبيرة الكونية والمخلص دوماً أمريكي !وهو (تمويه للضرورة) وما يعتبره العرب أنتاج بغية ربح مادي فهو فكر قاصر فهناك من يعلم أن حتى ألعابهم المخصصة للصغار توجه لفكر عداءي للعرب مخطط له للتنشئة سواء ألعاب عادية أو ألكترونية وحتى بأشكال مشابهة لملامح العرب وزيهم وما أكثر ما اشترى العرب منها بغفلة ! .

الإرهاب اليهودي :

أستعرض شيئاً بسيطاً من حقيقة اليهود لنرى بداية الأرهاب المنظم وطبيعة مؤسسيه والذي ما تزال خطوطه ولكن بأيادي مغايرة كتطور غفل عنه الكثير . يقول الحاخام اليهودي ( موريس صمويل ) : (نحن اليهود نحن المدمرون سوف نبقى المدمرون الى الأبد مهما عملنا فإن ذلك لن يكفي احتياجاتنا وطلبنا سوف ندمر لأننا نريد العالم لنا ) وهذا النص من كتاب ( أنتم غير اليهود ) . هل هو حاخام يهذي بسبب عزلته في صومعة ؟
 لنقرأ ما جاء في التوراة الإصحاح السادس سفر يشوع ( أهلكوا جميع ما في المدينة من رجل وإمرأة وطفل وشيخ حتى البقر والحمير بحد السيف واحرقوا المدينة وجميع ما فيها ) ، إذن هي عقيدة دينية وقد جاء تثبيتها كبند في البروتوكول العاشر لكن شملت كل المدن لا مدينة واحدة : ( لننهك كل إنسان بالمنازعات والعداوات والحزازات والمجاعة وانتشار الأوبئة والعوز والفاقة حتى يجد الأغيار أن لا مناص لهم من مناشدتنا العون المادي والسلطان ) . هل هذه البروتوكولات أسطورة نسبت لليهود يقول بها المؤمنون بنظرية المؤامرة كما يشيع معيني الإرهاب اليهودي في محاولات تغييبها عن العقول؟ والجواب نصل إليه عندما نستعرض التنفيذ الحرفي للبروتوكولات الهدامة لنعلم أنها خطة تنفذ كما لو كانت يمين وعهود مقطوعة جيلاً بعد جيل . 
يستعرض الأستاذ محمد حسين الفلاحي سلسلة أعمال إجرامية منذ عام  1834 في كتابه (الأيدي الناعمة ونواعير الدم) والتي استمرت إلى عصرنا الحاضر مروراً بفضيحة إيران غيت مع العدو الثاني للعرب (إيران) ، ثم فضيحة (كول غيت) كيت هو رئيس القوات الدولية في فلسطين الذي تم اغتياله مع عدد آخر من أعضاء في الأمم المتحدة وتتبعها فضيحة (مونيكا كلنتن) ليخضع القادة إلى استراتيجية الصهاينة الإرهابية لتنفيذ مخططهم الرهيب لحكم العالم بعد تخريبه بالفوضى والثورات . 

إن هذه الخطط الشريرة تتكرر في كل عصر ومكان والتي نفذت بأبشع صورها في البوسنة والهرسك وما جرى في أقليم كوسوفو دليل على العقلية الإرهابية عند اليهود لم تقتصر على ممارساتهم وتعاملهم مع الفلسطينيين بحجة حقهم في الأرض المسلوبة ولكنه احتلال غاشم من نفسية لا تعيش إلا بالإرهاب سكتت عنه ضمائر قادة العالم وبرأت نفسها بصفاقة في قرارات لم تنفذ الى يومنا هذا .
 لا شك أن الأمر بات واضحاً بوجود أذرع سادية مصابة بعقد مستعصية تنادي بالمظلومية وهي أظلم وأدهى وتنتقم بالغدر والمكر  فقد فُضح اليهود في أكثر من مرة في تفجيرات هزت العالم وآخرها تفجير برجي التجارة العالميين في نيويورك عام 2001 وتم التكتم على نتائج التحقيقات التي هي واضحة كوضوح الشمس واعترف بها الكثير من الخبراء والأكاديميين والصقت بالقاعدة لتكون مبرر لغزو افغانستان . أما غزو العراق فقد رفع الستار ليكشف من وراءه والعنصر اليهودي الصهيوني واضح الوجود جليّ بل ويعترف بغرور وهم من حرس السجون العراقية وأحدهم التقط لنفسه صورة وهو واشم ذراعه بنجمة يهود السداسية وصورة لعقرب أسود وعندما يعترف المحققين بأنهم يهود عند التحقيق مع السجناء . هل هناك أشر ممن يغتال بجرائمه بل ويكشف عنها ؟ هذه الفضيحة التي سميت (سجن أبي غريب) التي صعق العالم لطرق التعذيب في ضجة كزوبعة في فنجان كما هي جريمة فرقة ( بلاك ووترز ) وهي فرقة خاصة يتحكم بها الموساد الإسرائيلي ولهم حصانة من الرب الأعلى للبيت الأبيض (هنري كيسنجر) ، وويل لمن تعرض لهم كما حصل مع مدينة الفلوجة المجاهدة حين قتلت أعضاء من الموساد وعلقتهم في الشارع فكانت العقوبة معركة وحشية في ظل حكومة تسمى عراقية أنتجت مواليد مشوهة وأصابات بالسرطان بسبب أسلحة الدمار الصهيونية .

كيف لنا أن نفسر المباديء الأممية وحقوق الإنسان واحترام دول الاعضاء والحضارة بينما نعلم أن اليونسكو سلمت البنتاغون لائحة بأربعة آلاف موقع أثري على أمل تجنبها أثناء القصف العسكري... لكن أمريكا قصفتها ؟ كيف نفسر الصور التي رأيناها لذباح يقوده قوة من الأمريكان في العراق وهو يشرع بالذبح ؟

هل تكفي فردة حذاء للرد أم يعتقدوا أنه الرد الوحيد ؟ 
متى يحترم العالم عقولنا بعد أن يحترموا مناصبهم ؟

الجزء الثاني /

إيران على خطى اليهود


 
ما هي صناعة الإرهاب ؟
هل هي مجموعة من الأفراد تعمل على قتل مجموعة في بلد محتل أم أنها الحكومات التي تحتضن عصابات تعمل بإمرتها وتنفذ سيطرتها بإقصاء الآخر والتي لا تخرج عن كونها حكومة مافيا بامتياز ؟ يقول الإستاذ الفلاحي واصفاً مبدأ الأرهاب وعلاقته باليهودية : ( مبدأ الإرهاب هو أبرز أبجديات السياسة اليهودية فالملاحقة والقتل والابتزاز وتدمير غير اليهود يشكل هدفاً مطلوباً لذاته في الفلسفة اليهودية وليس وسيلة أو هدف وسيطاً) . 
إن هذا الربط بين اليهود والإرهاب توصل إليها من دراسة لبروتوكلات صهيون والتاريخ مقارنة مع كتبهم التلمودية التي هي دستور الدين الدموي لليهود العنصري الوقح ، ففي جزء من البروتوكول الأول ينص على العنف والإرهاب وفيه ( وإذن فخير النتائج في حكم العالم ما ينتزع بالعنف والإرهاب لا بالمناقشات الأكاديمية) فلا عجب من إصرار اليهود على أساليب القمع والاستيطان وقيام الثورات بأيادي أخرى لها ولكن العجب على إصرار الحكام العرب على مفاوضات السلام ! 
أما قرأوا التاريخ على الأقل ؟ وإن قرأوا فأين العبرة وأين التدارك أم قد فات أوانها وسط شباك الديون ؟ واخترت هنا أكثر الأسباب رزانة وتركت نقص هرمون الأدرينالين .. أما التطبيق لهذه الخطة فالنص التالي من كتاب الأستاذ الفلاحي ( إختار اليهود الماسوني المتهود (جوسيبي مازيني) الإيطالي الجنسية ليترأس عصابات المافيا وليكون مدير البرنامج اليهودي لإثارة الاضطرابات في العالم ولينفذ أبشع جرائم الملاحقة والقتل الاختطاف بين عامي 1843 و1872 حيث مات مازيني وعينوا خلفاً له زعيماً ثورياً إيطالياً يدعى (أدريانوليمي) حيث واصل تنفيذ أوامر أسياده اليهود وليمارس أبشع أنواع القتل والإرهاب تحت نفس الشعار الذي طرحه سلفه ماسيني والذي نصه (مازيني يأمركم بالنهب والحرق والتسمم)  

ما الفرق بين هذه المافيا وما تفعله القوات المسلحة اليوم وعصابات مقتدى الصدر المسماة بجيش المهدي أو بين منظمة بدر الإيرانية؟ هل نتجنى عليها وهل هي جماعات مسلحة قاومت القوات الأجنبية المحتلة ؟

الواقع يقول أن هذه المجموعات هي تطبيق حرفي لعصابات المافيا اليهودية ذاتها فقد اعتمدت في القتل والترهيب لتصفية مخالفيهم من علماء دين وعلماء أختصاص في كل المجالات من يتحرك لإنقاذ العراق ومن لا علاقة له بأي تحرك على أبشع أنواعه مما لا يخطر على قلب بشر ومنها الثقب بآلة المثقاب الكهربائي وما زالت إلى هذا اليوم ومع حرق المساجد والبيوت بساكنيها وخطف الأطفال وبيعهم والاتجار بالمخدرات وتدولها ضمن أفراد الشرطة التي يفترض أن تكون حامية للمجتمع ومع هدم الأبنية التراثية وتشويه الثقافة وحرق الكتب وتهريب النادر منها مع الآثار النفيسة والقضاء على الثروة الحيوانية وإهمال مجالي الزراعة والري بل سرقة المياه كلها أفعال محتل لا حكومة وطنية كما يشاع  ، وبالفعل تم تسميم السجناء وحتى خنقهم والادعاء بأنها حادثة كما في عربة نقل السجناء الثلاثون قبل فترة قصيرة ، وحتى قضية تلويث الماء تم محاولتها وضبط المجرمون من قبل القوات الأمريكية ولم نجد أي تجريم ولا عقوبات وكلها محاولات تم كشفها والتكتم عليها ولا نجد تحرك لمدعي حقوق الإنسان ولا تحرك من قبل محكمة العدل الدولية ولديها شكاوى مع أدلة تملأ الرفوف ، ما الذي نفهمه ؟ غير أنها صورة لشركاء في الخفاء ،،،

أما تغلغل اليهود في العالم وصولاً إلى سدة الحكم فهو تطبيق للبروتوكولات الصهيونية بعد تحديثها عام 1770 من قبل اليهودي ( وايز هاوت ) وثم ( ألبرت بايك ) لكي يصل اليهود إلى درجة السيطرة العالمية أقتصادياً وسياسياً ، وقد نفذت هذه الخطة لتنفيذ الثورات الكبرى في دول العالم كما في الدولة العثمانية وروسيا القيصرية وهم فجروا الثورة في أنكلترا وفرنسا وأسبانيا وهولندا وألمانيا بواسطة عملاءهم من المحفل الماسوني في تلك الدول بتكريس المال وزرع الخلافات والتضحية باليهود في مذابح ليكونوا ورقة يرفعها اليهود المنادون بالمظلومية وطلب العدالة . أليست هذه الممارسات تجعلنا نربطها بما تفعله حكومة المالكي وما قبلها بالتفجيرات المفتعلة في مناطق الشيعة وأبرزها في الكاظمية ومدينة الصدر في بغداد ؟ وهذا ليس استدلال ظني بل هناك وثيقة تسربت من مكتب المالكي نفسه يأمر بها ويمكن العثور عليها بمحرك البحث بعد نشرها .

 يعتبر اليهود أن المال هو الأداة الكبرى للدخول والنفوذ داخل الدول وهذا ما نلاحظه في امتلاك اليهود أكبر الشركات في العالم لا سيما الخاصة بالبترول وبه حتى أصبح العالم شركة يهودية بفروع متعددة تحت أسماء أخرى تخدمهم أما بالاقتناع أو بالغفلة ولا نتعجب حين نرى أن اليهود وصلوا إلى البرلمانات والهيئات الكبرى لهدف واحد هو حكم العالم بحاكم واحد هو المخلص من نسل داوود . من بين مئات الأسماء نقرأ منهم في عهد بوش الأب والأبن : مادلين أولبرايت - كولن باول- كونداليزا رايس - رامسفيلد – وليم كوهين –ووزراء كل من الزراعة ووزير المالية ورئيس البنك المركزي الفيدرالي ورئيس مجلس الأمن القومي والمساعد الخاص للرئيس الأمريكي (جيف أيهير) وثلاثة مستشارين أخروثلاثة من مساعدي وزير الخارجية واليهودية (سوزان كوماسيس) كبيرة مساعي السيدة الأولى وأما أكثرالمراكز خطورة وهي دائرة المخابرات المركزية (السي آي أي) فيترأسها اليهودي المعروف (جورج تينيت) ويذكرأيضاً عشرين سفيرلأمريكا في دول العالم هم من اليهود بما فيهم مصروالمغرب. أما في عهد الرئيس الجديد أوباما فقد كان أول منصب تم اختياره هو عندما عين اليهودي جون بايدن مخطط التقسيم نائباً له .

 عندما نستعرض النهج الإيراني في نشر ولاية الفقيه الذي يطبق في العراق لا يجب أن نغفل أن لها بروتوكولات مشابهة وأهداف مشابهة ودوافع مشابهة ، فالشيعة يعملون في الوطن العربي على التغلغل بواسطة المال إلى مناصب عليا والكل يعمل في الدول العربية بكونه جند من جند الإمام المهدي ( المخلص الفارسي ) ، وما الخلايا التي تكتشف إلا البداية فقط لشبكات كبرى يغفل عنها العرب بغرابة ويتجاهلها الحكام وكأن العلاقات الدولية وحسن الجوار تتطلب التغاضي والتسامح . إذن ماذا يمكن أن نتوقع في ظل حكومات طائفية مقيتة كهذه سوى تكريس كل الطاقات لمد أذرع التخريب والهيمنة قدر المستطاع تتبعاً لنهج التوأم اليهودي ؟

وكيف نؤمن بأن الحكومة التس تسمى نفسها عراقية قد جاءت من أجل العراق ونعلم أن اليهود قد عادوا الى الكفل بعد هدم المعبد وتم إعادة توطينهم من جديد ورعاية مراقدهم ؟ ولماذا يستخدم مطار النجف لنقلهم ؟ ما ضرورة إصدار صحيفة لهم في كردستان لأي جماعة متواجدة مستوطنة؟ 
أن قضية رجوع اليهود إلى العراق هي بلا شك أحد الشروط بين المعارضة وبين أمريكا قبل الغزو والشواهد تثبت أنها تنفذ في شمال العراق خاصة في مدينة السليمانية كما أريد لها وأنقل نص من مقال يكشف العلاقة بين إسرائيل وحكومات الغزو في العراق : وكانت دراسة عراقية معزّزة بالأسماء والأرقام والعناوين، قد كشفت معلومات وصفت بالمذهلة عن تغلغل "الأخطبوط الصهيوني" في العراق المحتل منذ قرابة الست سنوات.
وقال تقرير مفصّل أعده مركز "دار بابل" العراقي للأبحاث، إن التغلغل "الإسرائيلي" في هذا البلد طال الجوانب السياسية والتجارية والأمنية، وهو مدعوم مباشرة من رجالات مسؤولين من أمثال مسعود البرزاني، جلال الطالباني، كوسرت رسول مدير مخابرات السليمانية، مثال الألوسي, وهو نائب ورجل أعمال، كنعان مكيّه, وهو مدير وثائق الدولة العراقية، وأحمد الجلبي ، وغيرهم.

وقال التقرير إن وزير الحرب الصهيوني الأسبق ووزير البنية التحتية الحالي "فؤاد بنيامين بن أليعازر"، وهو يهودى من أصل عراقي، ومن مواليد محافظة البصرة العراقية، يشرف على إدارة سلسلة شركات لنقل الوفود الدينية اليهودية- "الإسرائيلية" بعد جمعهم من "إسرائيل" وأفريقيا وأوروبا، والسفر بهم على متن خطوط جوية عربية، ومن ثم إلى المواقع الدينية اليهودية- المسيحية فى العراق.

    بماذا يمكن أن نصف رئيس الوزراء ( نوري المالكي ) الذي يوفر الحماية للموساد ويعلم بتحركاتهم ووجودهم في الوزارات وحتى بين أفراد التحقيق في السجون ؟ 
أي جدارة تطلق عليه أم أي عراقية وقد تم في عهده أكبر سرقات للمصارف العراقية واحتلال لآبار من قبل إيران واكتشاف السجون السرية بعلمه وفضائح الفساد يتم التخلص منها بحرق الملفات مع طوابق كاملة في الوزارات ويهرب المجرمين والنهابين بطائرات وجوازات دبلوماسية ؟؟ 
والمضحك أنه يلقي بالمسؤولية على البعثيين التعريف الثاني لأهل السنة في العقلية المهووسة بالتظلم ! يقول نوري المالكي لجريدة الواشنطن بوست بكل صلافة وهو الذي يرفع شعار المصالحة ! : ( السنة إذا ما أرادوا (الامتثال) لما نريد ، سيكونون شركاء حقيقيين..! وإذا بقوا (مشاكسين) ولم يمتثلوا، فلن يكونوا شركاء.!! ) ،
 لا يوجد غير وصف طائفي مقيت ورئيس مافيا حكومية فضلت الجهر بأهدافها بعد أن أمنت من أي العقوبة لتغييرها من قبل الأمم المتحدة اليهودية القيادة لأنها تنفذ أوامر إيران الذراع الثاني للتخريب ولكن على الطريقة الإيرانية لظهور مخلصهم الموهوم واللعبة مزدوجة والدهاء في تنافس ليتقدم أحدهم على الآخر .

 لم تجد المؤتمرات بعد كل هذه المعلومات التي في أدراج الأمم المتحدة وأضعافها وأكثر منها خطورة أي ضرورة لكي تضع حداً للغزو المخرب الذي ما جلب الديمقراطية كما زعموا بل ولـّد احتلال آخر أشد حقداً وعنف متزايد من نفس الذات الموبوءة بعقد المظلومية والغدر من الجارة ( إيران ) لأن العالم أصبح محكوم بإرادة أمريكا التي تستعمل جرس الأرهاب كلما لزم الأمر لينتظم الصف لديها بينما الواقع يبين أن الأرهاب زاد توسع وحدة منذ أعلن الحرب عليها ليس لأن الفعل له رد فعل كقانون بل أن منابع الأرهاب محمية في مكاتب عليا بيافطة مكافحة الأرهاب .

 يا لهذا الثالوث الشيطاني الذي سيجر العالم الى كوارث لاحقة وما زلنا نمني النفس بالانتظار مع المنتظرين بأن العالم سيقف يوماً ويقطع أذرع التخريب ويترك البلاد لأهلها لكي لا نتداعى أمام الحقيقة! .
الجزء الثالث /

علي السراي من جديد/والأذرع الصفوية في أروقة الأمم المتحدة



 أما أذرع الصهيونية فقد بينتها أعلاه ولا يمكن لحاكم أمريكي أن يعتلي عرش الرئاسة إلا بموافقة اللوبي وهذا يشمل الرئيس أوباما الذي نادى برفضه للانصياع للوبي الصهيوني حتى يكسب الأصوات وقد تم ، وكسب أعجاب القادة العرب فكانت أول ثمرات الخداع مصافحات وهدايا كقلائد من ذهب ! بينما العراق ما تزال الدماء تجري فيه على يد القوات الأمريكية وذيولها الصفوية ، وأكدت هنا على أن اليهود سيطروا على المؤسسات العالمية السياسية ومنظماتها الإنسانية وهذه الاستراتيجية فهمتها إيران وعلمت أن الأدوات هي المال والاعلام فلماذا لا تطبق الخطة التي ثبت نجاحها ؟ قد توفرت العوامل جميعها ؛ المال والأفراد بولاء تام والضعف في جبهات العدو ولديهم اعلام دخل حتى إلى حصون العدو بسيل لعاب الإدارات لسطوة التومان وأصبحت قنواتهم اللعانة الضاربة لثوابت الدين تصدر من داخل قلاع الأعداء ( وأقصد النواصب وهي ترجمة لأهل السنة حسب الدين الإمامي ) فها هي سلطة المال الإيراني تجعل إدارة النايل سات ترسل إنذار لقناة صفا التي تحارب الفكر الدخيل على الإسلام وتوجه للقناة احتجاج تضمن مسألة مقاطعة البضائع الإيرانية كمثال لا الحصر حسب وصف الكتاب !! هل تكفي هذه شهادة أم هناك شك ؟ والأيام ستزودكم بالمزيد .... 
هل باتت الأذرع الإيرانية في اصطفاف مع إسرائيل في  الخفاء أم يجري فرض إيران بأموال حركت حتى شهية الجامعة العربية لتمويلها حين ذكرها الأستاذ عمرو موسى في افتتاح قمة سرت بابتسامة عريضة ؟ التاريخ الذي هو المرجع لإيجاد الأجوبة لأسئلة معقدة كهذه ، ويكفي نظرة على تعليق الوزير السابق الأبطحي حين اعترف أن لولا إيران ما استطاعت أمريكا غزو أفغانستان ولا العراق ، وهذا التصريح أكده الرئيس الإيراني ( أحمدي نجاد ) بوقاحة كأنه يذكر أمريكا وإسرائيل على خدماته التي يجب أن تكون على الطاولة في حل أزمة المشروع النووي الإيراني ، وهو وما زال يتدخل في تشكيل الحكومة بالعلن فلا أحد له عرق ينبض ليقف ويرمي عليه فردة حذاء على أقل ما يجب فعله أمام الخراب الذي يجري في العراق وإبادة شعب وحصار مناطق بأساليب مشابهة لما تفعله إسرائيل في فلسطين وأقسى ولكن نرى التعاون بحجة الجهاد والتسلح ولا يعلم أنه يتفاوض مع الشيطان ولن يخرج سالماً فأي مستقبل يرتجى مع قلة ناصر للمجاهدين فيه ؟.

 عندما نرى هذا التطابق العجيب بين نهج اليهود ونهج المجوس ومقرها إيران المغلفة بعباءة إسلامية وعمامة فارسية تتخذ من الدين الإسلامي عربة وحب آل البيت شعارـ وما أبعدها عن نهج آل البيت رضوان الله عليهم ـ وما لديهما من متشابه في الخطط السرية كبروتوكولات منشورة يغني عن أي بحث فعندما نرى هذا التطابق نتساءل :هل تم الوصول إلى مرحلة الوجود القيادي في أروقة الأمم المتحدة ؟ !
كنت قد كتبت مقالة بعنوان ( الحرب على علماء أهل السنة / ملفات ساخنة وأسرار خافية ) بجزئين ونشرته في عدة مواقع ونبهت من خطر المد الشيعي الإمامي الفارسي في المنطقة والذي يشهد أوجه بعد سقوط السد الحامي للمنطقة الجيش العراقي الوطني ، وذكرت منظمات تعمل كأدوات لهيمنة إيران وتجعل من الهجوم على أهل السنة وشيوخها بحجة الإرهاب وتكفير التشيع طريقة للعودة للعصر الصفوي بأوجه أخرى عصرية في أساليبها ولكنها أخبث وأعلى في حقدها وجرائمها كطابور خامس في الدول العربية حيث عملت مؤسستا آل البيت في القاهرة وبغداد على إطلاق حملة تستهدف 22 عالمًا سعوديًا بذريعة إصدارهم الفتاوى التي تؤكد كفر الشيعة وهذه المؤسسات ما هي إلا تطبيق لبروتوكولات شبيهة لبروتوكولات صهيون تعود للعدو الثاني للإسلام والعرب هي إيران حيث أن لها خطة مماثلة سرية تم فضحها بدأها الخميني وتبنتها عمائم ولاية الفقيه وعملاءها اليوم في العراق بصورة مكثفة كقاعدة انطلاق للدول العربية فيما بعد .

أن ما نشر على الفضائيات ضمن اجتماعات القمة الإسلامية ووجود منظمة تأخذ طابع دولي فيها أعضاء محترفين في ملاحقة علماء الأمة مثل الشيخ الراحل أبن جبرين الذي كان في إلمانيا للعلاج وتم إصدار مذكرة قبض عليه وهو في المستشفى في أيامه الأخيرة ولم يكفر إلا بدليل من الكتاب والسنة فكيف يمكن لتمرير مؤامرة كهذه على مرأى دول العالم الني تدعي احترام الأديان وعلماء الدين ؟ هذه المؤامرة ما تزال تحاك على نطاق أوسع خيب الله آمالهم ، فأصبحت كمشروع يراد منه القبض على شيوخنا بنفس الحجة بل وبصورة موسعة تشمل كل أفراد أهل السنة بحجة القضاء على الإرهاب هي ظاهرة خطيرة جداً فهذا المدعو (علي السراي) وهو رئيس مسؤول لجان إنتفاضة المهجر في أوربا قد تم ترشيحه كرئيس ! وقد ألقى كلمة في المؤتمر المنعقد منتصف هذه العام وهو يحرض الأمم المتحدة على تعقب شيوخ أهل السنة كما شمل أي فرد آخر بلفظ كل من يشجع الإرهاب! وتم نشرها على اليوتيوب بأسم (تجريم علماء شيوخ التكفير ووضعهم على لائحة الإرهاب ومنعهم من دخول  الأتحاد الأوربي ) بل ويدعو إلى جبهة عالمية موحدة لذلك وقد استعمل تماماً عقيدة التشيع الإمامي وهو (الكذب والوقيعة بالمخالف) كنهج يغفل عنه الكثير .

 لا أدري ما توجه ألمانيا التي تسمح حتى بمظاهرات أثناء انعقاد المؤتمر أمام السفارة السعودية من قبل الشيعة المقيمين هناك بلافتات طائفية ؟ هل هي حرية الفرد ؟ أم أنها غافلة لما يحصل في العراق من إبادة لأهل السنة وفساد شامل من قبل حكومة صفوية انتشرت فضائحها في أرجاء العالم، أم أنها نازية جديدة ؟
 كيف توصل هذا الصفوي الى كرسي الرئاسة ؟ هل هو عصر التومان يغزو الغرب ؟ وأين أصوات العرب وأموالهم وهم الأكثر عدداً ومالاً ؟ أم أن أولوياتهم تختلف فليعلمونا ما هي حتى نكف عن التساءل ونريحهم ونرتاح ؟ 
هل يتطلب الأمر معجزة إن تم عقد مؤتمر ديني لعلماء أهل السنة والجماعة يخصص مسألة التعرض للذات الإلهية ورموز الإسلام وشيوخنا وعلماءنا ببنود وعقوبات واضحة تدخل حيز التنفيذ ؟ أم مازالت نظريات التقريب تخدر العقول وقد فشلت على أرض الواقع ؟ ومتى يعتبرون غزو العراق أخطر من احتلال فلسطين بمرات بحسب نتائجه على الدين وعلى العباد والبلاد ووفق الفارق الزمني الواضح  ؟ ومتى يفهمون أن الصمت المخزي يجعل الدور على دولة أخرى لا محالة ؟

 أننا نعيش عصر الإرهاب الإيراني بخطى مسارعة لما جرى عليه من تغلغل يهودي لأنها استفادت من التجارب وعرفت الأخطاء ولديها عامل قوي وهو طاعة المراجع ومنع الرد عليهم لأنها كالراد على الله ! وهذا الستار الديني لحب آل البيت أكبر خدعة للعوام مما يوفر لها متطوعين لتنفيذ خططها بالمجان وما لهم من نصيب في الحكم . فمتى يصحو شيعة العراق أولاً بعد انهيار صورة الصنم السيستاني في أكبر فضيحة بأسم الخمس والمتعة ركني التشيع الذي يدر ذهباً ؟ ومتى يصحو العرب وحكام العرب ومتى يكون للشعب عندهم صوت ووجود ؟ ومتى يفهم الجميع حقيقة إيران ونفوذها بالمال بأذرع أخطبوطية تشتري ذمم المؤسسات العربية لضرب العرب ؟ 
والقادم سيثبت هذا إن وعى القاريء للخبر وما وراءه ،،،

ورغم هذه الحقائق المخيفة التي ترسم صورة قاتمة للمستقبل ولكن هناك عامل قوي لوقفها ؛ وهو وعي الجماهير لهذه المؤامرات فلا يوجد في عصر الاتصالات شيء خافي ولا وجود لما يسمى بأسرار طالما هناك من يغتر فيفضح نفسه بعقده النفسية وطالما هناك من ينشر ومن يقرأ . هناك بلا شك عامل نصر وهو الوحدة والمقاومة إن توفرت عناصر التمكين ، وها أنا أعود ككل مرة للتفاءل كطريق للتماسك النفسي وأمل بالله لحسن الظن به وبالله نستعين .
آملة البغدادية / آب 2010

" الكذب بلا حدود في تصريحات المالكي والجيش الأمريكي ، دفاع أمام الشركاء أم مستلزمات الرؤوساء "



في جو مشحون بالتوترات والخلافات تتصاعد اللهجات وتتزايد التصريحات ولا يكاد خبر أن يأخذ مساحته من النشر على أهميته حتى يظهر آخر في واجهات الإعلام المقروءة والمسموعة وفي الفضائيات المسيرة والمخيرة نتيجة لتبعات الحدث . وفي بلد تعم فيه الفوضى الخلاقة كالعراق الذي يحتل المرتبة الأولى في تباين التصريحات وفي غرابتها نتيجة هذه الفوضى فنحن نحتاج لمتخصصين في فرز التصريحات وفق التنافي للمسؤول ذاته كما أراد له البيت الأبيض الذي قاد محتل آخر معه تصدر المناصب وقلد المراتب وفق الولاء والبراء . أن هذا البيت الأسود الذي لم يخلق سوى أفواه تمرست على الكذب أكثر منها على الدبلوماسية والخطاب المتفهم سواء للشعب المنهك أو لدول الخارج من بين مساويء أخرى تم التفاضل فيها قبل التعاون معهم ، فالتلميذ مجتهد قد تفوق على أستاذه بل أخذ يعارض ويفاوض ويتشدق ويتحذلق ولا أشك أنه سيقوم بالنصح لتقديم الاستقالة بحجة أعراض الشيخوخة الواضحة والمضرة لصاحبها لا محالة . هذا الخلق الجديد من الفوضى الذي أرادته أمريكا للشرق الأوسط والعراق خاصة كيف يكون خلاقاً بشكل سوي وعلى أي قانون فيزياءي أو كيمياءي بني عليه ؟ هل نظرية الفوضى الخلاقة مصطلح إعلامي مجازي أم اعتبرته أمريكا ووزارة دفاعها كالانفجار العملاق الذي ولـّد ترتيب منسق للمجرات وهو ما يسموه ( big bang) كباقي نظريات الإلحاد ؟ على كل حال النتيجة هي هذه الفوضى في كل شيء ولأن النتائج تدل على المقدمات فما يصدر من تصريحات متباينة مع الواقع في العراق إنما هو خارج من رحم الفساد السياسي لغلبة النوايا المصلحية الذاتية لرجال السياسة مع نوايا الضرر بالبلاد والعباد مسبقاً نتيجة ثارات تاريخية وعقد مستعصية ، وهذه ما جعلت المتابع للحدث يضع علامات التعجب أكثر من علامات الاستفهام ، فكيف يمكن لساسة يعلمون أن هناك توثيق لتصريحاتهم ولا يبالون بما يصرحون ؟ ولا سيما التي تتعلق بالقرارات المستقبلية التي غالباً ما تدل على مبادىء راسخة وآراء متأصلة والتي يسميها البعض آيديولوجية ــ التعريب الغريب لمصطلحات السياسة المستوردة ــ وهناك ما ينافيها ما هو أوثق منها وهو الشواهد على الأرض التي تنطق بلا كلمات كتطبيق للمباديء وترجمة للآراء ، ولا يقال أنها طبيعية تبعاً للمتغيرات الداخلية والخارجية فهذه لا تؤثر في ثوابت فكرية تبنى عليها سياسة دولة وهذه المتغيرات لا تلغي حقوق الأفراد عند المسؤولين الذين يتصفون بالصلاح والعدل. ترى أهي من سلم ترقي متطلبات المنصب أم دفاع مستقبـِل النهاية بترك الملعب أم من ضرورة البقاء وفق استحصال النقاط من أفواه البلهاء ؟ وأي متغير هذا الذي يحصل في بلد كحدث مهما كانت خطورته يجعل من النكران لأفعال ماضية شيء معقول ؟ أتساءل أين احترامهم لعقول الكثير إن لم يكن عندهم احترام للمنصب ؟ أم الاستهانة بالشعوب ناموس العصر ما دامت الأرض تسير إلى حتمية الصراع الكوني الذي سيطر على عقول الحكام في الغرب والشرق ؟

تصريحات للجيش الأمريكي والرئيس الأمريكي:
قال المتحدث باسم الجيش الأمريكي الجنرال (ستيف لانزا): ( إن الانسحاب المقرر للقوات الأمريكية المقاتلة من العراق بحلول الأول من سبتمبر/ أيلول المقبل سيستمر، ولن يتأثر بعمليات العنف الأخيرة. )
وأضاف في مقابلة مع بي بي سي العربية  :أن الجيش العراقي مدرب بما فيه الكفاية من أجل استلام زمام الوضع الأمني وأن أدائهم يتحسن يوما بعد يوم .
كيف يمكن أن نهضم تصريح كهذا والواقع في الشارع العراقي يشهد على أداء الجيش والشرطة معاً الخارق لأبسط مباديء العسكرية من ولاء للوطن إلى ولاء طائفي؟ وأي إداء يتحسن يوماً بعد يوم ونحن نرى سلوك أخلاقي لا يليق باللباس العسكري ولا بالرتبة ومن بينهم الكثير مما لا يحصى من متعاطي المخدرات وذوي الأخلاق المتدنية بممارساتهم مع السجناء من اغتصاب وتعذيب ومن ترويع الأهالي بالسب والعبارات الطائفية ؟ أين الأداء الذي تحسن وممارسات تعسفية لحصار ومنع تجوال ومنع الوصول إلى المستشفيات وكلها تحت لافتة عمليات أمن بغداد ؟! ترى هل هذه هي التدريبات التي قامت بها القوات الأمريكية حسب ما صرح به الرئيس الأمريكي باراك أوباما في احتفالية المحاربين المعوقين قبل أيام ؟ وهل سيستمر تدريبهم بعد انتهاء المهام القتالية حسب ما أعلن لنشهد ممارسات جديدة كمحتلين لا كحماة لوطن وشعب ؟ نعلم أن لا سلطة لديهم في أختيار المنتسبين لكن أين سلطتهم في طلب التحقيق وفرض العقوبات لمن يسيء استعمال السلطة ؟ هل تقتصر صلاحية الجيش الأمريكي على إطلاق سراح أفراد المليشيات بعد اعتقالهم من بينهم كما أطلقوا سراح ضباط من الحرس الثوري وبحوزتهم دلائل على خطة تشييع بغداد وخرائط ومعلومات أدعت إيران أنهم دبلوماسيين ؟ أم أن السياسة لها أحكام وضرورات وما خافي من المساومات كان أعظم ؟
قالوا أن القادة الامريكيين يؤكدون أن تنفيذ الانسحاب سيعتمد على تحسن الوضع الامني في العراق بصفة عامة. ويبدو ان الاختبار الحقيقي هو الانتخابات المزمع عقدها في اواخر هذا العام ، ولكن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أطل علينا وهو يلقي خطابه للجنود المعوقين ويشهدهم أنه وفى بوعده بالانسحاب ، ترى هل كان هذا ما قاله مسبقاً بدون شرط مرهون بالواقع على الساحة العراقية ؟
 وعندما أعلن الرئيس الأمريكي على أنهاء العمليات القتالية فهل إعلانه هذا إعلان حقيقي أم يدخل ضمن الكذب المسموح لاستحقاقات المنصب ؟ أن أعلانه هذا يذكرنا بإعلان القوات البريطانية انسحابها من العراق حين نشرت المواقع الأخبارية في عام 2009 أن بنهاية يوليو/تموز المقبل تستكمل عملية الانسحاب على أن يبقى نحو 400 جندي فقط لأغراض تدريب القوات العراقية. والحاصل لدينا هنا أن هناك مجموعتين تدرب القوات العراقية على القتال ولا ننسى الشريط الصوري الذي نشر على موقع اليوتيوب وهو يفضيحة لأفراد عراقيين تنهال عليهم عبارات الإهانة من ضابط أمريكي يتهمهم بالولاء للأحزاب لا للوطن ، ولعمري شر البلية ما يضحك عندما يعترض مغتصبي السجناء في إبي غريب على أخلاق الجنود في حكومة جل أفراد الشرطة فيها من أصحاب السوابق ومنتسبي المليشيات
عودة للوراء قليلاً فلا يمكن أن أحصي خروقات التصريحات المفاجئة التي أزعجت شعور الساسة بعد الوعود والتأكيدات .
قال الميجور جنرال (ديفد بركينس) المتحدث باسم قوات التحالف ان العراق "انتقل من حالة عدم استقرار مقلقة الى حالة مستقرة." وهذا في بداية عام 2009 ! وقد أعقب التصريح تفجيرات ثلاث هزت العاصمة بغداد وتوالى التصعيد على كل المستويات خاصة على المدن ذات الغالبية السنية بحملات اعتقالات عشوائية واغتيالات في صفوف الصحوة وعلماء دين ، ومعلوم أن أمريكا هي المراقبة على أوضاع العراق والمشرفة على الوزارات ولديها أكبر سفارة في العراق في العالم ، فما عمل موظفيها إن كانت تحليلاتهم لا تتناسب مع الواقع ؟ أين عمل الأقمار والمناطيد المنتشره خاصة في بغداد بأجهزة تصوير متطورة ورقابة على مدار 24 ساعة ؟ وأين الرقابة على الحدود ما دامت الأسلحة والعبوات اللاصقة تمر عبر إيران ؟ ولماذا إلى يومنا هذا ما زالت هذه المشاهد تتكرر في أكثر شوارع العاصمة حراسة ونقاط تفتيش ! ترى من يراقبون وماذا يحرسون ؟ أي استخفاف بالعقول والعراقيون قد فهموا أن من يدخل الأسلحة ومن يتسبب في العنف هم أنفسهم حراس الوطن والمنفذ يدخل ويخرج بسيارات الوطن تفتح له الشوارع وترفع له الأيادي بالتحية وتفضل مولانا . نعلم أن أمريكا تعلم كل هذا وتعلم أننا نعلم فهل خطاب مسؤوليها لنا أم لشعبهم ؟ الواقع أن الشعب الأمريكي لا يتابع ما يحدث في العراق ولا يهتم إلا بما تقدمه حكومة أوباما لهم من زيادة في فرص العمل وتقليل ضرائب وتوفير خدمات صحية ولا يتابعون في قضية احتلال بلدهم للعراق إلا مسألة عودة أباءهم لهذا فالخطاب موجه للأمريكان وعلى قدر فهمهم ومعلوماتهم ولا عيب من استخدام الكذب من أكبر رجل دولة عندهم لأنها سياسة مباح فيها كل شيء ما دامت تؤدي الغرض ، وهذا هو منطق أمريكا وهذا ما تعلمه حكام العراق بعد الغزو أن يكذبوا على الشعب وعلى الإعلام فلا أحد يحاسب ومن أمن الحساب أمن العقوبة فمال بالكم والكذب عند الشيعة عقيدة تدعى ( تقية ) توسع معناها واستعمالها مع تطور الدين عندهم لكل العقائد فلا يتعجب أحد مما سيسمع في الغد .
التصريح الآخر الذي تصدر الصفحات هو التالي المنقول من صحيفة ( ميدل أيست ) يقول : ( البنتاغون يسأل عن 2.6 مليار دولار من أموال العراق! - تقرير أميركي يكشف عن غموض في انفاق وملاحقة 9.1 مليار دولار من عائدات النفط العراقية ) .
هل أنتبهتوا للعنوان ؟ البنتاغون يسأل ! وإن عجبتم فالتالي أعجب ، يقول الخبر : ( وعزا مكتب المفتش العام الأميركي الخاص بالعراق ذلك لضعف المراقبة والخلل في جمع السجلات وفقاً للتقرير الذي كتبه "ارنستون ليندونو" ونشر في عدد الثلاثاء. )
بعد أكثر من سبع سنوات على الاحتلال والأموال تتدفق على الخزانة الأمريكية من بين ثروات العراق الأثرية ومن معادن لا نرى لها أي ذكر كالزئبق النادر الذي أختفى بقدرة قادر من شمال العراق يأتي التصريح المسؤول جداً من مكتب المفتش العام قرب انسحاب الجيش الأمريكي بالكامل كفرق قتالية وتسليمه المهام للحكومة العراقية لا سيما أن الجيش الأمريكي هو الذي كان يدير عمليات الإعمار في العراق ، ولو أني لم أر أي مشروع إسكاني أو صحي أو زراعي أو في مجال الطرق تم تنفيذه وافتتاحه بلافتات كما ينبغي في أسلوب البناء الهندسي في أي مدينة . وحتماً سيتعجب القاريء من جملتي هذه فمتى كان الاحتلال ينفق على البلد المحتل ؟ ولو غالطني أحدهم وقال بأن الاستعمار البريطاني هو من أنشأ السكك الحديدية في العراق والتي بالمناسبة لم تقصف بناية المحطة الرئيسية لها في بغداد من بين البنايات التي كانت أهداف للقصف الجوي فهذا صحيح ولم تستهدف كذلك مقابرهم مع مقابر اليهود في العاصمة بل كأنها ليست في منطقة قتال وعنف ! . على كل عودة للبنتاغون المتألم المتساءل ونقول أين فطاحل التحقيق كما يقال ؟ وأين عقول الحسابات المالية وأجهزة الحاسوب ؟ وأين تحقيقاتهم حول بيع جنودهم للأسلحة وعن سرقاتهم للوقود التي نشرت كفضيحة متواضعة ؟ أم كلها خطوط حمراء ويكفي فضيحة تعذيب سجناء أبي غريب حفاظاً على الوجه الأمريكي المشرق البطولي وما صدر في هذا الخبر هو بند يقع تحته مئات الأرقام القادمة ويقفل الحساب بكلمة ( لم يـُحل ). ولكن ماذا سيجيبون غداً والمعلومات في نفس الخبر تؤكد بقول نائب المدعي العام بول ماكنلتي ان هيئة محلفين فدرالية كبرى في ترنتون في نيوجيرزي وجهت الاتهام الى الاشخاص الخمسة بالمشاركة في عملية الاحتيال التي شملت دفع رشاوى واختلاس وتبييض اموال ، كتهمة سابقة لهذه ويقول الخبر : وحكم على المحاسب السابق لدى سلطة الائتلاف روبرت شتاين في بالسجن تسع سنوات وبغرامات قدرها 3.6 ملايين دولار بعدما اعترف بالتهمة الموجهة له في اطار القضية ذاتها.
هل سيبقى القضاء الأمريكي يحقق في اختلاس وهدر واختفاء أموال من بلد غني يغتني الكل إلا شعبه أم العذر موجود فالخلل في المراقبة وربما أوعزوه للعامل النفسي للجنود كصفة مشتركة لمعاناة المضحين الأمريكان في سبيل ديمقراطية العراق الحر وربما في ظل انقطاع الكهرباء عليهم ! وإلى متى تصدر تصريحات متباينة لا يعقلها السامع .
تصريحات نوري المالكي :
أما عن تصريحات رئيس الوزراء المنتهية ولايته ( نوري المالكي ) فحدث ولا حرج فهو مولع بالظهور في القنوات وللكاميرا لديه سحر بحيث تنطلق قريحته فلا يكاد ينهي جملة إلا والحكمة تتدفق والشعور بالحرص والوطنية تدفع بالعبارات الحزينة تارة والواعدة أخرى للعراق العزيز دليل اهتمامه بالازدهار والديمقراطية . كم سمعنا من المالكي تصريحات ينادي بالمصالحة بين جميع الأطياف والأحزاب ويفخر بمنجزاته في ظل دولته دولة القانون ، وها هي تصريحاته كما هي منقولة من مصادرها ولنقارن : مقابلة في قناة عراقية
المذيع: ما هي معوقات تشكيل الحكومة وهل انتم العائق في تشكيلها
( المالكي: التعقيدات التي تمر بها العملية السياسية لا يمكن أن توضع تحت عامل واحد بل عدة عوامل العامل الاول عقلية المتصدين الى العملية السياسية وللمواقع السياسية والاحزاب عقليات استئثارية عقليات تسلطية عقليات حزبية من منطلقات شخصية وعائلية ومذهبية كلها هذه تعطينا مؤشر بأن مفردات العملية السياسية تفتقد الى النضج السياسي الذي يحرص على أن تسير الاوراق خطوة خطوة بالاتجاه الصحيح حتى يستقر البلد ويستقر معه المواطن وحتى نتجه جميعاً لبناءه ولتوفير الخدمات اللازمة للمواطن ) في رده هذا أتهم العقول الحزبية التسلطية المذهبية بأنهم يعوقون ويعقدون سير العملية السياسية ولنقرأ تصريحه التالي كيف يرفض إشراك غير الشيعة بعقلية مذهبية تسلطية طائفية وهو يقول في مقابلة مع قناة الحرة المدعومة من قبل الولايات المتحدة طبيعة الشراكة في الحكم مع أهل السنة : ( كان لابد لنا من التوافق في بداية الامر او خلال هذه الدورة التي مرت لابد لنا ان نتوافق ونشترك جميعا ولابد ان نحدث اطمئنان لدى الاطراف ومكونات العملية السياسية...ولكن ان يستمر سيتحول الى مشكلة وخلل وسيتحول الى كارثة انما البديل هو الديمقراطية وهي تعني حكم الاغلبية ... انا بعد هذه الدورة ادعو الي انهاء مبدأ التوافق بهذا الحجم..."! )
ولفظ حكم الأغلبية بمنظورهم هم الشيعة مدعين كونهم الأكثر تعداداً ويحاول بعض الشيعة الإيهام بأن عدد الشيعة في العراق يفوق عدد أهل السنة لكن دراستين إحداهما صادرة عن وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي العراقية، والأخرى للباحث العراقي الدكتور طه حامد الدليمي أظهرتا بكل وضوح إن عدد السنة يبلغ 14.779.923 والشيعة 12.359.648، أي أن السنة أكثر من الشيعة في العراق بمقدار 2.42.2750 نسمة.  ما يعني أن عدد العراقيين السنة يزيد عن عدد الشيعة بنسبة 9%، وبواقع 53% مقابل 43% للشيعة و4% للأقليات الأخرى . وفي مقابلة مع الواشنطن بوست يرد المالكي على الأسئلة بكل صراحة ويقول :
 الواشنطن بوست: هل هناك خطة لاعادة التوازن الطائفي في العراق ؟

-المالكي:  (السنة إذا ما أرادوا (الامتثال) لما نريد ،
سيكونون شركاء حقيقيين..! وإذا بقوا (مشاكسين) ولم يمتثلوا، فلن يكونوا شركاء.!! )
في تصريح آخر له في هذه المقابلة يقول عن الكتل التي لم تتفق على مرشح بعد الانتخابات ولمدة أربعة أشهر : ( رفضهم لغير المالكي اشد لانهم يتذكرون الطائفية يتذكرون الميليشيات ويعرفون ان المالكي هو الذي وقف بوجه الطائفية ووقف بوجه الميليشيات وهو الذي اعاد السيادة وهو الذي اخرج القوات الامريكية ) !! وهذا التصريح يقف القاريء أمامه وهو يتعرف على طبيعة هذا الرجل الذي يزور التاريخ ويقلب الحقائق وهي ليست ماضية قبل عشرات السنين ولا اختفت آثارها من الإعلام ولا توقفت مجرياتها فمن أطلق يد المليشيات هو المالكي وقد أدخلهم ضمن القوات المسلحة وأما السيادة فلا نراها إلا حروف على ورق وأما من أخرج القوات الأمريكية فهم فصائل المقاومة البطلة التي لم يكن له عون لها بل قام بتسخير افراد من الصحوة المنحرفين بتقصي المجاهدين وقتلهم وما زالت إجراءاتهم في الاعتقال بالشبهة والقتل بالمسدسات الكاتمة التي وزعها قبل الانتخابات كهدايا ، ويا للوقاحة والاستقواء بالسلطة . وللمزيد من التصريحات المتباينة ما قاله المالكي رداً على سؤال المذيع ولا زالت عوائل الأعظمية تبحث عن رجالها المعتقلين بلا جرم ولا تحقيق ولا دليل على الهجوم الذي حدث على أفراد في سيطرات مشتركة في المنطقة : ( انا اقول للمواطن العراقي انت صبرت كثير على صدام وحروبه ومغامراته وعلى الفقر والجوع والحرمان والان صبرت على الارهاب والعصابات والميليشيات والاختطافات والحمد لله الله فرج، أصبروا قليلا حتى لا يأت من يذهب بالبلاد الى الحرب الطائفية والتدمير، هذا الذي يجعلني اقف صامدا في هذا الموقع وانا ارى الاساءات والاعتداءات وسوء الادب الذي يتحدث به بعض السياسيين سواء من اعضاء مجلس النواب او غيره واصبر وهو خلاف عادتي ، وهم يعرفوني لم يتحدث عني احد بكلمة الا وارد له الصاع باربع صاعات ولكن من أجل العراق وانا ساكت ومتحمل وصابر حتى أمنع المخربين من الوصول الى هذا الموقع . )
هذا غيض من فيض أكاذيب الساسة فهل هي من باب استحقاقات وضرورات المنصب أم أنها دفاع متمسك بالكرسي ضج منه شركاؤه في الداخل والخارج ؟ أيٌ عصر هذا الذي يصمت معه العالم على إبادة شعب وخراب بلد عريق كالعراق وفتنة وتداعيات تستشري في المنطقة بأخطار عظيمة، ولم تأت من محتل واحد بل من محتليَن ، المحتل الأول الذي أمتطاه محتل آخر فارسي جائر أوهم السائق بأنه دليل وعين ولكن نيته المبيتة أنه استعمل الغازي كسيارة أجرة تعود من حيث أتت وإن توقفت فترة من الزمن .

إن ما يجري هو التنازع على البقاء وعلى كلمة السيد دام ظله الوارف لينعم فيه وكلاءه بكل متع الدنيا الحلال والحرام ولا من مجانف، وإن قلنا هذا كذب وافتراء واستهزاء بالدين والعقول وتخريب للبلاد والعباد قالوا إرهاب ، ولك الله يا عراق ويا عراقيين وصبر جميل والله المستعان على ما يصفون .

آب 2010