الأحد، 18 سبتمبر 2011

حادثة النخيب وترتيبات مقبلة للأقاليم من قبل حكومة المالكي

 بسم الله الرحمن الرحيم


في الثاني عشر من أيلول الجاري تم الهجوم على حافلة مدنية تنقل مسافرين في محافظة الأنبار ، تم فيها اختطاف 22 مسافر وقتلهم في منطقة الوادي القذر، 70 كم جنوب قضاء النخيب، الذي يبعد 400 كم جنوب غرب الرمادي، في خبر أعلن في القنوات الفضائية ووكالات الأنباء بشكل ملفت وخطير كون الضحايا من الطائفة الشيعية عدا أثنان منهم كانوا من أهالي الفلوجة مما سارع على أثره شيوخ العشائر بتكوين قوة بتفتيش المنطقة وجمع المعلومات ، بينما كانت في الوقت ذاته قوات قيادة عمليات الأنبار مع طائرات أمريكية تجوب المنطقة ، والسؤال : ما الذي تتميز به هذه الحادثة عن باقي حوادث الخطف والقتل طوال سنوات الاحتلال من قبل القوات الخارجة عن القانون سواء من القاعدة أم المليشيات ؟

 إن المهم هو تداعيات الحادثة التي تعطي صورة واضحة عن حقيقة الهجوم ونواياه ، حيث قال الخبر المنقول من وكالة الخبار العراقية في يوم 17 /9 :وتطورت قضية حادثة النخيب بعد أن اعتقلت قوة من مجلس محافظة كربلاء بأمر من مكتب القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي، وبالتعاون مع عمليات الأنبار، ثمانية من أهالي قضاء الرطبة في الأنبار أول أمس الخميس،(15 ايلول الحالي) وتم اقتيادهم إلى محافظة كربلاء وسط إطلاق نار كثيف احتفالاً بالقبض عليهم، الأمر الذي أثار حفيظة أهالي الأنبار، فقد اعتبر زعيم صحوة العراق أحمد أبو ريشة أن العملية غير قانونية وتعتبر "اختطافاً"، فيما أمهل كربلاء 24 ساعة لتسليم "المختطفين"، في وقت تجاهل مجلس كربلاء الأمر.أنتهى الخبر

هذا التصرف الطائفي الحاقد يدل على عدة أمور : منها أن هناك تعاون بين مجلس محافظة كربلاء وبين مكتب المالكي ولا يعترض على هذا قادة عمليات الأنبار، وقد عانت منهم المحافظة الكثير لحملات أعتقالات عشوائية وفشل في وقف المركبات المحملة بالمتفجرات وغيرها من الخروقات التي طالما طالب مجلس محافظة الأنبار حل هذا التشكيل المسلح ، ومؤخراً طالب بتشكيل أقليم إن لم يتم هذا الإجراء سريعاً مع مطالب أخرى .
هذا هو الأمر الثاني الهام ، وهو أن توقيت الجريمة وتداعياتها يبرز من مطالب لضم منطقة النخيب إلى محافظة كربلاء ، فقد أُعلن ضمن خبر حادثة النخيب ما يلي : وعلى إثر حادث النخيب علق التحالف الوطني الأربعاء (14 أيلول 2011)، على حوادث العنف التي شهدتها البلاد هذه الأيام ووصفها بـ"الطائفية"، مطالباً بـ"تجفيف منابع الإرهاب" في العراق وإعادة منطقة النخيب إلى محافظة كربلاء.يذكر أن مجلس كربلاء طالب مراراً بعودة منطقتي النخيب والرحالية إلى المحافظة باعتبارهما جزءاً من قضاء عين التمر (85 كم غرب كربلاء)، وذلك إذا ما طبقت المادة 140 من الدستور العراقي، لافتاً إلى أن المنطقتين أضيفتا إلى محافظة الأنبار من قبل النظام العراقي السابق.

لا يخفى أن سرعة تفاعل رئيس عشائر الدليم ( حاتم سليمان ) ورئيس الصحوة ( أحمد أبو ريشة) مع الحدث وتهديد حزب الدعوة ( بقطع يد حزب الدعوة ) إن لم يتم تسليم المختطفين بغضون 24 ساعة ، وعلى أثرها تم إعلان إطلاق سراحهم وإسقاط التهم عنهم من قبل القضاء الأعلى لعدم ثبوت الأدلة كونهم متهمين بالطبع بتهمة الأرهاب وانتماءهم إلى القاعدة ، هذه التهمة الجاهزة تحت اليد والفعالة للتخلص من قوى أهل السنة .

المؤسف أن وعي أهل السنة ما زال يتعاطى مع الظرف الآني ولا يربط الماضي بالحاضر ولا يجعل رصيد ملفات التخريب والهيمنة الصفوية وتوسعها في مناطق أهل السنة عامل تحليل لما يجري من جرائم متتالية طوال الأعوام الثمانية التي شارفت على السنة التاسعة بتميز الاحتلالين على حقيقة تعاون مكونات الشعب لطرد الاحتلال من أرض العراق ، فدعوة قطع يد حزب الدعوة تتلاشى مع إرجاع المختطفين ودعوة حل فرقة عمليات الأنبار تم التخلي عنها بعد خفوت دعوات المطالبة بأقليم الأنبار ، ولكن أهداف الأكراد وتصعيد رئيس أقليم كردستان مسعود البارزاني بضرورة تطبيق الفقرة 140 من الدستور قد تفاقمت مع رئيس الوزراء المالكي حتى وصلت طريق مسدود ، وهنا تتضح أن عملية مكشوفة كحادثة خطف وقتل المسافرين هي بداية وخلق سبب للبدء بضم منطقة النخيب لمحافظة كربلاء إذا ما تم فشل جمود تطبيق الفقرة 140 أو فشل إسكات أهل السنة بإنشاء أقليم في الأنبار ونينوى أو أقليم الوسط .

ترى هل علم أهل السنة أهداف الحكومات الجديدة الموالية لإيران وأذرعها في المحافظات وطرق خلقها للأزمات ؟
أم ما زالوا يعانون من قصر النظر والتغاضي بأسم ( الشراكة والوحدة الوطنية ) ؟

الجواب في الخبر التالي

أكدت وزارة الدفاع العراقية أن شيوخ الأنبار وحكومتها المحلية اتفقوا خلال زيارتهم محافظة كربلاء ومجلس عزاء ضحايا النخيب على محاربة تنظيم القاعدة وترك الأمر للقضاء العراقي.'
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع اللواء محمد العسكري في حديث صحفي، إن "الوفد الحكومي الذي زار محافظة الأنبار امس توصل إلى حلول حقيقية، والحادثة لا تعدو كونها أزمة وعدّت"، مشيرا إلى أن "وزيري الدفاع والأمن الوطني ومدير مكتب القائد العام للقوات المسلحة وعددا من القادة شرحوا اليوم لمجلس محافظة الأنبار ووجهائها تفاصيل ما حدث".
وأضاف العسكري أن "السجالات التي حدثت عبر وسائل الإعلام أدت إلى هذا التشنج"، مؤكدا أن"الطرفين من أهالي الأنبار وكربلاء يرفضون الإرهاب وهم عراقيون جميعا ويدفعون ثمن تنظيم القاعدة".
أنتهى الخبر

يبقى خبر مفاجيء بأن الحافلة كانت متجهة من سوريا إلى الرمادي ومن ضمنهم عائدون إلى الفلوجة بسبب الأحداث الدموية مؤخراً ، وليس من كربلاء إلى سوريا ، وهذا ما قرأته من تصريح أحمد أبو ريشة بعد الحادثة ، فإلى متى يا أهلنا تسوقكم الأحداث ولا تسوقوها ؟

" نسف التشيع الإمامي بإيمان السلف بعقيدة المهدي الغائب "


مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم .

قال الله تعالى: {قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }الحجرات16 وقال الله تعالى في محكم كتابه : {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }البقرة 79
إن هذه الآية العظيمة تبين أن أصل القول على الله هو التكسب بجعل الدين مهنة لأحبار القوم لا يبغون منها هداية الناس ، فكيف من يجعل اليهود المراد بهم في هذه الآية قدوة ويقولون أنهم من يتبع الكتاب والسنة الصحيحة ؟ . هؤلاء هم علماء التشيع الإمامي الأثني عشري الذي بدأت ملامحه بعد الهجرة بأكثر من ثلاث قرون ، وجاءت دولتهم في عهد أسماعيل الصفوي بالسيف والتخريب وحرق كتب العلماء وقتلهم ونبش قبورهم ، وظهور طقوس العويل والجلد على الظهور والصدور واستخدام التربة الحسينية في الصلاة ، فأين أولي الألباب أم على قلوبهم غشاوة ؟ .
في قضية المهدي المنتظر ( الغائب) عند الإمامية يوجد أكثر من دليل على دينهم المصنوع ، مما يدل على أنه بدعة فقد أستدلوا عليه وعلى أصول مذهبهم وأوله الإمامة من القرآن والأحاديث بعد اعتقادهم ، وأتخذوا من التأويل طريق لتثبيت عقائدهم ، وهذا نهج الضلالة وأهل الزيغ . إن الله ثبت في كتابه بأن هناك أصول لدينه محكمات بينات وبها علمنا عقيدة التوحيد والنبوة والمعاد وعرفنا القضاء والقدر والإيمان بالملائكة والكتب السماوية ، وبه عرفنا أصول الشريعة من صلاة وصوم وزكاة وحج، ولم نعرف كل هذا بآيات ظنية تحتمل النقض ، وإلا لما وصف الله تعالى دينه بأنه هو الهدى، فالهدى لا يتخلله ضلالة ولا احتمالات الخطأ والتشابه على الخلق ، وكما قال الله تعالى : {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }آل عمران7
هذا المبحث المختصر لتبيين أن قضية المهدي الغائب الخاص بالشيعة الأثني عشرية هو (وهم وابتداع) ومن كتبهم ويتناقض منطقياً وتاريخياً مع الدين الذي عرفه الآل والأصحاب . لا يوجد فيه تطرق لمن هم الأصحاب ولا من هم الآل العترة مع أنه هام ، ولكن التركيز على قضية وجود المهدي الغائب بكل تفاصيله وليس عن فكرة المهدي الذي ورد ذكره في أحاديث نبوية ، فلا يراد منه الإلمام بكل التفاصيل وكل الروايات لتفنيدها، ولو أردنا التوسع لما عجزنا ولكن يطول لكثرة دلائل خرافة المهدي المنتظر (محمد أبن الحسن العسكري) ومن كتب القوم أنفسهم ، وكم ألفوا من الكتب ليثبتوا وجوده وحيثيات غيبته وسفراءه ونوابه ومن أدعوها وغيرها من الأمور كمواقع ومنتديات وصحف تختص بالمهدي الغائب والتي صُرف عليها من مال الشيعة من خمسهم الذي يدفعوه ضريبة لموالاتهم للمراجع وبلا نص عليه محكم أيضاً ، أليس فيهم رجل رشيد ؟ . لقد جعلوا الموالي يتشبت بأدعية وألقاب كفرية للمهدي المزعوم بأنه ( بقية الله في أرضه) ، وغاية في العجب ومتناقضة مع خصائص الإمام التكوينية والتشريعية، فكيف يستقيم الدعاء له وهو المخلص بيده ملكوت الكون وله كن فيكون ؟ بل طال الأمد عليهم عليهم فبرروا طول الغيبة بشكل مثير للشفقة أن ينطلي على أجيال تثقفت بالعلم وتخصصت بالعلوم الحديثة وحملت شهادات عليا، ولكن فضلت التخلف وضياع المنطق عند أقدام المهدي المنتظر الشبحية . خلصت نفوسهم المتعبة بالكف عن التساؤلات حوله والعودة لاعتقادهم بوجوده حتى لا يتحطم العالم الافتراضي الذي يعيشون فيه وتهتز نفوسهم ونظرتهم لمراجعهم أيما اهتزاز ، ولو علموا أن هذا هو ما سيخلصهم من الشرك واتباع علماء الضلالة سارقي أموالهم وأعراضهم بأسم المتعة لطلبوه بلا انتظار ، ولكن هيهات فخداع النفس بقبول الخداع أهون من الاعتراف بالحقيقة المرة وأثبت للتوازن في حياتهم من هذه الفضيحة التي تقلب موازين الحياة عندهم وتتعب البال وتفضح كذب علماء التشيع ليضيع مصدر الدين عندهم ، لم يلتفت العوام إلى هذا فقد أغلق مراجعهم منافذ التفكير بقاعدة ( الراد على الإمام كالراد على الله ) وقد جلس فقهاءهم مكانهم وتربعوا ، والله المستعان على ما يصفون .
اليوم بعد وصول المعلومة السريعة وظهور أهمية الحوار فلا حاجة للتغاضى والتعنت فنحن في عصر تموج فيه الفتن وتخلت المراجع بنفسها عن انتظار المهدي فكان حكم الخميني في إيران بديل عن المهدي الغائب وأصبح جيش المهدي ومنظمات بدر وغيرها من المجموعات المسلحة تنفذ مهام المهدي في قتل العرب من مخالفيهم وغيرهم ، وتبينت أن علامات ظهور المهدي هي الأخرى عبارة عن مخططات سياسية تقوم بها عمائم قم مع أسيادهم لتكون النتيجة جنود الإمام هم جنود إيران في السيطرة على البلاد وعودة حكمهم ونيران زرادشت وفواحش دينهم الغابر . يقول الكاتب أحمد الكاتب في جوابه عن سؤال حول المهدي الغائب ،: (فكرة المهدوية تعني الاصلاح ، وقد ادعى المهدوية عدد من أئمة اهل البيت في القرون الثلاثة الأولى ، وقد توفي الامام الحسن العسكري ولم يعلن عن وجود ولد له ، ولكن بعضا من اصحابه ادعوا وجود ولد له في السر ، ولم يثبت ذلك لعامة الشيعة او الشيعة الامامية ، او حتى شيعة الامام العسكري الذين تفرقوا الى اربعة عشر فرقة ، ولم يظهر اي أثر لذلك الولد المدعى منذ ذلك الحين ، وقد انتظره قسم الشيعة الامامية قرونا من الزمن ، ولكن عامة الشيعة تخلوا عن فكرة الانتظار وفضلوا اقامة الدولة الاسلامية بغض النظر عن شروط النظرية الامامية من العصمة والنص والسلالة العلوية الحسينية ،كما حدث في الجمهورية الاسلامية الايرانية.) .
يقول عالمهم محمد المظفر : (نعتقد أن الإمامة أصل من أصول الدين لا يتم الإيمان إلا بالاعتقاد بها ، ولا يجوز فيها تقليد الآباء والأهل والمربين مهما عظموا وكبروا ، بل يجب النظر فيها كما يجب النظر في التوحيد والنبوة .)(1) أهـ . فأين النظر وأين التفكير؟ . حق للباطل أن يُعلن عنه وحق لمن يعيش دوامة الحيرة الجديدة أن يقرأ ، ومن أراد النجاة عليه أن يفتح عينيه وأذنيه وقلبه ويتفكر بالعقل الذي فرضوه على النقل لمعرفة الله ومعرفة الدين في طريقه الذي سلكه ، ولن يعذر بجهله فقد أُمرنا أن نتبين لخبر يأتي به أحدهم مخافة أن نلحق الأذى بقوم على الظن ، في قوله سبحانه : ( يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوۤاْ أَن تُصِيبُواْ قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) الحجرات 9، فكيف لنا أن نهمل البحث والتبيين في أمر هام كأصول الدين وأمر تبعاته من أحكام للمخالف من تكفير وخلود في النار بل وقصاص في الحياة الدنيا ونتكل على العلماء وقول ( ذبها براس عالم واطلع منها سالم ) ! ؟
عقائد الإمامية :
 القانون الذي اتفق عليه الإمامية كما نص عليه عالمهم الشيخ المفيد في كتابه أوائل المقالات ، وهو من أساطين المذهب كما يقال عنه وهو الذي ادعى بأن المهدي الغائب قد أرسل إليه رسالة توثق محبته وتطري عليه وطبعاً لا يوجد خط للمهدي الغائب ولا رسالة تبين مكانه ، ولا شك أنها محاولة منه لتمهيد الأمر بجعله (نائب) المهدي الجديد والواضح أنه لم يفلح . قال في كتابه : ( اتفق أهل الإمامة على أنه لا بد في كل زمان من إمام موجود يحتج الله - عز وجل - به على عباده المكلفين، ويكون بوجوده تمام المصلحة في الدين.) وقال : واتفقت الإمامية على أن الأئمة بعد الرسول (ص) اثنا عشر إماما، و خالفهم في ذلك كل من عداهم من أهل الملة، وحججهم في ذلك على خلاف الجمهور ظاهرة من جهة القياس العقل والسمع المرضي والبرهان الجلي الذي يفضي التمسك به إلى اليقين. )(2) أهـ                       
إن هذه الحجة التي قدموا بها العقل على النقل الذي يكون بالسمع لا تصح ، لأن البشر لا يتساوون في إمكاناتهم العقلية ولهذا تكون فرصة الاختلاف فيما بين علماء الإمامية أنفسهم واردة فيما بينهم لخاصية التحليل والتعليل كل بحسب اجتهاده في الأمور، وسيأتي ذكر هذا آنفاً . أما مسألة وصف السمع ب(المرضي) دليل على أن هناك ما لا يرضى من العلم الوارد إليهم ، بينما تعج كتبهم بآلاف الروايات التي لا يتقبلها عقل عن الأئمة مما تخالف الكتاب والسنة، ولم يتفقوا على تركها بل على العكس بالغ علماءهم بالتوسعة فيها كطقوس الزيارات إلى قبور الأئمة خاصة في عاشوراء إلى ضريح الحسين بن علي رضي الله عنهما والحج إليه وتفضيلها على حج البيت في مكة المكرمة ، فلماذا هذا الكيل بمكيالين ؟ إلا أنها لمصلحة تقتضيها دوام عقائدهم لا غير ، وإلا أنهدم من أساسه.  وقال المفيد في كتابه أيضاً ما يخص الحكم على من خالفهم : ( واتفقت الإمامية وكثير من الزيدية على أن المتقدمين على أمير المؤمنين - عليه السلام - ضلال فاسقون، وأنهم بتأخيرهم أمير المؤمنين - عليه السلام - عن مقام رسول الله - صلوات الله عليه وآله - عصاة ظالمون، وفي النار بظلمهم مخلدون ـ واتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى من فرض الطاعة فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار. )(3) أهـ                                                        
بينما يقول عالمهم ( محمد المظفر ) في كتابه الذي يُدرس في الحوزة ( عقائد الإمامية ) ما يوضح المعنى أكثر بأنه مجرد فكرة وشخصه لم يقل به سوى الإمامية الفرقة التي تميزت من فرق الشيعة بهذا الغائب . قال : ( ولو لا ثبوت ( فكرة المهدي ) عن النبي على وجه عرفها جميع المسلمين وتشبعت في نفوسهم واعتقدوها لما كان يتمكن مدعو المهدية في القرون الأولى كالكيسانية والعباسيين وجملة من العلويين وغيرهم ، من خدعة الناس واستغلال هذه العقيدة فيهم طلبا للملك والسلطان ، فجعلوا ادعاءهم المهدية الكاذبة طريقا للتأثير على العامة وبسط نفوذهم عليهم . والخلاصة أن طبيعة الوضع الفاسد في البشر البالغة الغاية في الفساد والظلم ، مع الإيمان بصحة هذا الدين وأنه الخاتمة للأديان - يقتضي انتظار هذا المصلح ( المهدي، لإنقاذ العالم مما هو فيه . ولأجل ذلك آمنت بهذا الانتظار جميع الفرق المسلمة ، بل الأمم من غير المسلمين غير أن الفرق بين الإمامية وغيرها هو أن الإمامية تعتقد أن هذا المصلح المهدي هو شخص معين معروف ولد سنة 256 هجرية ولا يزال حيا ، هو ابن الحسن العسكري واسمه ( محمد ) .أهـ (4)
التشكيك بالمهدي المنتظر الغائب :
لم يستطع صانع الوهم أن يدعه بلا تثبيت مراراً وتكراراً على فترات لأن هناك من يتسائل ويناقض بدليل العقل الذي أوجبوه ذاته ، وها هو عالمهم البهبودي يعترف بأن روايات ولادة المهدي مصنوعة في زمن الغيبة، فخرج علينا آياتهم بأبحاث تحاول الرد وتثبيت وجوده، ولكن زادت من حجتنا في نسف عقائدهم ، فقد كتب آية الله الإيرواني في بحثه عن الإمام المهدي المنتظر، وهو يذكر أربع قضايا لوجود المهدي المنتظر الواحدة أهون من الأخرى وأهون من بيت العنكبوت ، قال : (على أي حال مسألة التشكيك في الولادة أخبر بها الامام الصادق ( عليه السلام ) ، وكانت موجودة من تلك الفترة ، فالامام يقول لزرارة : « وهو المنتظر وهو الذي يشك في ولادته ، منهم من يقول مات أبوه بلا خلف ، ومنهم من يقول أنّه ولد قبل موت أبيه بسنتين ... » إلى أن يقول الامام : « يا زرارة إذا أدركت ذلك الزمان فادعوا بهذا الدعاء : « اللّهم عرّفني نفسك فانّك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيّك ، اللّهم عرّفني رسولك فانّك إن لم تعرّفني رسولك لم أعرف حجتك ، اللّهم عرّفني حجتك فانّك إن لم تعرّفني حجتك ضللت عن ديني » .ومن الطبيعي أنّ الائمة صلوات الله عليهم يذكرون هذا الدعاء ) أهـ (5)
وقال : (لايلزم في الخبر المتواتر أن يكون المخبر من الثقات ، فان اشتراط الوثاقة في المخبر يلزم في الخبر غير المتواتر ، كما إذا جاءنا شخص واحد أو اثنان أو ثلاثة وأخبرونا بقضية ، هنا يشترط أن يكون المخبر ـ لاجل أن يكون هذا الخبر حجة ـ عادلاً ، أما لو كانت القضية أخبر بها مائة أو مائتان أو ثلاثمائة ، يعني العدد كان يشكّل التواتر فليس من الضروري عدالة المخبر ؟ فالعدالة والوثاقة هي شرط في الخبر غير المتواتر. لماذا لا نشترط في الخبر المتواتر العدالة والوثاقة ؟  النكتة هي : أنّ الخبر المتواتر حسب الفرض يفيد العلم ، لكثرة المخبرين ، وبعد ما أفاد العلم لا معنى لاشتراط الوثاقة والعدالة ، إذ المفروض أنّ العلم حصل ، وليس بعد العلم شيء يُقصد ، فلا معنى إذن لاشتراط الوثاقة والعدالة في باب الخبر المتواتر ، وهذه قضيّة بديهيّة وواضحة في سوق العلم. ) أهـ (6)
أقول أي دين هذا يناقض العقل والمنطق ويعتبر مجرد تكرار سماع الخبر دليل كاف على حقيقته ؟ ومعلوم أن رواتهم لا يُشترط فيهم العدالة فهم يوثقون الفاسق وشارب الخمر وعندهم ( زرارة ) أوثقهم قد ذمه الإمام جعفر الصادق وحذر منه بل قال بأن هناك كذابون عن لسانه ،، فأين أولي الألباب ؟ وهل لدى القوم اهتمام بسند الروايات أم عندهم كتاب صحيح ؟! يقول المرجع أبو القاسم الخوئي: ( فالإجماع الكاشف عن قول المعصوم نادر الوجود، وأما غير الكاشف عن قوله فهو لا يكون حجة، لأنه غير خارج عن حدود الظن ، فأصحاب الأئمة وإن بذلوا غايةجهدهم واهتمامهم في أمر الحديث وحفظه من الضياع ، إلا أنهم عاشوا في دور التقية ولم يتمكنوا من نشر الأحاديث علناً فكيف بلغت هذه الأحاديث حد التواتر أو قريبا منه ،فالواصل إلى المحمدين الثلاثة [ الكليني وابن بابويه والطوسي ] إنما وصل إليهم عن طريق الآحاد فطرق الصدوق إلى أرباب الكتب مجهولة عندنا ولا ندري أيا منها كان صحيحاً وأيا منها كان غير صحيح ومع ذلك كيف يمكن دعوى العلم بصدور جميع هذه الروايات عن المعصومين ، وليت شعري إذا كان مثل المفيد والشيخ مع قرب عصرهما وسعة اطلاعهما لم يحصل القطع بصدور جميع هذه الروايات عن المعصومين فمن أين حصل القطع لجماعة المتأخرين عنهما زماناً ورتبة ؟! ) أ هـ (7) ، وبالطبع لو تم تصحيح رواياتهم ما بقي منها شيء وهم إن صح سندها فلا يعلمون أيهم كان تقية وأيهم صحيح ولسقط المذهب صريعاً على أيدي من اعتنقوه، لهذا يبررون أن جمعها حفظاً للتاريخ !! كم حطمت التقية دينهم ونقضت عصمة المهدي ذاته . المرجع الإيرواني في بحثه لم يكتف بأن يدعي أن الأئمة ذاتهم يدعون بالخروج المهدي منعاً للشك والذي فيه أنهم ضالون إن لم يعرفون حجة الله ! ويا له من طعن فارسي هذا الذي يعص الله تعالى بكل راحة وكأن صك الغفران في يديه ، وهو ينفي كون الصلاة والزكاة أمر مفروض، ففي بحثه البائس قال : (ليس من حق شخص أن يجتهد في مقابل النص، فإذا كان عندنا نص صريح الدلالة وتام السند من كلتا الجهتين ، فلا حق لاحد أن يأتي ويقول أنا أجتهد في هذه المسألة، فالله عزوجل يقول: (وَأقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ، وهذه الاية بوضوح تدلّ على الطلب، غاية ما في الامر ليست صريحة في الطلب الوجوبي ، لكن في أصل الطلب ـ طلب الصلاة وطلب الزكاة ـ دلالتها صريحة وسند القرآن لا مناقشة فيه. نعم إذا كان يجتهد في الدلالة ويقول لا تدل على الوجوب بل تدل على الاستحباب ، فهذا جيد ، لانّ الدلالة ليست صريحة على الوجوب، أمّا أن يجتهد في الدلالة على أصل الطلب ويقول أنا أجتهد وأقول لا تدل هذه على اصل الطلب في رأيي فهذا لا معنى له ، لانّ دلالتها على الطلب صريحة والسند أيضاً قطعي. ) أ هـ(8)
أما حساب الاحتمال فأدهى وأسخف وهو يدعي توافر الأخبار والسفراء والفكرة ذاتها كتقوية الاحتمال، ولا تواتر إلا لأطماع أصحاب العمائم بما تدره المهدوية من أموال الخمس ومسك السلطة على العوام بمعزل عن السلطة الحاكمة ، وكيف لا وهم عجزوا عن جلب آية صريحة بولاية علي فعمد غيره على علم الأرقام المزعوم لتثبيته ! أي آيات وأي أتباع لهم وأي تقليد !

إلزام للإمامية :
منذ أشهر وجهت سؤال للشيعة الإمامية حول حكم آل البيت والصحابة بما أنهم لم يعرفوا الغائب وليس حقيقة المهدي من حيث الفكرة ، وعليه لم يوالوه ، وهو ( ما حكم من مات من الشيعة ولم يؤمن بالمهدي المنتظر ؟ ) وسؤالي بناءاً على ما في كتب علماءهم كما نص عليه كتاب الشيخ المفيد ، رغم أن لا يوجد في القرآن الكريم آية واحدة تنص على حكم جاحد الإمامة وتكفيره كما هو متبع في تبليغ الله تعالى لنواهي من يعص فروض دينه ، وما وجدت جواباً غير تكرارهم حول فكرة المهدوية وليس عن شخصية المهدي عندهم وسواء قصر في الفهم أو مراوغة للهروب من الإلزام فالأمر سيان . من الآيات التي يدعيها مفسريهم أنها تعني المهدي نقلاً من كتاب (الكافي) للكليني ، قوله تعالى : }وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ{(ق:41) ينادي المنادي باسم القائم ع واسم أبيه ع }يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ{ صيحة القائم من السماء}ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ{ (ق:42) هي الرجعة، وقالوا ( أنه علم للساعة ) ! ، ولعمري ما قرأنا ولا وجد بين كتبنا وكتبهم أن السلف عرف المهدي الغائب هذا من خلال تفسير الآيات وأنهم آمنوا به كما آمنوا بما في الكتاب كله ، فكيف يفسرون هذه المسألة ؟
وأضع هنا أمثلة من التاريخ على أن الشيعة اعتبرت من خالفهم من السلف عصاة وكفار بسبب جحدهم ولاية علي وخروجهم عليه لوليس بسبب نكرانهم للمهدي الغائب الذي يزعمون أنهم عرفوه من آيات القرآن ومن حديث النبي صلى الله عليه وسلم في حديث (أثنا عشر خليفة أو أمير ) ، فقد أتهموا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بأنها خرجت على إمام زمانها لحربها في موقعة الجمل ولم تتهم بالكفر لأنها جحدت المهدي المنتظر ، وكذلك في شأن الخليفة معاوية رضي الله عنه وقضية الخارجين في النهروان الذين ما اقتص منهم علي رضي الله عنه إلا بعد اتهامه بأنهم لم يحكم كتاب الله ، فلم يكفر أحد منهم بل حكم بإسلامهم ولم يكن المهدي أي شأن عنده ، ولم يعاقب أهل النهروان بالحرق إلا لأنهم ادعوا له الإلوهية .

هذه وحدها تدل على أن هذا الاعتقاد مبتدع كما أن كبار علماءهم صرحوا بأن من ينكر ( الغائب) فهو كافر بل أشد ، قال إبن بابويه القمي رئيس المحدثين عند الشيعة في كتابه (كمال الدين ص 13 ): ( إن منكر الإمام الغائب أشد كفرا من إبليس ) . وهذا يعني أن الآل والأصحاب حكمهم عنده كفار مخلدون في النار وفق قوانين الإمامية بل أشد كفراً من أبليس التي نصت عليها كتبهم وكفروا المسلمين عليها بدءاً من خير السلف أبي بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم لمجرد أنهم جحدوا ولاية علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فكيف سيتعاملون مع هذا الإشكال في ولاية باقي الأئمة ؟ ليتمعن القاريء في النص الذي كتبه محمد المظفر في كتابه ( عقائد الإمامية) وهو يعترف بأن مهديهم الغائب هذا تفردت به فرقتهم ، ولعمري ومن فمه ندينه فهذه الحقيقة تعني أن التشيع الإمامي ينقض ما بناه بنفسه ويكفر من أراد اصطفاءه من بين السلف بعقيدة ولاية أثني عشر أمام ، فكانت قوانينهم ملزمة بأثر رجعي على من أسلم منذ أول يوم لا على من ولد بعد نشوء المذهب كما يسموه . وهذا من المحال لأنه دين مبتدع وفرقة مستحدثة نشأت لأسباب سياسية كما اعترف علماؤهم ، وليست تلك الأحكام من شرع الله تعالى ولا من شرع النبي صلى الله عليه وسلم ، فأنى يفترون ! هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين .
  إن الباحث في كتب الإمامية يتعرف على قضية خطيرة أخرى وهي أن الدين عندهم لم يكتمل وأن من سيكمله هم الأئمة وآخرهم المهدي الغائب عند خروجه ، وها هم يرفضون كلام الله تعالى وإثباته وجعلوا قولهم فوق قوله سبحانه ، وهو القائل : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (3) سورة المائدة، بل أن الأئمة هم من سينسخون الدين قرآن وسنة كما نص على هذا المرجع ( علي السيستاني) في كتابه ( الرافد في علم الأصول ) في فصل عن التقية وكتمان الأئمة للدين، وكما جاءت رواياتهم العديدة المنسوبة إلى الأئمة في كتب علماءهم بأنهم يوحى لهم كما أوحي لفاطمة رضي الله عنها وكان كاتبها علي رضوان الله عليه كما قال الخميني بأن الوحي لم يأتي لباقي الأئمة كما تحقق لها ! وفي كتاب (كشف الغمة) ما قاله الإمام الباقر: «لَمَّا قُتِلَ جَدِّيَ الْحُسَيْنُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ضَجَّتِ المَلَائِكَةُ إِلَى اللهِ عَزَّ وجَلَّ بِالْبُكَاءِ والنَّحِيبِ وقَالُوا إِلَهَنَا وسَيِّدَنَا أَتَغْفَلُ‏ عَمَّنْ قَتَلَ صَفْوَتَكَ وابْنَ صَفْوَتِكَ وخِيَرَتَكَ مِنْ خَلْقِكَ فَأَوْحَى اللهُ عَزَّ وجَلَّ إِلَيْهِمْ قَرُّوا مَلَائِكَتِي فَوَ عِزَّتِي وجَلَالِي لَأَنْتَقِمَنَّ مِنْهُمْ ولَوْ بَعْدَ حِينٍ ثُمَّ كَشَفَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ عَنِ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِ الحُسَيْنِ (ع) لِلْمَلَائِكَةِ فَسَرَّتِ الْمَلَائِكَةُ بِذَلِكَ فَإِذَا أَحَدُهُمْ قَائِمٌ يُصَلِّي فَقَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ بِذَلِكَ الْقَائِمِ أَنْتَقِمُ مِنْهُمْ!». في حين تفصلهم عن الإمام الحسن العسكري رضي الله عنه قرون ، فأين السماع وأين اليقين ؟ .
 يا لها من مؤامرة مجوسية بيد يهودية لهدم الإسلام وقتل المسلمين .
ــــ
(1)   محمد المظفر، كتاب (عقائد الإمامية)/ فصل (عقيدتنا في النظر والمعرفة )
(2)   الشيخ المفيد ، أوائل المقالات/ باب ما اتفقت الإمامية فيه على خلاف المعتزلة
(3)   المصدر السابق / القول في المتقدمين على أمير المؤمنين (ع)
(4)   محمد المظفر، عقائد الإمامية / فصل (عقيدتنا في المهدي )
(5)   الشيخ محمد باقر الايرواني، الامام المهدي  عليه السلام بين التواتر وحساب الاحتمال
(6)   نفس المصدر السابق
(7)   أبو القاسم الخوئي ، معجم رجال الحديث
(8)   الشيخ محمد باقر الايرواني، بحث الامام المهدي  عليه السلام بين التواتر وحساب الاحتمال
ــــ
بحث أصيل بقلم / آملة البغدادية كتبت في 17/9/2011

الأحد، 11 سبتمبر 2011

الفدرالية والاعتزال في القرآن يا إسلاميون


بعد أكثر من ثمان سنوات مريرة على الاحتلالين الأمريكي والإيراني ومعاناة الشعب كافة من قتل وتخريب وفساد متعمد منظم ، ووسط تجاهل العالم الغربي والعربي مهين ، وكأن ما يجري مجرد خبر صحفي مكرر وليست دماء ودموع أطفال ونساء وشيوخ وتهميش حقوق ووجود وتسويد تاريخ لأرض الحضارات وتبعات تلحق بالمنطقة والعالم ، يأس الشعب العراقي من أي مبادرة لوقف ممارسات الحكومات الجائرة الصفوية والتي تخطت كل الحدود ، فقد تنامى الشعور بالإحباط من أي تحسن في الحياة عند العراقيين وازدياد الظلم فظهرت دعوات لإنشاء اقليم بصوت عالي من أكبر شخصية مسئولة عن الشعب كأعتراف بالعجز الكبير من داخل أروقة الحكم في المنطقة الغبراء ، وهو الأستاذ ( أسامة النجيفي ) رئيس مجلس النواب ولا أقل ! ، وقد خص مكون ( السنة) تحديداً في لقاءه بالمسئولين الأمريكان في الولايات المتحدة وجاء تصريحه من هناك كصاعقة لم يحسب لها حساب ، ولكن سرعان ما علت الاحتجاجات والطعون والوصم بالخيانة من أكثر من طرف وخاصة الأحزاب الشيعية وحتى من قبل رئيس القائمة العراقية ( أياد علاوي) الذي ينتمي إلى قائمته النجيفي . الغريب أن هذه الضجة لم تُسمع والاحتجاجات لم تتعالى حين نادى النائب ( وائل عبد اللطيف ) بنفس الخطوة بإنشاء أقليم البصرة ومن بعده دعوات الحكيم لإنشاء أقليم النجف ، رغم أن الأسباب لم تتوضح بل لم يك هناك من سبب مما يدعو من باب أولى بالمعارضة والشجب من قبل معارضي الفدرالية ذاتهم ، لأنها مجرد تلبية لرغبة إيرانية بحتة بتغيير جغرافية وتاريخ العراق بجعله محافظة تابعة لإيران وتنفيذ لنبوءات خرافية كبداية لظهور مهديهم المزعوم ، أي لا وجود لظلم واقع من حيث الموارد أو الحقوق الثقافية أو الإدارية أو تهديد لمكون من طغيان المركز ، فلماذا الآن ؟ .
إن الاعتراض والاختلاف وارد خاصة في المسائل السياسية إلا أن التصريحات الرافضة تعدت إلى تصريحات أكثر حدة وصلت إلى فتوى بالتجريم من قبل رجال دين إلى حد التعزير ووصلت إلى حلية القتل لمن ينادي بالفدرالية ، ترى أين كانت عندما جاء الدستور بمشروع الأقاليم ؟ خاصة وقد ورد في المادة (2) من الباب الأول من المادة (140) ضم محافظات ومناطق لا تعتبر من ما يسموه كردستان : "أولاً: كردستان العراق كيان جغرافي تاريخي، يتكوّن من محافظة دهوك بحدودها الإدارية الحالية، ومحافظات كركوك والسليمانية وأربيل، وأقضية عقرة والشيخان وسنجار وتلكيف وقرقوش، ونواحي زمار وبعشيقة واسكي كلك من محافظة نينوى، وقضاءي خانقين ومندلي من محافظة ديالى، وذلك بحدودها الإدارية قبل عام 1968".2- تُحدّد الحدود السياسية لإقليم كردستان ـ العراق باعتماد تنفيذ المادة (140) من الدستور الاتحادي .
وفي تصريح لمسعود البارزاني الذي يسمى منصبه برئيس أقليم كردستان نقله صحفي عبر خبر سياسي منشور فقد شكل أزمة جديدة مع المالكي لخطورته تم بعدها بوادر لتشكيلات جديدة ، يقول الخبر : قال بارزاني في كلمة له امام أعمال المؤتمر الخاص بممثليات حكومة اقليم كردستان في الخارج الذي عقد بمحافظة اربيل "نحن لا نريد بقاء المشاكل معلقة وخاصة المادة 140، فعندما قبلنا البقاء مع العراق ووافقنا على الدستور طلبنا حل المشاكل عبر الدستور خصوصا هذه المادة"، مبينا إن "عهد الحكم الشمولي ولى في العراق".
على ما يحوي التصريح من كشف لحقيقة فصل كردستان عن العراق كمبدأ يتعامل به سياسيو الحزبين الكرديين فها هو يجهر برفع التقية تماماً بأنهم قبلوا أن يكونوا ضمن العراق ! مؤقتاً إلى حين تطبيق المادة 140 بتشكيل بلد جديد يكون موطن للإكراد ، وليست هذه المرة الأولى التي يعرف بها نوايا فصل الأكراد ولن تكون الأخيرة ، فكل الخلافات التي يشترك بها هذان الحزبان تدور ضمن هذا الهدف ووسيلته عبر تطبيق قانوني النفط والغاز بما فيها مشاريع الاتفاق على بيع النفط وطريقة توزيع أرباحه في وقت ما زال الوضع الساري فيه بقاء كردستان ضمن العراق وتحت سيطرة حكومة المركز ، ولا يخفى أن جميع هذه الاتفاقيات فد تم بحثها ووضع أساساتها قبل الغزو على العراق بحماية بريطانية وإشراف أمريكي والمعروف بمؤتمر أربيل في وقت كان شمال العراق منفصل وفق تقسيمات الحضر الجوي على العراق بعد حرب الخليج عام 1991 . إن ظاهرة الكيل بمكيالين في بلد تم إسقاط نظام الحكم فيه بدعوى المظلومية والدكتاتورية لا يدل إلا على فساد الحكام الجدد وليّ الشرع ليوافق المصالح السياسية ، بينما يغيب الشرع عند غياب الجهاد المسلح في زمن الاحتلال وتظهر فتوى الجهاد السلمي عند الإسلاميين ، وأخرى فتاوى بقتل عراقيين بسبب انتماءهم لحزب وإطلاق عنان جماعات مسلحة إجرامية لتنضم ضمن القوات المسلحة المنهارة والمتخلفة عن حماية البلاد ، وكلها في ظل دستور مبطن تم تفصيله حسب مقياس خاص لفئة دون أخرى ليُعرض في واجهة كتب عليها ( صالح لجميع المقاييس ) ! ولكن للعرض فقط ! فبأي عيب يجاهرون ؟!
ما تقدم ليست استهلالة لتبرير الفدرالية بحجة هذه كتلك، فالمحترم لنفسه والمعتز بإسلامه لا يناور لنزع الحقوق ولا يحتاج لهذا للدفاع عن رأيه فيكفينا أن نعود لدستور الأمة القرآن الكريم وما كان عليه السلف طبقاً لسنة الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وإلا فلنخفي هويتنا فقد بليت من كثرة الاحتجاج بها كورقة دعائية ما برحت دول الغرب تعيرنا . نسأل الله العون والرشد والصلاح .
في موقع هيئة علماء المسلمين نُشرت فتوى بعنوان : العلامة الدكتور عبد الكريم زيدان لقسم الإعلام: دعوات التقسيم من المعاصي الكبيرة ومنكر يجب إزالته ، بتاريخ 16/12/2010 وفيها : أجاب الدكتور زيدان على سؤال توجه به قسم الثقافة والإعلام في هيئة علماء المسلمين بشأن من يعمل من أجل تقسيم العراق تحت عنوان ( الفيدرالية ) أو (الإقليم ) لبعض المحافظات كالأنبار ونينوى ؟ بقوله : ( يعد هذا العمل من قبيل المنكر الذي تجب إزالته، ولا يساعد من يعمل به بأية مساعدة من القول أو الفعل أو التأييد أو المدح؛ بل يستحق المقاطعة والهجر، ويعتبر ذلك من المعاصي الكبيرة التي يعزر صاحبها، وقد يصل التعزير به إلى حد القتل في النهاية) . واستدل فضيلته في فتواه بقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف (( من أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان  )) . أ هـ
مع أحترامي لعلامة نفع الكثير بعلمه، ولا أجرأ أن أقارن نفسي فمن أكون بعلمي المتواضع ؟ إلا أن قبول كل ما يصدر دون النظر فيه والعودة إلى القرآن والسنة فهو أمر مخالف لمراد الله في كل الأديان السماوية ، وواجب التحقيق حتمه الله علينا فلا يُسمح لنا بالتقليد بل أن نأخذ من القول أحسنه ، وهذا في قول الله تعالى : ( فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)، ونقل عن الشافعي رحمه الله قوله : ( من قلد معينا ًفي تحريم شيء أو تحليله، وقد ثبت الحديث على خلافه ، ومنعه التقليد عن العمل بالسنة ، فقد أتخذ من قلده ربا ًمن دون الله تعالى ، يحل ما حرم الله ، ويحرم عليه ما أحل الله)  
 فهل استندت الفتوى بالقتل حتى لمن مدح من ينادي بالفدرالية إلى الشرع أم هناك وحدة أراضي المسلمين في الكتاب ؟ إن حديث ( من أراد أن يفرق هذه الأمة ) يُفترض أن يكون مانعاً لتكوين الحزب الإسلامي إن لم نقل جماعة الأخوان المسلمين ، فهذه فرقة من الأمة وليست جماعة شاملة كأهل السنة والجماعة ، فهل فكروا في هذا الحديث أم الانتقاء بحسب الظروف ؟ ما قتلنا غير الأحزاب ، ولو اختارت الأمة دستور تمنع فيه الأحزاب كما أمرهم الله لمسكوا أول خيوط الصلاح والرشد ، ولو رفضوا بدعة الانتخابات الغربية وتمسكوا بجماعة الحل والعقد كشورى تعين الحكام لسدنا العالم بدل أن يكون لكل جاهل رأي يُفرض في مجتمع جل أفراده جهلة ، والله المستعان .
أما عن تحقيق الفدرالية وفق القرآن الكريم فيكفي أن يقال أن القضية ليست بهذه السهولة لكي يتم رفضها دون النظر في أسباب دعوى الفدرالية ، فما حل بأهل السنة خاصة هو طغيان الحكم المتفرد للشيعة وطاعتهم لإيران التي تروم الانتقام تحت أسباب عقائدية وتاريخية فهي معروفة والشواهد واضحة للعيان في كل يوم والسجون السرية ضجت ووصل صراخها من به صمم، فمن يرضى تغيير هويته الدينية وقبول مظاهر الشرك تتجول في مناطقه وغلبة طائفة وطقوسها على العراق بأكمله بمسيرات وصيحات (يا علي أدركني ويا مهدي بقية الله على أرضه ) ؟ هؤلاء أتخذوا من دون الله أرباباً وينكرون ، فأي أمل يرتجى منهم ؟ والله أعطى لنا مثالاً على أن من غُلب على أمره بالمشركين ولا عون له فيكون الاعتزال واجب ليدعوا الله بمأمن ، فهاهم أصحاب الكهف في كتاب الله أعترضوا على القوم : (هَـٰؤُلاۤءِ قَوْمُنَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلاَ يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً ) *(وَإِذِ ٱعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ ٱللَّهَ فَأْوُوا إِلَى ٱلْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِّنْ أَمْرِكُمْ مِّرْفَقاً ) الكهف 15ـ16
وها هو النبي أبراهيم عليه السلام فعل الشيء نفسه : (وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىۤ أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبِّي شَقِيّاً ) مريم 48
لم يكن سبات أهل الكهف بسبب اعتزالهم بل لمعرفة من أصاب في أحتساب عدد أيامهم ، فلماذا يزاح القرآن على جنب ويؤخذ بالعرف بحجة الوحدة ولا وحدة في العراق ؟ كيف رضي علماء العراق على تفرقة المؤسسة الدينية نفسها بهيئة الأوقاف الشيعية وهيئة الأوقاف السنية ؟ أليست دليل اختلاف المنهج وحتى الموارد المالية ؟ فأين الزكاة من خمس المكاسب يا جماعة ! ؟! .
 أعلم أن خداع النفس راحة نفسية لكن أن يصبح شرع فهذا والعياذ بالله يماثل من أتخذ ما ألف عليه آباؤه في زمن تغير الحال كما تغير حال قريش بعد مجيء الإسلام وقلب مفاهيم المجتمع كلها لعدم صلاحها على مراد الله وشرعه . ليراجع رافضي الفدرالية كنظام ما كان عليه الإسلام عندما تم نشره خارج مكة ، فقد نشأت الإمارات واحتفظ الشعب بهويته وثقافته وبقي مرتبط بالخليفة عبر أمراءه وعماله ، وهذه دول الأمارات اليوم مرتبطة ببعضها ، وإن كان الرفض أن العراق موحد وسيتقسم المقسم فهو ليس موحد وما قامت به الحكومة من تسهيل لخطة تشييع بغداد وتهجير أهلها دليل على تقسيم المناطق وإزاحة أهل السنة والتركمان والعرب من مناطقهم من شمال العراق إلى جنوبه ، فلم لم يسهلوا لهم العودة إلى بيوتهم ولم يسرقون أراضي أهل سامراء حول الضريحين بالترغيب والترهيب ؟   
إن تكميم الأفواه في ظل الديمقراطية وعهد الحرية دليل على خداع الشعب وكذب الساسة ، فعلام ينبري كبار القوم ليؤازروا الكذبة ؟ وأين وحدة العراق وهو يشهد منذ ثمان سنوات تطبيقات تجزأته بمطالبات الأكراد ؟ ما سبب اهتمام الهيئة والشيخ زيدان برفض الفدرالية بهذا الكم من المقالات عندما طالب بها أهل السنة وأهمل الفتوى ومخاطبة المحافظات الشمالية والجنوبية ؟ أليست سن سنة ويتحمل وزرها ؟ أتقوا الله وراجعوا ، فمناطقنا تستباح من الصفويين ومكاتب المتعة وتصدير المخدرات والأوبئة وصلت إلى دورنا ، ولا خير في عراق يرزح تحت الشرك وعودة المزدكية وتعليم أولادنا تاريخ يسيء لرموز الأمة ويمجد البويهية وعهد أسماعيل الصفوي . 
 ما يحدث في العراق هو ضياع القيادة فالأمر تحت تشرذم جماعات تشكلت للحكم مختلفة في جذورها وانتماءاتها ، ولهذا لا نجد من يفصل في الأزمات بحكمة دينية وسياسية لغياب مجلس شورى لفقدان المرجعيات لكل الطوائف حتى بالنسبة للمرجعية الشيعية فهم في تعدد واختلاف في المواقف ، فها هو  الحزب الإسلامي فشل في تمثيل أهل السنة واستحصال حقوقهم فكيف بقيادتهم ؟ يبقى الحكم هو السيف في العراق وهذه هي الحقيقة لتختفي أصوات الاختلاف ويتفرد الأمر للأقوى ، وهذه صورة لضياع جوهر الإسلام ونتيجته عقاب الله وغضبه ، فكيف تعتبون علينا إن أخترنا أن نخرج من دائرتهم ؟
الفدرالية حفظ للدين ومشاركة في الإدارة وليست تقسيم يا أولي الألباب ، فراجعوا مفهومها السياسي، وليس العراق بهين علينا بل يعز علينا أن تبتلعه إيران التي عندما تصفوها لا تقولون عنها دولة أحتلال بل (الدول المتدخلة بالشأن العراقي ) ! إن كانت إيران نفسها معترفة بهذا وأذرعها في كل مؤسسة، فعلام نحن نتغنى بالمشاركة والانتخابات المقبلة ونعلم جيداً أن الانتخابات مآلها التزوير وتخريب العراق مستمر والقتل قربات عندهم طالما بقوا في الحكم لأن مراجعهم مسخرة لطاعة إيران وعوامهم لا تخالف المراجع وكلامهم ككلام الله لا يـُرد . وهذه حقيقة يجب أن يواجهها الجميع حتى الشيعة .
وأخيراً ألا ببديل ؟ نعم ، التحرير ،، كيف ؟ بالتفاؤل والمثاليات والتغني بالماضي ؟ نعم ،، هذا معقول بعد شهر بعد سنة بعد ثلاث .  أما بعد عشر سنوات ولا جهة تدعم المجاهدين فضلاً عن قتلهم ! فهذا غير منطقي والواقع يقول أن الاعتقالات تطال كل شريف وتغتال كل رافض من القوات المسلحة واستبدل مكانه كل خانع ذليل ، ونعلم أن قانون الإرهاب رقم 4 تهمة نموذجية لكل عراقي رافض لعملاء أمريكا وإيران بالتلفيق والتعذيب. لم يقصر القتل على من يروم تحرير العراق بل شمل المتضاهرين والصحفيين حتى أصبح دولة رئيس الوزراء (نوري المالكي) يتباهى بالعدل في هذه المسألة ! أما أن تشعر أمريكا بتأنيب الضمير وتدعوها صفتها كحامية لحقوق الإنسان وتواصل دورها كشرطي المنطقة فهذه أضحوكة أكبر من حيث الأصل والتطبيق .
 لذا فرفض الفدرالية بلا حلول بديلة واضحة المقومات ومعلومة المفردات على أرض الواقع ولها خطة متفق عليها إن لم يكن تطبيقها جاري على الأقل ، فهذا تنويم لا نرضاه . نسأل الله الرحمة ورحمة الله على الشهداء شهداء القادسية الثانية ، وعلى شهداء زمن الاحتلال الذي يعدم فيه من يقتل المحتل وتغتصب الحرة والشيخ الكبير ، وحسبنا الله ونعم الوكيل وأفوض أمرنا إلى الله إن الله بصير بالعباد .