الخميس، 4 يوليو 2019

كيف صنع الكليني والطوسي توقيع المهدي وسفراءه أمثال حسين بن روح النوبختي



بقلم / آملة البغدادية
خاص / منتديات أهل السنة في العراق

من أهم وأغرب ما حوت كتب الشيعة هو (تواقيع المهدي) الغائب عندهم المستتر منذ 1200 عام، والتي تناقلت تواقيعه المزعزمة تلك سفراءه الأربعة بإسهاب ضمن كتاب الغيبة لعالمهم الطوسي (ت 460 هـ) مثال، وهو مدار البحث . إن أول من ذكر النيابة ونيابة السفير الثاني هو الكليني في كتابه الكافي برواية ساقطة السند، وهو من عاصر النواب الأربع في عصر الغيبة الصغرى، دون أن يأتي برواية واحدة عنهم، أو عن من لقيهم، والغريب أن عالمهم الصدوق الأول الذي عاصر الإمام الحسن العسكري رضي الله عنه كتب إليه وصية قبل موته لم يذكر فيها شيء عن سفيره الأول المزعوم حينما ذكر (والتفقه في الدين، والتثبت في الأمور)، والرواية في كتاب الصدوق كمال النعمة . من مهازل ما حواه كتاب الغيبة قول محمد بن عثمان العمري - السفير الثاني - وهو يتحدَّث عن لقائه مع المهدي (ع): آخر عهدي به عند بيت الله الحرام، وهو يقول: 
(اللَّهُم أنجز لي ما وعدتني)) ! سفيره لايعرف بترحاله ، والحجة صاحب الزمان بيده تصريف الكون يدعو الله أن ينجز الوعد ! هذه فضائح كذبهم على الله وعلى آل البيت ثم يدعون الدين الحق !.
 

والمثير في الأمر تشكيك الكثير من علماء الشيعة بروايات المهدي ورجعته، منهم البهبودي الذي أقرّ أنها صنعت في زمن الغيبة ، و(صُنعت) هي الصفة الأدق حيث مطابخ قم ضد الإسلام وأهل السنة.
أعلاه وثيقة من كتاب الأنوار للمجلسي بعدم معرفة الناس للمهدي الغائب لا بولادته ولا بوجوده 5 سنوات، ولا ظهر بعد وفاة أبيه الإمام العسكري .

نقلاً من موقع تابع للمرجع السيستاني تحت أسم (مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي ) موضوع بعنوان (موسوعة توقيعات الإمام المهدي (عليه السلام)) * الرابط أدناه، وهو كتاب لمحمد تقي اكبر نجاد ، ومنه ( توثيقات أبي القاسم حسين بن روح النّوبختيّ ) السفير الثالث كما تداول بين الشيعة لقرون، وفيها نصوص من كتاب الغيبة هذا للطوسي ، هذا الكتاب الذي يُعد المرجع بما يخص غيبة مهديهم وسفراءه، أستعرضه بشكل مفصل ليتبين حجم الكذب عند الطوسي أحد أكبر أعمدة دينهم .عند الاطلاع على مواقع الشيعة الألكترونية تصادفك الكثير منها تعرّف بالمهدي الغائب وبسفراءه المزعومين الذين لم يقدموا شيء للشيعة لا فتوى ولا عند الخلافات بينهم كما حصل بين الخليفة والحسين بن روح النوبختي ( ت 326 هـ) السفير الثالث، حيث سُجن أربع سنوات، والخلاف بشأن الأموال ! بينما السفراء كانت مهمتهم لأجل جمع الأموال الحرام بأسم الخمس لحين ظهور المهدي، فلا ظهرت الولاية التكوينية للمهدي ولا حلّ من أموال الخمس بما يخلّص سفيره الذي كان ينوب عنه من تهمة السرقة، وهكذا بقيت الشيعة بلا ولي أمر خمس سنوات ! ، والمضحك أن الغائب ظهر فقط ليوثق كتاب الكافي وهو أبن 5 سنوات بقوله ( كاف لشيعتنا) ! .
هنا النص الفاضح وتفصيله سيأتي لاحقاً ( غضب حامد بن العباس عليهم واصطفى أموالهم، حدث نزاع بين أبي القاسم وحامد، ووقعت بينهما أمور آلت إلى سجنه، فسُجِن من سنة 312 هـ. إلى 317 هـ. بعنوان أنّ الديوان الحكومي يطلبه مالاً جزيلاً.) .

إن هذه الواقعة تكفي لنسف خرافة السفارة وتشييع أبن روح النوبختي من حيث المنطق، والعبث أن يذكر هذا الاستشكال الطوسي نفسه في كتابه الغيبة .
يقول :
( ذكر الطبري في تاريخه كيفية اطلاق سراح ابن روح النوبختي من السجن وأسباب اعتقاله فقال: كان محبوساً بسبب مال طولب به من قبل الديوان(١٦٩)
يقول الطوسي : أقول: وهذا غير تام أيضاً؛ فلا يعقل من ابن روح أن يسجن خمسة أعوام في السجن لأجل هذا المال مع وجود بني نوبخت وهم أصحاب المراتب والمناصب العالية في الدولة!!؛ وما كانوا يسلمون له من الأموال من الوزراء والأمراء؛ وكان له رزقاً من بيت المال.. إلخ(١٧٠). ومع أنه كان لا يفعل إلا الصواب بأمر الإمام المهدي (عليه السلام) فكيف يسمح الإمام له بأن يقترض أموالاً من الدولة بحيث يبقى عاجزاً عن تسديدها!! ويبقى بعيداً عن المهمة التي اختير ابن روح لها في أمر السفارة!!. ) 

أقول ومن فمك ندينك أبطلت ما لا يعقله المنطق، الذي لا يعقل أن تُصنع الخرافة ولوازمها ثم يُستغرب نقض الواقع لها ، فما بال الشيعة لا يفقهون ؟

هذه فضائح كذبتهم الكبيرة وما وجدنا منهم رجل رشيد يعترض على أسطورة الغائب .

مصدر كتاب الغيبة للطوسي من أين ؟

هذا ما يفترض أن تفكر فيه الشيعة حول كتبهم التي تنقل أخبار السفراء سواء كانوا مدعين من أولهم وآخرهم أو منحولين من قبل متقدميهم الكليني والطوسي وغيرهم.
أدناه من مواقعهم التي توثق أن عقائد الشيعة مأخوذة من كتاب سليم بن قيس الموضوع بشهادة علماء الشيعة، فإن كان الأساس متهافتاُ باطلاً فكل ما يبنى عليه فهو باطل .
إن مصدر كتاب الغيبة هو مسودات ! أبن نوح السيرافي.
مؤلفاته: لأحمد بن نوح السيرافي مؤلفات كثيرة، أشهرها:
1 ـ أخبار الوكلاء الأربعة ( أو: أخبار الأبواب ). وقد اعتمد الشيخ الطوسي في كتابه؛ الغَيبة على هذا الكتاب كثيراً. وهو من المصادر القليلة التي تقدّم معلومات قيّمة حول عصر الغَيبة الصغرى، والنُّوّاب الأربعة، وكذلك حول الذين كانوا يَرَون أنهم أبواب للإمام الغائب عليه السّلام. واعتمد ابن نوح في هذا الكتاب ـ اكثر ما اعتمد ـ روايات ابن برنيّة هبة الله بن أحمد الكاتب الذي كان من شيوخه.
 وقد ذكر الطوسي في كتابه؛ الفهرست أن آثار أحمد بن نوح كانت على شكل مسوَّدات، فلم يَبقَ منها شيء.. ومع هذا فانّ الطوسي قد انتفع في « الغَيبة » من روايات ابن نوح.

أما أبن برنية فقد كان يتعاطى الكلام ويحضر مجلس أبي الحسين بن الشبيه العلوي الزيدي المذهب، فعمل له كتابا، وذكر أن الأئمة ثلاثة عشر مع زيد بن علي بن الحسين، واحتج بحديث في كتاب سليم بن قيس الهلالي أن الأئمة اثنا عشر من ولد أمير المؤمنين(عليه السلام) . أ هــ


عقيدة الحسين بن روح النوبختي/

في كتاب لسان الميزان لأبن حجر العسقلاني ترجمته : 

[1177] "ز- الحسين" بن روح بن بحر أبو القاسم أحد رؤساء الشيعة في خلافة المقتدر وله وقائع في ذلك مع الوزراء ثم قبض عليه وسجن في المطمورة وكان السبب في ذلك ومات سنة ست واثنتين وثلاث مائة وقد افتري له الشيعة الامامية حكايات وزعموا أن له كرامات ومكاشفات وزعموا أنه كان في زمانه الباب الى المنتظر وأنه كان كثير الجلالة في بغداد والعلم عند الله .

ومن كتاب أعيان الشيعة لمحسن الأمين :

ونسبته إلى الشيعة انها افترت له حكايات: من باب المرء عدو ما جهل فهؤلاء كلما رأوا شيئا لم تألفه نفوسهم نسبوه إلى الافتراء ولا عجب فالأمم السالفة كانت كذلك كما حكاه الله تعالى عنها في الكتاب العزيز.

يقول الطوسي في كتابه نقلاً من مركز الدراسات المهدوية :
أما مذهب آل نوبخت وابنه الفضل فهو مذهب السنة؛ وأما أولاد وأحفاد الفضل فقد اشتهروا بالتشيع وولاية علي (عليه السلام) وولده في الظاهر(٣٩)
ولا يوجد أي ترديد في لقب الحسين بن روح بأنه النوبختي؛ لأنه كان مخلطاً لآل نوبخت أمثال: أبي سهل اسماعيل بن علي، وأبي عبد الله الحسين بن علي وزير ابن رائق، وأحمد بن ابراهيم الذي كان صهراً للشيخ أبي جعفر العمري على ابنته أم كلثوم الكبيرة رحمهما الله؛ وكان كثيراً ما يقول أصحابنا في المكاتبات التي خرجت جواباتها على يد الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح إنها بخط أحمد بن إبراهيم بن نوبخت وإملاء الشيخ أبي القاسم الروحي(٤٨)، وكان ابن روح قد دفن في مقابر النوبختيين كما سيأتي؛ فإن كل تلك الشواهد تكفي في صحة انتسابه لآل نوبخت. نعم ذكر الحافظ شمس الدين الذهبي نقلا عن يحيى بن طي المتوفى عام ٦٣٠هـ أنه قال،،، قال : كتب أبو عبد الله البلخي إليّ يذكر عن الحسين بن روح القميّ؛ أن أحمد بن إسحاق كتب إليه ليستأذنه في الحج فمات بحلوان (٥١)، ويؤيد نسبته تلك معرفته اللسان الآبي القميّ(٥٢)؛ وأنه لم يذكر اسمه في الشجرة النوبختية(٥٣)؛ ولعله والله والعالم - انتسب لآل نوبخت من أمه مثل أبي محمد الحسن بن موسى ابن أخت أبي سهل إسماعيل بن علي النوبختي؛ لأن آل نوبخت كانوا كلهم من أهل بغداد، وإن كان أصلهم من الفرس كما تقدم. أ هـ

هل هو حقيقة أم زوّر الطوسي سيرة حياة الحسن النوبختي الفقيه السني بعد 100 عام من أجل إثبات المهدي الغائب ثم التشيع الأثني عشري البدعي؟


مناظرة فصل فيها أبو القاسم بن روح :

يقول الطوسي: حضر ابن روح النوبختي مجلس مناظرة في دار ابن اليسار وقد تناظر اثنان، فزعم واحد أن أبا بكر أفضل الناس بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ثم عمر ثم علي، وقال الآخر: بل علي أفضل من عمر، فزاد الكلام بينهما، فقال أبو القاسم: الذي اجتمعت الصحابة عليه هو تقديم الصديق ثم بعده الفاروق ثم عثمان (ذو النورين) ثم علي الوصي، وأصحاب الحديث على ذلك وهو الصحيح عندنا؛ فبقي من حضر المجلس متعجباً من هذا القول؛ وكان العامة يرفعونه على رؤوسهم وكثر الدعاء له، والطعن على من يرميه بالرفض. قال أبو عبد الله بن غالب حمو أبي الحسن بن الطيب - راوي هذا الحديث - فوقع علي الضحك، فلم أزل أتصبر وأمنع نفسي، وأدس كمي في فمي، فخشيت أن أفتضح فوثبت عن المجلس ونظر إليّ ففطن بي، فلما حصلت في منزلي؛ فإذا بالباب يطرق، فخرجت مبادراً فإذا بأبي القاسم الحسين بن روح (رضي الله عنه) راكباً على بغلته قد وافاني من المجلس قبل مضيه إلى داره، فقال لي: يا أبا عبد الله - أيدك الله - لم ضحكت؟ فأردت أن تهتف بي كأن الذي قلته ليس بحق!! فقلت: كذاك هو عندي فقال لي: اتقِ الله أيّها الشيخ، فإني لا أجعلك في حلّ، تستعظم هذا القول مني؟! فقلت: يا سيدي، رجل يرى بأنه صاحب الإمام ودليله يقول ذلك القول!!لا تعجب منه!! ويضحك من قوله هذا!! فقال لي: وحياتك لئن عدت لأهجرنك؛ وودعني وأنصرف (٦٧). أهـ


ما ورد أعلاه يدل على استنكار الحسين النوبختي لأمر سفارته، فأي توثيق يقصد من هذه القصة ومضمونها يناقض دعواه؟ كان الأولى أن ينصحه أو ينهره فقط في الوقت الذي ليس معهما ثالث بدل أن يهجره، وهو الوضع الطبيعي لمصلحة ستر الغائب وستر سفيره صاحب التقية كما زعموا .

يقول الطوسي في كتابه :
وكان ابن روح أعقل الناس عند المخالف والمؤالف(٥٧)، وصارت العامة تعظمه(٥٨)؛ وترفعه على رؤوسها ويكثر الدعاء له، والطعن على من يرميه بالرفض(٥٩)!!.
وروى الطوسي ما يؤكد هذه الحقيقة عدة روايات منها: ما رواه بإسناده عن أبي أحمد درانويه الأبرص الذي كانت داره في درب القراطيس قال: كنت أنا وأخوتي ندخل على أبي القاسم الحسين بن روح (رضي الله عنه) نعامله، قال: وكانوا باعة ونحن مثلاً عشرة، تسعة نلعنه وواحد واقف(٦٣) - وكان يصل إليه من الوزراء والرؤساء من الشيعة مثل آل الفرات وغيرهم لجاهه وموضعه وجلالة محلّه عندهم(٦٤) 
- وقد كان ابن روح عارفاً بالمذاهب والفِرق الإسلامية الأخرى؛ قال أبو أحمد درانويه الأبرص: إنه كان يجارينا في الصحابة، ما رويناه وما لم نروه فنكتبه لحسنه عنه (رضي الله عنه)(٦٥)، وكان قد استعمل التقية في سفارته مع غيره من المذاهب؛ فقد روى الطوسي بإسناده عن أبي الحسن بن كبرياء النوبختي قال: بلغ الشيخ أبا القاسم - النوبختي - أن بواباً كان له على الباب الأول قد لعن معاوية وشتمه، فأمر ابن روح بطرده وصرفه عن خدمته، فبقي أياماً طويلة يسأله في أمره، فلا والله ما رده إلى خدمته - وأخذه بعض الأهل فشغله معه كل ذلك للتقية(٦٦). أهــ

التقية !!! الشماعة المعروفة .
ما الداعي لها وأبن روح النوبختي مرافق الوزير أبن رائق ووجيهاً في البلاط العباسي ؟ ومتى كان التشيع آنذاك مطارد مرفوض قانوناً بحد السيف وكتب التاريخ نقلت نفوذ الخوارج من أهل قارس في البلاط العباسي ، بل وتملكهم الإمارات ؟


طالعت بحث بعنوان (وقفة مع السفير الثالث الحسين بن روح النوبختي وترضيه على الخلفاء الراشدين) ، والذي لم يوافق فيه على استخدام النوبختي للتقية بنظر المفيد والطوسي، بحجة أن لعن معاوية على المنابر قد أُوقف بعد مناظرة القاضي يوسف بن يعقوب، وفيه : فالسفير الثالث الشيخ النوبختي كان يترضى على الخلفاء وكان يقديم أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ثم علي سلام الله علية , وطرد خادمه لمجر انه لعن وشتم معاوية ,يفسر لنا المحدثون ذلك بالتقية ,وأيضا من المعاصرين الذين قالوا بذلك ممن حقق في قضية المهدي السيد محمد الصدر , إلا أننا إذا اتفقنا معهم على التقية في مسالة تقديم الخلفاء الراشدين على علي عليه السلام ,سوف لن نستطيع أن نتفق معهم في قضية معاوية . ان الدولة منذ عهد المأمون العباسي قد أسست للعن معاوية فما هو المانع أو الموقف الذي جعل من السفير الثالث يقوم بطرد خادمه .. في الواقع ليس حبا بمعاوية ولا خوفا من سلطة ولكن السفير لا يريد ان يركب الموجة الطائفية التي تؤسس لها الدولة ويريد خلق مجتمع يربو على الأحقاد ويريد أن يهيئ إلى الإمام المهدي بمجتمع يرتقى فوق الاتجاهات الطائفية أي أن المجتمع ينبغي أن يترفع عن الطائفية السياسية .
قال أبونصر هبة الله بن محمد : حدثني أبو الحسن بن كبرياء  قال : بلغ الشيخ أبا القاسم رضي الله عنه أن بوابا كان له على الباب الأول قد لعن معاوية وشتمه ، فأمر بطرده وصرفه عن خدمته ، فبقي مدة طويلة يسأل في أمره
فلا والله ما رده إلى خدمته ، وأخذه بعض الأهل فشغله معه كل ذلك للتقية .) !


علماً أن قضية الولاية ولعن معاوية رضي الله عنه ذكرها الطبري الرافضي صاحب كتاب تاريخ الأمم والملوك .


هل كان أبن روح النوبختي سفيراً للغائب ؟

الرد من الطوسي في كتابه الغيبة /

وقد بدأ عمله فترة سفارة العمري وكيلا عنه (رضي الله عنه)، وهو أحد الوكلاء العشرة الذين كانت تجبى لهم الاموال إلى بغداد؛ وكان هؤلاء الوكلاء كلهم أخص من الحسين بن روح في أمر السفارة؛ حتى انه اذا كان قد احتاج إلى حاجة او إلى سبب فانه ينجزه على يد غيره، لما لم يكن له تلك الخصوصية(٨٢)، كان ابن روح بعيداً عن الاحداث، ولم تسلط عليه الاضواء بداية سفارة العمري، ولم نجد نصاً في توثيقه من الائمة السابقين (عليهم السلام)؛ ولا نعرف سر هذا الاهمال؛ وانما ذكر بانه من اصحاب الامام العسكري وكان باباً له (عليه السلام)، فكان يتلقى الاسرار منه (عليه السلام) ويوصل اخباره إلى الامة بأمره (عليه السلام)(٨٣)؛ ولا يهمنا هذا الاهمال منهم (عليهم السلام) ما دمنا نقطع بصحة سفارة العمري عن الإمام المهدي (عليه السلام) وان قوله قول الأئمة وفعله فعلهم(٨٤)، وتسالم الأمة أيضاً على صحة أقوال أبي جعفر العمري وأفعاله (رضي الله عنه)(٨٥). أ هـ

( لا نعرف سر هذا الإهمال !!! )
 أي درجة من الكذب وتزوير التاريخ وصل إليها علماء الشيعة لصنع دين لا أساس له !


إضافة لما سبق وجدتُ نص من (مسودات) أبن نوح ينقلها الطوسي بزعمه عن سفارة النوبختي فيه من الطوام الكثير مما يضفي على وكلاء المهدي الفواحش ، من شبكة الإمام الرضا حول ترجمة أبن نوح السرافي ، وفيه : 
(وروى الشيخ في كتاب الغيبة قال اخبرني ابن إبراهيم عن ابن نوح عن أبي نصر هبة الله بن محمد عن بنت أبي جعفر رض قالت: كان أبو القاسم الحسين بن روح رض وكيلا لأبي جعفر رض سنين كثيرة ينظر له في املاكه ويلقي بأسراره لرؤساء من الشيعة وكان خصيصا به حتى أنه كان يحدثه بما يجري بينه وبين جواريه لقربه منه وانسه به قالت وكان يدفع إليه في كل شهر ثلاثين دينارا رزقا له غير ما يصل إليه من الوزراء والرؤساء من الشيعة مثل آل الفرات وغيرهم لجاهه وموضعه وجلالة محله عندهم فحصل في أنفس الشيعة محصلا جليلا لمعرفتهم باختصاص أبي إياه وتوثيقه عندهم ونشر فضله ودينه وما كان يحتمله من هذا الامر فمهدت له الحال في طول حياة أبي إلى أن انتهت الوصية إليه بالنص عليه فلم يختلف في امره ولم يشك فيه أحد الا جاهل بأمر أبي أولا مع اني لست اعلم أن أحدا من الشيعة شك فيه وقد سمعت هذا من غير واحد من بني نوبخت رحمهم الله مثل أبي الحسن بن كبرياء وغيره. ) أهـ
هذا النص من كلام أمرأة (علوية) بنت وكيل الغائب ! فيه ثلاث أمور عجيبة ، أنها كانت تسترق السمع لما يفعله أبيها الوكيل بالجواري، ثم يستمع له النوبختي دون أي اعتراض! 
 والنص أيضاً يدل على أن مسألة السفراء لم تكن إلا بالتوارث كما في السفيرين العمريين ، والثالث بعد وثاقة الناس له أي لم يعتمد الغائب على علمه بالغيب بل كان متبوع لرأي العوام .
هل اكتفى الطوسي بتزوير حياة حسين بن روح النوبختي إلى هذا الحد مع الدلائل التي تثبت تهافت دعواه ؟

أزمات العصر ودور النوبختي :  

يقول الطوسي :(استغرقت معظم فترة ابن روح النوبختي بحروب القرامطة؛ حيث اتصفوا بالصرامة والشدة والاستهانة بالدماء، فبثوا الرعب وانهارت المبادئ والقيم .) أهـ

أقول :إذن لو كان شيعياً لساند القرامطة ودافع عنهم، وهم من الشيعة يرومون تحويل الحكم من العرب إلى العجم، فلماذا اكتفى الطوسي بذكر جرائم القرامطة في قتل الحجاج واقتلاع الحجر الأسود في فقرة :استنزاف الطاقة وحروب القرامطة، إلا لعدم وجود أي شيء عن هذا الإسناد للشيعة، وهو ما عليه من سند وقرب من بيت الخلافة 
أين تعليمات الغائب لسفيره والفرصة سانحة لعودة الحكم لأتباع آل البيت؟

يقول الطوسي في كتابه الغيبة : ولقد ذكر المؤرخون بأن ابن روح النوبختي كان أحد الرؤساء في خلافة المقتدر العباسي وله وقائع في ذلك مع الوزراء(١٣٨)، وكان وافر الحرمة..وجرت له خطوب مع الوزير ابن العباس(١٣٩)، واكتسب له الكثير من الانصار في البلاط العباسي(١٤٠). وحصل له عند المقتدر محل عظيم(١٤١)؛ وكذا عند الخليفة الراضي بالله(١٤٢)؛ وصار له رزقاً يدفع من خزينة الدولة يقدمه إليه الوزراء والرؤساء مثل آل الفرات وغيرهم، لجاهه وموضعه وجلالة محله عندهم(١٤٣)؛ وكثرت غاشيته حتى ركب إليه الأمراء والوزراء والمعزولون عن الوزارة والأعيان(١٤٤).. أ هـ

أقول : من كانت له هذه المكانة ولم يدافع عن الأمير إسحاق بن إسماعيل النوبختي ــ وهو الذي التقى مع المهدي الغائب كما زعم الطوسي بقوله (ذكره الصدوق في قائمة من شاهد المهدي (عليه السلام) ) ــ وذلك حين أراد القاهر بالله قتله فلأن تشيعه من اختلاق الطوسي كما أراه، والتاريخ يفضح الطوسي وأمثاله بلا ريب ولو زوروا آلاف الكتب، وما هو حقيقة فهي قصة اختلاسه لبيت المال حيث حوكم 4 سنوات .
أما ما نقل عن توثيق الذهبي فهو نقلاً عن كتب هؤلاء ، وما نجده من تباين في الحوادث دليل ، حيث ذكر الطوسي قصة مناظرة أبن سهل النوبختي مع الحلاج ، ولم يذكر مناظرة أبن روح النوبختي مع الشلغماني أو غيره . أما كتاب أبن النديم المعنون (فهرست أبن نديم) فلم يذكر أبن روح النوبختي بشيء، إنما ذكر أبو سهل النوبختي، والنص منه : 

(وكان فاضلا عالما متكلما. وله مجلس يحضره جماعة من المتكلمين. وله رأى في القائم من آل محمد (عليه السلام) لم يسبق إليه. وهو انه كان يقول: انا أقول ان الإمام محمد بن الحسن. ولكنه مات في الغيبة. وقام بالامر (4) في الغيبة ابنه. وكذلك فيما بعد من ولده إلى أن ينفذ الله حكمه في اظهاره. وكان أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن أبى العزاقر راسله، يدعوه إلى الفتنة، ويبذل له المعجز واظهار العجيب. 
وكان بمقدم رأس أبى سهل جلح يشبه القرع. فقال للرسول: انا معجز ما أدري أي شئ هو. ينبت صاحبك بمقدم رأسي الشعر حتى أؤمن به. فما عاد إليه رسول بعد هذا. ) أ هـ

والعجب أن المعممين اليوم يدلسون في شخص النائب من أبو سهل إلى أبن روح النوبختي ! وهو ما ذكره المعمم محمد رضا الشيرازي في اليوتيوب ( قصة الحلاج مع النوبختي في بغداد، مع اية الله الفقيه السيد محمد رضا الشيرازي رحمه الله ) ، وحتى وصل الأمر إلى تغيير القصة من إنبات شعر الرأس إلى صبغ اللحية .
ظلمات فوقها ظلمات ! .

مقابلات النوبختي مع الشلمغاني مدعي السفارة /
قال الطوسي في كتابه الغيبة :
وقد ورد هذا التعيين لابن روح من قبله (عليه السلام) بعد خمسة أشهر من وفاة أبي جعفر العمري (رضي الله عنه) المتوفى في جمادى الأول من نفس العام(١٠٨). فبدأ بأمر السفارة، وقام بها خير قيام، واتبع مذهب التقية في أسلوبه؛ وإظهاره مذهب أهل السنة بنحو ملفت للنظر، مما ساعده هذا المنهج كثيراً في تسهيل عمله في السفارة، ومواجهة تيار الانحراف المتمثل في السلطة والأمة، والقضاء على المدعين للسفارة كذباً ولا سيما الشلمغاني والحلاج اللذان شكلاً خطراً حقيقياً على الإسلام وقواعد الإمام المهدي (عليه السلام)، ودخل البلاط العباسي؛ واستقطب الكثير من الوزراء والأمراء، مما كان له الأثر الايجابي في تخليصه من سجن المقتدر(١٠٩)، لأجل الاتهامات التي وجهها له أعداؤه، ومنها تهمة تعاونه مع القرامطة ودعوتهم إلى احتلال بغداد(١١٠). ولم يكن ابن روح النوبختي يتصرف في أمر سفارته من قبل نفسه بل يلبي كل ما يملي عليه الإمام المهدي (عليه السلام) حيث قال: لئن أخر من السماء فتخطفني الطير أو تهوي بي الريح في مكان سحيق أحبّ إليّ من أقول في دين الله برأيي؛ ومن عند نفسي، بل ذلك من الأصل ومسموع من الحجة (١١١). أهــ

الشلمغاني وهو مدعي الألوهية والتناسخ بعد أن كان شيعياً، وقد ذكر الطوسي أن أبن روح النوبختي قد لعنه لأنه ألف روايات عن الأئمة ، والنص هو :
روى الطوسي نفسه في كتاب (الغَيْبة: 408 ـ 409)، عن الحسين بن إبراهيم، عن أحمد بن عليّ بن نوح، عن أبي نصر هبة الله بن محمد بن أحمد، عن أبي عبد الله الحسين بن أحمد الحامدي البزّاز المعروف بغلام أبي عليّ بن جعفر المعروف بابن زهومة النوبختي ـ وكان شيخاً مستوراً ـ قال: سمعتُ روح بن أبي القاسم بن روح يقول: لما عمل محمد بن عليّ الشلمغاني كتاب التكليف، قال [الشيخ] يعني أبا القاسم(رض): اطلبوه إليّ لأنظره، فجاؤوا به، فقرأه من أوّله إلى آخره، فقال: ما فيه شيءٌ إلّا وقد رُوي عن الأئمّة إلّا موضعين أو ثلاثة، فإنّه كذب عليهم في روايتها، لعنه الله. أ هـ

إذن ما الداعي لطلب ملاقاته لقراءة كتابه التكليف ثم لعنه بحجة التأليف على لسان الأئمة ؟
أليس كل ما في كتب الشيعة روايات من تأليف علماء الفرس المجوس مدعي الإسلام مثل الكليني والقمي ؟

هذه الفضيحة من فمه تدينه (وجدت بخط وجدت بخط أحمد بن إبراهيم النوبختي وإملاء أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه على ظهر كتاب فيه جوابات ومسائل أنفذت من قم يسأل عنها هل هي جوابات الفقيه عليه السلام أو جوابات محمد بن علي الشلمغاني، لأنه حكي عنه أنه قال: هذه المسائل أنا أجبت عنها، فكتب إليهم على ظهر كتابهم: وإملاء أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه على ظهر كتاب فيه جوابات ومسائل أنفذت من قم يسأل عنها هل هي جوابات الفقيه عليه السلام أو جوابات محمد بن علي الشلمغاني، لأنه حكي عنه أنه قال: هذه المسائل أنا أجبت عنها، فكتب إليهم على ظهر كتابهم)
روى الشيخ عن جماعة ! والنص من كتاب الطوسي (أخبرنا جماعة) .

هذا هو السند الذي يوثقون فيه أهم عقيدة عندهم الحجة الغائب ، والأدهى كيف عرف خط أحمد بن إبراهيم النوبختي ؟ وكيف عرف أن من أملاه هو سفير المهدي النوبختي؟
يقول الطوسي حول الإملاءات (عن أبن نوح) الذي زعم أن تواقيع المهدي وجدها في درج في قم، فلو عرفنا أن الطوسي لم يلق أبن نوح فكيف يؤخذ شيء عن الطوسي برواية منقطعة؟
في موقع إمام الرضا حول ترجمة أحمد بن نوح السِّيرافي ، فيه : ومع أن الشيخ الطوسي ينصّ على أنه لم يَرَ ابن نوح عن قرب..
إلاّ أنه يذكر عنه أنه كان، في القضايا الكلامية، صاحبَ نظر خاص.. كالقول بالرؤية. ويذهب الطوسي إلى أن أحمد بن نوح واسع الرواية في الحديث، وكان يعتقد بوثاقته. أ هـ
ثم أن الطوسي ينقل عن أبن نوح من طريق تلميذه كما نص موقع الإمام الرضا، وفيه (ومن تلاميذه والرواة عنه ـ إضافة إلى النجاشي ـ الحسين بن إبراهيم القمّي الذي يروي الشيخ الطوسي عن ابن نوح بواسطته.)
فأين في السند ــ على وضعه المكشوف ــ الحسين بن أبراهيم القمي ؟

(وقد ذكر الطوسي في كتابه؛ الفهرست أن آثار أحمد بن نوح كانت على شكل مسوَّدات، فلم يَبقَ منها شيء.. ومع هذا فانّ الطوسي قد انتفع في « الغَيبة » من روايات ابن نوح. (هكذا في ترجمة أبن نوح منقولة من موقع إمام رضا )

المعلوم أن حسين بن روح النوبختي سكن بغداد وأبن نوح تنقل بين البصرة ومصر فكيف وصل الكتاب المزعوم إلى قم ؟
سؤال لا يحتاج جواب لكل من يعلم أين مطبخ المؤامرات على الإسلام ، حيث أدعوا أن للسفراء وكلاء ، والغاية الوصول إلى ولاية الفقيه التي تسحب السلطة من يد العرب إلى الفرس الذين أدخلوا على دين الشيعة الكثير من عقائد المجوس الفاضحة !

يتابع مركز السيستاني بتعليقاته على كتاب الغيبة ، والتالي جدير بالأهتمام ، وفيه :

(لقد كانت الدولة تتوجس خفية من نشاط ابن روح؛ حتى انه جمع لنفسه انصاراً واتباعاً له في البلاط العباسي، وكان هذا يثير من تساؤلاتهم نحوه، وقد حصلت الدولة على وثائق دامغة تثبت ارتباطه بالإمام المهدي كالاعتراف الذي حصلت عليه من الشلمغاني بعد تقدميه للمحاكمة قائلاً: بأنه كان وكيلاً عن ابن روح وليس إلهاً(١٧١)، لكن الدولة لم تسأل عن معنى هذه الوكالة؟ ولم ترسل خلف ابن روح ليدلي بتوضيحاته حول هذه الوكالة؟ ولمن هي؟..) أ هـ

سبحان الله ومن فمك أدينك ! ، تكرر حبس أبن روح لعدة أسباب رواها الطوسي منها أنه تم حبسه وأُفرج عنه بعد تبرئه من الشلمغاني بكتاب للمقتدر لم يذكرها أحد غيره ، وهو ما تعجب منه مجسن الأمين في كتاب أعيان الشيعة   !


آثار السفير أبن روح النوبختي !:



لا يكاد يُذكر شيء عن آثاره مع ما له من مكانة كونه السفير الثالث للغائب ، وهذا ما استوقفني حينما نصت كتب الشيعة أنه ورد عنه روايتين فقط وكتاب واحد هو كتاب التأديب كتبه الشلمغاني لأهل قم يسألهم ما أنكروا منه ! أين كتب السفير في تبليغ الدين؟ .

357 -من كتاب الغيبة للطوسي  وأخبرني الحسين بن عبيد الله، عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود القمي (5)، قال: حدثني سلامة بن محمد (6) قال: أنفذ الشيخ الحسين بن روح رضي الله عنه كتاب التأديب إلى قم، وكتب إلى جماعة الفقهاء بها وقال لهم:
أنظروا في هذا الكتاب وانظروا فيه شئ يخالفكم؟.

فكتبوا إليه: إنه كله صحيح، وما فيه شئ يخالف إلا قوله: [في] (7) الصاع في الفطرة (8) نصف صاع من طعام، والطعام عندنا مثل الشعير من كل واحد صاع (9).

السؤال الآن : كيف وهو سفير الإمام الحجة الذي يبين للشيعة دينهم وحلالهم وحرامهم يسأل أهل قم ما هو الاختلاف عندكم ؟ هذه المسألة بالذات عثرت عليها فيما بعد من كتابات الشيعي ( أحمد الكاتب) كتابه (( تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه )) الفصل الثاني: المطلب الثالث: التحقيق في شهادة (النواب الأربعة)
وهو يقول :
(وكان المفترض بالنواب الذين يدعون وجود صلة خاصة بينهم وبين (الامام المهدي) ان يحلوا مشاكل الطائفة وينقلوا توجيهات الامام الى الامة، ولكنا نرى (النائب الثالث): الحسين بن روح النوبختي، مثلا، يلجأ الى علماء قم ليحلوا له مشكلة الشلمغاني الذي انشق عنه، ويرسل كتابه (التأديب) الى قم، ليبين علماؤها له الصحيح والسقيم، كما يقول الشيخ الطوسي في (الغيبة)
ان في ذلك دلالة على عدم وجود اي اتصال بينه وبين (المهدي) وإلا لكان عرض الكتاب عليه وسأله عن صحته. ) أ هـ

خط الإمام الغائب أم سفيره ؟!
روى الطوسي بإسناده عن العباس بن نوح قال: وجدت بخط محمد بن نفيس فيما كتبه بالأهواز أول كتاب ورد من أبي القاسم (رضي الله عنه): (نعرفه عرّفه الله الخير كلّه ورضوانه وأسعده بالتوفيق؛ وقفنا على كتابه؛ وثقتنا بما هو عليه، وأنه عندنا بالمنزلة والمحلّ اللذين يسرانه زاد الله في إحسانه إليه، إنه ولي قدير، والحمد لله لا شريك له وصلى الله على رسول محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً)(١٠٧) أهــ
(الإسناد هو _ وأخبرني جماعة _ ) !!

إن أخطر ادعاء بعد صناعة الغائب هو صناعة سفراءه، والكذب لا بد أن يفضح نفسه بنفسه من التناقض الواقع والذي لا يقبله منطق ولا يتوافق مع ركائز الدين وعقائده كتاب وسنة وتاريخ السلف ، فتطاعنا رواية الكليني الكاب صاحب أول كتاب روائي لمرويات الأئمة المنسوبة كذباً وزوراً ، والرواية تقول عن النائب الأول عثمان بن سعيد العمري :
عن محمّد بن يعقوب عن إسحاق بن يعقوب قال سألت محمّد بن عثمان العمريّ أن يوصل لي كتابا قد سألت فيه عن مسائل أشكلت عليّ. فورد التّوقيع بخطّ مولانا صاحب الزّمان (عليه السلام). أمّا ما سألت عنه أرشدك الله وثبّتك إلى أن قال وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله وأمّا محمّد بن عثمان العمريّ (رضي الله عنه) وعن أبيه من قبل فإنّه ثقتي وكتابه كتابي. )

من المهم أن نلاحق علماءهم وما استشكلوه بأنفسهم ، فيقول المرجع كاظم الحائري في موقعه حول كتابه ( أساس الحكومة الإسلاميّة ) وهو يناقش أهمية ولاية الفقيه عبر سفراء الغائب :
الكليني (رحمه الله) يروي هذه الرواية عن الإمام (عليه السلام) بواسطة شخص واحد وهو اسحاق بن يعقوب. وعيب السند هو أن هذا الشخص لا اسم له في الرجال فيكون مجهولاً.

يقول الكاتب أحمد الكاتب في المصدر ذاته : ان المشكلة الكبرى تكمن في صعوبة التأكد من صحة (التواقيع) التي كانت يخرجها العمري وينسبها الى (الامام المهدي) وخاصة التوقيع الذي رواه الحميري القمي ، حيث لم يذكر طريقه الى (الامام الغائب) مما يحتمل قويا ان يكون العمري قد كتبه بيده ونسبه الى (المهدي) خاصة وانه يكيل المدح والثناء لنفسه فيه، مما يلقي بظلال الشبهة عليه لو كان الامام ظاهرا، فكيف وهو غائب؟ ولا يوجد اي راوٍ للتوقيع سوى العمري نفسه، ولم يقل الحميري كيف سارع الى تصديق التوقيع مع وجود الجدل في ذلك الزمان بين الشيعة حول صدق العمري في دعوى النيابة؟ مع احتمال اختلاق الحميري القمي نفسه للتوقيع ونسبته الى (المهدي). أهـ


فضيحة الرد على أسئلة الشيعة بتواقيع لم يجف مدادها :
من كتاب ( موسوعة الإمام المهدي (عج) (تاريخ الغيبة الصغرى) الجزء ١
للمرجع محمد محمد صادق الصدر/
 تكلم فيه عن الاستشكالات حول توقيعات المهدي لسفراءه ، ووضع الفرضيات التي بينت الحيرة في نفسه حول غرابتها الواضحة لكل ذي لب، إنما فرضت بكل الطرق تزويق الكذبة في نفوس الشيعة لتصديقها بأي حال ، وهذا لدوام السلطة والمال كونه من جباة الخمس لجيبه الخاص نيابة عن الغائب المزعوم، يقول : 
ومن هنا يمكننا أن نتصور - اعتيادياً - أن السفير في هذه المدة يحمل الأسئلة معه إلى الإمام المهدي(ع)، فإنه المطلع الوحيد على مكانه، فيقابله فيه ويعرض عليه الأسئلة، فيقرؤها الإمام ثم يجيب على واحدٍ واحدٍ منها... إن شاء كتابةً وإن شاء شفوياً. وإن شاء لم يجب بحسب ما يرى من المصالح التي يتوخّاها.
إلاَّ أن بعض الروايات، تدل على خلاف ذلك. فبعضها تنيط ورود الجواب بعدة ساعات، من الصبح إلى ما بعد صلاة الظهر (٢) ، وفي بعضها أنه يرد الجواب والمداد رطب لم يجف (٣) . وهناك رواية تنيط الجواب بنفس الآن. حيث يخطر السؤال على ذهن الشخص، فيرى الجواب مكتوب على الورقة في ذلك الحين. 
وقد وجد الراوي ذلك غريباً على الأذهان. فأقسم عليه قائلاً: فوالذي بعث محمداً (ص) بالحق بشيراً (٤) . أ هــ

أقول كما يقول المثل ( قالوا للحرامي أحلف قال جاء الفرج )
هذا دليل ما بعده دليل على وضاعة السفراء وكل من خلق الأسطورة وبثها بين العوام .
كما أن الطوسي وغيره لا يجدون الحرج في خلق شخصيات من العدم ليوثقوا عقائدهم ، والدليل من كتبهم أدناه :
وبسبب ندرة المعلومات عن هذا المحدّث الرجالي الفقيه لم يجد ابن شهرآشوب في (معالم العلماء ص 22) شيئاً يضيفه إلى ما أورده الطوسي.. ولهذا السبب نفسه وقع في ظن العلاّمة الحلي وابن داود الحلّي أنّ الرجل الذي ترجم له الطوسي في (فهرسته) و(رجاله ) هو غير من ورد ذكره في ( رجال النجاشي ).
لا غرابة وقد علمنا أن كتاب علم الرجال قد تم التحريف فيه بزيادة جزء كامل باعترافهم في المقدمة كما فعلوا بكتبهم الأربعة ، ثم يبدأون الكتاب بآية من القرآن تبين أهمية الصدق عن الله سبحانه (بسم الله الرحمن الرحيم من المؤمنين رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا (23) ليجزى الله الصدقين بصدقهم ويعذب المنفقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما (24) (سورة الأحزاب) ! فأين عقول الشيعة؟

الفضيحة الكبرى هي أن علماء الشيعة المتقدمين أمثال الطوسي لا يجدون الحرج في تشييع من هم من أهل السنة ، كما فعلوا في نسبة التشيع لأبن أبي الفوارس السني من أجل إثبات المهدي الغائب ، وهي عين القضية الخاسرة .
هذا كله ما سبق عن عالمهم الطوسي ، فماذا يقول عالمهم النجاشي صاحب كتاب رجال النجاشي المختص بعلم الرجال عن القاسم بن روح النوبختي ؟
في ترجمة علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي
(علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي أبو الحسن، شيخ القميين في عصره، ومتقدمهم، وفقيههم، و ثقتهم. كان قدم العراق واجتمع مع أبي القاسم الحسين بن روح رحمه الله وسأله مسائل ثم كاتبه بعد ذلك على يد علي بن جعفر بن الأسود، يسأله أن يوصل له رقعة إلى الصاحب عليه السلام ويسأله فيها الولد. فكتب إليه: " قد دعونا الله لك بذلك، وسترزق ولدين ذكرين خيرين ". فولد له أبو جعفر وأبو عبد الله من أم ولد. )

من الجدير بالعلم أن النجاشي ولد بعد موت القمي هذا ب 43 عام ، فمن أين جاء بهذا الخبر؟
هكذا هي كتبهم الرجالية التي يعتمدون عليها لتوثيق الرواة !
هذا ما تقدم وإن كان مطولاً فهو لا يفي الغرض التام في سرد كل أباطيل الطوسي والكليني في مسألة إثبات الغائب وشرعية السفارة ، والله المستعان على ما يصفون .
لو تابع القاريء بداية التشيع الإمامي الأثني عشري بكل ما حوته من خرافة الغائب والسفارات في كل كتب علماء الشيعة المتقدمين سيعلم أنه صناعة فارسية ، والشاهد من كلامهم في موقع الشيعة ألألكتروني ( وكانت البداية الأولى للتشيّع الأصيل في الريّ في أواخر القرن الثاني للهجرة من خلال ارتباط بعض أهل الريّ بأئمّة الشيعة عليهم السلام، والرواية الأولى التي تحدّثت عن مثل هذه اللقاءآت مرتبطة بلقاء شيعة الريّ بالإمام الكاظم عليه السّلام.) .
صناعة مجوسية بروايات كتابهم الفرس المقربين من العهد البويهي وما بعده .
لا سند لها صحيح ولا متن يوافق القرآن والسنة وتاريخ السلف
 ثم يدعون أنهم أهل الدين الحق ! .


(موسوعة توقيعات الإمام المهدي (عليه السلام)


الأربعاء، 3 يوليو 2019

افتراءات كتب الشيعة وخرافة الوصية بعد جواز الكذب على لسان الأئمة


بقلم / آملة البغدادية
خاص / منتديات أهل السنة في العراق 

لا يستقيم حكم إلا بدليل من كتاب أو سنة، هذا هو الأساس في نفي كل بدعة، فكيف إن جاء مبتدع بما ليس من الدين بالكذب على لسان أ~مة آل البيت رضوان الله عليهم، فضلاً على تأويل فاسد لآيات قرآنية متشابهة ؟ !
هذا ما فعله علماء الشيعة المتقدمين أبتداءاً من كتاب الكليني الكافي وما تبعته من كتب روائية توثق عقائد الشيعة الإمامية ، وأعلاه وثيقة عن علماءهم المتقدمين بل ومراجعهم ، هي فتوى محمد سعيد الحكيم حول الكذب على لسان الأئمة حيث أجازها ! .
فعلاً إن لم تستح فافعل ما شئت .

إن أول كتاب للحديث عن الشيعة هو كتاب الكافي ، والذي قال عنه المهدي الغائب (بزعمهم) عندما كان عمره 5 سنوات فقط ( إنه كاف لشيعتنا ) ! ومعلوم أن الإمام الحسن العسكري الذي تزعم الشيعة أن له عقب وهو المهدي المنتظر قد توفي سنة 260 هـ، وعندهم أن الغائب ولد سنة 255 هـ ، بمعنى أن الكتاب كان موجود سنة 260 هجرية ، بينما صاحب الكتاب هو محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني (توفي سنة 329 هـ ) حيث تقول كتبهم الرجالية أن ولادة الأخير مقاربة لولادة المهدي ! 
فكيف يكتب الكافي طفل ويعرضه على طفل آخر ؟ ! هذا من الكذب المفضوح .
من العجب أن لا نجد كتاب واحد للأئمة المعصومين ل بخطهم ولا إملاءآتهم ، بينما نجد عقائد الشيعة وروايات الأئمة كتبها شيعة من عصر الأئمة مدعين أنها بطلب من عوام الشيعة ، فقد نص ذلك في موقع الحوزة نت حول ترجمة الشيخ الكليني، وفيها النص
(وإذا علمنا أنّ الغرض من تأليف الكافي يختلف عن أغراض أغلب المؤلّفين، إذ أراده الكليني أن يكون مرجعاً للشيعة في معرفة الحلال والحرام بناءً علي طلب قُدِّم له في هذا الخصوص كما هو معلوم من ديباجة الكافي، والعادةُ والعرف شاهدان علي أنّ مثل هذا الطلب لا يوجّه إلّا للأمثل فالأمثل ) !

نتساءل : هل فات على الشيعة أن هناك الإمام الحسن العسكري ومن قبله علي الهادي وهمما الأمثلان لتلقي الدين حتى يتفطن بعد موت الإمام العسكري أن لا يوجد كتاب يبين الحلال والحرام ؟!
وهل فات الشيعة طلب كتاب يحفظ الدين من قبل السفراء الأربعة المزعومين نواباً للمهدي الغائب ؟
وهل يجيب الشيعة اليوم بأن الأئمة كانت تستتر وتتبع التقية والكتمان خوفاً على أنفسهم التي أصبحت أثرة على حفظ الدين ؟
لا شك أن عندهم من هذا الافتراء الذي لا ينكره عوام الشيعة ، فكيف يكون وجود السفراء لأجل جمع أموال الخمس فقط لا غير؟ والله المستعان عما يقولون .

أما عالمهم الإيرواني فينفي عرض الكافي على المهدي أو نوابه، ليس من منظور التاريخ بل من منظور عقلي بزعمهم في ( دروس تمهيدية عن القواعد الرجالية ) ، فيقول :
أ ـ ان الكليني كان معاصراً للسفراء الأربعة، ومن البعيد جداً عدم عرض كتابه على احدهم خصوصاً وان الكليني قد ألَّف الكتاب المذكور ليكون مرجعاً للشيعة على ما صرح في المقدمة. وعرض الكتب على أحد السفراء كان امراً متعارفاً.
وينبغي الالتفات إلى عدم كون المقصود من وراء هذا تصحيح ما هو المتداول على بعض الألسن من ان الإمام الحجة قال الكافي كاف لشيعتنا، فان هذا لا أصلَ له في مؤلفات اصحابنا بل صرح بعدمه المحدث الاسترابادي وانما المقصود دعوى الاطمئنان بعرض الكتاب على أحد السفراء. ويرده: ان دعوى حصول الاطمئنان بعرض الكتاب بل ودعوى الظن أيضاً في غير محلها، فان الداعي عادة لعرض الكتاب على أحد السفراء هو انحراف مؤلفه كما في الشلمغاني وبني فضال، فان السؤال عن كتبهم أو عرضها على أحد السفراء كان من ناحية انحراف السلوك أو العقيدة الأمر الذي قد يخيل للبعض ان الانحراف المذكور يمنع من الأخذ بالرواية فكان الداعي على هذا للسؤال أو للعرض موجوداً، 
واما مثل الكليني الذي قال النجاشي عنه: شيخ اصحابنا في وقته ووجههم واوثق الناس في الحديث فأي داع لعرض كتابه على أحد النواب. وان شئت قلت: اما ان يدعى ان المناسب للكليني نفسه عرض كتابه أو ان المناسب لغيره عرض الكتاب. والأول مدفوع بعدم ثبوت سيرة لمؤلفي الكتب على عرضها والثاني مدفوع بما تقدم. ) أ هــ  !!
بمعنى أنه يكذب الكذبة فوق الأخرى فيدعي وثاقة الكتاب الذي لا يحتاج إلى تصديق من الغائب أو سفراءه لكون الكافي أوثق الناس بالحديث ! . إذن ما الداعي لعرض علماء الشيعة كتبهم على شيوخهم وأخذهم الإجازة منهم وهم غير معصومين ولا سفراء ؟

أما عن عالمهم شيخ الطائفة الطوسي )ت 460 هـ) هو محمد بن الحسن بن علي بن الحسن صاحب كتابيّ «الاستبصار» و«التهذيب» ثاني وثالث أوثق كتب الشيعة بعد الكافي، فقد قال عنه ابن حجر في لسان الميزان (قال ابن النجار: أحرقت كتبه، عدة بمحضر من الناس في رحبة جامع النصر، واستتر هو على نفسه، بسبب ما يظهر عنه من انتقاص السلف) . 

المهم هنا أن القرن الرابع والخامس الهجري الذي ظهرت فيه كتب الكليني والطوسي التي تحمل في طياتها عقائد الشيعة الفاسدة هو عصر الدولة البويهية في بلاد فارس وما تلاها ، والتي عاصرت الخلافة العباسية التي اتسمت بالضعف لتغلغل الخوارج وفاسدي العقيدة إلى مناصب الحكم في إمارات الدولة ، حيث أن الطوسي انتقل من بغداد الى الكوفة عام أربعمائة وثمان وأربعين للهجرة عندما أسس هناك أول مدرسة أو حوزة علمية بعد رفض أهل بغداد لطعنه في المجالس على أبي بكر وعمر بحجة التشيع لآل البيت .
السؤال هو : هل تعتبر رويات كتب الشيعة عن الأئمة حجر الأساس في مسألة العقيدة الحقة ؟
قال عالمهم الفيض الكاشاني: (( في الجرح والتعديل وشرائطهما اختلافات وتناقضات واشتباهات لا تكاد ترتفع بما تطمئن إليه النفوس كما لا يخفي على الخبير بها.)) [ الوافي، المقدمة الثانية ج1 ص 11.]
قال الحر العاملي في كتابه مستدرك الوسائل ج 30 ص 256 : (( وكثيرا ما يعتمدون على طرق ضعيفة ، مع تمكنهم من طرق أخرى صحيحة ، كما صرح به صاحب المنتقى ، وغيره .  وذلك ظاهر في صحة تلك الأحاديث ، بوجوه اُخر من غير اعتبار الأسانيد ))، وفي (ص 244) نفس المصدر السابق : ((ومن المعلوم ـ قطعا ـ أن الكتب التي أمروا عليهم السلام بالعمل بها كان كثير من رواتها ضعفاء ومجاهيل ، وكثير منها مراسيل . )) .

أما عن الرواة فأشهرهم جابر الجعفي وزرارة بن أعين ، وأدناه ما حوته كتب الشيعة الخاصة بعلم الجرح والتعديل .
في " رجال الكشي " : أن زرارة بن أعين قال : (سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أحاديث جابر ؟ فقال ما رأيته عند أبي قط إلا مرة واحدة، وما دخل علي قط ) ،
 وقال أبو عبد الله : (ما أحدث أحد في الإسلام ما أحدث زرارة بن أعين من البدع عليه لعنة الله ) [رجال الكشي ص 149 .
لنقرأ ما قاله علماء أهل السنة عن هذين الراويين ، عن " جابر الجعفي" ، قال أبو حنيفة : (ما رأيت أحداً أكذب من جابر الجعفي)، وقال ابن حبان : (كان سبئيا من أصحاب عبد الله بن سبأ ..)، وقال جرير بن عبد الحميد : (لا استحل أن أحدث عن جابر الجعفي ، وقال هو كذاب يؤمن بالرجعة ) [انظر : العقيلي / الضعفاء الكبير : 1/196، وابن حبان / المجروحين : 1/208].
 وأما عن" زرارة بن أعين " قال عنه الذهبي  : فقد تكلم فيه علماء الحديث من أهل السنة وأجمعوا على أن زرارة بن أعين لم يرى أبا جعفر فكيف يحدث عنه . [انظز لسان الميزان : 2/474] .
أما عن الراوي عفير، (( قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : عن عفير حمار رسول الله صلى الله عليه وسلم كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : بأبي أنت وأمي!!! إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه أنه كان مع نوح في السفينة فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال : يخرج من صلب هذا الحمار –حمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم ، الحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار !!)) [ الكافي ج 1 ص 237.]

حول التطبيق الفعلي لتقبل الشيعة روايات مكذوبة حوتها كتب علماءهم المتقدمين ، ومنهم الطوسي صاحب كتابي الاستبصار والتهذيب ، وهو صاحب كتاب الغيبة ، والتي نقل عنه جميع علماء الإمامية دون تحري وبحث ، يقول السيد حبيب مقدم التونسي في بحثه (سند رواية الوصية ) الموجود في موقع العتبة الحسينية المقدسة 
:

لقد وقع الإتفاق بين السواد الأعظم من الأمة بكلتا ثقليها الشيعة والسنة، على أنّ التراث الروائي المنقول لنا في الكتب الحديثية، والمنسوب للنّبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) كما هو عند أهل السنّة، وللنّبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) كما هو عند الشيعة.  فيه نسبة لا بأس بها من الأحاديث أو الروايات الموضوعة، وعليه فتراث المسلمين الروائي فيه الصحيح والضعيف، وفيه الموضوع وثابت النسبة، وفيه المضاف والناقص.) أهـ
أي من كثرة الحرج لم يقل فيه نسبة لا بأس بها من الأحاديث الصحيحة لعلمه بندرة الأحاديث الصحيحة عن الأئمة، والأهم لا يوجد حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم في كتبهم ، ولذلك جاء بخيار واحد من ثلاث، وهو تبيين الحديث من حيث السند رواية وعلم ! فيقول :
(العمل على صياغة جملة من القواعد والضوابط التي تستمد من الشريعة والعقل ، لمحاكمة الأحاديث والروايات، وجعلها الفيصل في الحكم على الرواية والحديث)
بمعنى أن الشريعة عندهم هي ما روي عن الأئمة المعصومين شرعاً ، أما العقل الشيعي فهو الضابط الثاني الذي يعُرض عليه الحديث ! . 
أين القرآن بآيات محكمة قطعية وأين الحديث الصحيح وأين التاريخ الذي يجري عليه مجرى التطبيق؟ كلها عدم عندهم ، والله المستعان عما يصفون .

ثم يقول السيد حبيب معترفاً بأن نص الوصية وفق سندها المعلول ، وهو:
« أخبرنا جماعة ، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري ، عن علي بن سنان الموصلي العدل ، عن علي بن الحسين ، عن أحمد بن محمد بن الخليل ، عن جعفر بن أحمد المصري ، عن عمه الحسن بن علي ، عن أبيه : 
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - في الليلة التي كانت فيها وفاته - لعلي عليه السلام :يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة . فأملا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال : يا علي إنه سيكون بعدي اثنا عشر إماما ومن بعدهم إثنا عشر مهديا ، فأنت يا علي أول الاثني عشر إماما ،،،،، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه الحسن الفاضل ، فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه محمد المستحفظ من آل محمد . فذلك اثنا عشر إماما )

يطرد السيد الحبيب !/ النقاش في سند الوصية: المشكل الأول :
بمجرد إلقاء نظرة عابرة على سند الرواية، يطالعنا أول مشكل فيها، وهو الإرسال الذي أصاب سند الرواية ، ففي مطلع السند نجد أنّ الشيخ الطوسي قد أرسل رواية الوصية، فقال: « أخبرنا جماعة  »، وهذه العبارة فيها دلالة واضحة على حذف راوٍ أو أكثر من مطلع السند .
وقد يجيب بعضهم، فيقول : إن إرسال الشيخ الطوسي يمكن حلّه من خلال العودة لطرق مشيخته، والتي ذكرت في آخر كتابيه التهذيب والإستبصار، حيث قال فيهما: « وماذكرته عن أبي عبد الله الحسين بين سفيان البزوفري، فقد أخبرني به أحمد بن عبدون، والحسين بن عبيد الله عنه، انتهى » . ( الإستبصار، ج 4، ص 342 ، والتهذيب، ج 10، في المشيخة ص 87 )
فيُردّ عليه : بأنّ صاحب هذا القول إمّا هو جاهل واهم ، أو هو مغالط كاذب في مقصده ، وذالك لوضوح أنّ الطرق التي أوردها الشيخ الطوسي إلى البزوفري، متعلّقة بالروايات والأحاديث التي أخرجها له في كتابيه الإستبصار والتهذيب، لا هي متعدّية أيضا للروايات التي أخرجها في كتبه الأخرى، كما هو الحال في مقام بحثنا، وعلى من يدّعي ذالك فليتقدم بدليل يمكّننا من تعدية هذه الطرق لغير الإستبصار والتهذيب، ودون ذالك خرط القتاد . 
وعليه فمع ثبوت الإرسال في هذه الرواية، تسقط معه الحُجّية، وبالتالي فلا وجود لما يُلْزِم المكلّف بالتعبد بهذه الوصية أو العمل على طبق مضمونها . أ هـ

يقول السيد حبيب ! : هذا ما ظفرنا به في استقراء مصنّفات القوم،  وخاصة المتأخرين منهم ، أمّا المتقدمين الذين سبقوا أو عاصروا أو تأخروا عن الشيخ الطوسي بفترة ليست بطويلة، فلم نجد منهم من أخرج رواية الوصية  أو نقلها في مصنفاته . أ هـ
أي بعد أن أسقط رواية الوصية التي اعترف في بحثه بأن لا أحد من العلماء المتقدمين في عصر الطوسي قد ذكرها ، فكيف يجهادون في إثبات الوصية المتواترة في كتبهم نقلاُ عن الطوسي الكذاب ؟
هذه عينة من روايات تبين عقائد الشيعة التي لم يفلحوا في تبيينها بنص قطعي ابتداءاً من الولاية والعصمة والوصية وغيرها من عقائدهم حتى الوصول إلى الرجعة بظهور الغائب المعدوم ، فأين عقول الشيعة ؟
أليس بينهم رجل رشيد ؟!