الثلاثاء، 26 فبراير 2019

الشيخ متولي إبراهيم والطعن في الصحيحين وحديث العرنيين

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى أمهات المؤمنين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين



بقلم / آملة البغدادية
خاص/ منتديات أهل السنة في العراق

تعدد في عصرنا الحديث أشكال الطعون بحق علماء الأمة وكتبهم، ومنها كتابيّ البخاري ومسلم الصحيحين، 
فقد ظهر شيخ مصري يُدعى (متولي إبراهيم صالح) يقول أن 95% من أسانيد كتاب البخاري غير صحيحة، وسرعان ما تلقّف هذه الفرية أعداء الإسلام، فيا لسوء عمله
لا شك أن أساتذة علم الحديث ومن درس علوم الدين قد بادروا للرد على هؤلاء الطاعنين، ومنهم د. الشريف حاتم بن عارف العوني، وهو عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى، حيث ألقى محاضرة جواباً على سائلٍ له شكوك حول صحيح البخاري ورواته، فجاء برد وافي في الرابط أدناه .* أ

أما في المنتديات فكثيراً ما يرددها أهل الخلاف، وقد توجه لي سؤال عنه، وبعد البحث أضع ردي بعون الله تعالى ليس للشيخ متولي فقط، بل لمن يتأثر بقوله من عوام أهل السنة، وهو ما باستطاعتي وإمكاني، معتمدة في ذلك على المواقع المختصة المميزة مثل موقع (ملتقى أهل الحديث) ومرفق بالروابط، فما يصح أن أكتب برأيي وأنا ما عندي عشر معشار ما لدى هؤلاء من العلم، وفقهم الله ورضي عنهم، كم انتفعت بهم، والله المستعان .

ـــ يبدأ الشيخ متولي بادعاءه أن الإمام البخاري رحمه الله غير معصوم، لذا فلا بد أن يكون عمله غير متقن، 
ولا أدري كيف توصل لهذا، فهناك من تلاميذ الابتدائي من أتقن عمله مثلاً في الرياضيات، فتأتي النتيجة 100%، مع أنه غير معصوم ، فلماذا استبعد هذا عن الإمامين بخاري ومسلم ؟!
نقرأ رأي كبار علماء الأمة في الصحيحين في هذا، قال الإمام أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله في مقدمته ص 10: "وكتاباهما أصح الكتب بعد كتاب الله العزيز". وفي كتاب هدي الساري لابن حجر عن أبو جعفر العقيلي (ت 322هـ _934م): "لمّا ألّف البخاري كتاب الصحيح عرضه على أحمد بن حنبل ويحيي بن معين وعلي بن المديني وغيرهم، فاستحسنوه، وشهدوا له بالصحّة إلا في أربعة أحاديث، والقول فيها قول البخاري، وهي صحيحة ". أهــ
أما عن وجود أخطاء في الصحيحين، قال أبن حجر في هدي الساري بعدما ذكر عدد الأحاديث المنتقدة على الصحيحين، (ص 383): "وليست كلها قادحة ، بل أكثرها الجواب عنه ظاهر والقدح فيه مُندَفع، وبعضها الجواب عنه محتمل، واليسر منه في الجواب عنه تعسّف" 
 وأنقل نص في غاية الأهمية عن ما قاله الشيخ حمزة المليباري (وفقه الله): (وعندما نلفي الإمام الدارقطني يؤيد أحياناً صنيع الشيخين في التصحيح أو التعليل أثناء التتبع، أو نلفي الإمام أبا مسعود الدمشقي يصرح في بعض المواضع من التتبع أنّ الإمام مسلماً إنّما أراد تبيين الخلاف لا أنه يثبت الحديث، يمكننا أن نقول: أن هؤلاء الأئمة لم يقصدوا بتتبعهم لأحاديث الشيخين توجيه الطعن نحوهما لسبب إخلالهما بشروط الصحيح وعدم التزامهما بها، وإنما أرادوا أن يبرزوا الفوائد النقدية التي تكمن في صنيعهما والتي تحتاج الى توضيحها، كما أرادوا أن يؤكدوا أن الكتابين من أصحّ ما صنفه البشر على الأطلاق، حيث أنهم لم يتحصلوا من خلال تتبعهم على جانب الإخلال إلا في عدد قليل جداً من جملة الأحاديث التي تربو سبعة آلاف حديث، وهو أمر طبيعي جداً، لا غرابة فيه. ) أ هـ

ـــ قال الشيخ متولي (شهاداتِ علماءَ أئمةٍ على أخطاء للبخاري معذرة إلى ربهم ولعلهم يتقون)
ـ في {3ـ الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر} [10306/02] عن عوسجة عن أبيه قال 
سافرت مع النبي أخرجه البخاري قال محمد بن إسحاق الصغاني هذا خطأ وانما سافر مع علي .  أهـ


الكلام عن البزار في مسنده (حدثنا محمد بن إسحاق، ثنا مهدي بن حفص،ثنا أبو الأحوص،عن سليمان بن قرم، عن عوسجة، عن أبيه، قال، سافرت مع رسول الله (ص) فكان يمسح على الخفين) وأخطأ فيه مهدي وجعله (سافرت مع النبي(ص) إنما سافر مع علي) أ هـ
وقد تبين لي أن الشيخ متولي (للأسف) يمارس التدليس المضاعف، فلم يذكرالنص بتمامه ولا تتمته ، وهو 
(وأخرجه البخاري من هذا الوجه ووقع لنا بعلو في فوائد أبي العباس الأصم) الصورة أعلاه من كتاب الإصابة
هذا التدليس الأول ، بمعنى موافقة أبن حجر لكلام البخاري، ولفظة وقع لنا بعلو معروفة في كتب الحديث والتدليس الثاني، أنه انتقى من كتاب الإصابة بقصد، فقد جاء في المصدرذاته للراوي الصحابي أبو عوسجة (8001) وفيه ( قال البغوي الصواب عن عوسجة عن عبد الله بن مسعود موقوفا )
 وايضاً في نفس الصفحة يقول أبن حجر كما هو واضه أعلاه في الصورة :
( قلت وقد أخرجه الطبراني عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن محمد بن جعفر الوركاني عن أبي الأحوص 
مثل ما روى مهدي مرفوعا) 
أي أن أبن حجر لم يكذّب الراوي مهدي بن الحفص، والصورة أدناه من الكتاب .
 والتدليس الثالث ، أن الإمام البخاري ذكر الحديث في كتابه (الكنى) وليس في الصحيح .



وإضافة لما سبق، وبعد مراجعة نص حديث المسح على الخفين عن الراوي الوركاني بحسب المخطوطة التي ذُكرت في كتاب الإمام في معرفة أحاديث الإحكام، توافق مع كتاب نصب الراية وفيه ، (قال في " الإمام ": ورواية عبد الله بن أحمد بن حنبل عن محمد بن جعفر الوركاني التي أخرجها الطبراني تبرئ مهديا من نسبة الخطإ إليه) انتهى
بمعنى الحديث لم يرويه علياً عن النبي (ص)، فالخطأ من الصغائي عن البزار ، وهذا واضح ، فالإمام البخاري لم يُخطيء، فقد أورد الحديث بغير طريق في صحيحه، وأن لفظة أبن حجر لا تمس البخاري 
ولله الحمد، فهو من وهبه الله تعالى ملكة الحفظ ومعرفة الرجال وهو أبن العاشرة، حتى أنه صحح لشيخه فاعترف بعد رجوعه للكتب، وهذا يعرفه الغالبية من قرأ سيرته رضي الله عنه ، كما الإمام مسلم .

ـــ نأتي على حديث إبوال الإبل ورواتها :

صحيح البخاري/ كتاب الوضوء/ باب أبوال الإبل والدواب والغنم ومرابضها وصلى أبو موسى في دار البريد والسرقين والبرية إلى جنبه فقال ها هنا وثم سواء
231( حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال قدم أناس من عكل أو عرينة فاجتووا المدينة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بلقاح وأن يشربوا من أبوالها وألبانها فانطلقوا فلما صحوا قتلوا راعي النبي صلى الله عليه وسلم واستاقوا النعم فجاء الخبر في أول النهار فبعث في آثارهم فلما ارتفع النهار جيء بهم فأمر فقطع أيديهم وأرجلهم وسمرت أعينهم وألقوا في الحرة يستسقون فلا يسقون قال أبو قلابة فهؤلاء سرقوا وقتلوا وكفروا بعد إيمانهم وحاربوا الله ورسوله)

لاستعراض الحديث من حيث السند ثم المتن الذي يستنكره الكثيرون ، ففيه وقفات :
 أما من حيث السند فقد راجع علماء الحديث ـــ المتقدمون منهم والمتأخرون ــ كتابيّ صحيح مسلم والبخاري وتوصلا لنتيجة تنم عن دقة بنسبة كبيرة، وأعجب لقول الشيخ متولي جرأته على الطعن والتجاهل، وأدناه يقول عن السند :
ـــ يقول الشيخ متولي (لو بان للبخاري ومسلم ما بان لغيرهما من علم بطرق ورواة هذا الحديث جرحا وتعديلا واتصالا وانقطاعا ما نسباه إلى رسول الله وما صححا نسبته إليه صلى الله عليه وسلم) أ هـ  !!

الرد من شرح أبن حجرلصحيح البخاري ، قوله : (عن أيوب عن أبي قلابة) كذا رواه البخاري وتابعه أبو داود عن سليمان بن حرب وكذا أخرجه أبو عوانة في صحيحه عن أبي داود السجستاني وأبي داود الحراني وأبو نعيم في المستخرج من طريق يوسف القاضي كلهم عن سليمان، وخالفهم مسلم (ص: 402) 
هنا الإمام أبن حجر يوثق من ذكر الحديث، منهم صحيح أبو عوانة، والمستخرج لأبو نعيم، إضافة لصحيح مسلم، فهؤلاء خمسة من كبار أئمة الحديث لا يبالي بقولهم الشيخ متولي ! 
كما أخرجه أبن حبان في صحيحه وأبن خزيمة، وهذا عدا من ذكر الحديث في كتب السنن والمساند .
فهل هذا سهو منه أم تعمد في التدليس وهو يشكو التدليس؟! .

أما للرد حول الرواة المدلسين في الصحيحين بحسب القائمة التي وضعها الشيخ متولي بعدد 20 فقرة
 فمن غير الممكن أن أضع رد لكل واحد بالبحث عنه وعن كل نقطة، إنما أبين للفقرتين 1و2 ، أي لأثنين فقط من الرواة يمكن من خلالهما أن نتعرف عن كيفية التناقض الذي مارسه الشيخ متولي في طعنه للصحيحين ورجالهما رضي الله عنهما :
عن الراوي (1) أبو قلابة، هنا من شرح عمدة القاريء: ( وَقَالَ : سُقُوط أبي رَجَاء وثبوته صَوَاب، وَيُشبه أَن يكون أَيُّوب سمع من ابي قلَابَة عَن أنس قصَّة العرنيين مُجَرّدَة، وَسمع من ابي رَجَاء عَن ابي قلَابَة حَدِيثه مَعَ عمر بن عبد الْعَزِيز فِي الْقسَامَة، وَفِي آخرهَا قصَّة العرنيين، فحفظ عَنهُ حَمَّاد بن زيد الْقصَّتَيْنِ عَن أبي رَجَاء 
عَن ابي قلَابَة، وَحفظ الْآخرُونَ عَن ابي قلَابَة عَن أنس قصَّة العرنيين.) أ هـ
هذا الراوي أبو قلابة من الدرجة الأولى أي ممن لا يضر تدليسهم كما يعرفه أهل الحديث .
المرتبة الأولى : من لم يوصف بذلك إلا نادراً بحيث لا ينبغي أن يُعد فيهم ، فروايتهم محمولة على الاتصال ، وإن لم يصرحوا بالسماع .
وهنا شرح أبن حجر لصحيح البخاري (فأخرجه عن هارون بن عبد الله عن سليمان بن حرب وزاد بين أيوب وأبي قلابة أبا رجاء مولى أبي قلابة، وكذا أخرجه أبو عوانة عن أبي أمية الطرسوسي عن سليمان وقال الدارقطني وغيره : ثبوت أبي رجاء وحذفه - في حديث حماد بن زيد عن أيوب - صواب ; لأن أيوب حدث به عن أبي قلابة بقصة العرنيين خاصة ، وكذا رواه أكثر أصحاب حماد بن زيد عنه مقتصرين عليها وحدث به أيوب أيضا عن أبي رجاء مولى أبي قلابة عن أبي قلابة وزاد فيه قصة طويلة لأبي قلابة مع عمر بن عبد العزيز كما سيأتي ذلك في كتاب الديات ووافقه على ذلك حجاج الصواف عن أبي رجاء فالطريقان جميعا صحيحان والله أعلم ) أ هـ

الراوي (2) حميد الطويل ، فقد حدّث عن أنس بن مالك رضي الله عنه، ومن خلاصة روايات المدلسين *ب 
وفيه (: 14ــ رواية (حميد الطويل عن أنس) – وهذا متفرع عن الضابط السابق – فحميد مدلس ، إلا أن ما يرويه عن أنس محمولٌ على السماع وإن عنعن فيه ، لأن روايته عنه تدور بين ما سمعه عنه مباشرة أو ما سمعه عن ثابت عنه ، قال حماد بن سلمة : (عامة ما يرويه حميد عن أنس سمعه من ثابت) .أ هـ

من الواضح أن الشيخ متولي إبراهيم يرفض كتاب الصحيح لأنه استخلص منهج آخر في علم الجرح والتعديل يخالف منهج الشيخين وباقي العلماء، لا أن الشيخين قد اخطآ ووثقا الرواة المدلسين، والدليل كلامه أعلاه 
( وأعني بمصطلح العنعنة عدم التصريح بالسماع سواء بصيغة عن أو بأي صيغة أخرى غير صريحة في السماع ولا مشاحة في الاصطلاح ) 
بمعنى انه لا يبالي بصيغة التدليس في تدليس التسوية أو في غيره من الأنواع !

بل إن من الغريب أن يثبت الشيخ متولي على نفسه التدليس الذي يطبل حوله، حيث قال في منتداه في الرابط أدناه، حول تدليس العنعنة، وهو يتعلق برواية مسلم عَنْ مُغِيرَةَ، في معرض رده على  الشيخ الدكتورمحمد الصاوي الذي نقض إدعاء الشيخ متولي تحريم آكل الربا دون موكله ! بعنوان ( الرد على الرد الفاضح) *ج 
قال وهو يراجع خطئه، بقبول عنعنة المغيرة لأنه صرح بالسماع من شيخه إبراهيم .
أليس في سند حديث شرب أبوال الإبل الراوي الوليد بن المسلم وهو يدلس تدليس تسوية ؟
ومعناه (أن يُسقِط الراوي شيخ شيخه)، وفيه قد صرّح بلفظ (حدثنا) ؟  فلماذا التناقض ؟
والكلام هنا
صحيح البخاري كتاب المحاربين : حدثنا علي بن عبد الله حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي حدثني يَحيى بن أبي كثير قال حدثني أبو قِلابَة الجَرْمِي عن أنس - رضي الله عنه - قال قَدِمَ على النبي - صلى الله عليه وسلم - نَفَرٌ مِن عُكْلٍ، فأسلَموا فاجتَوَوُا المدينة، فأمَرَهُم أن يأتوا إبِلَ الصَّدَقَة، فيشرَبوا مِن أبوالها وألبانها ، ففعلوا فصحُّوا ، فارتدُّوا وقتلوا رُعاتَها واستاقوا، فبَعَثَ في آثارِهِم فأُتِيَ بهم، فقطع أيهديهم وأرجلهم وسَمَلَ أعيُنَهم ، ثم لم يَحسِمهُم حتى ماتوا "

ــ قال الشيخ متولي (1 ـ بعض أسانيد هذا الخبر مقاطيع ، ولا حجة في المقاطيع )
وقال عن السبر (أما المجهولون الموثقون بالسبر سلمان أبو رجاء مولى أبي قلابة وزكريا بن يحيى الواسطي وعبد الله بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب ، فبسبر جزئي ناقص توثيقا لا دليل على صحته،،، ألخ ) !

سلمان أبو رجاء، حدث عنه حجاج الصواف (الثقة) عندما استشار الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه في القسامة، ذُكر في صحيح البخاري / الديات ، ومسند أبو عوانة وتاريخ دمشق .
يبدو أن الشيخ عزل نفسه في بيته، وهو يرى في نفسه أعلمية تفوق أعلمية علماء الأمة ! ، ثم أخذ بطرح كل الكتب التي بحثت في رواة الصحيحين، ومنها كتاب (هدي الساري) حيث قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
 ( وأما دعوى الانقطاع فمدفوعة عمن أخرج لهم البخاري، لما عُلم من شرطه، ومع ذلك فحكم من ذُكر من رجاله بتدليس أو إرسال أن تُسبر أحاديثهم الموجودة عنده بالعنعنة، فإن وُجد التصريح فيها بالسماع اندفع الاعتراض ، وإلا فلا ) ص 385 .
وأجاد د.عواد الخلف في كتابه ( روايات المدلسين في صحيح البخاري ) *ج
فقد أفرد للرواة كلٍ في طبقته، ثم وضع النتائج، ومنها كموجز : (ثانياً : أحاديث المدلسين في صحيح البخاري غير طاعنة في شرط الصحة ، وذلك لأن احتمال الانقطاع قد زال ، إما بإثبات التصريح بالسماع للمدلس المعنعن الذي لا تُقبل روايته إلا بذلك، أو ما يقوم مقام التصريح بالسماع من اعتبارات قبول عنعنة المدلس )
ثم يقول معلقاً على عبارة الحافظ ابن حجر رحمه الله في خاتمة كتابه ص 591:
( أقول بعد هذا السبر والتحليل : نعم، اندفع هذا الاعتراض، ولله الحمد والمنة) أهـ

أقول للشيخ متولي أن من أمثلة ما نعيشه اليوم في كلام الناس حولنا الموهم لغاية أو طبع فكثير، ولا يُعقل أن نهمل كل ما جاءوا به جملةً وتفصيلاً، وإلا لانقطعنا من الناس أجمعين.
 فكيف يمكن ان نهمل ما يصلنا من الوحي من أحكام ؟ 
وهذه غاية الإمامين في تنقية الأحاديث النبوية رضي الله عنهما، وقد أتمّا هذه الغاية السامية على مراد الله بإذنه وفضله تعالى، جزاهما الله الجنة .

أما عن متن الحديث النبوي الذي يشير لشرب بول الإبل من قبل أناس لجأوا إلى مرابض الإبل، ففيه وقفة، 
فكيف نتقبل أن النبي(ص) مثّل بالمرتدين سارقي الإبل؟ 
ثم أخرجه البخاري في كتاب الوضوء، وليس خانة الطهارة كما فعل النسائي عندما أخرجه في مسنده ضمن كتاب الطهارة (باب ما جاء في التشديد في البول حتى باب ما جاء في بول ما يؤكل لحمه) !
قال أبن حجر في شرحه أن البخاري لم يبين حكمه لوجود اختلاف، إنما في هذا معنى أن بول الإبل غير نجس لاقترانه بالغنم، وخالفه الإمام بدر الدين العيني في شرح العمدة صرّح بعدم طهارة بول الإبل موافقةً لأبي حنيفة والشافعي وغيرهم رحمهم الله، قال (والاستشفاء بالحرام جائز عند التيقن)، وقد بين علة الأمر بها قال 
(فإن قلت: هل لأبوال الإبل تأثير في الاستشفاء حتى أمرهم صلى الله عليه وسلم بذلك؟ 
قلت: قد كانت إبله صلى الله عليه وسلم ترعى الشيح والقيصوم، وأبوال الإبل التي ترعى ذلك وألبانها تدخل في علاج نوع من أنواع الاستشفاء، فإذا كان كذلك كان الأمر في هذا أنه عليه الصلاة والسلام عرف من طريق الوحي كون هذه للشفاء، وعرف أيضا مرضهم الذي تزيله هذه الأبوال، فأمرهم لذلك) أ هـ

والرأي هنا مغاير لما قاله الإمام أبن تيمية رحمه الله في فتاواه: (الدليل الثاني‏:‏ الحديث المستفيض، أخرجه أصحاب الصحيح وغيرهم من حديث أنس ابن مالك‏:‏ أن ناسًا من عُكْل أو عُرَينة قدموا المدينة فاجتووها،،،، فوجه الحجة أنه أذن لهم في شرب الأبوال، ولابد أن يصيب أفواههم وأيديهم وثيابهم وآنيتهم، فإذا كانت نجسة وجب تطهير أفواههم وأيديهم وثيابهم للصلاة، وتطهير آنيتهم، فيجب بيان ذلك لهم؛ لأن تأخير البيان عن وقت الاحتياج إليه لا يجوز، ولم يبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه يجب عليهم إماطة ما أصابهم منه، فدل على أنه غير نجس، ومن البين أن لو كانت أبوال الإبل كأبوال الناس، لأوشك أن يشتد تغليظه في ذلك‏.‏) أ هــ

أما المثلة، فقد جاء في عمدة القاريء ( وإنما فعل النبي صلى الله عليه وسلم بما فعل قصاصا؛ لأنهم فعلوا بالرعاة مثل ذلك، وقد رواه مسلم في بعض طرقه، ولم يذكره البخاري، قال المهلب : إنما لم يذكره؛ 
لأنه ليس من شرطه، ويقال: فلذلك بوب البخاري في كتابه، وقال: باب إذا حرق المشرك هل يحرق؟ )
وجاء في الفتح لأبن حجر ما يهدأ النفس، وفيه (وذهب آخرون الى أن ذلك (أي المثلة) منسوخ قال بن شاهين عقب حديث عمران بن حصين في النهي عن المثلة هذا الحديث ينسخ كل مثلة وتعقبه بن الجوزي بأن ادعاء النسخ يحتاج إلى  تاريخ قلت (القول لبن حجر) يدل عليه ما رواه البخاري في الجهاد من حديث أبي هريرة في النهى عن التعذيب بالنار بعد الإذن فيه وقصة العرنيين قبل إسلام أبي هريرة وقد حضر الإذن ثم النهي وروى قتادة عن بن سيرين أن قصتهم كانت قبل أن تنزل الحدود ولموسى بن عقبة في المغازي وذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى بعد ذلك عن المثلة بالآية التي في سورة المائدة وإلى هذا مال البخاري وحكاه أمام الحرمين في النهاية عن الشافعي) أ هـ

السؤال الآن: إن كان البول ما تعفه الأنفس بلا شك حتى ولو كان مما يؤكل من الدواب، مع أن المراد منه هو التداوي للضرورة، فكيف الحال ؟ وما قول العلماء؟

ليس من الغريب في وقتنا الحالي الذي كَثُرت فيه الأوبئة المستعصية ــ كالسرطان أعاذنا الله منه ــ أن يلجأ له المريض الواشك على الموت بالتعلق بالأسباب برحمة منه تعالى، فلعل الأجل لم يحن، وهو إن نظرنا إلى كلام الله تعالى فقد رخّص أكل الميتة والدم ولحم الخنزير أتقاء الهلكة، فقد اتفق ما قرأته من العلماء حول ذلك، 
إلا أن الشيخ الإمام أبن تيمية رحمه الله له وجوه في عدم القبول بشرب البول في التداوي، وهو ما يواجه القبول بها بمنطق القاعدة الشرعية (الضرورات تبيح المحضورات)  
 وفصّل هذا في فتاواه ( الجزء 21، الطهارة) بأن لا ضرورة في التداوي ببول الإبل، بقوله رحمه الله : 
(فإن قيل‏:‏ فقد أباحها للضرورة، والمتداوي مضطر فتباح له، أو أنا نقيس إباحتها للمريض على إباحتها للجائع بجامع الحاجة إليها‏،،،، قلت‏:‏ أما إباحتها للضرورة فحق، وليس التداوي بضرورة لوجوه‏ ،،،، وثانيها‏:‏ أن الأكل عند الضرورة واجب‏.‏ قال مسروق‏:‏ من اضطر إلى الميتة، فلم يأكل فمات، دخل النار، والتداوي غير واجب ومن نازع فيه‏:‏ خصمته السنة في المرأة السوداء التي خيرها النبي صلى الله عليه وسلم بين الصبر على البلاء ودخول الجنة، وبين الدعاء بالعافية‏.‏ فاختارت البلاء والجنة‏.‏ ولو كان رفع المرض واجبًا، لم يكن للتخيير موضع، كدفع الجوع، وفي دعائه لأبي بالحمى، وفي اختياره الحمى لأهل قباء، وفي دعائه بفناء أمته بالطعن والطاعون، وفي نهيه عن الفرار من الطاعون‏ ،،، ورابعها‏:‏ أن المرض يكون له أدوية شتى، فإذا لم يندفع بالمحرم، انتقل إلى المحلل، ومحال ألا يكون له في الحلال شفاء أو دواء، والذي أنزل الداء، أنزل لكل داء دواء إلا الموت، ولا يجوز أن يكون أدوية الأدواء في القسم المحرم، وهو سبحانه الرؤوف الرحيم‏.‏ وإلى هذا، الإشارة بالحديث المروي‏:‏ ‏(‏إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها‏)‏، بخلاف المسغبة فإنها ـ وإن اندفعت بأي طعام ـ اتفق، إلا أن الخبيث إنما يباح عند فقد غيره، فإن صورت مثل هذا في الدواء فتلك صورة نادرة؛ لأن المرض أندر من الجوع بكثير، وتعين الدواء المعين وعدم غيره نادر، فلا ينتقض هذا.‏ على أن في الأوجه السالفة غنى‏ ) 


نفهم من هذا أن الحديث صحيح، فليس أحرص من علماء الأمة المتأخرين مثل أبن تيمية رحمه الله في أمور الحرام والحلال والفتوى حولها، إنما الإشكال هو اختلاف العصر الذي يجعل المحضورات رأفة من الله تعالى، وأن اللجوء إلى بول الإبل ليس في كل مرض متناول دواءه في اليد، بل الحل الأخير ولو على كراهة مثل بتر اليد، عافانا الله .

تبقى أخيراً مسألة فاصلة هامة راودتني، وهي إن كان المتن غير مقبول، فهل صنّفه علماء الحديث بأنه شاذ 
ولو كان سنده صحيح؟ أليس هذا ما احتج به الشيخ متولي إبراهيم ؟
والجواب: لم أجد أي قول بأنه من الأحاديث الشاذة أو من الغرائب، بل لم أجد الحديث ضمن ما حكاه الحاكم في مستدركه، وقد غلط في تخطئة للبخاري رحمه الله عندما وصف أن هناك أحاديث شاذة في الصحيح، لكنه لم يعرف موطنها ما هي إنما عرفه بقلبه ! . ما أفظع ما جاء به الحاكم وكتابه المليء بالبدع .

أما احتمال أن تكون الآية 33 من سورة المائدة منسوخة، وهي التي نزلت بسبب من اجتووا الإبل، فقد يتغير الموضوع برمته ويستبين عدم العمل بالحديث، ونص الحديث عن أسباب النزول هو (عن أنسِ بنِ مالِكٍ بِهذا الحديثِ - يعني حديثَ العُرَنيِّينَ - قال فيهِ : فبعثَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ في طلبِهم قافلةً فأُتيَ بِهم فأنزلَ اللَّهُ في ذلِك : إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا الآيةَ .) 
وبما أن النسخ لا يدخل إلا الأحكام ، فلا يدخل النسخ على الأخبار وهو مذهب جمهور أهل العلم، فهل اجمع العلماء أنه منسوخ ؟ أختلف العلماء فيها، وهذا قول النووي رحمه الله .

الأغرب أن الشيخ متولي الذي جال غاضباً على صحيح البخاري ومسلم رحمهما الله لم يذكر أي شيء عن احتمال نسخ الآية وشرب البول بالتبعية، حتى يكون له قرين حجة قوي مع السند !
بل أن ما كتبه يدل على أنه لم يعرف (أو لم يبال) بأن حادثة ردة قوم القوم وقتلهم الراعي وسرقة الإبل هي سبب نزول الآية وفيها بعث السرية وأميرها جرير بن عبد الله البجلي، وقيل غيره .
هذا ما كتبه عن المتن الذي رآه بعيد عن الواقع، قال : (وذلك لأن صحة الإسناد عند جمهرة المحدثين والأصوليين تعنى العلم الذي يعني غلبة الظن ورجحانه، ولا تعني اليقين ولا الموافقة لحقيقة الأمر وواقع الحال بالضرورة، وهذا معناه أن سند الخبر قد يصح بينما يكون معنى متنه في حقيقة الأمر وواقع الحال باطلا )

فهل هو الجهل بالحديث وكتب السيرة والتاريخ الذي سرده الطبري، وقد درس في الأزهر وليس من عامة الناس، أم أنه الغل الذي أصاب قلبه بتأثير كلام القرآنين منكري السنة ؟ ! الله أعلم ، هداه الله .

ـــ يقول الشيخ متولي (بل ولو بان لهما ما بان لعلماء الطب والكيمياء والفيزياء في العصر الحديث في أبوال الإبل ما نسبا هذا الحديث إلى رسول الله وما صححا نسبته إليه صلى الله عليه وسلم حتى مع صحة إسناده عندهما ) !!
مع أن البدو في الصحراء عرفوا فوائد بول الإبل في معالجة أمراض المعدة والقروح، وما زالوا يخلطوه بلبن الإبل، وهذا ما توصل إليه العالم العربي أبن سينا في كتابه القانون .


أما حديثاً فقد نُشرت مقالات عديدة لإبحاث من ذوي الاختصاص في العلوم الإحيائية والطب منهم الباحثة الدكتورة (فاتن خورشيد) مع فريق بحث من 15 فرد لفعاليته في مكافحة السرطان، وقد حصلت على تصريح بالدواء على شكل كبسولات 3 مرات . كما نقلت الخبر قناة الجزيرة في برنامج (ياهلا - بول الابل هل يعالج السرطان) منشور في اليوتيوب 4 أجزاء، حيث أكدت أن الاتصالات مستمرة من قبل جهات عالمية مختصة للحصول على التركيبة ، منها الصين . وفي موقع طبي نشر براءة الاختراع الخاص بالدكتورة فاتن خورشيد، 
 (الاختراع الأوربيه بتاريخ 17.6.2015 بناء على أبحاثها العلميه التي تم فيها فصل وتصنيع الجزء الفعال
 في أبوال الابل والذي يعمل كمضاد للسرطان) . *د

كما تم نشرعدة مصادر تؤكد فوائده مثل موقع (إعجاز) وموقع الإسلام سؤال وجواب (83423)
والغريب رأيت إعلان بيع البول في موقع أمازون ، والطلب عليه .
لكن يبقى إشكالية احتواء البول على مواد ضارة تؤثر على الجسم لكون البول هو في طبيعته يحوي على سموم الجسم، وهنا يجدر الإشارة أن التجارب الطبية مستمرة، كما على سم الأفعى قديماً، والتي ما كانت مقبولة لطبيعتها الضارة، واليوم هي علامة للدواء عالمياً .

 كل ما سبق مستشهدين بالآية والحديث النبوي الشريف :
قال الله تعالى في سورة الغاشية الآية 17 (أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى ٱلإِبْلِ كَيْفَ خُلِقَتْ)
وفي مسند أحمد عن أبن عباس قال، قال النبي(ص) (إنَّ في أبوالِ الإبلِ وألبانِها شِفاءٌ للذَّرِبةِ بطونِهم)
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح أسباب النزول | الصفحة أو الرقم : 96 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح وأصله في صحيح البخاري ( موقع درر الحديث/ 24)

فعلاً يا شيخ متولي (ما هكذا تورد الإبل) .
أتق الله ولا توصم الشيخين بالنفاق لأنهما ثبّتا حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) في صحيحيهما رضي الله عنهما .




أقول للنصارى الذين يتلقفون كلام الطاعنين مثل إسلام بحيري والشيخ متولي وغيرهم:
كفاكم طعناً بالإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم، فقد أصابكم العمى مما في كتابكم المقدس 
27 فَقَالَ لَهُمْ رَبْشَاقَى: [هَلْ إِلَى سَيِّدِكَ وَإِلَيْكَ أَرْسَلَنِي سَيِّدِي لأَتَكَلَّمَ بِهَذَا الْكَلاَمِ؟ 
أَلَيْسَ إِلَى الرِّجَالِ الْجَالِسِينَ عَلَى السُّورِ لِيَأْكُلُوا عَذِرَتَهُمْ وَيَشْرَبُوا بَوْلَهُمْ مَعَكُمْ؟] سفر الملوك الثاني ( 18 : 27 )
وأقول للملحدين : هداكم الله
( إِنَّ ٱلَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِيۤ آيَاتِنَا لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَآ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي ٱلنَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِيۤ آمِناً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ 
ٱعْمَلُواْ مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) الأعراف الآية 180
وللمطبلين من الشيعة : راجعوا رواياتكم عن المعصوم وقد وافق على الحديث جملة من علماءكم.

أخيراً يبقى التداوي بهيئة فتوى ولا إجبار، فمن الأسلم لمن لم يتقبل ما في الحديث ولا العلاج أن يعمل بحديث نبوي متداول ( أستفتِ قلبك) فيتركه ، لا أن يطعن بالصحاح ورجاله رضي الله عنهم .
تم ولله الحمد وأسأله العفو والعافية .


ــــــــــــــــــــــــــ





الاثنين، 18 فبراير 2019

إضراب 750 ألف معلم في العراق ، عندما يوَظّف لأهداف طائفية من قبل المرجعية







بقلم / آملة البغدادية
خاص/ منتديات أهل السنة في العراق 

في العراق بلد الرافدين والحضارات، وبلد الخلافة ومقام الأولياء، ومركز العلماء، وحيث أول مدرسة خُصصت لدراسة علوم القرآن والفقه والرياضيات والطب وغيرها ، وهي المدرسة المستنصرية قرب نهر دجلة من جانبه الشرقي، تقع بين يدي أحفاد العلقمي (لعنه الله ولعنهم) في 2003 بغزو دموي لم يشهد له التاريخ من قبل . بعد خمسة عاماً على هيمنة دولة المليشيات التي عاثت في الأرض الفساد تخريب وقتل لأهل السنة ونهب للأموال ، يخرج أذنابهم ممن تقلدوا المناصب في المؤسسات يشتكون من سوء الأحوال ! .

تشهد بغداد قرة عين المدن إضرابات واسعة للمعلمين تطالب بعدة إصلاحات، وقد خُصِص يومي 17 و18 من شباط والذي يصادف اليوم الأول من انتهاء عطلة نصف السنة الدراسية، وكان التجمع أمام مقر نقابة المعلمين في حي المنصور . وقد توسع الإضراب حتى شمل محافظات العراق، خرج فيها ما يقارب 750 ألف من الكوادر التعليمية، وفق ما قاله نقيب المعلمين في بغداد (عباس السوداني) للصحافة أمس، بينما أعلنت محافظة البصرة عن عدم الإضراب، ولا أدري كيف تم إحصاء هذا العدد؟ 
على كل حال هذه سجية الشيعة في مضاعفة أعداد التجمعات خاصة في مواسم الزيارات التي يزعمون أنها بالملايين في شارع واحد لا يسع إلا لبضعة آلاف . من بين ما قاله، فقد حذر نقيب المعلمين من معاودة الإضراب إن لم تستجيب الحكومة لمطالبهم .

أما عن المطالب فهي وإن كانت تهدف لتحسين أحوال المعلم المعيشية، إضافة لزيادة عدد المدارس وتحسين المناهج، وهذا ما لا يرفضه أحد، إلا أنها كذبة صلعاء، فالراتب الحالي للمعلم جيد وأعلى من الدول العربية، أما أن يطالبون أن يكون أسوة بأعضاء البرلمان والدرجات الخاصة، فهذا سخافة، لأن الأولى أن يطالبوا بخفض رواتب هؤلاء الذين يتمتعون بمبالغ إضافية لا تُحتسب من الراتب الأسمي .
عند الاطلاع على بيان النقابة الذي نُشر في موقع النقابة على الفيس بوك نفهم في الحال أنها لا تعدو عن كونها (خوض في الماء العكر) ، والنسخة منه أدناه .



لقد نص البيان وعنوانه (مطالب نقابة المعلمين على صعيد التربية) على عدة مطالب وعددها عشرة، وفي البيان ما لا يحتاج لقراءة ما بين السطور . إن المطالب جاءت ــ كما نص البيان ـــ تلبية ًلأوامر المرجعية التي حملها إمام الجمعة في العتبة الحسينية أحمد الصافي الإيراني في خطبته، حيث قال نقلاً من مواقعهم ( لابُدّ أن نحرص على أن يتعلّم أولادنا العلم الصحيح والتربية الصحيحة - على المعلّم أن يُرجع ثقة الجيل الى صنفهِ فهذه مسؤوليّته، فإذا أرجعنا الثقة سنكون بخير )
ولهذا كان أول بند في البيان هو الاعتراف بهدف الإضراب الرئيسي، وهو (إخراج وزارة التربية من المحاصصة السياسية) 
ويعني هذا خروج وزارة التربية من حصة أهل السنة إلى حصة الشيعة، وبلا مواربة أو تقية . 

هذا في حين أن وزارة التربية في الحقيقة هي من حصة أهل السنة شكلياً، وفعلياً من حصة الشيعة، حيث أن 85% من كوادر وزارة التربية هم من الشيعة، حتى ممثلية وزارة التربية في السليمانية هي من الشيعة. لذا الوزارة تخلو من وزير فعلي، واستقالة الوزيرة السابقة عندما وجِهت لها تهمة الإرهاب بحجة أن أحد أقاربها من داعش، ما هو إلا تمهيد لخطة مدبرة برفضهم كلام الله في الآية 38 من سورة النجم ( أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ) . إلهذا فالبرلمان قبل أسابيع لم يصوت بالثقة على المرشحة عن التحالف (صبا الطائي) ، وتبقى الأعمال بالوكالة. هكذا الأوامر العليا التي تريد استغلال الوقت قبل قبول مرشح آخر من قبل الكتل السنية، وهذا ما يعنيه البند الأول من أن يكون الوزير ( من رحم الوزارة ) .
إذا بحثنا في الكفاءات التي يدعوها، فلن يختاروا وكيل وزير التربية للشؤون العلمية طلال الجبوري، ولا غيره من السنة، بل سيكون أحد الوكلاء الشيعة، ربما الوكيل للشؤون الإدارية أو وكيل الشؤون الفنية، أو مدير دائرة التقويم والامتحانات وجميعهم من الشيعة، أوربما المفتش العام لوزارة التربية الشيعي (الأستاذ المساعد الدكتور علي حميد كاظم الشكري) وهم ممن ترضى بهم المرجعية . 
أتساءل هل سيعيدون اختيار وكيل الوزير الأسبق (علي الابراهيمي) الذي أهان المعلمين بوصفه لهم ب المطايا ؟ 
الواضح أنهم لا يكتفون بنسبة 85% بل يريدون بلع الباقي بحجة رفض المحاصصة . 
إن غياب المحاصصة يعني تهميش الكل لصالح فرد ، وهي الكتلة الشيعية .

عودة لبنود المطالب في الفقرة 5 حيث نصت :
(إعادة صلاحيات المحافظات على وزارة التربية إلى الوزارة وجعلها وزارة اتحادية بعيدة عن المحاصصة)
وهذا يناقض ما كانت تنادي به الشيعة من توسيع صلاحيات مجالس المحافظات فيما يخص المحافظات الجنوبية .
 ويناقض الواقع الذي يقول بأن مسئولي الوزارة في المحافظات الجنوبية هم الشيعة حصراً .

أما بالنسبة للبند والمطلب 8 ، إعادة الدروس التي تغرس روح الوطنية .
 فالحكم الشيعي هو من ألغى مادة الوطنية من المدارس الابتدائية، وبعد قتله ينوحون عليه !

والبند 9 ، توفير الأموال لتدريب المعلمين، وبناء مراكز تدريب مرموقة.
إن كان كل ما سبق من إرسال الطلبة والمعلمين غلى لبنان وبالآلاف لا يكفي، فماذا بقي بعد أن نعلم بأن المتحدث الرسمي لوزارة التربية ( سلامة الحسن) وهي من المكون الشيعي، وهي بهذا المنصب منذ ما يزيد عن 4 سنوات.
 ومن أحدى الأخبار التي بثتها، خبر التعاون مع إيران الشر عام 2017، وهو ليس الأول من نوعه، والنص هو :
( أكدت المتحدثة بإسم وزارة التربية العراقية “سلامة الحسن”، اليوم الأربعاء، أن الوزارة أبرمت مذكرة تفاهم مع نظيرتها الإيرانية لتبادل الخبرات ومنح رخص لفتح المدارس) .



لم يكتفوا بفتح الكليات التي تدرس علوم الحوزة الإيرانية ضمن وزارة التعليم العالي، والذي سرقوه من أهل السنة، والذي كان حديث العالم عن اتفوق العالي لطلبة العراق في الخارج في كل مجال، أصبح العراق خارج التصنيف العالمي للأسف .
هاهم يبغون نشر التشيع وبلغة الفارسية بين الشباب في عمر المراهقة وما قبلها .
هل هناك أكثر من هذه الطائفية والهيمنة الإيرانية ؟
 ما الذي يجمع التعليم بين البلدين إن كانت أهم مقومات التعليم مفقودة اللغة والتاريخ ؟ 
وفي المقابل، يضج الشيعة على خبر فتح قناة mbc عراق خوفاً من تسلل الأفكار (الوهابية) كما يصفون السعودية !

أتساءل : بأي وجه يخرج الشيعة للإضراب بحجة خروج العراق من التصنيف العالمي للمستوى التعليمي ؟
أليسوا هم  من جعل كليات العراق مسخرة تقام بها محاكمة خليفتين أمويين، ومن قبل رئيس جامعة الكوفة ؟ **

في البند الأخير 10 ، جول فتح ملفات الفساد ومعاقبة المقصرين في تسريب الأسئلة .
عقد كامل من النهب بالمليارات في العراق، وما تزال الوجه ذاتها، وما تزال القنوات الفضائية تنقل أخبار المبالغ الطائلة التي صُرفت من النفط العراق المنهوب، ففي وزارة التربية التي هي أقل من وزارة الدفاع، أستلمت 60 مليار دولار في غضون 10 سنوات . 
أين كانن التحقيق في الفساد عندما عمدت الكوادر الشيعية في الوزارة لفعل كل ما يؤدي لتدني مستوى التعليم في العراق منذ الغزومقابل أجور بالمليارات؟ لا نسمع إلا تصريحات من البرلمانيين بلغة الابتزاز لطي الملفات .
سكتوا عن السرقات بالمليارات في عقود التجهيز المختلفة، وعقود طباعة المناهج في الخارج يقودها موظفون شيعة في الوزارة، بينما كان العراق يقوم بطبعها في المطابع العراقية في زمن حكم حزب البعث .منذ خمسة عشر عاما يغضوا الطرف عنها، ولا نسمع غير الهياج في البرلمان بين أعضاء النزاهة والوزارات، وبينما يضحك أمام التلفاز مدير العقود الشيعي .

يتكلمون عن تسريب الأسئلة!، وهم الشيعة من عمدوا إلى تسريب الأسئلة العامة مع الأجوبة المكتوبة بعد الاحتلال، كما زوروا الانتخابات في المحافظات الجنوبية لاحتكار الشيعة المناصب . بمعنى أن صورة الرجل المناسب في المكان غير المناسب هو الذي ساد، وبينما كليات الطب امتلئت بمن هم لا يفرقون بين كلمة وأخرى في اللغة الأنكليزية، ولا يملكون الذكاء والاستيعاب الذي يؤهلهم لكليات المجموعة الطبية، فكيف سيكون واقع الصحة في العراق، وليس فقط وزارة التربية ؟ 
الجواب ما عشناه ونعيشه من تدني الخبرة عند الأطباء الجدد مع فساد وزارة الصحة بيد الوزيرة الصفوية عديلة .

يتكلمون عن تدني المستوى التعليمي ! ، وأين كانوا عندما صدر قرار وزير التعليم العالي الصفوي علي زندي بنقل الصفوي أستاذ كلية القانون عباس فرمان إلى ملاك وزارة التربية عام 2013 بدل فصله ؟ وهو الذي كتب سؤال يطعن في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها . صمتوا .
أما عندما تضرب معلمة طالبة اسمها فاطمة تخرج المتحدثة عن الوزارة الشيعية على الفضائيات، وتصرح بعزل المدرسة ولا يسمح لها العمل في أي وزارة . 
أين كانوا عندما تم قتل الطالبة سما في الرمادي وهي في قاعة الامتحان من قبل المليشيات ؟ صمتوا .
أما عندما تطالب المحافظات السنية بحقوقهم ضمن الدستور وأههما إخراج العناصر الخارجة عن القانون ضمن القوة الأمنية الاتحادية فتنقلب الدنيا ولا تقعد . 



من العيب والصلافة أن يكون الخطاب بهذه الصورة بقالب المطالبة، بينما تتجاهل نقابة المعلمين وجود وكلاء للوزارة ضمن المحافظات الشيعية من الشيعة، رغم أنها وزارة تابعة لحصة المكون السني .
 فلا يكفي أن يكون محافظ ديالى السنية ووكيله من الشيعة بقوة السلاح، ولا يكفيهم انتخاب رئيس مجلس محافظة صلاح الدين ووكيله من المكون الشيعي، ويريدون ابتلاع باقي المؤسسات. 
ولا يكفي إطلاق وزارة التربية 1400 وظيفة لمحافظة البصرة وحدها قبل أيام، و2500 درجة وظيفية عام 2016، بينما المحافظات السنية تشهد ضياع التعليم لآلاف من أودلاها، نتيجة العمليات العسكرية التي أدت إلى هدم المدارس ونزوح أهالي المحافظات دون العمل إلى إرجاعهم، بل يوجد منع قاطع لرجوعهم من قبل المليشيات . 

إن سكوت الأحزاب السنية وأولهم الحزب الإسلامي على تغيير المناهج وفق العقيدة الشيعية بشكل متدرج، هو الذي جر الويلات علينا، إذ أعطى الضوء الأخضر لكل تغيير طائفي يهمش الآخر . فمن ينكر أن مناهج التدريس قد تغيرت بعد الغزو والإطاحة بحكم حزب البعث؟ فقد تضمنت عقائد شيعية تصدّر لها مؤلفو المناهج الشيعة، وعبثوا بها خاصة بما يخص مادة الإسلامية . 
والرابط ادناه يوجع القلب .*
ما يجري في وزارة التربية إلا نافذة للتشيع، وها هي الروضات تدرس الأطفال كيفية اللطم ، والمدارس الابتدائية تشرح عن خمس المكاسب ، والوضوء الشيعي في مادة الإسلامية، ووصل الأمر إلى تعليم تحريف القرآن . الرابط أدناه **

هذا هو معنى كلام المرجعية في خطبة الجمعة :  ( لابُدّ أن نحرص على أن يتعلّم أولادنا العلم الصحيح والتربية الصحيحة - على المعلّم أن يُرجع ثقة الجيل الى صنفهِ فهذه مسؤوليّته، فإذا أرجعنا الثقة سنكون بخير )




أن ما نشرته صفحة النقابة على الفيس بوك حول فقرات المطالبة فيها تدليس وضحك على الذقون، فلم تذكر البنود كافة ، وهنا الصورة دليل، وما كتبوه عن سهو وغفلة، بل هي التقية لجر سنة العراق لمستقبل أكثر سواداً مراهنين على طيبتهم، وعلى نغمة الأخوة والبلد الجامع . والنص هنا مكرر لكل خبر ( تحقيق مطالب جماهير المعلمين ( اصلاح الواقع التربوي - توفير السكن اللائق - احتساب الترفيع من تاريخ الاستحقاق وباثر رجعي) !
15 عاماً علمتنا أن لا يوجد عدل ولا تعويض بأثر رجعي ، فكفاكم يا سنة العراق التمني بسراب .
إن الواعي لما يجري في العراق من هيمنة إيرانية وتنفيذ شيعي، يفهم نهج الحكومة الطائفي وتسخيره عوام الشيعة لتشييع العراق بكل معانيه العقائدية منها واللفظية، فمن تصدّر لتنسيق الإضرابات وجاءت تصريحاته للصحافة هو عباس السوداني، وهو شيعي، و، فلا يخدعونا ويقولون مطالب لتحسين الواقع التربوي . 

أصبح العراق يدار من قبل المرجعية ، ونظام التعليم والقضاء فسد تماماً، وهما مفتاح التقدم لأي بلد .
وليست هذه المرة الأولى التي يصدر قرار بشأن يخص الوزارة من قبل المرجعية الإيرانية، فقد صرحت الناطقة للوزارة أن قرار تأجيل امتحانات السادس الإعدادي عام 2015 جاء تلبية لنداء المرجعية، والآمر ذاته الشيخ احمد الصافي .
 إن ما يحدث هوالتوجه نحو تشييع ما تبقى من الوزارات، وتهميش أهل السنة مع مماطلة عن حقهم المشروع بشكل تدريجي غير عسكري في بغداد ، هو النهج المتبع بعد استكمال المرحلة الأولى من إبادة الآساتذة والمعلمين في عامي 2006 و2007 بالخطف والقتل والتهجير. وعلى أهل السنة أن يفهموا متى يخرجوا في التظاهرات ، وعلى أي مطالب .
ولعمري كم تعطلت مؤسسات الدولة وتوقف العمل في كل عام ! ، وهي أ سواء كانت بحجة الزيارات أو التظاهرات لسوء الخدمات أوالانتخابات وغيرها، فهي دليل على فقر إرادة التطور والتعلم في نفوس الشيعة، فما أن أصبحت بغداد خارج الحكم السني حتى أُحيل العراق إلى بلد الخراب والأوساخ وهو يطفو على بحيرة من النفط وكنوز لا يعلمها إلا الله .

فمتى يفهم أهل السنة القرار المميت الذي أصدره كبار اغبياء السنة برفض الفدرالية ؟
قلنا فدرالية قالوا طائفية ، وحسبنا الله ونعم الوكيل على من خرب العراق وآذى سنة العراق .
الكلام كثير والهم على قدر طول الاحتلال فعذراً ، لا أدري كيف الاختصار .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



*   في حكم الشيعة /نقابة المحامين ورئيس جامعة النجف يحاكمون خليفتين أمويين ! 
** في حكم الشيعة / اختراع آيات قرآنية وتحريف المناهج الدينية

الجمعة، 15 فبراير 2019

بحث تفصيلي في شبهة إثبات المهدي الغائب من أبيات فارسية للصوفي الجامي

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد الصادق الأمين 
وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى أمهات المؤمنين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين


بقلم / آملة البغدادية
خاص/ شبكة الدفاع عن السنة


 يدعي الشيعة إثبات ولادة المهدي الغائب من قبل علماء أهل السنة، ومصدرهم كتاب سليمان القندوزي ( ينابيع المودة لذوي القربى) ففي الجزء الثالث، وفيه : الباب السابع والثمانون في إيراد بعض أشعار أهل الله الكاملين في مدائح الأئمة الاثني عشر الهادين (رضي الله عنهم) وكلام سعد الدين الحموي قال الشيخ عبد الرحمن الجامي في كتابه " النفحات "
إن الشيخ أحمد الجامي النامقي (قدس الله سره) دخل في غار جبل قرب بلد جام بجذب قوي من الله - جل شأنه - وكان أميا لا يعرف الحروف ولا الكتاب، وسنه كان اثنين وعشرين سنة، واستقام في الغار ثماني عشرة سنة من غير طعام ويأكل أوراق الأشجار وعروقها، وعبد الله فيه إلى أن بلغ سنه أربعين سنة، ثم أمره الله بارشاد الناس، وصنف كتابا قدره ألف ورقة تحير فيه العلماء والحكاء من غموض معانيه، وهو عجيب في هذه الأمة، وبلغ عدد من دخل في طريقته من المريدين ستمائة ألف. وتفصيل كراماته وخوارق عاداته في النفحات مذكور (1) ومن كلماته (قدس الله أسراره ووهب الله لنا فيوضاته وبركاته) بالفارسية : من زمهر حيدرم هر لحظه اندر دل صفاست *،،،، ألخ ، وآخرها (شاعران از بهر سيم وزر سخن ها گفته اند***احمد جامى غلام خاص شاه اولياست)   (1) نفحات الانس: 357 ط. محمودي *أ

عند البحث في كتب الشيعة وكتاب القندوزي تبين أن هناك الكثير من الكذب والتدليس من قبل علماء الرافضة، ولا يمكن أن نوفي الرد حقه إلا بشكل بحث تفصيلي ليطلع القاريء على البناء المتهالك لعقيدة المهدي والمتشابك في نفس الوقت، وقبل الشروع بالتفصيل نقول، المعلوم عن الشيعة زعمهم أن سليمان القندوزي هو حنفي، وهذا باطل فهو من غلاة الصوفية ورافضي بإجماع العلماء لأنه أنكر إمامة الصديق (رضي)، وكتابه طُبع من قبل رافضي في مطابع إيران لما فيه تشابه لكتاب الحلي من أباطيل بروايات المغازلي حاطب ليل، والأبيات دليل . أما عند الشيعة فقد عدّه الطهراني في الذريعة شيعي .
  
رد الشبهة ، وفيها ثلاث وقفات /

الوقفة الأولى / حول المخطوطات ، فقد وجدت مخطوطتين مصورتين لكتاب (نفحات الأنس من حضرات القدس في طبقات المشايخ)، الأولى مملوكة لجامع أم القرى ببضعة أوراق ناقصة معدودة، والثانية في موقع مجلس الألوكة، أحتوت على جزء من ترجمة أحمد بن أبي الحسن النامقي الجامي . وعندما أطلعت على الكتاب المترجم الخاص بمكتب الأزهر والمطبوع عام 1989، ظهر أن فيه ترجمة 200 صوفي فقط من مجموع 618 ، ولم يكن فيها أحمد النامقي . لذا اعتمدت على النسخة الألكترونية الحديثة، ترجمة محمد أديب الجابر .
أما الأبيات التي ذكرها القندوزي في كتابه ينابيع المودة، وعددها ثمانية أبيات تذكر الأئمة والمهدي ولد العسكري( رضي) فقد اطلعت على نسخة المخطوطة التي حوت أشعار عبد الرحمن الجامي، وعليها الاعتماد في الرد القطعي الأمثل، والبحث هذا عن طريق الأنترنيت في كل مصادره، هذا هو ما في الإمكان ، والله المستعان .

ــــ أحمد بن الحسن النامقي الجامي، المتوفى سنة 536 هجرية .
عقيدته :
احمد بن ابى الحسن على بن محمد بن جرير ابن عبدالله النامقى الجامي سني صوفي، وهي ترجمته من كتاب الباباني البغدادي هدية العارفين، ومن كتاب معجم المؤلفين (من تصانيفه أنس المستأنسين. أنيس التائبين. وجنة المشتاقين. سراج السائرين في ثلاث مجلدات. السر المكتوم في الطلسمات. فتوح الروح. كتاب الاعتقادات. كتاب التذكيرات. مفتاح النجاة وغير ذلك ) .
أما في تراجم الشيعة / إمامي 
كما في الجدول من كتاب (ديوان الشعر الفارسي) للدكتور آية الله محمد صادق الكرباسي، التسلسل رقم 3 ، والتصنيف من كتاب الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي .

                    

وعند البحث عن كتبه في الاعتقاد وجدت ذكر لمكتبة في قبره من موقع شيعي، ربما يكون دليل على أن أغلب الكتب تمت ابادتها في العصر المغولي :( 7ـ مكتبة ژنده پيل/ كانت هذه المكتبة قائمة في مقبرة أبي نصر أحمد بن أبي الحسن النامقي الجامي المعروف بـ (ژنده پيل) المتوفى سنة 534 هـ. وكانت هذه المكتبة موجودة حتّى سنة 654 هـ قبل الغزو المغولي. )

عودة لكتاب القندوزي والكلام عن أحوال أحمد النامقي، فمن المعلوم أن الصوفية تشتهر بالكلام عن الكرامات وخوارق العادات، بل لا نكاد نجد أغرب من قصصهم التي يرووها عن مشايخهم، وحتى عامة المتصوفين بلباس الفقر والزهد، فقد ذكر صاحب كتاب (نفحات الأنس من حضرات القدس) سرد مطول عن أحمد النامقي الجامي ( رقم431)، وأنه من أحفاد الصحابي جرير بن عبد الله البجلي (رضي)، وذكر أنه تعبد بخرقة كانت للصديق أبي بكر (رضي)، حتى أنه تلقى فيوضات في انقطاعه عن الناس في جبل ثمانية عشر سنة، ثم خرج بعد بلوغه الأربعين، حيث أمره الله بهداية الخلق، وتبعه الآلاف من الناس، وصنف الكثير كلها مؤيدة من الكتاب والسنة .
أما ما جاء في كتب الشيعة الإمامية عنه، مثل (الكنى والألقاب) لعباس القمي، فقد اعترف بأنه سني صوفي، ولكن حرّف التقاء الخضر العبد الصالح بالصوفي أبو طاهر كرد، ونسبه لأحمد النامقي، قال : (وقد يطلق الجامي على أبي نصر أحمد بن أبي الحسن بن محمد بن جرير بن عبد الله ابن ليث بن جرير بن عبد الله البجلي المعروف بزنده بيل احمد جام أحد الأئمة الصوفية والمشايخ الكشفية،،،، قيل إنه تولد بقرية نامق (يانق خ ل) من اعمال ترشيز من بلاد خراسان، وقد اتصل في بعض الجبال إلى خدمة خضر النبي عليه السلام وتلقى منه الذكر وبقى في الرياضة هناك ثماني عشرة سنة ثم توجه إلى بلدة جام، وأخذ في إرشاد الخلق بها بحيث قد تاب على يديه ستمائة الف رجل من المتردين)  أنتهى

ألا ترون كمّ الدس والغرابة في حياة هذا الرجل ؟
 تشابهت سيرته مع النبي موسى عليه السلام، وكذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم.!
لا أدري كيف يدعون له الوحي ؟ بل كيف ينقطع أي إنسان عن الناس ثمانية عشر عاما لا يأكل غير ورق الشجر ويبقى بلا علل، وينقطع عن الناس ثم يخرج بعقله سليماً ؟! ففي سيرة حياة صاحب النفحات أنه انقطع عن الخلق ستة أشهر، وهذه ربما نتقبلها لا 18 عام !، ومثلها الكثير من الغرائب، مثل شفاء الولد الأعمى بتكليم الله للصوفي أحمد النامقي، ومثل صنع حبات اللؤلؤ ، وغيرها من الروايات العجيبة التي لا تخرج البعض منها عن استدراج وتلبيس الشيطان، والأخرى خرافات لا أكثر. 
لعمري لو كان هذا حال واحد منهم فكيف بالمئات من الصوفية ؟ 
ولماذا بقي الناس في زمانهم في علة وفقر ؟!. ألا يتفكرون ؟

أما مسمى الهداية لمئات الآلاف فهل قصد الجامي هداية الإمامية حيث العصر الذي انتهت فيه الدولة البويهية ؟ 
لا ندري، لكن هذا القرن هو الذي برع فيه العلماء في الفقه الشافعي كالإمام البغوي، والمهتمين بعلم الكلام مثل ابن سينا، وبدأت ثورة الكتب الغزيرة في كل مجال، وأقول من المؤسف أن يكون أحدهم حفيد لصحابي عرف التوحيد الخالص، ثم يتبع التصوف الكفري القائل بوحدة الوجود . 

الوقفة الثانية / والمثيرة للغرابة هو الربط بينه وبين اسماعيل الصفوي !
فقد زعم المحقق الحجة الثبت ــ عند الشيعة ــ الشيخ عباس القمي، أن أحمد الجامي هو (مُلهم) مؤسس الدولة الصفوية الشاه إسماعيل الصفوي، والنص من كتابه الكنى والألقاب في ترجمة الجامي (يحكى ان السلطان شاه إسماعيل الصفوي المغفور تفاءل يوما بديوان هذا الرجل لينكشف له حقيقة أحواله فإذا على صدر الصفحة اليمنى هذه الاشعار أي زمهر حيدرم الخ ) *ب

إذن كيف يدعي كُتّاب الشيعة أنه سني، وهو في كتبهم بمثابة شيخ عرفاني لاسماعيل الصفوي ألهمه التشيع الأثني عشري ؟
هذا المغفور له !! سفاح مثل أبيه حيدر وجده جنيد وكلهم شيعة إمامية تبعاً لجدهم إبراهيم تركوا انتماءهم للتسنن الصوفي، وكلهم قبل الجامي أحمد بقرون . فيا للكذبة الصلعاء للقمي حفيد اسماعيل الصفوي المدعي رؤية المهدي . 
هذه العائلة الدموية الصفوية التي لقت عون كبير من قبل علماء الإمامية قتلت أكثر من مليون مسلم في بلاد فارس والعراق وفرضت عقيدة باطلة بالقوة ثم يمجدونه الشيعة . فعلاً عقولهم معكوسة . لعنة الله على الشاه اسماعيل الصفوي ومن يمجده وبئس المصير .
وهل رأيتم رصانة التحقيق العلمي من المحقق الحجة الثبت في إثبات المهدي؟ يستشهد ب ( يُحكى ) ! 
ثم يتجرأون بالطعن على صحيحي البخاري ومسلم !


الوقفة الثالثة / حول قائل الأبيات الفارسية 
من بين الأبيات الثمان في كتاب القندوزي أخترت أثنين، أدناه البيت المعني بالمهدي ولد العسكري، والآخر بالجامي أحمد :
 عسكرى نور دو چشم عالم وآدم بود ـــ همچو مهدى يك سپهسالار در ميدان كجاست
شاعران از بهر سيم وزر سخن ها گفته اند ــــ احمد جامى غلام خاص شاه اولياست

هذان البيتان وباقي الأبيات لم أجد مصدرها من كتب عبد الرحمن الجامي كما زعموا، ولن يجدوا، لكن الكثير من كتب الشيعة ومواقعهم نسبت الأبيات لأحمد الجامي مع نسبته للصوفية، وتُعرّف العالِم بأنه شاعر فارسي، كما في كتاب مشاهير الشعراء (48 الجامي ــ من مشاهير شيوخ وأئمة الصوفية، وكان أديباً شاعراً، مؤلفا)، وهذه فضيحة ، أما النكتة فهي ما فعله الشيخ عباس القمي في كتابه (سفينة البحار ومدينة الحكم والآثار) وقد أورد الأبيات تحت أسم الجامي أبي نصر أحمد بن محمد بن جرير، بينما في كتابه الكنى والألقاب نسبها لعبد الرحمن الجامي !

والملاحظ في الأبيات الشعرية تلك، نجد أن عبد الرحمن يذكر جامي آخر، أسمه أحمد الجامي، بقوله 
(شاعران از بهر سيم وزر سخن ها گفته اند ــــ احمد جامى غلام خاص شاه اولياست
ومعناها ظاهر أنه مدح يخص أحمد جامي ، فكيف يصح زعمهم بأن الأبيات لأحمد الجامي وهو يمدح نفسه ؟ 
 أهذه يمكن تفاديها لصاحب مفاتيح الجنان أشهر كتاب للشيعة ! أم أنها طبع النسخ لكل ما ينصر البدعة ؟

المهم هنا، كيف فاتهم الدليل الأوضح وهو(علي بن عبد العالي) الذي ألقيت أمامه القصيدة ؟ وسيأتي تفصيل ذلك في الحديث عن الملا عبد الرحمن الجامي. ما سبق ومثله بالآلاف دليل على أن علماء الشيعة ينقل أحدهم من الآخر دون بحث وتدقيق، فيقع التناقض وتظهر الكذبة لتكشف صاحبها فما تبقى له حجة . 

المهم والمحصلة الان، أن أحمد الجامي صوفي بحت من أهل الطريقة، وبدليل ترجمته وكتبه، ولا تثبت له الأبيات التي تقول بولادة المهدي كما هو واضح أعلاه، فبطلت حجتهم . 
أما إذا وافقنا ــ جدلاً ــ على أنه إمامي كما في الجدول ومن كتبهم، فهو رد كافي ينسف ادعاءهم وزعمهم بأن أهل السنة أقرّت بولادة المهدي ووجوده، وأياً كان أختيارهم فأحلاهما مرّ . 

ـــ نور الدين عبد الرحمن بن نظام الدين أحمد الجامي النقشبندي
 صاحب كتاب (نفحات الأنس من حضرات القدس في طبقات المشايخ)

عقيدته :
الجامي - عبد الرحمن بن نظام الدين احمد الغلامي نور الدين الجامي شيخ الاسلام الهروي الأديب الصوفي ولد سنة 817 وتوفى سنة 898 ثمان وتسعين وثمانمائة. له من الكتب سلسلة الذَّهَب فِي ذمّ الروافض ( هدية العارفين )
ومن يبحث يجد مؤلفاته في التصوف والنحو والشعر والحديث الأربعين وفي الموسيقى وحتى في التفسير والسيرة النبوية ، وله مصنف شرح النقاية مختصر الوقاية في الفقه الحنفي، ولا يوجد له مؤلف واحد في عقائد الشيعة أو المهدي الغائب .

وهنا من موقع شيعي، «جامــي من أتباع المذهب الســني والمذهب الحنفي بالتحديد، ويمكن أن يكون هذا أحد أسباب ميله إلى الطريقة النقشبندية.» صفا، ١٣٦٨ش، ج٤ :٣٥٤ ، وغيره من مواقع وعلماء تعترف بصوفيته .
ومع هذا أدعى الشيعة أنه من أهل السنة، وتارة أنه من الشيعة، وتخبطهم هذا لإثبات معدومهم المهدي الغائب، وهيهات .

إن الملا نور الدين عبد الرحمن الجامي مع أنه صوفي بمعنى سني، فهناك من يبدّعه لأعجابه بأقوال أبن العربي الملحد، فهذا بسبب التصوف الغارق في الدروشة، مما يعكر نقاء العبادة المتجردة من كل بدعة، كنقاءها عند أهل السنة والجماعة، ومع هذا فالملا الجامي قد أوضح عقيدته في كتبه ومن سيرة حياته، فقد اعترف علماء الشيعة أنه كان من المتعصبين، كما ذُكر في مقدمة كتابه المترجم للعربية (نفحات الأنس في حضرات القدس) وأنه كان من الرافضين للتشيع، وأنه من أهل السنة والجماعة عقيدته أزهرية (مع أن هناك اختلاف في ثلاث أمور) ، ونص التمهيد في الكتاب حول حياته أن أباه هو معلمه الذي كان من أعظم المجتهدين في مذهب الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه، والنص أدناه بتحقيق وإشراف من مكتب الأزهر : 

(وكان شديداً عن المنحرفين، محافظاً بشدة على عقيدة اهل السنة والجماعة، وهذه ميزة للنقشبندية على طول التاريخ، وليس عجيباً أن نعرف أن الصبغة الجديدة التي صبغ بها الشيخ بهاء الدين النقشبندي الطريقة كان رداً على الانحرافات الشيعية بأسم التصوف، واعتبر بهاء الدين النقشبندي لما قام به من جهود في هذا الشأن مجدد القرن القرن الثامن الهجري، فكان طبيعياً أن يكون للجامي مواقف مع الشيعة كادوا له في بغداد وهو في طريقه للحج، ولفقوا له تهماً، ولكن الله فضحهم وجعلهم هم المكيدين .(النص مرفق بالرقم 15 و16) وهما كتابيّ ( الصلة بين التصوف والتشيع وكتاب الجامي عصره وحياته) أنتهى 
وهذا يطابق كتب الشيعة التي تقول (يعتقد بعض المحققين أن «جامي كان كثير التعصب بالمذهب الذي ينتمي إليه ولم يكن من أهل التســاهل والرفقة مع أتباع سائر المذاهب لاسيما الشيعة وربما هذا الأمر أثارســخط أهالي بغداد والحلة وهرات على جامي وفتح لهم باب الانتقاد ضده.» (فصلية إضاءات نقدية/ نظامي باخرزي، ١٣٧١ش: ١٣))

وعن الجزء الأول من ديوانه (سلسلة الذهب) كما وثق البغدادي في كتابه هدية العارفين أن الديوان هذا للرد على الرافضة ، وفي أبياته ما معناه : (وابحث عن كتاب الله فإنه واضح وجدير بالقراءة سليم كطبع الرجل العارف وعن حديث الرسول الصحيح النابع من أخلاقه وسيرته، وعن كتب مثل البخاري ومسلم فهي بعيدة كل البعد عن الشك والريبة ) . 
المصدر/ كتاب (الفوائد الضيائية شرح كافية ابن الحاجب) المؤلف / نور الدين عبد الرحمن الجامي/ دراسة وتحقيق: الدكتور أسامة طه الرفاعي .

وفي الفصل الأول من كتابه النفحات، فقد ذكر فصل كامل عن الإمامة، ووصفها ولاية عامة وولاية خاصة، وحدد العامة لكل المؤمنين قرنها بآية رقم 257 من سورة البقرة { ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُمْ مِّنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ }، بينما الخاصة فلأهل الخواص الواصلين من أرباب السلوك . وكذا في المخطوطة وكتابه المترجم من قبل الأزهر .
وهذا مصطلح صوفي لا يقرّه شيعي، حيث الإمامة الخاصة هي للمعصومين الأئمة الأثني عشر .

أما من يقول أن عبد الرحمن الجامي سني اعتمد التقية، فهو من تخبط وتناقضات شيخهم عباس القمي والطهراني ومن تبعهم، وأدناه من نفس المصدر السابق وتسلسله في نفس الجدول السابق برقم 12 في ص 314 ، فهو (إمامي) في حقل خاص، ويقابله عن كتاب الكنى والألقاب (كان يتظاهر بالتسنن تقية) ، هذا ما لديهم من بضاعة دليل تزويرهم للكتب، والدس فيها ما يثبت بدعتهم ، وما زادوها غير تخسيرا  .



ــــ  تفصيل محور ادعائهم حول الأبيات الفارسية التي تقول بولادة المهدي، وفيه قسمان، الرواية والأبيات:

الرواية / من كتاب الكنى والألقاب 

(هو من علماء السنة كما هو الظاهر منه بل من المتعصبين كما هو الغالب على أهل بلاد تركستان وما وراء النهار ولذا بالغ في التشنيع القاضي نور الله مع مذاقه الوسيع، أو انه كان ظاهرا من المخالفين وفي الباطن من الشيعة الخالصين، ولم يبرز ما في قلبه تقية كما يشهد بذلك بعض اشعاره، وأعتقده السيد الاجل الأمير محمد حسين الخاتون آبادي سبط العلامة المجلسي (وينقل) حكاية في ذلك مسندا وحاصلها ان الشيخ علي بن عبد العالي، كان رفيقا مع الجامي في سفر زيارة أئمة العراق عليهم السلام وكان يتقيه فلما وصلوا إلى بغداد ذهبا إلى ساحل الدجلة للتنزه فجاء درويش قلندر، وقرأ قصيدة غراء في مدح مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ولما سمعها الجامي بكى وسجد وبكى في سجوده، ثم أعطاه جائزة ثم قال في سبب ذلك إعلم اني شيعي
 من خلص الامامية ولكن التقية واجبة وهذه القصيدة مني وأشكر الله انها صارت بحيث يقرأها القارئ في هذا المكان .
ثم قال الخاتون آبادي: وأخبرني بعض الثقاة من الأفاضل نقلا عمن يثق به ان كل من كان في دار الجامي من الخدم والعيال والعشيرة كانوا على مذهب الإمامية، ونقلوا عنه انه كان يبالغ في الوصية بأعمال التقية سيما إذا أراد سفرا والله العالم بالسرائر، توفى الجامي سنة 898 (ضصح)، قيل إن قبره بهراة ) أنتهى * ج

إن الكتاب الوحيد الذي ينقل منه علماء الشيعة للأبيات تلك هو كتاب ينابيع المودة، باعتبار القندوزي سني عندهم، والقندوزي الرافضي ما أحجم عن ذكر مصدر هذه الأبيات إلا لعلمه أنها مكذوبة، فلو كانت صحيحة لذكرها مثل كتاب النفحات في الحاشية، لا أن يقول عبارة مبهمة (قال سعد الدين الحموي) ولم يُشر من هو، ولكنه مثل مورّده حاطب ليل .  
بعد البحث وجدت الخبر في كتاب الكنى والألقاب، ما هي إلا (حكاية) رواها رافضي يلقبوه بالأمير في مجلس، والحكواتي هو الخاتون محمد حسين أبادي المتوفى 1151هــ ، والمجلس هذا في عصر الدولة الصفوية في إيران، وقد زال العجب عندما رأيت ترجمته، فاتضح أنه أستاذ لنعمة الله الجزائري، النقمة المعروف برفضه لله تعالى رباً، كما أنه ذاته أبن المجلسي صاحب بحار الظلمات، فلا عجب أن تطفح منهم الأباطيل، ألا تعلمون أن الألقاب مع الكذب تعيش طردياً عندهم ؟  
هكذا ببساطة حكاها وتقبلوها وتناقلوها ما دامت تعزف على وتر انتظارهم ويأسهم .

هذا هو التواتر عندهم بمعناه الكامل، نشرها الذي يسموه المحقق والثبت والحجة عن الملا عبد الرحمن الجامي، وبالطبع دون مصدر كتاب أو صفحة. ومن المثير للسخرية أن الطهراني صاحب الذريعة حشرها حشراً في كتابه بدون سياق، وهي بين تعريف لديوان الجامي ( سلالة وأبسال ) ج 12 ص 213 بهذا الشكل :
(واستظهر تشيع الجامي الأمير محمد حسين الخاتون آبادي كما حكاه المحدث القمي في " الكنى والألقاب ص 123 " ) ، 
وهذا تعبير واضح للتخلي عن مسئولية توثيق تشيع الجامي برقبة القمي، مع أنه يقول أن القمي رفيق روحه !
الإمام عبد الله بن المبارك يقول الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء، وصدق رحمه الله، فليرونا سندها وتحقيقه لو كانوا صادقين . 
هنا أقول : ولو أن الذي يروم الدليل العقلي يكفيه ما سبق، إلا أن التفصيل يزيد الصفع لأهل النسخ واللصق، والله المستعان .

الرد في أربع نقاط تنسف ادعاء الشيعة :

1ــ في كلام القمي عبارة (أعتقده) أي تشيع الجامي ، وعبارة (وأخبرني بعض الثقاة من الأفاضل نقلا عمن يثق به) .
إن هذا بحد ذاته عيبة بحق علماءهم وهم محققين ولهم تصانيف، فكيف يتبجحون بعلم الحديث والجرح والتعديل ؟
هذه الحكاية التي يزعموها رواية ومسندة مع أنها لا تخص حكم من أحكام الفقه، فهي أخطر من أن يتم التساهل بشأنها، لأن المهدي من أكبر العقائد وأهمها لا سيما توثيق ولادته، فيُفترض أن تكون بسند معتبر لا أن تأتي بهذه الضبابية التي فهمها القمي ليضع كلمة اعتقده وليس أثبته، ثم يكون كتابه المصدر الذي ينقله الباقي . !
هنا نتوقف عند الغاية تبرر الوسيلة ، فالكذب هو بضاعتهم لا يملكون سواها، والتواتر عندهم ما اشتهر بغض النظر عن السند . 

2ــ إمكانية التقاء عبد الرحمن الجامي بعلي بن عبد العالي محض هراء، ويكذبها عدة أمور منها فرق العمر، فلو نفرض أن عبد الرحمن ألتقاه قبل موته بعشر سنوات فيكون عندها علي بن عبد العالي طفل في الثامنة، وهذا لا يقبله عقل، ولا يمكن بعد ذلك أيضاً فالفقهاء عادة يرافقون أقرانهم بالعلم والسن ومن الخُلص عندهم. فكيف وكتبهم توثق أبيات عبد الرحمن الجامي الذي وصل مكة عام 817 هــ ؟
ففي دراسة جامعية في إيران حول الشاعر ملا عبد الرحمن الجامي، ترجم أساتذة الجامعة بعقل رافضي قذر أبيات من ديوان للجامي فيه طعن للمسجد النبوي، عنوان الديوان "رشــح البال في شرح الحال" تقول :
(ّفي ســنة ٨١٧ من الهجرة النبوية عندما خيمت ســرادقات الجلال من مكة إلى يثرب،خففت أجنحتي لأهبط من قمة مكان التحليق إلى هذا المكان الحضيض)
 والسبب واضح لحقدهم الأعمى، أما في كتاب الجامي (الفوائد الضيائية) فالمحقق السني قد ترجمها :
(أنه في سنة سبع عشرة وثمانمائة من الهجرة النبوية حيث انتقلت سرادقات الجلال من مكة إلى يثرب هويتُ كسير الجناح من علياء العز إلى حضيض الهوان والمذلة ) 
وهذا كناية عن التذلل الصوفي ومهانة نفسه عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذا البيت يتبين أنه مر ببغداد في طريق الحج قبل أن يولد علي عبد العالي ب 53 عام . إذن هي حكاية مختلقة مثل مهديهم وأمه .

3ــ دعوى التقية ، إن تلفيق الإمامية وكتبهم بعد قرنين من الزمان على وفاة الجامي عبد الرحمن  يُعد من طرق نهجهم في خداع عوامهم، فدعوى التقية في فترة حكم سلاطين التيمورلنك من أتفه الدعاوى، ذلك لأن التاريخ سجل دموية تيمورلنك في أهل السنة في الشام وقد ظنه الناس حينها أنه رافضي، ومن جاء من بعده كان على عقيدة النصيرية، حتى أن واعظ هراة هو حسين كاشفي، وله أبيات شعرية تدل على أنه إمامي منشورة في مواقع الشيعة، مثل كتاب كربلاء بين شعراء الشعوب .
من علماءهم من قال بتشيع حسين كاشفي عالمهم التستري في (مجالس المؤمنين) ، وعبد الله الأصفهاني، ومحمد باقر الخوانساري أستشهد ببيتين لحسين الكاشفي يقول فيها عن آية الابتلاء، وغيرهم الكثيرلا يسع ذكرهم لطول الرد على حاله هنا، 

ولزيادة نسف ادعاءهم، أن مير علي شير النوائي وهو من وزراء السلطان حسين بايقرا، له نديم من الإمامية هو ملا حسين، الذي ألف تاج المناقب للأئمة الأثني عشر، و صدرّه باسم الشاه إسماعيل الصفوي، و له منهج الفصاحة في شرح نهج البلاغة . فليراجعوا كتاب الذريعة ويا للفضيحة الفضيعة . 
إن هذا يعني أن التشيع لم يكن محضور من قبل السلطة، بل كانت للجامي حضوة عند بلاط السلطان حسين بايقرا تناقلتها كتب عديدة، فمن هذه منزلته لا يحتاج أن يعيش بالتقية وله سند من السلطان نفسه، ولو كان شيعياً لما هاجمه عالمهم الرافضي (روح الله القزويني الذي ألف رسالة يشنع فيها عن الحامي) ، وهذا الخبر الأخير في ص 14 مقدمة المحقق لحياة الجامي في كتابه النفخات . ولو كان شيعياً لما كان يتقي رفيقه (علي بن عبد العالي) عند ذهابه لشاطئ دجلة، فقد ظهر بأنه إمامي فقيه له تصانيف كما أسلفت ، أما درويش قنبر فلم أجد له ترجمة كما توقعت .

إذن لماذا هذه الافتراءات والتلفيقات ؟ 
الجواب : هذا لأن علماء الرافضة الكذبة إضافة لتوثيق معدوم من أب عقيم وأم وهمية، أرادوا ان يصوروا أن الناس لم تجد الحرية في معتقدهم، إلا عند حكم الشاه اسماعيل الصفوي بعد وفاة الجامي، وحينها انتفت التقية في عهد الدولة الصفوية الذي بدأ 906 للهجرة، بينما التاريخ يشهد أنه عصر دموي أجبر الناس على معتقدات كفرية لم يأتي الله بها من سلطان، ولا أوصى به الوحي ولا بلغ بها النبي صلى الله عليه وسلم أو الآئمة من بعده رضوان الله عليهم .

4 ــ حكاية الخاتون بقوله : (كل من كان في دار الجامي من الخدم والعيال والعشيرة كانوا على مذهب الإمامية ) 
لا يمكن أن تكون بسند صحيح ، لأن ترجمة الأبيات المزعومة (عائلتي منها سنة وشيعة) ، وهذا تناقض آخر يفضحهم ، 
ومن باب الإنصاف بعيداً عن الحكاية الملفقة أقول: يمكن أن نتصور هذا بعد مجيء اسماعيل الدموي وتهديده لسنة إيران بالقتل إن لم يتحولوا للتشيع الإمامي، لا أن يكون المتصوف الجلد شيعي بالتقية والرواية على محمل القبول بتشيع الكل  .

هذا ما تيسر ولله الحمد، وأتساءل : أليس هذا دليل على أن الحكاية مزيفة حُشرت عمداً من قبل رافضي مبتدع للعقيدة ؟
 فمن له قابلية على اختراع إمام حجة على الخلق من السهل أن يخترع أبيات أو كتاب، ومن أمثال ذلك كتاب سليم بن قيس الموضوع ، الذي هو أساس التشيع البدعي، وثقها الكثير من علماءهم . ويتناقلها العلماء بكل وقاحة والعوام الشيعة بكل غباء .

الأبيات :
الضربة القاضية والرد الماحق على الأبيات المزعومة حول التشيع وولادة المهدي ولد الحسن العسكري رضي الله عنه أدناه نسخة مخطوطة من ديوان الملا عبد الرحمن الجامي تسمى (اعتقاد نامه) سلسلة الذهب، وهي أبيات مثنوية في مدح الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم . 





ومعناها من ترجمة محقق كتابه الفوائد الضيائية .: (خاصة آل بيت رسول الله والصحابة فإنهم خير من الجميع في كل ناحية، ولم يكن أحد جدير بالخلافة بين الجميع خير من الصديق (أبي بكر) ولم يكن أحد من بين هؤلاء الأحرار يستحقها من بعده كالفاروق، ولم تصلح أحوال الرعية بعد الفاروق إلا على يد ذي النورين (عثمان) ثم اختتم أسد الله (علي) الخلافة بعدهم جميعا بالعلم والوفاء ، فكل ما يقوم به الرافض من لعن عليهم فإن لعنه يرتد عليه ) .أنتهى

صدق سبحانه وتعالى عندما قال ( يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ ٱلْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) آل عمران الآية 118
لذا فتصبح عندنا كفة بضاعتها مجوفة مزيفة، وأخرى صلبة أصلية، والتاجر الفطن يعرف أين الربح ، والعاقل يفهم . 

أما إذا تكلمنا مع المتعنتين مدعي المنطق ووافقنا (جدلاً) وبحسب كتبهم بأن الجامي شيعي إمامي صاحب تقية، فلماذا يتحججون به علينا بأنه أقرّ بولادة المهدي؟ ولماذا يملئون مواقعهم بهذه الفرية المتهالكة فرحين بخفي حنين ؟!
بعد التفصيل أعلاه هل يجيبنا الشيخ لطف الله الصافي وقد بلغ التسعين، والدكتور حكمت الرحمة الذي نشر الفرية هذه في كتابه (أئمة أهل البيت في كتب أهل السنة) بدل شيوخه الذين توفاهم الله  ؟ ولكل ِحساب

أعلاه كانت القاضية، وهنا النافلة فهي من باب (من فمك أدينك) / 
ـــ في كتاب الطهراني ، ذيل كشف الظنون ص 12 ، قال :
صفحة 119 سطر 20: اعتقاد نامه، للمولى عبد الرحمن الجامي، رأيته عند الحاج صدر الذاكرين التفريشي بطهران وفيه الخلفاء الراشدين آخرهم علي عليه السلام . * د 

ـــ في كتاب الطاشكبري زادة (ت 968هـ) ، الشقائق النعمانيه في علماء الدوله العثمانيه ص 160 قال:
السادس: نور الدين عبد الرحمن بن أحمد بن قوام الدين الدشتي الجامي الحنفي، وقيل: الشافعي صاحب شرح كافية إبن الحاجب المشهور في (شواهد النبوة).
قال صاحب الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية بعد ذكر الطريقة النقشبندية، وذكر جملة من مشائخها ما لفظه: ومنهم الشيخ العارف بالله عبد الرحمن بن أحمد الجامي، إشتغل أولاً بالعلم الشريف وصار من أفاضل عصره، ،،،،،،إلى أن قال: وحكى المولى الأعظم سيدي محيي الدين الفناري عن والده المولى علي الفناري وكان قاضياً بالعسكر المنصور للسلطان محمود خان أنه قال: قال لي السلطان يوماً إن الباحثين عن علوم الحقيقة المتكلمون والصوفية والحكماء، ولا بد من المحاكمة بين هؤلاء الطوائف. فقلت له: لا يقدر على المحاكمة بينهم إلا المولى عبد الرحمن الجامي، فأرسل السلطان إليه رسولاً مع جوائز سنية والتمس منه المحاكمة المذكورة، فكتب رسالة حكم فيها بين هؤلاء الطوائف في مسائل ست، منها مسألة الوجود، وأرسلها إلى السلطان، ثم عدّ من مصنفاته (شرح الكافية) و(شواهد النبوة) بالفارسية، و(نفحات الأنس) بالفارسية، و(سلسلة الذهب) طعن فيها على طوائف الرافضية،... إلى أن قال: وكل تصانيفه مقبولة عند العلماء الفضلاء .. ) * هــ


وذكره كذلك السيد محسن الأمين الحسيني العاملي في كتابه (ترجمة الإمام المهدي عليه السلام في أعيان الشيعة) ص 320 ، نقلاً من المصدر أعلاه .

ـــ في كتاب ديوان الشعر الفارسي الجزء الأول، يقول مؤلفه آية الله الدكتور محمد الكرباسي عن صاحب الذريعة الطهراني حول علماء أهل السنة : (فلا أعلم ما هو مسنده في تصنيفهم من الشيعة فإن كان مجرد ذكرهم أهل البيت فهذا لا يمكن الاعتماد عليه لأن أتباع المدارس الأخرى هم أيضاً يمدحون ويرثون أهل البيت عليهم السلام وبالأخص الإمام الحسين عليه السلام )

ـــ الشيخ الغزي صرّح في اليوتيوب وهو يتهم علماء الشيعة بأن كل ما قالوه أدى إلى ضعف عقيدة المهدي، ويستشهد بكلام الحيدري، يقول: كمال الحيدري وصل إلى نفس النتيجة التي وصل إليها أحمد الكاتب أن الإمام الحجة لم يولد إنما اختلقه السفراء لأجل الزعامة والأموال، والحيدري في اليوتيوب (الإمام المهدي كِذبة اختلَقها السفراء الأربعة!!!) نسف ولادة المهدي ورفض قبول كلام المراجع في هذا، فكما البوذية يحتج متبعيها بكلام شيوخهم والواقع أكبر من التراث . أنتهى كلام الحيدري .


 إن مذهباً يثبت نفسه من كتب خصمه أحق أن يتبع، وإن مذهبا يُحتج عليه بما في كتبه، فيلجأ للتأويل والتحوير أحق أن يُتجنب عنه يا شيعة .
تم الرد والصفع ولله الحمد أسأله الرضا والقبول ، ومنه الهدى .