الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

(المقاومة العراقية وشرط استعادة الحاضنة الشعبية أم الشعب وشرط استعادة إحتضان المقاومة ؟ )

(المقاومة العراقية وشرط استعادة الحاضنة الشعبية أم الشعب وشرط استعادة إحتضان المقاومة ؟ )
بقلم / آملة البغدادية


يتساءلون عن سبب تأخير الاستقلال ويتساءلون عن صمت الشعب تحت ذل العدو الحاكم ويتساءلون أين ممثلي الشعب الوطنيين ؟ أسئلة مشروعة لمن يسمع قصة العراق في ليلة قبل أن ينام ليرفس بقدمه المنضدة التي أمامه ويذهب للنوم ساخطاً لاعناً ولا عجب إن قال ( شعب هذا أم مقبرة ) . هذه لقطات من مأساة حقيقية أكبر من أن تستعرض الأمور وفق الإعلام ويلام الشعب وتوضع المقاومة على منضدة التشريح ربما وجدوا سبب موت العراق السريري . أقولها بمرارة ولا أكاد أصدق نفسي فقد حبستها منذ فترة طويلة ولا أريد إلا أن أقول العراق قوي وسينتصر بشعبه فالشعب يوماً أن أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر . لا أدعي علماً أكبر من أساتذتنا في قسم العلوم السياسية ولا حتى مساوي، وليس لدي خطط تفوق قوةً وواقعية على التي في غرفة عمليات الفصائل العراقية الباسلة ولكني سمعت أحاديثاً غريبة وقرأت تحليلات ظننتها من غير عراقيين وهم قد عاشوا أزمات الثمانينات وجرم التسعينات وبداية الخراب التي وصفوها بعملية الأرض المحروقة بداية هذا القرن عند غزو أرض الحضارات فلا بد من أن أقول مهلاً  يا أقلام فأحياناً يصبح القلم قاطعاً أحد ّمن السيف ويصبح مداده سماً أقوى من سم أخطر الزواحف، ولا نحس إلا وقلوبنا كأنها تتوقف عن الخفقان وتتجمد عيوننا على أسطر كطريق ضيق مغبر حفرته أجسادنا التي تسحب بقسوة فتغير مواقعنا رغماً عنـّا ليلقى بنا إلى مصير الموت شنقاً بالقلم شعب ومقاومة .

السؤال المحير : لماذا استمر احتلال العراق وله ما له من خبرة رجال وأسلحة وصمود ؟ وهو مكتسب من أكبر شيخ إلى أصغر طفل وله حصة كبرى فقد ذاق حرمان أبسط حقوقه وهي أن يولد في غرفة نظيفة في مستشفى كامل المستلزمات إلى ما يليه من سلسلة مفقودات بيت مستقر أمناً وغير محروم الأب وهو في صغره ينتظر أن يعلمه كيف يسوق دراجته الجديدة ، هذه أبسط مثال لبداية معاناة أبدية إلى يوم أجله المسمى فعليه أن يكون متعلم وواعي لما يحاك له من مؤامرات وعليه أن يكون مجاهد مستعد للنفير في أي وقت ما دام عراقياً وهذا ما كان عليه أغلب الشعب لا بكليته . أن حقيقة قدرة العراقي على التحمل لا مبالغة فيها إذن أين الاستقلال ؟ ومن يستمع إلى حياة أي أمرأة عراقية عاصرت العقود الثلاثة الماضية لا يصدق مدى تأقلمها مع الصعوبات حتى تكاد لا تعرف فيه معنى حفلات الأزياء لولا مشاهدها في التلفاز ، ولكن هل هذه هي طموح المرأة العراقية وأمنياتها ؟ أبتسم وأنا أكتب هذا لأني أعلم أن المرأة العراقية لم يقدر لها أن تكون كباقي النساء فهي الحاضنة لرجال المقاومة ورجال الدعوة ويجب أن يكون الوعاء مناسباً للمادة التي فيه ونحن وعينا هذا ورضينا به وعلمنا أننا سنسمع الشيء الكثير فما يجري في العراق ، ونعلم أن الكثير لن يستوعبوا هذه الحياة كأنه فلم عن مجتمع الطوارق الجاف البيئة يعرض في صالات عرض الأفلام في باريس أو نيويورك فيبدو أنه مختلق من نسج الخيال فقد أردت أن أوصل فكرة عن طبيعة حياة العراقيين التي أجد أصدق صورة لها هو الرفق بين من خرج من المعتقلات العراقية وبين من عاد إلى وطنه بعد أن كان جندياً في العراق فالأول هو عراقي تحمل أنواع العذاب الذي لا يخطر على بال وأهانات يخجل من ذكرها لأقرب المقربين له ومع هذا أعلم منهم من عاد إلى الدراسة ولا يكاد يستبين من بين جموع الطلبة في الكلية لعدم الفرق بينه وبينهم فهو يضحك لطرفة وينصت لهموم صديقه ويتحضر لإمتحان في فصله ، والصورة الأخرى لجندي أمريكي أو بريطاني عاش في قصور رئاسية ومباني خصصت لرفاهيته وتكفلوا بغذاءه ونومه وصحته وله اتصال بعائلته ومع هذا عند عودته إلى وطنه بعد أن ارتكب هو جرائم عديدة بأسم الديمقراطية المزيفة نراه طريح مقعد الطبيب النفسي لا يستطيع النوم ولا يستطيع التأقلم مع عائلته ولا يكادون يتعرفون عليه وهذا هو التعريف للتحمل الذي اكتسبه العراقي . وعذراً فقد أطلت الوصف وعلي العودة إلى الموضوع وهو عن المقاومة العراقية التي لم تستطع إلى الآن أن تحقق الاستقلال ونرى الكثير من الكتاب والعلماء على مختلف الاختصاصات يصفوها برايات عمية وغير مشروعة وأخرى تصفها بالأرهاب وأخرى بالخيانة لتفضيلها التقارب مع الحكومة لنيل حصة من السيادة السياسية ولا يعلمون طبيعة الشعب العراقي ولا حقيقة المخططات التي صنعت منه هذا الشعب المتفرد وقدً قرأت مقال للدكتور الفاضل ( خالد المعيني ) المتخصص في الفلسفة السياسية الذي نفخر بأنه نموذج لعقل عراقي وصل إلى التميز رغم أنف من أراد للعراق أن يخلو من العقول، في مقالته وهو يحلل سبب الفشل بفقد الحاضنة الشعبية ويتطرق إلى التجربة الفيتنامية ليطالب بتطبيقها كنموذج ، والحقيقة لم أجد أي تشابه بيننا سوى أن الاحتلال واقع للبلدين فالشعب يختلف والحكومة التي كانت تسود وقت الاحتلال تختلف وحتى وسائل الاحتلال وتحضيراته المسبقة للحرب تختلف فكيف يكون ناتج التطبيق بعد التخطيط على الأرض المغايرة ؟ هذا كمن جلبوا له ملابس على غير مقاسه ولو كان لائقاً لحفظ كرامته .
أنقل النص من مقالة الدكتور مع تقديري :

يتحدث أحد قادة مقاومة الشعب الفيتنامي بهذا الخصوص فيذكر بأنه ( جاءت بعض السنين لم يكن مرحب بنا قط في الوسط الشعبي ، فكثرة الجواسيس ، وعدم وجود خط سياسي واضح لمطالبنا كان يحرجنا كثيرا ويحد من أي تجاوب شعبي معنا ) ، ثم يردف في مكان آخر إنه ( في عام 1959 منعت الحكومة الموالية للاحتلال الأمريكي في فيتنام ، المقاومة الوطنية الفيتنامية من أي اتصال بالشعب من خلال إصدار قانون ملصقا في كل مكان ومكتوب بأحرف كبيرة ، وكل من يشتبه بميله إلى المقاومة أو يعارض الحكومة كان يسجن ، فهذا القانون يهدد بالموت أو الحبس طوال العمر كل من يعارض الحكومة طبقا للمادة ( 10 / 59 ) **2 منه ، وكان القمع يدار في درجاته القصوى بواسطة التنظيمات السرية والبوليس السري ، أما على المستوى الاجتماعي ، كانت خلايا التجسس بمعدل خلية لكل خمس أو ست عائلات مع وجود مسؤول يسجل تحركاتهم وخطواتهم وزياراتهم  وأحاديثهم .
لنرى العراق مقارنة بما حدث في فيتنام ؛ الاحتلال : أحتلالين أمريكي وإيراني مسبق بدراسات عدلت أسباب فشلها في الثمانينات وفي حرب الخليج التي منيت بخسائر عندما أصبح القتال ميدانياً لا من الجو وعبر البحر .

الحكومة : بدل أن تصبح منفذة لاوامر الاحتلال أصبحت مخططة في ثلاث جهات موافقة لأهداف أمريكا والثانية لإيران والأخيرة لأوامر حزبية شيعية تتعرض لتوبيخ من إيران وتقليم أظافر سرعان ما ينمو لها آخر كما يحدث للتيار الصدري وجميعها تعمل بتوافق تام في النهاية لكسر المقاومة وشل حركتها بإيجاد جيش يفوق تسلحاً من المقاومة وأكثر عدداً منهم بل تعدى الأمر إلى أن تحاول الحكومة واحزابها التي لا تعرف معنى الجهاد أن استخدموا إعلامهم بسلب جهد المقاومة ونسبتها إليهم وأفخر ما عملوا هو الدفاع عن قائدهم مقتدى الصدر وكنوز الأضرحة وبدلوا العنوان إلى مقاومة شريفة ! أن ما يجري في العراق فريدٌ في طبيعته فالحرب على المقاومة أصبحت علنية بآليات تسير في الأحياء بمشروعية القانون الجديد الذي ولدته أيادي يهودية سمي بالدستور الذي يحارب الأرهاب ولا يضع له وصف محدد بل هو واسع الوصف على كل من يعارض الاحتلال مهما كان دينه أو عمره أو جنسه . أن هذه الحكومة مختلفة كثيرا ًعما هي في فيتنام وفي أي دولة أحتلت من قبل فلها مفاهيم عقائدية متطرفة فاسدة تهمش الغير من الدخول في القرار حتى ولو كانوا متوافقين معهم في مولاة الاحتلال ما داموا مخالفين في العقيدة . هذه الحكومة تفتخر بالجاسوسية وتعمل خلاياها بلا سرية بل بمكاتب معروفة منتشرة في كل منطقة بلافتات دينية كدليل على نصرة في غير وقتها وغير موضعها وبدافع الحقد القديم المتأصل منذ النشأة الأولى كانت مغلفة بتقية ونفاق لعهود جعلت جهدها وطاقاتها في هؤلاء المجرمين لتنفيذ غاياتهم التي تحتاج إلى عديمي النزاهة والشرف في تطبيقها ونرى من تطبيقاتها كل يوم مثال ، فماذا يمكن أن تفعل نفوس مريضة بهذا الشكل حين تعتلي السلطة ؟ من حصيلة تربية نفسية سادية أن ولدت دهاء في الإجرام الوحشي كما حصل في مؤامرة تفجير المرقدين في سامراء والذي نفذته القوات الحكومية مع قوات الاحتلال واتهمت به أهل السنة من أول لحظة فكان تهديم الجوامع أول مهماتها كرد فعل عفوي كما زعموا وأكثر من مليون شهيد بأيدي مليشيات تطوعت رجال وأعانتهم نساءهم وهذه فتنة كبرى وصدمة تجمدت الأفكار إزاءها أعادت عصر هولاكو بأبشع منه وأطول للخراب .

الشعب : خليط من مفاهيم وعقائد يختلف فيها مفهوم المقاومة ومفهوم العدو فمفهوم الشيعة الإمامية للعدو هو كل مخالف لهم في العقيدة وهم أهل السنة فباتت مقاومته أولى وطبيعة الجهاد للمحتل معطلة بأمر المرجعية حتى ظهور مهديهم القائم ولهذا أستدارات فوهات الأسلحة إلى الجيران وإلى رفقاء العمل بل انتشروا كاسراب تنعق تتجول بحرية وحماية الحكومة وبسياراتها تستهدف القوي والضعيف والعالم والجاهل والأخطر هو استهداف كل عضو في الجيش السابق من هؤلاء ولم يكتفوا بلجنة تخصصت قانونيا بالقتل باسم اجتثاث البعث الحزب الذي تقرر أن يمنع لا فكر بل أفراد حتى ولو على الشبهة فكانت خسارة كبيرة للآلاف العناصر التي كان يمكن أن تكون جيش يطرد الاحتلال الفارسي قبل الأمريكي . لا نتحدث عن زمر بعدد قليل بل هي في الواقع آلاف من الشيعة الإمامية تقودها رجال من الحوزة ومن قادة الأحزاب تحينت هذه الفرصة منذ زمن طويل لتنفيذ ما تم من جرائم خطف وتعذيب ولا تزال إلى يومنا هذا ولم نجد أحد من العامة كون فصيل معادي لوقف جرائمهم وإحباط مخططاتهم التي يجاهرون بها في اجتماعاتهم . إذن الشعب تقلص عدد أفراده الصالحين للمقاومة واستهدف القسم الصالح منه فأي دولة لها هذا النظير ؟ ولا ننسى حملات النهب المنظم لأدوات المقاومة منذ أول يوم للغزو كما وأذكر جيداً في أول أيام تلت وقف إطلاق النار سيطرت الحوزة على مخازن التموين الخاصة بالبطاقة التموينية بطريقة سريعة واضحة على سبق التخطيط ومع امتلاك الشيعة تخصص في المهن الخدمية لعدم حرصهم على العلم ونيل الشهادات جعلت كل وسائل الحياة مستحيلة لأنها بيد موصلي الخدمات اليومية التي وضعت تنفيذ خدماتها طبقاً للطائفية المقيتة وهذا ما يعلمه الجميع . من الطبيعي أن هذه المقاومة التي تنشأ من الشعب والتي تبقى ملازمة داخل الأحياء السكنية بلا رعاية من مؤسسة حكومية توفر مقومات المجهود الحربي بكافة أشكاله حتى لو كانت بصفة سرية تبقى محجمة في التحرك والتأثير ويبقى عملها الكر والفر وحرب الشوارع المحفوف بالمخاطر لأنه محاط بمن يريد اغتياله من كل الجهات مستهدفاً لعائلته لمجرد تبعيته لطائفة مختلفة لا غير ، ولا أنكر أن لا بد من أن يكون هناك أفراد منهم اشتركوا في فصائل المقاومة وهم ندرة والله أعلم .

المقاومة : تشكلت عدة فصائل منذ اللحظة الأولى للعدوان على العراق بشكل عفوي بدافع الغيرة وروح الجهاد ثم  اتصال وتنظيم بعد توفر وسائلها وكنا نستمع لبياناتهم ونداءاتهم من قناة تابعة للأستاذ مشعان الجبوري قبل أن تغلق وكذلك من قناة الرافدين الفضائية وكنا نحمد الله على إذاعة أم القرى التي أغلقها الشيخ عبد الغفور السامرائي وأدمى قلبنا لفراقها ولم يندمل إلا أن تعاد لنا ولن نغفر له هذا ولكن بقيت مواقعهم الألكترونية تبث انتصاراتهم بأفلام مصورة وأصدارات رائعة لحقيقة رجال المقاومة العراقية وهم من أهل السنة الغالبية وإن وجد من بينهم أفراد من الشيعة . هذه الفصائل تجمع قسم منها في مجلس واحد وفضل البعض الآخر على العمل بقيادات مختلفة إلا أن الهدف واحد والساحة واحدة ومع اختلاف مواقفهم من الاشتراك في الحكومة وفي أمور أخرى فلا نرى هناك قاسم مشترك بينها وبين المقاومة في فيتنام التي لم يحرمها أفراد من الشعب الفيتنامي بسبب ديني وليس لها حرمة الموالاة لأعداء الله كما في الشريعة الإسلامية وهذا سبب رئيس لعدم توحد الفصائل في العراق كما فهمت وربما قصر فهمي والله أعلم لذلك فليس كل الفصائل تسمح بالاشتراك في العملية السياسية من هذا الباب فمنهم من يرى أن الموالاة تنطبق بشكل واسع حتى لمن ليسوا في مراكز القيادة ولا البرلمان ومنهم من خالفهم في ذلك . نعلم أيضاً أن المقاومة والمجاهدين على نوعين عراقيون وغير عراقيون والقاعدة بدأت بعملياتها في العراق وافرادها من العرب وغير العرب بقيادة الزرقاوي ثم من بعده أبو عمر البغدادي رحمهما الله وحتى هاذان القائدان بينهما اختلاف في الآراء والنهج فلا يجوز الجمع بين كل هذه القوى في المقاومة في القول ( أنهم خسروا الحاضنة الشعبية) لأننا نعلم أن من ساند أعضاء القاعدة من الشعب هم أهالي الأنبار البواسل أول الاحتلال ثم نبذوهم لتطرفهم في القتل في مناطقهم التي آوتهم بدل أن يكسبوهم كما أن طمعهم في إنشاء دولة إسلامية رأوا من العراق مساحة واسعة وخيرات وفساد الحكومة عقائدياً صالحة لهم كان له الأثر الكبير في امتعاض الشعب وخيبة أمل وكان الأصح أن تكون دولة العراق الإسلامية بدعوة من العراقيين لا من غيرهم نسأل الله لهم الهدى فهذه المنهجية قد أضرت بالمقاومة ككل لأن الشعب العراقي وأخص أهل السنة وجدوا من الصعوبة أن يثقوا بمقاومة غريبة متطرفة وهذا هو النوع الذي ذكره الدكتور الفاضل خالد المعيني وكنت أتمنى أن يحددهم فالقاريء يتأثر بما يُكتب خاصة من قبل رجال العلم . أن الفصائل العراقية التي تكونت من أفراد الجيش ومن غيرهم ومن الطلبة كفرض عين لا أمل في قطع مساحة من العراق كإمارة ودولة مستقبلية فالعراقيون الشرفاء لا يرضون بالتقسيم حتى ولو كان الحل الوحيد لأنه بداية لزوالهم لا محالة بسبب هذا التحجيم . أحيي فصائلنا المجاهدة بكل مسمياتهم المعروفة في الساحة فهم لهم احترامهم من قبل الشعب بل الحق يقال أن الشعب هو الذي قصر وما زال يقصر في مساندتهم مادياً ومعنوياً فمواقعهم مهجورة كظاهرة يؤاخذ عليها كل مسلم لا كل عراقي فقط ولا يكفي عذرنا بالتعب لطول المعاناة فشتان بين تعب المجاهد وبين غيره ، وأذكر أيضاً من مظاهر التخلي المخجل أن أهل السنة قد منيوا باعتقال شبابها لسنوات طويلة بل حتى عجائزها ولم نجد منظمات دولية ولا عراقية أو قانونية عملت على الإفراج عنهم خاصة مع اعتراف الإعلام بعدم وجود تُهم لاعتقال الكثير منهم والأخجل من ذلك وجود آلاف النساء ومئات الأطفال الذين لهم جرم واحد هو أنهم من أهالي المجاهدين فأي عار هذا أن نصمت وأي غفلة هذه أن لم نساندهم ! الكل بات يعلم أن اعتقال الالاف هي لأسباب طائفية مقيتة بسبب عقائد الحكومة الصفوية الفاسدة كما تقدم ونعلم أساليب التعذيب الوحشية حتى أني سمعت من أحد الجيران وهو يقول خشية على شبابه من الاعتقال بدون سبب لأنه في منطقة سنية تشهد حصار من وقت لآخر ( أتمنى لو يعتقلهم الأمريكان على أن يعتقلهم الحرس الوثني ) فلكم أن تتصوروا مصير من سلمتهم قوات الاحتلال من سجونها إلى سجون المالكي والجعفري ورأينا فضيحة السجون السرية قبل أيام فلله درهم رجال المقاومة من رجال، فكيف لوضع غاية في الصعوبة لهؤلاء المجاهدين نطلب منهم أن تستخدم مفاتيح الحاضنة المتقدم ذكرها في مقال الدكتور الفاضل المعيني والتي تعتبر بعضها وصف دقيق لحكومة مؤسساتية لا لمجموعة أفراد تعمل عمل وزارات تنهض بمجتمع وتديم ديمومة حياته ثقافياً وصحياً وغيرها ؟ من أين لهم المال وأكبر قوة في العالم تسخر جميع أمكاناتها ونفوذها في تجفيف منابع التمويل ؟ لقد قرأنا خبر اتهام الشيخ مثنى حارث الضاري حفظه الله بالأرهاب وكيف تم تجميد أمواله في البنوك وهذا مثال واحد على الحصار الذي يواجهه المجاهد العراقي، وكيف نطالبهم بأن يعينوا عوائل الشهداء والإسلام يأمر بأن يعين الشعب عوائل شهداء المقاومة لا بالعكس؟ ! ليتأكد الجميع أننا سنحاسب على هذا واأسف لإن الكثير منا لا يدري كيف يوصل المساعدات لهم لأن الفصائل تعمل بسرية كبيرة لعلمها باختراق جميع المناطق من قبل الموالين للاحتلال بصورة مباشرة أو غير مباشرة وتكبدوا خسائر فادحة ومن هؤلاء الصحوات ، كما وذكر الدكتور في مقاله ( كذلك نجد في التجربة الفيتنامية ، حرص شديد من قيادتها على تفادى السماح أو التساهل في معاقبة المخالفين بما في ذلك الرافضين لنهج المقاومة ، بل حتى الجواسيس إلا في الحالات القصوى وفي أضيق الحدود ووفق ضوابط معقدة ، فقد تعاقب جاسوسا لإخافة وتحييد مئة جاسوس ، وكانت لا تبالغ في العقوبات وتعتبر دماء الناس خطا أحمرا, فالأصل هو كسب ود الناس وقلوبهم من خلال التضحية في سبيلهم وخدمتهم والتسامح معهم ) ، هذه الفقرة وجدت فيها تناقض ثم أني قرأت في المواقع الجهادية بيانات مثبتة على الصفحة الأولى تؤكد أن سياستها لا تسمح لها المساس بالشعب العراقي وهي أحدى صفاتهم المنطلقة من كونهم إسلاميين متمسكين بشرع الله وحرماته ونشكر لهم ذلك ونعلم بأنهم يطبقون شرع الله وعندنا حسن ظن بهم ونحسبهم على خير الله حسيبهم .
ولذا فالجملة (لان شعبا يرفض مقاومته يعني أن هناك خللا في هذه المقاومة وليست في الشعب ) هي جملة غريبة فلم أسمع أن الشعب يرفض فصائل المقاومة والأصح أن الشعب خسر ثقة الفصائل لأنه فشل في احتضان المقاومة وعلينا أن نجد طريقة لاستسماحهم واحتضانهم بشكل يتناسب مع شدة معاناتهم بل علينا أيضاً أن نجعل كلمة الجهاد دعاء يومي كأضعف الإيمان ولا يجوز أن نمحي هذا اللفظ من حياتنا كما حذفته الحكومة العميلة من مناهج التدريس فالجنة أعظم مفاتيحها هو الجهاد ولا إسلام ولا إيمان بدونه وسينصر الله من ينصره والله المستعان . . 

مقالتي هذه كتبتها بدافع الواجب والديَن الذي أحسه تجاه رجال المقاومة العراقية ــ ولا يدخل ضمنها المقاومة المكذوبة لمقتدى الصدر ومن هم على شاكلته ــ لا الغرض منها تجريح لعلم رجل عالم كالدكتور المعيني وشخصه فأين أنا وعلمه ؟ ف

عذراً له وللمقاومة، أقول بمرارة لو بقيت المقاومة غريبة في إرضها كما نرى اليوم من محاربة من قبل الحكومة ومن العرب ومن العالم بأجمعه فسنشهد خسائر لأفضل الرجال هم أسياد العراق ويخسر الجميع حماية المنطقة من المد الشعوبي الصفوي والأعلم بحقيقته وأقول للشعب العراقي الذي ترك الجهاد بحجة القائم ووالى إيران وعملاءها ومن يرى نفسه مؤمناً :   
( يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ ٱلْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ 
قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ) آل عمران الآية 118
 
كتبت في / 7/12/2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق