الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

النجيفي يترك جلسة التحقيق في اغتصاب السجينات ليرحب بالجاني لاريجاني


في عراق الانتهاكات لا مجال لصرخة مظلوم ولا نجدة لمسئول ، وفي مجلس النواب لا حل جذري ولا حتى أنصاف الحلول، فكل قضية واضحة تصبح مبهمة وسط اعتراض الفرقاء لتناقض المفاهيم . هذا ما جنته الديمقراطية وحكومة الشراكة بأسم الوطنية .

تمر أخبار الفضائح التي ترتكب بحق أهل السنة خاصة في السجون مر الذليل لا الكريم ، والله المستعان ، حيث تشير التقارير أن هناك 101 سجينة في وزارة الداخلية و960 في وزارة العدل و69 في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ، والعديد منهن مع أطفالهن ومنهم الرضع .  
بعد أن خرجت على العلن فضيحة قديمة جديدة لاغتصاب سجينة عرضتها قناة الشرقية ، سارع النواب إلى الاجتماع وكل في جعبته أوراق تختلف عن الآخر لنفس القضية ، وكأنهم في مؤتمر حرب يبحثون عن بنود في صالحهم ، لا مجلس دولة تتفق لصالح الجميع . 
 اجتمع البرلمان يوم الأربعاء وتم نقله مرتين عبر القناة ليزيد من لوعتنا ، ويزيد معها حرصنا على ضرورة حكم مناطقنا بأنفسنا لا محالة ، فكيف يكون هناك عدل وأمن وازدهار لبحث انتهاك أعراض السجينات اللواتي تم إلقاء القبض عليهن بلا أوامر قضائية وينتهي بتجريمهن من البعض ؟ وكيف يكون هناك أمل في التعايش مع هؤلاء حين تكون الهجمات مجهولة العلم من وزارة العدل نفسها لأربعة أيام من قبل الداخلية قبل تسليم ملفهن ؟ والأدهى لأسباب خارجة عن المنطق إلا منطق الإجرام الأمني ، إلا وهو للضغط ومساومة الرجال على تسليم أنفسهم بحجة الإرهاب . وطبعاً نتحدث عن مآسي منطقة الطارمية شمال بغداد وأخرى في ديالى ، وأمرأة من ( الصقلاوية ) بلا رجل معيل مع أطفالها ، فبأي عالم نحن نعيش ؟ 
أصبح العراق عالم سفلي لا يكاد يسمع به أحد ، وإن تناهت الصرخات من بعيد يقال ، شيء معتاد عليه وما لنا وله ! .

من هذا المجلس الذي يفترض فيه الرقابة على الدولة ومؤسساتها ، جلس الرئيس ( أسامة النجيفي ) يستمع إلى اللجنة التي قدمت تقريرها بشأن الانتهاكات التي لا يقبلها دين ولا عرف ، وإذ بنا نتفاجيء بأن رئيس اللجنة ( سليم الجبوري ) اعترف بأنه لم يسجل في تقرير اللجنة شيء عن ( اغتصاب ) ! والسبب هو لحساسية وشعور الأهالي ، وهكذا يضيع الصوت في أول آهة له ، ولكنَ الله يا حرائر العراق .
نتفاجيء ولم ينتهي العجب حيث اعترض نائب صفوي آخر أظنه ( بهاء الأعرجي ) على ذكر مسألة الاغتصاب  وهي لم ترد في التقرير ! ، وهكذا تفتح أبواب الإفلات المنطقي وفق الروتين الورقي ، ولا حاجة لشهادة ضحية أو مسائلة ضابط في السجن . وبعد وأكثر ! نتفاجيء باعتراض على الملأ من النائب عن دولة القانون ( حسن السنيد ) بشاربه المصبوغ المقزز يتهجم على رئيس اللجنة بأنه ( متحيز ) بحجة أن اللجنة لم تتحرك ولا مرة واحدة لانتهاكات ( الأرهابيين ) بحق العراقيين ! ، ثم  اعترضت الصفوية ( حنان الفتلاوي) بأن هذا الاجتماع على مرأى الإعلام شيء خاطيء ولا يجوز !، لماذا ؟ قالت : لأنه يؤجج العاطفة في الشارع العراقي ويؤدي إلى احتقان . أقول : عجباً لكم يا رافضة ، ألستم في شهر محرم شهر تأجيج العاطفة وشحن الشارع العراقي بقضية قتل الحسين ؟ ألم تنقل الفضائيات وتصرف المليارات  لتمثيليات مكذوبة حول حرق الخيام وسكب العبرات والخطب المنسوجة مما لا يعرف لها سند ولا يعقلها عقل ؟  ، وما الذي يحصل أثناءها وبعدها ؟ أليس محاصرة مناطقنا واعتقال شبابنا ؟ 

لم ينحصر الموقف المؤلم هذا على كشف حقيقة الشركاء ، بل طرأ موقف مفاجيء في نقل مباشر يعتبر صفعة من رئيس البرلمان ( أسامة النجيفي ) حين ترك المؤتمر وهو في منتصف الاستماع وفي أوج احتدامه ليهرع خارجاً تاركاً المجلس لنائبه . ما السبب ؟ قلت في نفسي : لعله علم بقدوم وزير الداخلية أو ربما تم جلب المسئولين عن الجريمة . ولكن لا هذا ولا ذاك . 

أتضح بعد دقائق أنه استدعي ليستقبل الإيراني رئيس مجلس الشورى (علي لاريجاني) تحت قبة المجلس العراقي ، ولهذا تطلب تركه ما هو مهم لأهم منه ، وهو حضوره ليدلي ب (تصريح إعلامي) حول نية انعقاد مؤتمر لبحث الوضع الأقليمي ! .
 نعم يا عرب ، تُركنا لنذبح بعيداً عن العالم وبعيداً عن ضمائركم . تركت العفيفات بيد الجلاد ساعة كشف جريمته لتتم مصافحته والترحيب به ، ولعلها مقصودة رداً على انتهاك اعراض نساء العراق ولا استبعد ، فالإعلام بيد إيران والسجن بيد إيران والجيش بيد إيران ، فلمن الدار ومن أهلها ؟ 

كتب التاريخ وسيكتب العار لمن يتهاون في الحق ويعلي المال على الدين، ويضيع الحقوق بلجان عديدة تطالب بالسماح لها بممارسة عملها بسبب تأخير توقيع ( موافق) أو تصريح زيارة . حقائق مريعة نسمعها كل يوم لا تحرك نقاش حاسم ولا يصدر عفو لبريء ، ليستمع من يرفض الفدرالية ويكفر من ينادي بالتقسيم ، ولك الله يا عراق .

الأحد، 25 نوفمبر 2012

في العراق الجديد، محرم شهر المصائب والأحزان لا شهر الهجرة من العصيان



منذ أن تشكلت الحكومات الصفوية في العراق بعد الغزو عام 2003 وغير الشيعة يشعرون بتحوله إلى عراق شيعي ، بل وبكل معاني الصفوية ، ومنذ تفجير المرقدين عام 2006 وأهل السنة يعيشون في ظل حكومة لا تمثلهم ، بل لا يمثل نوابها آمالهم ولا توجهاتهم الدينية أو السياسي، ولا أبالغ حين أقول أن الكتل السنية لم تفلح في توصيل آمالها هي ، إنما على العكس كانت هذه الكتل السنية العامل الكبير في إضعاف السنة بتمييع الخطر الشيعي وتفويت الفرص لإقامة أقليم يحفظ ديننا ودماءنا، خاصة من قبل أكبر حزب إسلامي سني في العراق وهو ( الحزب الإسلامي) الذي يتبنى مباديء الأخوان المسلمين، فلم ينطقوا للآن بحقيقة التشيع وخطره على الحكم رغم استهداف رئيسهم ( طارق الهاشمي) لأسباب طائفية محضة وعزله لدرء تسلم السلطة بيد السنة.

في بداية كل عام هجري يحتفل العالم الإسلامي بأسمى حدث غير وجه التاريخ من حقبة مظلمة إلى أخرى بيضاء ترفع راية القيادة السامية ومعنى التوحيد الخالص لله ، إلا وهو حدث ( الهجرة النبوية ) حيث هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة بصحبة مباركة مؤيدة من الله تعالى برفقة الصديق ( أبي بكر ) لتتم النصرة به ومعه (رضي الله عنه) ولو كره الكافرون إلى يومنا هذا .
يحتفل العالم الإسلامي بتاريخ الهجرة بسعادة وإداء الشكر لله تعالى حيث يكتمل بركة الشهر الفضيل بأيامه العشر التي ذكرها الله تعالى وأقسم بها بخصوصية لما لها من مكانة ورفع للأعمال المقربة لله تعالى من صيام وصلاة وصدقات وغيرها ، وتتكلل بالعاشر من محرم بسنة الصيام لله تعالى كما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف : لما قدم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ المدينةَ، واليهودُ تصومُ عاشوراءَ، فسألهم فقالوا : هذا اليومُ الذي ظهر فيه موسى على فرعونَ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( نحن أولى بموسى منهم، فصومُوه ) .

أما عند الشيعة فكل شيء مختلف، فلا صوم بل أكل الهريس وقدور تنذر للحسين لا لله ، ولا يكاد غير المسلم أن يتعرف على وحدة العقيدة لشدة الاختلاف بين الفريقين ، فمحرم هو شهر المصائب والأحزان وشهر اللطم والبكاء والضرب على الصدور وجلد الظهر والتطبير وسيل الدماء حتى من رؤوس الرضع والصغار ، وكل هذا يجري في ثورة كبيرة على العقل والإسلام وعلى وصايا الحسين الشهيد رضي الله عنه الذي تقام بأسمه كل للبدع والمعاصي بحق الشيعة أنفسهم وبحق السنة الأكثر تضرراً في هذه الأيام ، حيث حملات الاعتقالات وقطع الطرق وتعطيل الاحتفال بالهجرة بما يليق ويُفترض . يعاني أهل السنة في المحافظات وخاصة في بغداد كل أنواع الانتهاكات لا سيما المعتقلون برايات الثأر السوداء التي اختطها الصفويون حزناً على مأساة زوال دينهم على يد العرب بقيادة عمر الفاروق رضي الله عنه أمير المؤمنين .

في أثناء تداول الأفلام التصويرية في وسائل الإعلام عن تحويل الجيش العراقي إلى جيش صفوي يستعرض اللطميات بدل الانضباط العسكري الذي كان يُشتهر به ، وتفاقمت الاعتراضات وعبارات السخرية على هذه الشعائر التي ترسل رسالة مفادها أن العراق أصبح شيعياً من أكبر مؤسسة فيه إلا وهي المؤسسة العسكرية التي قوامها مليون وربع لا يكاد أهل السنة يشكلون معنى وهوية ولا يخافون منهم ولا يستبعد أن يتم الضغط عليهم باختيار أحد الأمرين كأحدى الحسنيين ! أما التشيع واللطم وهو الفوز العظيم أو القتل وهو النصر للشيعة بدخولهم النار بحسب الدين الشيعي المسمى الإمامي زوراً .

كانت لهذه المشاهد المؤلمة وقعها على الساسة السنة فجاءت التصريحات مسرعة بخطاب ( النجيفي ) حول الثورة الحسينية وعاشوراء القيم ، ولا أدري كيف يغفل أن منصبه يُظهر تفوق الدين الشيعي على دين أهل السنة والإسلام الحق لأنه ليس بشخصية مستقلة ونقل الإعلام له بحكم منصبه لا هويته . 
أما عن تصريحات النائبة السنية ( وحدة الجميلي ) التي نُشرت في وكالة الأخبار العراقية في يوم 25 /11 حول انتقادات بخصوص الجيش العراقي الجديد ، فقد صرحت باستغراب نستغرب نحن له كثيراً ، بعنوان ( وحدة الجميلي تنفي مطالبتها بمعاقبة من يقيم الشعائر الحسينية في ساحات العرضات العسكرية ) قولها : " إن هذا الكلام عار عن الصحة وقد تم تحريفه من قبل بعض ضعاف النفوس لأغراض سياسية لا نعرف اسبابها .".أ هـ
نقول لنوابنا الكرام : كيف لا تعرفون أسبابه بعد أكثر من مليوني شهيد سني وآلاف السجناء وعشرات المعدومين بلا ذنب ، وآلاف النساء التي تغتصب في السجون ؟ كيف لا تعرف أسباب هذا التحول في العراق وجيشه المخزي الذي صب كل أنواع أسلحته لمحاربة السنة كونهم من بني أمية ، فيجب أخذ الثأر منهم عام بعد عام ، ويجب إعلان التشيع ورفع راياته المتخلفة الجاهلة في كل مناسبة ودون مناسبة .

نحن أهل السنة لا نرى شهر محرم شهر المصائب والأحزان بل هو شهر الهجرة المنيرة ، وما حادثة كربلاء واستشهاد الحسين في مجزرة قتل فيها 16 من آل البيت ، والتي ارتكبها شيعة علي آنذاك في الكوفة إلا كرب وبلاء أصاب الأمة ، فلا يجب أن يعلو الحسين رضي الله عنه على جده النبي صلى الله عليه وسلم ولا يجب أن تعلو مكانة قبره على مكانة الروضة الشريفة ، ولا نقبل دين يجعل من الله زائر لقبر أو يجعل زائر القبر كزائر الله إلى عرشه ، ولا نرضى بنار زرادشت تشتعل في أرض العرب .
أعلاه صورة من وكالة أنباء تعزي الإمام الحجة في شهر المصائب والأحزان ،
 فيا لفرحة إيران بحجتهم المختلق !