الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

(المقاومة العراقية وشرط استعادة الحاضنة الشعبية أم الشعب وشرط استعادة إحتضان المقاومة ؟ )

(المقاومة العراقية وشرط استعادة الحاضنة الشعبية أم الشعب وشرط استعادة إحتضان المقاومة ؟ )
بقلم / آملة البغدادية


يتساءلون عن سبب تأخير الاستقلال ويتساءلون عن صمت الشعب تحت ذل العدو الحاكم ويتساءلون أين ممثلي الشعب الوطنيين ؟ أسئلة مشروعة لمن يسمع قصة العراق في ليلة قبل أن ينام ليرفس بقدمه المنضدة التي أمامه ويذهب للنوم ساخطاً لاعناً ولا عجب إن قال ( شعب هذا أم مقبرة ) . هذه لقطات من مأساة حقيقية أكبر من أن تستعرض الأمور وفق الإعلام ويلام الشعب وتوضع المقاومة على منضدة التشريح ربما وجدوا سبب موت العراق السريري . أقولها بمرارة ولا أكاد أصدق نفسي فقد حبستها منذ فترة طويلة ولا أريد إلا أن أقول العراق قوي وسينتصر بشعبه فالشعب يوماً أن أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر . لا أدعي علماً أكبر من أساتذتنا في قسم العلوم السياسية ولا حتى مساوي، وليس لدي خطط تفوق قوةً وواقعية على التي في غرفة عمليات الفصائل العراقية الباسلة ولكني سمعت أحاديثاً غريبة وقرأت تحليلات ظننتها من غير عراقيين وهم قد عاشوا أزمات الثمانينات وجرم التسعينات وبداية الخراب التي وصفوها بعملية الأرض المحروقة بداية هذا القرن عند غزو أرض الحضارات فلا بد من أن أقول مهلاً  يا أقلام فأحياناً يصبح القلم قاطعاً أحد ّمن السيف ويصبح مداده سماً أقوى من سم أخطر الزواحف، ولا نحس إلا وقلوبنا كأنها تتوقف عن الخفقان وتتجمد عيوننا على أسطر كطريق ضيق مغبر حفرته أجسادنا التي تسحب بقسوة فتغير مواقعنا رغماً عنـّا ليلقى بنا إلى مصير الموت شنقاً بالقلم شعب ومقاومة .

السؤال المحير : لماذا استمر احتلال العراق وله ما له من خبرة رجال وأسلحة وصمود ؟ وهو مكتسب من أكبر شيخ إلى أصغر طفل وله حصة كبرى فقد ذاق حرمان أبسط حقوقه وهي أن يولد في غرفة نظيفة في مستشفى كامل المستلزمات إلى ما يليه من سلسلة مفقودات بيت مستقر أمناً وغير محروم الأب وهو في صغره ينتظر أن يعلمه كيف يسوق دراجته الجديدة ، هذه أبسط مثال لبداية معاناة أبدية إلى يوم أجله المسمى فعليه أن يكون متعلم وواعي لما يحاك له من مؤامرات وعليه أن يكون مجاهد مستعد للنفير في أي وقت ما دام عراقياً وهذا ما كان عليه أغلب الشعب لا بكليته . أن حقيقة قدرة العراقي على التحمل لا مبالغة فيها إذن أين الاستقلال ؟ ومن يستمع إلى حياة أي أمرأة عراقية عاصرت العقود الثلاثة الماضية لا يصدق مدى تأقلمها مع الصعوبات حتى تكاد لا تعرف فيه معنى حفلات الأزياء لولا مشاهدها في التلفاز ، ولكن هل هذه هي طموح المرأة العراقية وأمنياتها ؟ أبتسم وأنا أكتب هذا لأني أعلم أن المرأة العراقية لم يقدر لها أن تكون كباقي النساء فهي الحاضنة لرجال المقاومة ورجال الدعوة ويجب أن يكون الوعاء مناسباً للمادة التي فيه ونحن وعينا هذا ورضينا به وعلمنا أننا سنسمع الشيء الكثير فما يجري في العراق ، ونعلم أن الكثير لن يستوعبوا هذه الحياة كأنه فلم عن مجتمع الطوارق الجاف البيئة يعرض في صالات عرض الأفلام في باريس أو نيويورك فيبدو أنه مختلق من نسج الخيال فقد أردت أن أوصل فكرة عن طبيعة حياة العراقيين التي أجد أصدق صورة لها هو الرفق بين من خرج من المعتقلات العراقية وبين من عاد إلى وطنه بعد أن كان جندياً في العراق فالأول هو عراقي تحمل أنواع العذاب الذي لا يخطر على بال وأهانات يخجل من ذكرها لأقرب المقربين له ومع هذا أعلم منهم من عاد إلى الدراسة ولا يكاد يستبين من بين جموع الطلبة في الكلية لعدم الفرق بينه وبينهم فهو يضحك لطرفة وينصت لهموم صديقه ويتحضر لإمتحان في فصله ، والصورة الأخرى لجندي أمريكي أو بريطاني عاش في قصور رئاسية ومباني خصصت لرفاهيته وتكفلوا بغذاءه ونومه وصحته وله اتصال بعائلته ومع هذا عند عودته إلى وطنه بعد أن ارتكب هو جرائم عديدة بأسم الديمقراطية المزيفة نراه طريح مقعد الطبيب النفسي لا يستطيع النوم ولا يستطيع التأقلم مع عائلته ولا يكادون يتعرفون عليه وهذا هو التعريف للتحمل الذي اكتسبه العراقي . وعذراً فقد أطلت الوصف وعلي العودة إلى الموضوع وهو عن المقاومة العراقية التي لم تستطع إلى الآن أن تحقق الاستقلال ونرى الكثير من الكتاب والعلماء على مختلف الاختصاصات يصفوها برايات عمية وغير مشروعة وأخرى تصفها بالأرهاب وأخرى بالخيانة لتفضيلها التقارب مع الحكومة لنيل حصة من السيادة السياسية ولا يعلمون طبيعة الشعب العراقي ولا حقيقة المخططات التي صنعت منه هذا الشعب المتفرد وقدً قرأت مقال للدكتور الفاضل ( خالد المعيني ) المتخصص في الفلسفة السياسية الذي نفخر بأنه نموذج لعقل عراقي وصل إلى التميز رغم أنف من أراد للعراق أن يخلو من العقول، في مقالته وهو يحلل سبب الفشل بفقد الحاضنة الشعبية ويتطرق إلى التجربة الفيتنامية ليطالب بتطبيقها كنموذج ، والحقيقة لم أجد أي تشابه بيننا سوى أن الاحتلال واقع للبلدين فالشعب يختلف والحكومة التي كانت تسود وقت الاحتلال تختلف وحتى وسائل الاحتلال وتحضيراته المسبقة للحرب تختلف فكيف يكون ناتج التطبيق بعد التخطيط على الأرض المغايرة ؟ هذا كمن جلبوا له ملابس على غير مقاسه ولو كان لائقاً لحفظ كرامته .
أنقل النص من مقالة الدكتور مع تقديري :

يتحدث أحد قادة مقاومة الشعب الفيتنامي بهذا الخصوص فيذكر بأنه ( جاءت بعض السنين لم يكن مرحب بنا قط في الوسط الشعبي ، فكثرة الجواسيس ، وعدم وجود خط سياسي واضح لمطالبنا كان يحرجنا كثيرا ويحد من أي تجاوب شعبي معنا ) ، ثم يردف في مكان آخر إنه ( في عام 1959 منعت الحكومة الموالية للاحتلال الأمريكي في فيتنام ، المقاومة الوطنية الفيتنامية من أي اتصال بالشعب من خلال إصدار قانون ملصقا في كل مكان ومكتوب بأحرف كبيرة ، وكل من يشتبه بميله إلى المقاومة أو يعارض الحكومة كان يسجن ، فهذا القانون يهدد بالموت أو الحبس طوال العمر كل من يعارض الحكومة طبقا للمادة ( 10 / 59 ) **2 منه ، وكان القمع يدار في درجاته القصوى بواسطة التنظيمات السرية والبوليس السري ، أما على المستوى الاجتماعي ، كانت خلايا التجسس بمعدل خلية لكل خمس أو ست عائلات مع وجود مسؤول يسجل تحركاتهم وخطواتهم وزياراتهم  وأحاديثهم .
لنرى العراق مقارنة بما حدث في فيتنام ؛ الاحتلال : أحتلالين أمريكي وإيراني مسبق بدراسات عدلت أسباب فشلها في الثمانينات وفي حرب الخليج التي منيت بخسائر عندما أصبح القتال ميدانياً لا من الجو وعبر البحر .

الحكومة : بدل أن تصبح منفذة لاوامر الاحتلال أصبحت مخططة في ثلاث جهات موافقة لأهداف أمريكا والثانية لإيران والأخيرة لأوامر حزبية شيعية تتعرض لتوبيخ من إيران وتقليم أظافر سرعان ما ينمو لها آخر كما يحدث للتيار الصدري وجميعها تعمل بتوافق تام في النهاية لكسر المقاومة وشل حركتها بإيجاد جيش يفوق تسلحاً من المقاومة وأكثر عدداً منهم بل تعدى الأمر إلى أن تحاول الحكومة واحزابها التي لا تعرف معنى الجهاد أن استخدموا إعلامهم بسلب جهد المقاومة ونسبتها إليهم وأفخر ما عملوا هو الدفاع عن قائدهم مقتدى الصدر وكنوز الأضرحة وبدلوا العنوان إلى مقاومة شريفة ! أن ما يجري في العراق فريدٌ في طبيعته فالحرب على المقاومة أصبحت علنية بآليات تسير في الأحياء بمشروعية القانون الجديد الذي ولدته أيادي يهودية سمي بالدستور الذي يحارب الأرهاب ولا يضع له وصف محدد بل هو واسع الوصف على كل من يعارض الاحتلال مهما كان دينه أو عمره أو جنسه . أن هذه الحكومة مختلفة كثيرا ًعما هي في فيتنام وفي أي دولة أحتلت من قبل فلها مفاهيم عقائدية متطرفة فاسدة تهمش الغير من الدخول في القرار حتى ولو كانوا متوافقين معهم في مولاة الاحتلال ما داموا مخالفين في العقيدة . هذه الحكومة تفتخر بالجاسوسية وتعمل خلاياها بلا سرية بل بمكاتب معروفة منتشرة في كل منطقة بلافتات دينية كدليل على نصرة في غير وقتها وغير موضعها وبدافع الحقد القديم المتأصل منذ النشأة الأولى كانت مغلفة بتقية ونفاق لعهود جعلت جهدها وطاقاتها في هؤلاء المجرمين لتنفيذ غاياتهم التي تحتاج إلى عديمي النزاهة والشرف في تطبيقها ونرى من تطبيقاتها كل يوم مثال ، فماذا يمكن أن تفعل نفوس مريضة بهذا الشكل حين تعتلي السلطة ؟ من حصيلة تربية نفسية سادية أن ولدت دهاء في الإجرام الوحشي كما حصل في مؤامرة تفجير المرقدين في سامراء والذي نفذته القوات الحكومية مع قوات الاحتلال واتهمت به أهل السنة من أول لحظة فكان تهديم الجوامع أول مهماتها كرد فعل عفوي كما زعموا وأكثر من مليون شهيد بأيدي مليشيات تطوعت رجال وأعانتهم نساءهم وهذه فتنة كبرى وصدمة تجمدت الأفكار إزاءها أعادت عصر هولاكو بأبشع منه وأطول للخراب .

الشعب : خليط من مفاهيم وعقائد يختلف فيها مفهوم المقاومة ومفهوم العدو فمفهوم الشيعة الإمامية للعدو هو كل مخالف لهم في العقيدة وهم أهل السنة فباتت مقاومته أولى وطبيعة الجهاد للمحتل معطلة بأمر المرجعية حتى ظهور مهديهم القائم ولهذا أستدارات فوهات الأسلحة إلى الجيران وإلى رفقاء العمل بل انتشروا كاسراب تنعق تتجول بحرية وحماية الحكومة وبسياراتها تستهدف القوي والضعيف والعالم والجاهل والأخطر هو استهداف كل عضو في الجيش السابق من هؤلاء ولم يكتفوا بلجنة تخصصت قانونيا بالقتل باسم اجتثاث البعث الحزب الذي تقرر أن يمنع لا فكر بل أفراد حتى ولو على الشبهة فكانت خسارة كبيرة للآلاف العناصر التي كان يمكن أن تكون جيش يطرد الاحتلال الفارسي قبل الأمريكي . لا نتحدث عن زمر بعدد قليل بل هي في الواقع آلاف من الشيعة الإمامية تقودها رجال من الحوزة ومن قادة الأحزاب تحينت هذه الفرصة منذ زمن طويل لتنفيذ ما تم من جرائم خطف وتعذيب ولا تزال إلى يومنا هذا ولم نجد أحد من العامة كون فصيل معادي لوقف جرائمهم وإحباط مخططاتهم التي يجاهرون بها في اجتماعاتهم . إذن الشعب تقلص عدد أفراده الصالحين للمقاومة واستهدف القسم الصالح منه فأي دولة لها هذا النظير ؟ ولا ننسى حملات النهب المنظم لأدوات المقاومة منذ أول يوم للغزو كما وأذكر جيداً في أول أيام تلت وقف إطلاق النار سيطرت الحوزة على مخازن التموين الخاصة بالبطاقة التموينية بطريقة سريعة واضحة على سبق التخطيط ومع امتلاك الشيعة تخصص في المهن الخدمية لعدم حرصهم على العلم ونيل الشهادات جعلت كل وسائل الحياة مستحيلة لأنها بيد موصلي الخدمات اليومية التي وضعت تنفيذ خدماتها طبقاً للطائفية المقيتة وهذا ما يعلمه الجميع . من الطبيعي أن هذه المقاومة التي تنشأ من الشعب والتي تبقى ملازمة داخل الأحياء السكنية بلا رعاية من مؤسسة حكومية توفر مقومات المجهود الحربي بكافة أشكاله حتى لو كانت بصفة سرية تبقى محجمة في التحرك والتأثير ويبقى عملها الكر والفر وحرب الشوارع المحفوف بالمخاطر لأنه محاط بمن يريد اغتياله من كل الجهات مستهدفاً لعائلته لمجرد تبعيته لطائفة مختلفة لا غير ، ولا أنكر أن لا بد من أن يكون هناك أفراد منهم اشتركوا في فصائل المقاومة وهم ندرة والله أعلم .

المقاومة : تشكلت عدة فصائل منذ اللحظة الأولى للعدوان على العراق بشكل عفوي بدافع الغيرة وروح الجهاد ثم  اتصال وتنظيم بعد توفر وسائلها وكنا نستمع لبياناتهم ونداءاتهم من قناة تابعة للأستاذ مشعان الجبوري قبل أن تغلق وكذلك من قناة الرافدين الفضائية وكنا نحمد الله على إذاعة أم القرى التي أغلقها الشيخ عبد الغفور السامرائي وأدمى قلبنا لفراقها ولم يندمل إلا أن تعاد لنا ولن نغفر له هذا ولكن بقيت مواقعهم الألكترونية تبث انتصاراتهم بأفلام مصورة وأصدارات رائعة لحقيقة رجال المقاومة العراقية وهم من أهل السنة الغالبية وإن وجد من بينهم أفراد من الشيعة . هذه الفصائل تجمع قسم منها في مجلس واحد وفضل البعض الآخر على العمل بقيادات مختلفة إلا أن الهدف واحد والساحة واحدة ومع اختلاف مواقفهم من الاشتراك في الحكومة وفي أمور أخرى فلا نرى هناك قاسم مشترك بينها وبين المقاومة في فيتنام التي لم يحرمها أفراد من الشعب الفيتنامي بسبب ديني وليس لها حرمة الموالاة لأعداء الله كما في الشريعة الإسلامية وهذا سبب رئيس لعدم توحد الفصائل في العراق كما فهمت وربما قصر فهمي والله أعلم لذلك فليس كل الفصائل تسمح بالاشتراك في العملية السياسية من هذا الباب فمنهم من يرى أن الموالاة تنطبق بشكل واسع حتى لمن ليسوا في مراكز القيادة ولا البرلمان ومنهم من خالفهم في ذلك . نعلم أيضاً أن المقاومة والمجاهدين على نوعين عراقيون وغير عراقيون والقاعدة بدأت بعملياتها في العراق وافرادها من العرب وغير العرب بقيادة الزرقاوي ثم من بعده أبو عمر البغدادي رحمهما الله وحتى هاذان القائدان بينهما اختلاف في الآراء والنهج فلا يجوز الجمع بين كل هذه القوى في المقاومة في القول ( أنهم خسروا الحاضنة الشعبية) لأننا نعلم أن من ساند أعضاء القاعدة من الشعب هم أهالي الأنبار البواسل أول الاحتلال ثم نبذوهم لتطرفهم في القتل في مناطقهم التي آوتهم بدل أن يكسبوهم كما أن طمعهم في إنشاء دولة إسلامية رأوا من العراق مساحة واسعة وخيرات وفساد الحكومة عقائدياً صالحة لهم كان له الأثر الكبير في امتعاض الشعب وخيبة أمل وكان الأصح أن تكون دولة العراق الإسلامية بدعوة من العراقيين لا من غيرهم نسأل الله لهم الهدى فهذه المنهجية قد أضرت بالمقاومة ككل لأن الشعب العراقي وأخص أهل السنة وجدوا من الصعوبة أن يثقوا بمقاومة غريبة متطرفة وهذا هو النوع الذي ذكره الدكتور الفاضل خالد المعيني وكنت أتمنى أن يحددهم فالقاريء يتأثر بما يُكتب خاصة من قبل رجال العلم . أن الفصائل العراقية التي تكونت من أفراد الجيش ومن غيرهم ومن الطلبة كفرض عين لا أمل في قطع مساحة من العراق كإمارة ودولة مستقبلية فالعراقيون الشرفاء لا يرضون بالتقسيم حتى ولو كان الحل الوحيد لأنه بداية لزوالهم لا محالة بسبب هذا التحجيم . أحيي فصائلنا المجاهدة بكل مسمياتهم المعروفة في الساحة فهم لهم احترامهم من قبل الشعب بل الحق يقال أن الشعب هو الذي قصر وما زال يقصر في مساندتهم مادياً ومعنوياً فمواقعهم مهجورة كظاهرة يؤاخذ عليها كل مسلم لا كل عراقي فقط ولا يكفي عذرنا بالتعب لطول المعاناة فشتان بين تعب المجاهد وبين غيره ، وأذكر أيضاً من مظاهر التخلي المخجل أن أهل السنة قد منيوا باعتقال شبابها لسنوات طويلة بل حتى عجائزها ولم نجد منظمات دولية ولا عراقية أو قانونية عملت على الإفراج عنهم خاصة مع اعتراف الإعلام بعدم وجود تُهم لاعتقال الكثير منهم والأخجل من ذلك وجود آلاف النساء ومئات الأطفال الذين لهم جرم واحد هو أنهم من أهالي المجاهدين فأي عار هذا أن نصمت وأي غفلة هذه أن لم نساندهم ! الكل بات يعلم أن اعتقال الالاف هي لأسباب طائفية مقيتة بسبب عقائد الحكومة الصفوية الفاسدة كما تقدم ونعلم أساليب التعذيب الوحشية حتى أني سمعت من أحد الجيران وهو يقول خشية على شبابه من الاعتقال بدون سبب لأنه في منطقة سنية تشهد حصار من وقت لآخر ( أتمنى لو يعتقلهم الأمريكان على أن يعتقلهم الحرس الوثني ) فلكم أن تتصوروا مصير من سلمتهم قوات الاحتلال من سجونها إلى سجون المالكي والجعفري ورأينا فضيحة السجون السرية قبل أيام فلله درهم رجال المقاومة من رجال، فكيف لوضع غاية في الصعوبة لهؤلاء المجاهدين نطلب منهم أن تستخدم مفاتيح الحاضنة المتقدم ذكرها في مقال الدكتور الفاضل المعيني والتي تعتبر بعضها وصف دقيق لحكومة مؤسساتية لا لمجموعة أفراد تعمل عمل وزارات تنهض بمجتمع وتديم ديمومة حياته ثقافياً وصحياً وغيرها ؟ من أين لهم المال وأكبر قوة في العالم تسخر جميع أمكاناتها ونفوذها في تجفيف منابع التمويل ؟ لقد قرأنا خبر اتهام الشيخ مثنى حارث الضاري حفظه الله بالأرهاب وكيف تم تجميد أمواله في البنوك وهذا مثال واحد على الحصار الذي يواجهه المجاهد العراقي، وكيف نطالبهم بأن يعينوا عوائل الشهداء والإسلام يأمر بأن يعين الشعب عوائل شهداء المقاومة لا بالعكس؟ ! ليتأكد الجميع أننا سنحاسب على هذا واأسف لإن الكثير منا لا يدري كيف يوصل المساعدات لهم لأن الفصائل تعمل بسرية كبيرة لعلمها باختراق جميع المناطق من قبل الموالين للاحتلال بصورة مباشرة أو غير مباشرة وتكبدوا خسائر فادحة ومن هؤلاء الصحوات ، كما وذكر الدكتور في مقاله ( كذلك نجد في التجربة الفيتنامية ، حرص شديد من قيادتها على تفادى السماح أو التساهل في معاقبة المخالفين بما في ذلك الرافضين لنهج المقاومة ، بل حتى الجواسيس إلا في الحالات القصوى وفي أضيق الحدود ووفق ضوابط معقدة ، فقد تعاقب جاسوسا لإخافة وتحييد مئة جاسوس ، وكانت لا تبالغ في العقوبات وتعتبر دماء الناس خطا أحمرا, فالأصل هو كسب ود الناس وقلوبهم من خلال التضحية في سبيلهم وخدمتهم والتسامح معهم ) ، هذه الفقرة وجدت فيها تناقض ثم أني قرأت في المواقع الجهادية بيانات مثبتة على الصفحة الأولى تؤكد أن سياستها لا تسمح لها المساس بالشعب العراقي وهي أحدى صفاتهم المنطلقة من كونهم إسلاميين متمسكين بشرع الله وحرماته ونشكر لهم ذلك ونعلم بأنهم يطبقون شرع الله وعندنا حسن ظن بهم ونحسبهم على خير الله حسيبهم .
ولذا فالجملة (لان شعبا يرفض مقاومته يعني أن هناك خللا في هذه المقاومة وليست في الشعب ) هي جملة غريبة فلم أسمع أن الشعب يرفض فصائل المقاومة والأصح أن الشعب خسر ثقة الفصائل لأنه فشل في احتضان المقاومة وعلينا أن نجد طريقة لاستسماحهم واحتضانهم بشكل يتناسب مع شدة معاناتهم بل علينا أيضاً أن نجعل كلمة الجهاد دعاء يومي كأضعف الإيمان ولا يجوز أن نمحي هذا اللفظ من حياتنا كما حذفته الحكومة العميلة من مناهج التدريس فالجنة أعظم مفاتيحها هو الجهاد ولا إسلام ولا إيمان بدونه وسينصر الله من ينصره والله المستعان . . 

مقالتي هذه كتبتها بدافع الواجب والديَن الذي أحسه تجاه رجال المقاومة العراقية ــ ولا يدخل ضمنها المقاومة المكذوبة لمقتدى الصدر ومن هم على شاكلته ــ لا الغرض منها تجريح لعلم رجل عالم كالدكتور المعيني وشخصه فأين أنا وعلمه ؟ ف

عذراً له وللمقاومة، أقول بمرارة لو بقيت المقاومة غريبة في إرضها كما نرى اليوم من محاربة من قبل الحكومة ومن العرب ومن العالم بأجمعه فسنشهد خسائر لأفضل الرجال هم أسياد العراق ويخسر الجميع حماية المنطقة من المد الشعوبي الصفوي والأعلم بحقيقته وأقول للشعب العراقي الذي ترك الجهاد بحجة القائم ووالى إيران وعملاءها ومن يرى نفسه مؤمناً :   
( يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ ٱلْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ 
قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ) آل عمران الآية 118
 
كتبت في / 7/12/2010

الأحد، 18 سبتمبر 2011

حادثة النخيب وترتيبات مقبلة للأقاليم من قبل حكومة المالكي

 بسم الله الرحمن الرحيم


في الثاني عشر من أيلول الجاري تم الهجوم على حافلة مدنية تنقل مسافرين في محافظة الأنبار ، تم فيها اختطاف 22 مسافر وقتلهم في منطقة الوادي القذر، 70 كم جنوب قضاء النخيب، الذي يبعد 400 كم جنوب غرب الرمادي، في خبر أعلن في القنوات الفضائية ووكالات الأنباء بشكل ملفت وخطير كون الضحايا من الطائفة الشيعية عدا أثنان منهم كانوا من أهالي الفلوجة مما سارع على أثره شيوخ العشائر بتكوين قوة بتفتيش المنطقة وجمع المعلومات ، بينما كانت في الوقت ذاته قوات قيادة عمليات الأنبار مع طائرات أمريكية تجوب المنطقة ، والسؤال : ما الذي تتميز به هذه الحادثة عن باقي حوادث الخطف والقتل طوال سنوات الاحتلال من قبل القوات الخارجة عن القانون سواء من القاعدة أم المليشيات ؟

 إن المهم هو تداعيات الحادثة التي تعطي صورة واضحة عن حقيقة الهجوم ونواياه ، حيث قال الخبر المنقول من وكالة الخبار العراقية في يوم 17 /9 :وتطورت قضية حادثة النخيب بعد أن اعتقلت قوة من مجلس محافظة كربلاء بأمر من مكتب القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي، وبالتعاون مع عمليات الأنبار، ثمانية من أهالي قضاء الرطبة في الأنبار أول أمس الخميس،(15 ايلول الحالي) وتم اقتيادهم إلى محافظة كربلاء وسط إطلاق نار كثيف احتفالاً بالقبض عليهم، الأمر الذي أثار حفيظة أهالي الأنبار، فقد اعتبر زعيم صحوة العراق أحمد أبو ريشة أن العملية غير قانونية وتعتبر "اختطافاً"، فيما أمهل كربلاء 24 ساعة لتسليم "المختطفين"، في وقت تجاهل مجلس كربلاء الأمر.أنتهى الخبر

هذا التصرف الطائفي الحاقد يدل على عدة أمور : منها أن هناك تعاون بين مجلس محافظة كربلاء وبين مكتب المالكي ولا يعترض على هذا قادة عمليات الأنبار، وقد عانت منهم المحافظة الكثير لحملات أعتقالات عشوائية وفشل في وقف المركبات المحملة بالمتفجرات وغيرها من الخروقات التي طالما طالب مجلس محافظة الأنبار حل هذا التشكيل المسلح ، ومؤخراً طالب بتشكيل أقليم إن لم يتم هذا الإجراء سريعاً مع مطالب أخرى .
هذا هو الأمر الثاني الهام ، وهو أن توقيت الجريمة وتداعياتها يبرز من مطالب لضم منطقة النخيب إلى محافظة كربلاء ، فقد أُعلن ضمن خبر حادثة النخيب ما يلي : وعلى إثر حادث النخيب علق التحالف الوطني الأربعاء (14 أيلول 2011)، على حوادث العنف التي شهدتها البلاد هذه الأيام ووصفها بـ"الطائفية"، مطالباً بـ"تجفيف منابع الإرهاب" في العراق وإعادة منطقة النخيب إلى محافظة كربلاء.يذكر أن مجلس كربلاء طالب مراراً بعودة منطقتي النخيب والرحالية إلى المحافظة باعتبارهما جزءاً من قضاء عين التمر (85 كم غرب كربلاء)، وذلك إذا ما طبقت المادة 140 من الدستور العراقي، لافتاً إلى أن المنطقتين أضيفتا إلى محافظة الأنبار من قبل النظام العراقي السابق.

لا يخفى أن سرعة تفاعل رئيس عشائر الدليم ( حاتم سليمان ) ورئيس الصحوة ( أحمد أبو ريشة) مع الحدث وتهديد حزب الدعوة ( بقطع يد حزب الدعوة ) إن لم يتم تسليم المختطفين بغضون 24 ساعة ، وعلى أثرها تم إعلان إطلاق سراحهم وإسقاط التهم عنهم من قبل القضاء الأعلى لعدم ثبوت الأدلة كونهم متهمين بالطبع بتهمة الأرهاب وانتماءهم إلى القاعدة ، هذه التهمة الجاهزة تحت اليد والفعالة للتخلص من قوى أهل السنة .

المؤسف أن وعي أهل السنة ما زال يتعاطى مع الظرف الآني ولا يربط الماضي بالحاضر ولا يجعل رصيد ملفات التخريب والهيمنة الصفوية وتوسعها في مناطق أهل السنة عامل تحليل لما يجري من جرائم متتالية طوال الأعوام الثمانية التي شارفت على السنة التاسعة بتميز الاحتلالين على حقيقة تعاون مكونات الشعب لطرد الاحتلال من أرض العراق ، فدعوة قطع يد حزب الدعوة تتلاشى مع إرجاع المختطفين ودعوة حل فرقة عمليات الأنبار تم التخلي عنها بعد خفوت دعوات المطالبة بأقليم الأنبار ، ولكن أهداف الأكراد وتصعيد رئيس أقليم كردستان مسعود البارزاني بضرورة تطبيق الفقرة 140 من الدستور قد تفاقمت مع رئيس الوزراء المالكي حتى وصلت طريق مسدود ، وهنا تتضح أن عملية مكشوفة كحادثة خطف وقتل المسافرين هي بداية وخلق سبب للبدء بضم منطقة النخيب لمحافظة كربلاء إذا ما تم فشل جمود تطبيق الفقرة 140 أو فشل إسكات أهل السنة بإنشاء أقليم في الأنبار ونينوى أو أقليم الوسط .

ترى هل علم أهل السنة أهداف الحكومات الجديدة الموالية لإيران وأذرعها في المحافظات وطرق خلقها للأزمات ؟
أم ما زالوا يعانون من قصر النظر والتغاضي بأسم ( الشراكة والوحدة الوطنية ) ؟

الجواب في الخبر التالي

أكدت وزارة الدفاع العراقية أن شيوخ الأنبار وحكومتها المحلية اتفقوا خلال زيارتهم محافظة كربلاء ومجلس عزاء ضحايا النخيب على محاربة تنظيم القاعدة وترك الأمر للقضاء العراقي.'
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع اللواء محمد العسكري في حديث صحفي، إن "الوفد الحكومي الذي زار محافظة الأنبار امس توصل إلى حلول حقيقية، والحادثة لا تعدو كونها أزمة وعدّت"، مشيرا إلى أن "وزيري الدفاع والأمن الوطني ومدير مكتب القائد العام للقوات المسلحة وعددا من القادة شرحوا اليوم لمجلس محافظة الأنبار ووجهائها تفاصيل ما حدث".
وأضاف العسكري أن "السجالات التي حدثت عبر وسائل الإعلام أدت إلى هذا التشنج"، مؤكدا أن"الطرفين من أهالي الأنبار وكربلاء يرفضون الإرهاب وهم عراقيون جميعا ويدفعون ثمن تنظيم القاعدة".
أنتهى الخبر

يبقى خبر مفاجيء بأن الحافلة كانت متجهة من سوريا إلى الرمادي ومن ضمنهم عائدون إلى الفلوجة بسبب الأحداث الدموية مؤخراً ، وليس من كربلاء إلى سوريا ، وهذا ما قرأته من تصريح أحمد أبو ريشة بعد الحادثة ، فإلى متى يا أهلنا تسوقكم الأحداث ولا تسوقوها ؟

" نسف التشيع الإمامي بإيمان السلف بعقيدة المهدي الغائب "


مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم .

قال الله تعالى: {قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }الحجرات16 وقال الله تعالى في محكم كتابه : {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }البقرة 79
إن هذه الآية العظيمة تبين أن أصل القول على الله هو التكسب بجعل الدين مهنة لأحبار القوم لا يبغون منها هداية الناس ، فكيف من يجعل اليهود المراد بهم في هذه الآية قدوة ويقولون أنهم من يتبع الكتاب والسنة الصحيحة ؟ . هؤلاء هم علماء التشيع الإمامي الأثني عشري الذي بدأت ملامحه بعد الهجرة بأكثر من ثلاث قرون ، وجاءت دولتهم في عهد أسماعيل الصفوي بالسيف والتخريب وحرق كتب العلماء وقتلهم ونبش قبورهم ، وظهور طقوس العويل والجلد على الظهور والصدور واستخدام التربة الحسينية في الصلاة ، فأين أولي الألباب أم على قلوبهم غشاوة ؟ .
في قضية المهدي المنتظر ( الغائب) عند الإمامية يوجد أكثر من دليل على دينهم المصنوع ، مما يدل على أنه بدعة فقد أستدلوا عليه وعلى أصول مذهبهم وأوله الإمامة من القرآن والأحاديث بعد اعتقادهم ، وأتخذوا من التأويل طريق لتثبيت عقائدهم ، وهذا نهج الضلالة وأهل الزيغ . إن الله ثبت في كتابه بأن هناك أصول لدينه محكمات بينات وبها علمنا عقيدة التوحيد والنبوة والمعاد وعرفنا القضاء والقدر والإيمان بالملائكة والكتب السماوية ، وبه عرفنا أصول الشريعة من صلاة وصوم وزكاة وحج، ولم نعرف كل هذا بآيات ظنية تحتمل النقض ، وإلا لما وصف الله تعالى دينه بأنه هو الهدى، فالهدى لا يتخلله ضلالة ولا احتمالات الخطأ والتشابه على الخلق ، وكما قال الله تعالى : {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }آل عمران7
هذا المبحث المختصر لتبيين أن قضية المهدي الغائب الخاص بالشيعة الأثني عشرية هو (وهم وابتداع) ومن كتبهم ويتناقض منطقياً وتاريخياً مع الدين الذي عرفه الآل والأصحاب . لا يوجد فيه تطرق لمن هم الأصحاب ولا من هم الآل العترة مع أنه هام ، ولكن التركيز على قضية وجود المهدي الغائب بكل تفاصيله وليس عن فكرة المهدي الذي ورد ذكره في أحاديث نبوية ، فلا يراد منه الإلمام بكل التفاصيل وكل الروايات لتفنيدها، ولو أردنا التوسع لما عجزنا ولكن يطول لكثرة دلائل خرافة المهدي المنتظر (محمد أبن الحسن العسكري) ومن كتب القوم أنفسهم ، وكم ألفوا من الكتب ليثبتوا وجوده وحيثيات غيبته وسفراءه ونوابه ومن أدعوها وغيرها من الأمور كمواقع ومنتديات وصحف تختص بالمهدي الغائب والتي صُرف عليها من مال الشيعة من خمسهم الذي يدفعوه ضريبة لموالاتهم للمراجع وبلا نص عليه محكم أيضاً ، أليس فيهم رجل رشيد ؟ . لقد جعلوا الموالي يتشبت بأدعية وألقاب كفرية للمهدي المزعوم بأنه ( بقية الله في أرضه) ، وغاية في العجب ومتناقضة مع خصائص الإمام التكوينية والتشريعية، فكيف يستقيم الدعاء له وهو المخلص بيده ملكوت الكون وله كن فيكون ؟ بل طال الأمد عليهم عليهم فبرروا طول الغيبة بشكل مثير للشفقة أن ينطلي على أجيال تثقفت بالعلم وتخصصت بالعلوم الحديثة وحملت شهادات عليا، ولكن فضلت التخلف وضياع المنطق عند أقدام المهدي المنتظر الشبحية . خلصت نفوسهم المتعبة بالكف عن التساؤلات حوله والعودة لاعتقادهم بوجوده حتى لا يتحطم العالم الافتراضي الذي يعيشون فيه وتهتز نفوسهم ونظرتهم لمراجعهم أيما اهتزاز ، ولو علموا أن هذا هو ما سيخلصهم من الشرك واتباع علماء الضلالة سارقي أموالهم وأعراضهم بأسم المتعة لطلبوه بلا انتظار ، ولكن هيهات فخداع النفس بقبول الخداع أهون من الاعتراف بالحقيقة المرة وأثبت للتوازن في حياتهم من هذه الفضيحة التي تقلب موازين الحياة عندهم وتتعب البال وتفضح كذب علماء التشيع ليضيع مصدر الدين عندهم ، لم يلتفت العوام إلى هذا فقد أغلق مراجعهم منافذ التفكير بقاعدة ( الراد على الإمام كالراد على الله ) وقد جلس فقهاءهم مكانهم وتربعوا ، والله المستعان على ما يصفون .
اليوم بعد وصول المعلومة السريعة وظهور أهمية الحوار فلا حاجة للتغاضى والتعنت فنحن في عصر تموج فيه الفتن وتخلت المراجع بنفسها عن انتظار المهدي فكان حكم الخميني في إيران بديل عن المهدي الغائب وأصبح جيش المهدي ومنظمات بدر وغيرها من المجموعات المسلحة تنفذ مهام المهدي في قتل العرب من مخالفيهم وغيرهم ، وتبينت أن علامات ظهور المهدي هي الأخرى عبارة عن مخططات سياسية تقوم بها عمائم قم مع أسيادهم لتكون النتيجة جنود الإمام هم جنود إيران في السيطرة على البلاد وعودة حكمهم ونيران زرادشت وفواحش دينهم الغابر . يقول الكاتب أحمد الكاتب في جوابه عن سؤال حول المهدي الغائب ،: (فكرة المهدوية تعني الاصلاح ، وقد ادعى المهدوية عدد من أئمة اهل البيت في القرون الثلاثة الأولى ، وقد توفي الامام الحسن العسكري ولم يعلن عن وجود ولد له ، ولكن بعضا من اصحابه ادعوا وجود ولد له في السر ، ولم يثبت ذلك لعامة الشيعة او الشيعة الامامية ، او حتى شيعة الامام العسكري الذين تفرقوا الى اربعة عشر فرقة ، ولم يظهر اي أثر لذلك الولد المدعى منذ ذلك الحين ، وقد انتظره قسم الشيعة الامامية قرونا من الزمن ، ولكن عامة الشيعة تخلوا عن فكرة الانتظار وفضلوا اقامة الدولة الاسلامية بغض النظر عن شروط النظرية الامامية من العصمة والنص والسلالة العلوية الحسينية ،كما حدث في الجمهورية الاسلامية الايرانية.) .
يقول عالمهم محمد المظفر : (نعتقد أن الإمامة أصل من أصول الدين لا يتم الإيمان إلا بالاعتقاد بها ، ولا يجوز فيها تقليد الآباء والأهل والمربين مهما عظموا وكبروا ، بل يجب النظر فيها كما يجب النظر في التوحيد والنبوة .)(1) أهـ . فأين النظر وأين التفكير؟ . حق للباطل أن يُعلن عنه وحق لمن يعيش دوامة الحيرة الجديدة أن يقرأ ، ومن أراد النجاة عليه أن يفتح عينيه وأذنيه وقلبه ويتفكر بالعقل الذي فرضوه على النقل لمعرفة الله ومعرفة الدين في طريقه الذي سلكه ، ولن يعذر بجهله فقد أُمرنا أن نتبين لخبر يأتي به أحدهم مخافة أن نلحق الأذى بقوم على الظن ، في قوله سبحانه : ( يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوۤاْ أَن تُصِيبُواْ قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) الحجرات 9، فكيف لنا أن نهمل البحث والتبيين في أمر هام كأصول الدين وأمر تبعاته من أحكام للمخالف من تكفير وخلود في النار بل وقصاص في الحياة الدنيا ونتكل على العلماء وقول ( ذبها براس عالم واطلع منها سالم ) ! ؟
عقائد الإمامية :
 القانون الذي اتفق عليه الإمامية كما نص عليه عالمهم الشيخ المفيد في كتابه أوائل المقالات ، وهو من أساطين المذهب كما يقال عنه وهو الذي ادعى بأن المهدي الغائب قد أرسل إليه رسالة توثق محبته وتطري عليه وطبعاً لا يوجد خط للمهدي الغائب ولا رسالة تبين مكانه ، ولا شك أنها محاولة منه لتمهيد الأمر بجعله (نائب) المهدي الجديد والواضح أنه لم يفلح . قال في كتابه : ( اتفق أهل الإمامة على أنه لا بد في كل زمان من إمام موجود يحتج الله - عز وجل - به على عباده المكلفين، ويكون بوجوده تمام المصلحة في الدين.) وقال : واتفقت الإمامية على أن الأئمة بعد الرسول (ص) اثنا عشر إماما، و خالفهم في ذلك كل من عداهم من أهل الملة، وحججهم في ذلك على خلاف الجمهور ظاهرة من جهة القياس العقل والسمع المرضي والبرهان الجلي الذي يفضي التمسك به إلى اليقين. )(2) أهـ                       
إن هذه الحجة التي قدموا بها العقل على النقل الذي يكون بالسمع لا تصح ، لأن البشر لا يتساوون في إمكاناتهم العقلية ولهذا تكون فرصة الاختلاف فيما بين علماء الإمامية أنفسهم واردة فيما بينهم لخاصية التحليل والتعليل كل بحسب اجتهاده في الأمور، وسيأتي ذكر هذا آنفاً . أما مسألة وصف السمع ب(المرضي) دليل على أن هناك ما لا يرضى من العلم الوارد إليهم ، بينما تعج كتبهم بآلاف الروايات التي لا يتقبلها عقل عن الأئمة مما تخالف الكتاب والسنة، ولم يتفقوا على تركها بل على العكس بالغ علماءهم بالتوسعة فيها كطقوس الزيارات إلى قبور الأئمة خاصة في عاشوراء إلى ضريح الحسين بن علي رضي الله عنهما والحج إليه وتفضيلها على حج البيت في مكة المكرمة ، فلماذا هذا الكيل بمكيالين ؟ إلا أنها لمصلحة تقتضيها دوام عقائدهم لا غير ، وإلا أنهدم من أساسه.  وقال المفيد في كتابه أيضاً ما يخص الحكم على من خالفهم : ( واتفقت الإمامية وكثير من الزيدية على أن المتقدمين على أمير المؤمنين - عليه السلام - ضلال فاسقون، وأنهم بتأخيرهم أمير المؤمنين - عليه السلام - عن مقام رسول الله - صلوات الله عليه وآله - عصاة ظالمون، وفي النار بظلمهم مخلدون ـ واتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى من فرض الطاعة فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار. )(3) أهـ                                                        
بينما يقول عالمهم ( محمد المظفر ) في كتابه الذي يُدرس في الحوزة ( عقائد الإمامية ) ما يوضح المعنى أكثر بأنه مجرد فكرة وشخصه لم يقل به سوى الإمامية الفرقة التي تميزت من فرق الشيعة بهذا الغائب . قال : ( ولو لا ثبوت ( فكرة المهدي ) عن النبي على وجه عرفها جميع المسلمين وتشبعت في نفوسهم واعتقدوها لما كان يتمكن مدعو المهدية في القرون الأولى كالكيسانية والعباسيين وجملة من العلويين وغيرهم ، من خدعة الناس واستغلال هذه العقيدة فيهم طلبا للملك والسلطان ، فجعلوا ادعاءهم المهدية الكاذبة طريقا للتأثير على العامة وبسط نفوذهم عليهم . والخلاصة أن طبيعة الوضع الفاسد في البشر البالغة الغاية في الفساد والظلم ، مع الإيمان بصحة هذا الدين وأنه الخاتمة للأديان - يقتضي انتظار هذا المصلح ( المهدي، لإنقاذ العالم مما هو فيه . ولأجل ذلك آمنت بهذا الانتظار جميع الفرق المسلمة ، بل الأمم من غير المسلمين غير أن الفرق بين الإمامية وغيرها هو أن الإمامية تعتقد أن هذا المصلح المهدي هو شخص معين معروف ولد سنة 256 هجرية ولا يزال حيا ، هو ابن الحسن العسكري واسمه ( محمد ) .أهـ (4)
التشكيك بالمهدي المنتظر الغائب :
لم يستطع صانع الوهم أن يدعه بلا تثبيت مراراً وتكراراً على فترات لأن هناك من يتسائل ويناقض بدليل العقل الذي أوجبوه ذاته ، وها هو عالمهم البهبودي يعترف بأن روايات ولادة المهدي مصنوعة في زمن الغيبة، فخرج علينا آياتهم بأبحاث تحاول الرد وتثبيت وجوده، ولكن زادت من حجتنا في نسف عقائدهم ، فقد كتب آية الله الإيرواني في بحثه عن الإمام المهدي المنتظر، وهو يذكر أربع قضايا لوجود المهدي المنتظر الواحدة أهون من الأخرى وأهون من بيت العنكبوت ، قال : (على أي حال مسألة التشكيك في الولادة أخبر بها الامام الصادق ( عليه السلام ) ، وكانت موجودة من تلك الفترة ، فالامام يقول لزرارة : « وهو المنتظر وهو الذي يشك في ولادته ، منهم من يقول مات أبوه بلا خلف ، ومنهم من يقول أنّه ولد قبل موت أبيه بسنتين ... » إلى أن يقول الامام : « يا زرارة إذا أدركت ذلك الزمان فادعوا بهذا الدعاء : « اللّهم عرّفني نفسك فانّك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيّك ، اللّهم عرّفني رسولك فانّك إن لم تعرّفني رسولك لم أعرف حجتك ، اللّهم عرّفني حجتك فانّك إن لم تعرّفني حجتك ضللت عن ديني » .ومن الطبيعي أنّ الائمة صلوات الله عليهم يذكرون هذا الدعاء ) أهـ (5)
وقال : (لايلزم في الخبر المتواتر أن يكون المخبر من الثقات ، فان اشتراط الوثاقة في المخبر يلزم في الخبر غير المتواتر ، كما إذا جاءنا شخص واحد أو اثنان أو ثلاثة وأخبرونا بقضية ، هنا يشترط أن يكون المخبر ـ لاجل أن يكون هذا الخبر حجة ـ عادلاً ، أما لو كانت القضية أخبر بها مائة أو مائتان أو ثلاثمائة ، يعني العدد كان يشكّل التواتر فليس من الضروري عدالة المخبر ؟ فالعدالة والوثاقة هي شرط في الخبر غير المتواتر. لماذا لا نشترط في الخبر المتواتر العدالة والوثاقة ؟  النكتة هي : أنّ الخبر المتواتر حسب الفرض يفيد العلم ، لكثرة المخبرين ، وبعد ما أفاد العلم لا معنى لاشتراط الوثاقة والعدالة ، إذ المفروض أنّ العلم حصل ، وليس بعد العلم شيء يُقصد ، فلا معنى إذن لاشتراط الوثاقة والعدالة في باب الخبر المتواتر ، وهذه قضيّة بديهيّة وواضحة في سوق العلم. ) أهـ (6)
أقول أي دين هذا يناقض العقل والمنطق ويعتبر مجرد تكرار سماع الخبر دليل كاف على حقيقته ؟ ومعلوم أن رواتهم لا يُشترط فيهم العدالة فهم يوثقون الفاسق وشارب الخمر وعندهم ( زرارة ) أوثقهم قد ذمه الإمام جعفر الصادق وحذر منه بل قال بأن هناك كذابون عن لسانه ،، فأين أولي الألباب ؟ وهل لدى القوم اهتمام بسند الروايات أم عندهم كتاب صحيح ؟! يقول المرجع أبو القاسم الخوئي: ( فالإجماع الكاشف عن قول المعصوم نادر الوجود، وأما غير الكاشف عن قوله فهو لا يكون حجة، لأنه غير خارج عن حدود الظن ، فأصحاب الأئمة وإن بذلوا غايةجهدهم واهتمامهم في أمر الحديث وحفظه من الضياع ، إلا أنهم عاشوا في دور التقية ولم يتمكنوا من نشر الأحاديث علناً فكيف بلغت هذه الأحاديث حد التواتر أو قريبا منه ،فالواصل إلى المحمدين الثلاثة [ الكليني وابن بابويه والطوسي ] إنما وصل إليهم عن طريق الآحاد فطرق الصدوق إلى أرباب الكتب مجهولة عندنا ولا ندري أيا منها كان صحيحاً وأيا منها كان غير صحيح ومع ذلك كيف يمكن دعوى العلم بصدور جميع هذه الروايات عن المعصومين ، وليت شعري إذا كان مثل المفيد والشيخ مع قرب عصرهما وسعة اطلاعهما لم يحصل القطع بصدور جميع هذه الروايات عن المعصومين فمن أين حصل القطع لجماعة المتأخرين عنهما زماناً ورتبة ؟! ) أ هـ (7) ، وبالطبع لو تم تصحيح رواياتهم ما بقي منها شيء وهم إن صح سندها فلا يعلمون أيهم كان تقية وأيهم صحيح ولسقط المذهب صريعاً على أيدي من اعتنقوه، لهذا يبررون أن جمعها حفظاً للتاريخ !! كم حطمت التقية دينهم ونقضت عصمة المهدي ذاته . المرجع الإيرواني في بحثه لم يكتف بأن يدعي أن الأئمة ذاتهم يدعون بالخروج المهدي منعاً للشك والذي فيه أنهم ضالون إن لم يعرفون حجة الله ! ويا له من طعن فارسي هذا الذي يعص الله تعالى بكل راحة وكأن صك الغفران في يديه ، وهو ينفي كون الصلاة والزكاة أمر مفروض، ففي بحثه البائس قال : (ليس من حق شخص أن يجتهد في مقابل النص، فإذا كان عندنا نص صريح الدلالة وتام السند من كلتا الجهتين ، فلا حق لاحد أن يأتي ويقول أنا أجتهد في هذه المسألة، فالله عزوجل يقول: (وَأقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ، وهذه الاية بوضوح تدلّ على الطلب، غاية ما في الامر ليست صريحة في الطلب الوجوبي ، لكن في أصل الطلب ـ طلب الصلاة وطلب الزكاة ـ دلالتها صريحة وسند القرآن لا مناقشة فيه. نعم إذا كان يجتهد في الدلالة ويقول لا تدل على الوجوب بل تدل على الاستحباب ، فهذا جيد ، لانّ الدلالة ليست صريحة على الوجوب، أمّا أن يجتهد في الدلالة على أصل الطلب ويقول أنا أجتهد وأقول لا تدل هذه على اصل الطلب في رأيي فهذا لا معنى له ، لانّ دلالتها على الطلب صريحة والسند أيضاً قطعي. ) أ هـ(8)
أما حساب الاحتمال فأدهى وأسخف وهو يدعي توافر الأخبار والسفراء والفكرة ذاتها كتقوية الاحتمال، ولا تواتر إلا لأطماع أصحاب العمائم بما تدره المهدوية من أموال الخمس ومسك السلطة على العوام بمعزل عن السلطة الحاكمة ، وكيف لا وهم عجزوا عن جلب آية صريحة بولاية علي فعمد غيره على علم الأرقام المزعوم لتثبيته ! أي آيات وأي أتباع لهم وأي تقليد !

إلزام للإمامية :
منذ أشهر وجهت سؤال للشيعة الإمامية حول حكم آل البيت والصحابة بما أنهم لم يعرفوا الغائب وليس حقيقة المهدي من حيث الفكرة ، وعليه لم يوالوه ، وهو ( ما حكم من مات من الشيعة ولم يؤمن بالمهدي المنتظر ؟ ) وسؤالي بناءاً على ما في كتب علماءهم كما نص عليه كتاب الشيخ المفيد ، رغم أن لا يوجد في القرآن الكريم آية واحدة تنص على حكم جاحد الإمامة وتكفيره كما هو متبع في تبليغ الله تعالى لنواهي من يعص فروض دينه ، وما وجدت جواباً غير تكرارهم حول فكرة المهدوية وليس عن شخصية المهدي عندهم وسواء قصر في الفهم أو مراوغة للهروب من الإلزام فالأمر سيان . من الآيات التي يدعيها مفسريهم أنها تعني المهدي نقلاً من كتاب (الكافي) للكليني ، قوله تعالى : }وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ{(ق:41) ينادي المنادي باسم القائم ع واسم أبيه ع }يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ{ صيحة القائم من السماء}ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ{ (ق:42) هي الرجعة، وقالوا ( أنه علم للساعة ) ! ، ولعمري ما قرأنا ولا وجد بين كتبنا وكتبهم أن السلف عرف المهدي الغائب هذا من خلال تفسير الآيات وأنهم آمنوا به كما آمنوا بما في الكتاب كله ، فكيف يفسرون هذه المسألة ؟
وأضع هنا أمثلة من التاريخ على أن الشيعة اعتبرت من خالفهم من السلف عصاة وكفار بسبب جحدهم ولاية علي وخروجهم عليه لوليس بسبب نكرانهم للمهدي الغائب الذي يزعمون أنهم عرفوه من آيات القرآن ومن حديث النبي صلى الله عليه وسلم في حديث (أثنا عشر خليفة أو أمير ) ، فقد أتهموا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بأنها خرجت على إمام زمانها لحربها في موقعة الجمل ولم تتهم بالكفر لأنها جحدت المهدي المنتظر ، وكذلك في شأن الخليفة معاوية رضي الله عنه وقضية الخارجين في النهروان الذين ما اقتص منهم علي رضي الله عنه إلا بعد اتهامه بأنهم لم يحكم كتاب الله ، فلم يكفر أحد منهم بل حكم بإسلامهم ولم يكن المهدي أي شأن عنده ، ولم يعاقب أهل النهروان بالحرق إلا لأنهم ادعوا له الإلوهية .

هذه وحدها تدل على أن هذا الاعتقاد مبتدع كما أن كبار علماءهم صرحوا بأن من ينكر ( الغائب) فهو كافر بل أشد ، قال إبن بابويه القمي رئيس المحدثين عند الشيعة في كتابه (كمال الدين ص 13 ): ( إن منكر الإمام الغائب أشد كفرا من إبليس ) . وهذا يعني أن الآل والأصحاب حكمهم عنده كفار مخلدون في النار وفق قوانين الإمامية بل أشد كفراً من أبليس التي نصت عليها كتبهم وكفروا المسلمين عليها بدءاً من خير السلف أبي بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم لمجرد أنهم جحدوا ولاية علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فكيف سيتعاملون مع هذا الإشكال في ولاية باقي الأئمة ؟ ليتمعن القاريء في النص الذي كتبه محمد المظفر في كتابه ( عقائد الإمامية) وهو يعترف بأن مهديهم الغائب هذا تفردت به فرقتهم ، ولعمري ومن فمه ندينه فهذه الحقيقة تعني أن التشيع الإمامي ينقض ما بناه بنفسه ويكفر من أراد اصطفاءه من بين السلف بعقيدة ولاية أثني عشر أمام ، فكانت قوانينهم ملزمة بأثر رجعي على من أسلم منذ أول يوم لا على من ولد بعد نشوء المذهب كما يسموه . وهذا من المحال لأنه دين مبتدع وفرقة مستحدثة نشأت لأسباب سياسية كما اعترف علماؤهم ، وليست تلك الأحكام من شرع الله تعالى ولا من شرع النبي صلى الله عليه وسلم ، فأنى يفترون ! هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين .
  إن الباحث في كتب الإمامية يتعرف على قضية خطيرة أخرى وهي أن الدين عندهم لم يكتمل وأن من سيكمله هم الأئمة وآخرهم المهدي الغائب عند خروجه ، وها هم يرفضون كلام الله تعالى وإثباته وجعلوا قولهم فوق قوله سبحانه ، وهو القائل : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (3) سورة المائدة، بل أن الأئمة هم من سينسخون الدين قرآن وسنة كما نص على هذا المرجع ( علي السيستاني) في كتابه ( الرافد في علم الأصول ) في فصل عن التقية وكتمان الأئمة للدين، وكما جاءت رواياتهم العديدة المنسوبة إلى الأئمة في كتب علماءهم بأنهم يوحى لهم كما أوحي لفاطمة رضي الله عنها وكان كاتبها علي رضوان الله عليه كما قال الخميني بأن الوحي لم يأتي لباقي الأئمة كما تحقق لها ! وفي كتاب (كشف الغمة) ما قاله الإمام الباقر: «لَمَّا قُتِلَ جَدِّيَ الْحُسَيْنُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ضَجَّتِ المَلَائِكَةُ إِلَى اللهِ عَزَّ وجَلَّ بِالْبُكَاءِ والنَّحِيبِ وقَالُوا إِلَهَنَا وسَيِّدَنَا أَتَغْفَلُ‏ عَمَّنْ قَتَلَ صَفْوَتَكَ وابْنَ صَفْوَتِكَ وخِيَرَتَكَ مِنْ خَلْقِكَ فَأَوْحَى اللهُ عَزَّ وجَلَّ إِلَيْهِمْ قَرُّوا مَلَائِكَتِي فَوَ عِزَّتِي وجَلَالِي لَأَنْتَقِمَنَّ مِنْهُمْ ولَوْ بَعْدَ حِينٍ ثُمَّ كَشَفَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ عَنِ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِ الحُسَيْنِ (ع) لِلْمَلَائِكَةِ فَسَرَّتِ الْمَلَائِكَةُ بِذَلِكَ فَإِذَا أَحَدُهُمْ قَائِمٌ يُصَلِّي فَقَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ بِذَلِكَ الْقَائِمِ أَنْتَقِمُ مِنْهُمْ!». في حين تفصلهم عن الإمام الحسن العسكري رضي الله عنه قرون ، فأين السماع وأين اليقين ؟ .
 يا لها من مؤامرة مجوسية بيد يهودية لهدم الإسلام وقتل المسلمين .
ــــ
(1)   محمد المظفر، كتاب (عقائد الإمامية)/ فصل (عقيدتنا في النظر والمعرفة )
(2)   الشيخ المفيد ، أوائل المقالات/ باب ما اتفقت الإمامية فيه على خلاف المعتزلة
(3)   المصدر السابق / القول في المتقدمين على أمير المؤمنين (ع)
(4)   محمد المظفر، عقائد الإمامية / فصل (عقيدتنا في المهدي )
(5)   الشيخ محمد باقر الايرواني، الامام المهدي  عليه السلام بين التواتر وحساب الاحتمال
(6)   نفس المصدر السابق
(7)   أبو القاسم الخوئي ، معجم رجال الحديث
(8)   الشيخ محمد باقر الايرواني، بحث الامام المهدي  عليه السلام بين التواتر وحساب الاحتمال
ــــ
بحث أصيل بقلم / آملة البغدادية كتبت في 17/9/2011

الأحد، 11 سبتمبر 2011

الفدرالية والاعتزال في القرآن يا إسلاميون


بعد أكثر من ثمان سنوات مريرة على الاحتلالين الأمريكي والإيراني ومعاناة الشعب كافة من قتل وتخريب وفساد متعمد منظم ، ووسط تجاهل العالم الغربي والعربي مهين ، وكأن ما يجري مجرد خبر صحفي مكرر وليست دماء ودموع أطفال ونساء وشيوخ وتهميش حقوق ووجود وتسويد تاريخ لأرض الحضارات وتبعات تلحق بالمنطقة والعالم ، يأس الشعب العراقي من أي مبادرة لوقف ممارسات الحكومات الجائرة الصفوية والتي تخطت كل الحدود ، فقد تنامى الشعور بالإحباط من أي تحسن في الحياة عند العراقيين وازدياد الظلم فظهرت دعوات لإنشاء اقليم بصوت عالي من أكبر شخصية مسئولة عن الشعب كأعتراف بالعجز الكبير من داخل أروقة الحكم في المنطقة الغبراء ، وهو الأستاذ ( أسامة النجيفي ) رئيس مجلس النواب ولا أقل ! ، وقد خص مكون ( السنة) تحديداً في لقاءه بالمسئولين الأمريكان في الولايات المتحدة وجاء تصريحه من هناك كصاعقة لم يحسب لها حساب ، ولكن سرعان ما علت الاحتجاجات والطعون والوصم بالخيانة من أكثر من طرف وخاصة الأحزاب الشيعية وحتى من قبل رئيس القائمة العراقية ( أياد علاوي) الذي ينتمي إلى قائمته النجيفي . الغريب أن هذه الضجة لم تُسمع والاحتجاجات لم تتعالى حين نادى النائب ( وائل عبد اللطيف ) بنفس الخطوة بإنشاء أقليم البصرة ومن بعده دعوات الحكيم لإنشاء أقليم النجف ، رغم أن الأسباب لم تتوضح بل لم يك هناك من سبب مما يدعو من باب أولى بالمعارضة والشجب من قبل معارضي الفدرالية ذاتهم ، لأنها مجرد تلبية لرغبة إيرانية بحتة بتغيير جغرافية وتاريخ العراق بجعله محافظة تابعة لإيران وتنفيذ لنبوءات خرافية كبداية لظهور مهديهم المزعوم ، أي لا وجود لظلم واقع من حيث الموارد أو الحقوق الثقافية أو الإدارية أو تهديد لمكون من طغيان المركز ، فلماذا الآن ؟ .
إن الاعتراض والاختلاف وارد خاصة في المسائل السياسية إلا أن التصريحات الرافضة تعدت إلى تصريحات أكثر حدة وصلت إلى فتوى بالتجريم من قبل رجال دين إلى حد التعزير ووصلت إلى حلية القتل لمن ينادي بالفدرالية ، ترى أين كانت عندما جاء الدستور بمشروع الأقاليم ؟ خاصة وقد ورد في المادة (2) من الباب الأول من المادة (140) ضم محافظات ومناطق لا تعتبر من ما يسموه كردستان : "أولاً: كردستان العراق كيان جغرافي تاريخي، يتكوّن من محافظة دهوك بحدودها الإدارية الحالية، ومحافظات كركوك والسليمانية وأربيل، وأقضية عقرة والشيخان وسنجار وتلكيف وقرقوش، ونواحي زمار وبعشيقة واسكي كلك من محافظة نينوى، وقضاءي خانقين ومندلي من محافظة ديالى، وذلك بحدودها الإدارية قبل عام 1968".2- تُحدّد الحدود السياسية لإقليم كردستان ـ العراق باعتماد تنفيذ المادة (140) من الدستور الاتحادي .
وفي تصريح لمسعود البارزاني الذي يسمى منصبه برئيس أقليم كردستان نقله صحفي عبر خبر سياسي منشور فقد شكل أزمة جديدة مع المالكي لخطورته تم بعدها بوادر لتشكيلات جديدة ، يقول الخبر : قال بارزاني في كلمة له امام أعمال المؤتمر الخاص بممثليات حكومة اقليم كردستان في الخارج الذي عقد بمحافظة اربيل "نحن لا نريد بقاء المشاكل معلقة وخاصة المادة 140، فعندما قبلنا البقاء مع العراق ووافقنا على الدستور طلبنا حل المشاكل عبر الدستور خصوصا هذه المادة"، مبينا إن "عهد الحكم الشمولي ولى في العراق".
على ما يحوي التصريح من كشف لحقيقة فصل كردستان عن العراق كمبدأ يتعامل به سياسيو الحزبين الكرديين فها هو يجهر برفع التقية تماماً بأنهم قبلوا أن يكونوا ضمن العراق ! مؤقتاً إلى حين تطبيق المادة 140 بتشكيل بلد جديد يكون موطن للإكراد ، وليست هذه المرة الأولى التي يعرف بها نوايا فصل الأكراد ولن تكون الأخيرة ، فكل الخلافات التي يشترك بها هذان الحزبان تدور ضمن هذا الهدف ووسيلته عبر تطبيق قانوني النفط والغاز بما فيها مشاريع الاتفاق على بيع النفط وطريقة توزيع أرباحه في وقت ما زال الوضع الساري فيه بقاء كردستان ضمن العراق وتحت سيطرة حكومة المركز ، ولا يخفى أن جميع هذه الاتفاقيات فد تم بحثها ووضع أساساتها قبل الغزو على العراق بحماية بريطانية وإشراف أمريكي والمعروف بمؤتمر أربيل في وقت كان شمال العراق منفصل وفق تقسيمات الحضر الجوي على العراق بعد حرب الخليج عام 1991 . إن ظاهرة الكيل بمكيالين في بلد تم إسقاط نظام الحكم فيه بدعوى المظلومية والدكتاتورية لا يدل إلا على فساد الحكام الجدد وليّ الشرع ليوافق المصالح السياسية ، بينما يغيب الشرع عند غياب الجهاد المسلح في زمن الاحتلال وتظهر فتوى الجهاد السلمي عند الإسلاميين ، وأخرى فتاوى بقتل عراقيين بسبب انتماءهم لحزب وإطلاق عنان جماعات مسلحة إجرامية لتنضم ضمن القوات المسلحة المنهارة والمتخلفة عن حماية البلاد ، وكلها في ظل دستور مبطن تم تفصيله حسب مقياس خاص لفئة دون أخرى ليُعرض في واجهة كتب عليها ( صالح لجميع المقاييس ) ! ولكن للعرض فقط ! فبأي عيب يجاهرون ؟!
ما تقدم ليست استهلالة لتبرير الفدرالية بحجة هذه كتلك، فالمحترم لنفسه والمعتز بإسلامه لا يناور لنزع الحقوق ولا يحتاج لهذا للدفاع عن رأيه فيكفينا أن نعود لدستور الأمة القرآن الكريم وما كان عليه السلف طبقاً لسنة الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وإلا فلنخفي هويتنا فقد بليت من كثرة الاحتجاج بها كورقة دعائية ما برحت دول الغرب تعيرنا . نسأل الله العون والرشد والصلاح .
في موقع هيئة علماء المسلمين نُشرت فتوى بعنوان : العلامة الدكتور عبد الكريم زيدان لقسم الإعلام: دعوات التقسيم من المعاصي الكبيرة ومنكر يجب إزالته ، بتاريخ 16/12/2010 وفيها : أجاب الدكتور زيدان على سؤال توجه به قسم الثقافة والإعلام في هيئة علماء المسلمين بشأن من يعمل من أجل تقسيم العراق تحت عنوان ( الفيدرالية ) أو (الإقليم ) لبعض المحافظات كالأنبار ونينوى ؟ بقوله : ( يعد هذا العمل من قبيل المنكر الذي تجب إزالته، ولا يساعد من يعمل به بأية مساعدة من القول أو الفعل أو التأييد أو المدح؛ بل يستحق المقاطعة والهجر، ويعتبر ذلك من المعاصي الكبيرة التي يعزر صاحبها، وقد يصل التعزير به إلى حد القتل في النهاية) . واستدل فضيلته في فتواه بقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف (( من أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان  )) . أ هـ
مع أحترامي لعلامة نفع الكثير بعلمه، ولا أجرأ أن أقارن نفسي فمن أكون بعلمي المتواضع ؟ إلا أن قبول كل ما يصدر دون النظر فيه والعودة إلى القرآن والسنة فهو أمر مخالف لمراد الله في كل الأديان السماوية ، وواجب التحقيق حتمه الله علينا فلا يُسمح لنا بالتقليد بل أن نأخذ من القول أحسنه ، وهذا في قول الله تعالى : ( فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)، ونقل عن الشافعي رحمه الله قوله : ( من قلد معينا ًفي تحريم شيء أو تحليله، وقد ثبت الحديث على خلافه ، ومنعه التقليد عن العمل بالسنة ، فقد أتخذ من قلده ربا ًمن دون الله تعالى ، يحل ما حرم الله ، ويحرم عليه ما أحل الله)  
 فهل استندت الفتوى بالقتل حتى لمن مدح من ينادي بالفدرالية إلى الشرع أم هناك وحدة أراضي المسلمين في الكتاب ؟ إن حديث ( من أراد أن يفرق هذه الأمة ) يُفترض أن يكون مانعاً لتكوين الحزب الإسلامي إن لم نقل جماعة الأخوان المسلمين ، فهذه فرقة من الأمة وليست جماعة شاملة كأهل السنة والجماعة ، فهل فكروا في هذا الحديث أم الانتقاء بحسب الظروف ؟ ما قتلنا غير الأحزاب ، ولو اختارت الأمة دستور تمنع فيه الأحزاب كما أمرهم الله لمسكوا أول خيوط الصلاح والرشد ، ولو رفضوا بدعة الانتخابات الغربية وتمسكوا بجماعة الحل والعقد كشورى تعين الحكام لسدنا العالم بدل أن يكون لكل جاهل رأي يُفرض في مجتمع جل أفراده جهلة ، والله المستعان .
أما عن تحقيق الفدرالية وفق القرآن الكريم فيكفي أن يقال أن القضية ليست بهذه السهولة لكي يتم رفضها دون النظر في أسباب دعوى الفدرالية ، فما حل بأهل السنة خاصة هو طغيان الحكم المتفرد للشيعة وطاعتهم لإيران التي تروم الانتقام تحت أسباب عقائدية وتاريخية فهي معروفة والشواهد واضحة للعيان في كل يوم والسجون السرية ضجت ووصل صراخها من به صمم، فمن يرضى تغيير هويته الدينية وقبول مظاهر الشرك تتجول في مناطقه وغلبة طائفة وطقوسها على العراق بأكمله بمسيرات وصيحات (يا علي أدركني ويا مهدي بقية الله على أرضه ) ؟ هؤلاء أتخذوا من دون الله أرباباً وينكرون ، فأي أمل يرتجى منهم ؟ والله أعطى لنا مثالاً على أن من غُلب على أمره بالمشركين ولا عون له فيكون الاعتزال واجب ليدعوا الله بمأمن ، فهاهم أصحاب الكهف في كتاب الله أعترضوا على القوم : (هَـٰؤُلاۤءِ قَوْمُنَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلاَ يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً ) *(وَإِذِ ٱعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ ٱللَّهَ فَأْوُوا إِلَى ٱلْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِّنْ أَمْرِكُمْ مِّرْفَقاً ) الكهف 15ـ16
وها هو النبي أبراهيم عليه السلام فعل الشيء نفسه : (وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىۤ أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبِّي شَقِيّاً ) مريم 48
لم يكن سبات أهل الكهف بسبب اعتزالهم بل لمعرفة من أصاب في أحتساب عدد أيامهم ، فلماذا يزاح القرآن على جنب ويؤخذ بالعرف بحجة الوحدة ولا وحدة في العراق ؟ كيف رضي علماء العراق على تفرقة المؤسسة الدينية نفسها بهيئة الأوقاف الشيعية وهيئة الأوقاف السنية ؟ أليست دليل اختلاف المنهج وحتى الموارد المالية ؟ فأين الزكاة من خمس المكاسب يا جماعة ! ؟! .
 أعلم أن خداع النفس راحة نفسية لكن أن يصبح شرع فهذا والعياذ بالله يماثل من أتخذ ما ألف عليه آباؤه في زمن تغير الحال كما تغير حال قريش بعد مجيء الإسلام وقلب مفاهيم المجتمع كلها لعدم صلاحها على مراد الله وشرعه . ليراجع رافضي الفدرالية كنظام ما كان عليه الإسلام عندما تم نشره خارج مكة ، فقد نشأت الإمارات واحتفظ الشعب بهويته وثقافته وبقي مرتبط بالخليفة عبر أمراءه وعماله ، وهذه دول الأمارات اليوم مرتبطة ببعضها ، وإن كان الرفض أن العراق موحد وسيتقسم المقسم فهو ليس موحد وما قامت به الحكومة من تسهيل لخطة تشييع بغداد وتهجير أهلها دليل على تقسيم المناطق وإزاحة أهل السنة والتركمان والعرب من مناطقهم من شمال العراق إلى جنوبه ، فلم لم يسهلوا لهم العودة إلى بيوتهم ولم يسرقون أراضي أهل سامراء حول الضريحين بالترغيب والترهيب ؟   
إن تكميم الأفواه في ظل الديمقراطية وعهد الحرية دليل على خداع الشعب وكذب الساسة ، فعلام ينبري كبار القوم ليؤازروا الكذبة ؟ وأين وحدة العراق وهو يشهد منذ ثمان سنوات تطبيقات تجزأته بمطالبات الأكراد ؟ ما سبب اهتمام الهيئة والشيخ زيدان برفض الفدرالية بهذا الكم من المقالات عندما طالب بها أهل السنة وأهمل الفتوى ومخاطبة المحافظات الشمالية والجنوبية ؟ أليست سن سنة ويتحمل وزرها ؟ أتقوا الله وراجعوا ، فمناطقنا تستباح من الصفويين ومكاتب المتعة وتصدير المخدرات والأوبئة وصلت إلى دورنا ، ولا خير في عراق يرزح تحت الشرك وعودة المزدكية وتعليم أولادنا تاريخ يسيء لرموز الأمة ويمجد البويهية وعهد أسماعيل الصفوي . 
 ما يحدث في العراق هو ضياع القيادة فالأمر تحت تشرذم جماعات تشكلت للحكم مختلفة في جذورها وانتماءاتها ، ولهذا لا نجد من يفصل في الأزمات بحكمة دينية وسياسية لغياب مجلس شورى لفقدان المرجعيات لكل الطوائف حتى بالنسبة للمرجعية الشيعية فهم في تعدد واختلاف في المواقف ، فها هو  الحزب الإسلامي فشل في تمثيل أهل السنة واستحصال حقوقهم فكيف بقيادتهم ؟ يبقى الحكم هو السيف في العراق وهذه هي الحقيقة لتختفي أصوات الاختلاف ويتفرد الأمر للأقوى ، وهذه صورة لضياع جوهر الإسلام ونتيجته عقاب الله وغضبه ، فكيف تعتبون علينا إن أخترنا أن نخرج من دائرتهم ؟
الفدرالية حفظ للدين ومشاركة في الإدارة وليست تقسيم يا أولي الألباب ، فراجعوا مفهومها السياسي، وليس العراق بهين علينا بل يعز علينا أن تبتلعه إيران التي عندما تصفوها لا تقولون عنها دولة أحتلال بل (الدول المتدخلة بالشأن العراقي ) ! إن كانت إيران نفسها معترفة بهذا وأذرعها في كل مؤسسة، فعلام نحن نتغنى بالمشاركة والانتخابات المقبلة ونعلم جيداً أن الانتخابات مآلها التزوير وتخريب العراق مستمر والقتل قربات عندهم طالما بقوا في الحكم لأن مراجعهم مسخرة لطاعة إيران وعوامهم لا تخالف المراجع وكلامهم ككلام الله لا يـُرد . وهذه حقيقة يجب أن يواجهها الجميع حتى الشيعة .
وأخيراً ألا ببديل ؟ نعم ، التحرير ،، كيف ؟ بالتفاؤل والمثاليات والتغني بالماضي ؟ نعم ،، هذا معقول بعد شهر بعد سنة بعد ثلاث .  أما بعد عشر سنوات ولا جهة تدعم المجاهدين فضلاً عن قتلهم ! فهذا غير منطقي والواقع يقول أن الاعتقالات تطال كل شريف وتغتال كل رافض من القوات المسلحة واستبدل مكانه كل خانع ذليل ، ونعلم أن قانون الإرهاب رقم 4 تهمة نموذجية لكل عراقي رافض لعملاء أمريكا وإيران بالتلفيق والتعذيب. لم يقصر القتل على من يروم تحرير العراق بل شمل المتضاهرين والصحفيين حتى أصبح دولة رئيس الوزراء (نوري المالكي) يتباهى بالعدل في هذه المسألة ! أما أن تشعر أمريكا بتأنيب الضمير وتدعوها صفتها كحامية لحقوق الإنسان وتواصل دورها كشرطي المنطقة فهذه أضحوكة أكبر من حيث الأصل والتطبيق .
 لذا فرفض الفدرالية بلا حلول بديلة واضحة المقومات ومعلومة المفردات على أرض الواقع ولها خطة متفق عليها إن لم يكن تطبيقها جاري على الأقل ، فهذا تنويم لا نرضاه . نسأل الله الرحمة ورحمة الله على الشهداء شهداء القادسية الثانية ، وعلى شهداء زمن الاحتلال الذي يعدم فيه من يقتل المحتل وتغتصب الحرة والشيخ الكبير ، وحسبنا الله ونعم الوكيل وأفوض أمرنا إلى الله إن الله بصير بالعباد .