الأربعاء، 10 أغسطس 2011

"عقيدة التناسخ والحلول عند الشيعة ، بين الإيمان والكتمان"


بقلم / آملة البغدادية 

المقدمة :
  على مر القرون والجدل قائم بين فِرق الإسلام في أفضلية أصولهم واتباعهم للمنهج الحق حسب مراد الله في العبادة، ولكل دلائله التي يدعي ربطها بالقرآن الكريم والسنة، وما يعنينا اليوم هو البحث في هذا الموضوع عن عقيدة الشيعة الإمامية بالخصوص ، فالإمامية يصرون على أنهم أتباع المنهج الحق وهم في سفينة النجاة دون غيرهم لأنهم أتباع أئمة آل البيت رضوان الله عليهم فمنهم العلوم لأن لهم العصمة كما يزعمون ولا يجب الأخذ من غير المعصوم في التبليغ كما يفعل أهل السنة . أدناه بحث متواضع عن عقيدة واحدة من عقائد الشيعة الإمامية ومن الله العون . قبل الشروع في البحث أضع أمام الشيعة الإمامية قبل غيرهم ما يقوله أكبر مرجع في العراق (علي السيستاني) وهو يضع مباحث في علم الأصول ضمن كتابه (الرافد في علم الأصول) حول حقيقة التزام الشيعة بالقرآن والسنة ولا عذر لغير مقلديه لأنه استدل بالعلماء الأوائل ومعلوم أن كتبهم مصادر للعلماء المتأخرين، وأرجو استحضاره لما له من أهمية كدليل ، ومن فمك أدينك .
(ا ـ النسخ :وتحدثنا فيه عن امكان صدور النسخ من قبل أهل البيت عليهم السلام للآية القرآنية والحديث النبوي والحديث المعصومي السابق ، وأقسام النسخ من النسخ التبليغي الذي يعني كون الناسخ مودعاً عندهم عليهم السلام من قبل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لكنهم يقومون بتبليغه في وقته ، والنسخ التشريعي وهو عبارة عن صدور النسخ منهم ابتداءاً وهذا يبتني على ثبوت حق التشريع لهم عليهم السلام كما كان ثابتاً للرسول ، صلى الله عليه وآله وسلم وقد طرحنا هذا الموضوع أيضاً ضمن بحث النسخ . ) . وهنا تم تغيير أساس الدين الإسلامي القرآن والسنة بالنسخ الذي يدعوه لآل البيت حاشاهم من هذا بينما يعيبوه في القرآن الكريم المحفوظ من عند الله كما وعد سبحانه ويدعون أنه تحريف ، فتأمل . من كتب الشيعة المعتمدة وبها أحاججهم حيث قال إمام الشيعة قاطبة (علي بن أبي طالب) رضي الله عنه في نهج البلاغة المعتمد لديهم : ( لا تخالطوني بالمصانعة ولا تظنوا بي استثقالاً في حق قيل لي ولا التماس إعظام النفس ، فإنه من استثقل الحق أن يقال له ، أو العدل أن يعرض عليه ، كان العمل بهما أثقل عليه ، فلا تكفوا عن مقالة بحق ، أو مشورة بعدل ، فإني لست في نفسي بفوق أن أخطئ ولا آمن ذلك من فعلي) . فهل سيستثقلون الإمامية قول الحق في ما سيعرض عليهم أدناه ؟   
شواهد الحلول من الواقع :
    لقد كُتب الكثير عن عقيدة (التناسخ والحلول) هذا العقيدة الغريبة العجيبة التي يجهلها الكثير ويستهجنها من قرأ عنها، فهي تُعد من العقائد الضالة الفاسدة والتي تعتمد في بدايتها على شطحات الفلسفة وعلم الكلام ، ومفادها أن الروح قابلة للانتقال من مكان إلى آخر ولا تخص جسداً واحداً ، ولهذا فأن التناسخ هو انتقال الروح بعد الموت من جسد إلى آخر والحلول هو انتقال الجوهر أو الروح من جسد إلى آخر يتلاشى فيه ويكون جزءاً منه فالتناسخ هو حلول خاص والحلول هو تناسخ بالضرورة، وقد رأينا أن الغرب هم أكثر من يتناولها في رواياتهم وأفلامهم بغية الربح المادي لغرابتها ويعتمدون على الفن التصويري والخدع في عرضها، وهذه الأفلام عادةً تلقى إقبالاً كبيراً وما هي إلا عقيدة يؤمن بها النصارى ووثقت ضمن قصص واقعية يدعونها ، فالمسيح عليه السلام عندهم هو جسم آدمي حل فيه روح الله تعالى وقد اختصه الله بهذه الفردية ليكون مخلص للعالم أجمع وللنصارى خاصة فيكون تطهيرهم من مس الشيطان بواسطته حيث يقوم رجال الدين بمعالجة المعني بالأذى الشيطاني بقوة روح القدس التي فيه . أن روح القدس المعرّفة عندهم هي أحد الأقنومات الثلاث وقد حلت في المسيح عند نفخ الروح في جسد العذراء عليها السلام ، وهذه المعلومة يتفق الإسلام معهم فيها إلا أن التسمية تختلف بأنه جبريل الأمين تمثل بشراً سويا ولا يوجد ثلاثي مقدس بل التقديس لله وحده. في الحقيقة أن النصارى بطائفتيها الكاثوليك والآثودوكس يعتقدون بعقيدة الحلول فهم يدعون أن الله حل في المسيح فكان ذو طبيعتين أي حلول اللاهوت في الناسوت، ويدعون أن روح القدس هو شخص الله ، فقد قالوا في كتبهم الدينية ( نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب "يهوه" الذي هو الروح ) 2كورنثوس 17:3، وفي أناجيلهم نصوص صريحة على ذلك ففي أشعياء 45 : 22 ( اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا يَا جَمِيعَ أَقَاصِي الأَرْضِ، لأَنِّي أَنَا اللهُ وَلَيْسَ آخَرَ) وأيضاً (أنا والأب واحد) يوحنا 10: 30 وغيرها من العبارات. إن هذه العقيدة الفاسدة التي جاءت بسبب تحريف الكتب السماوية ما قالها عيسى عليه السلام وما ادعاها وإنما قال لربه : (مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَآ أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) المائدة 117 . إن الطمع وحب السيطرة هو الدافع لطمس الكتب السماوية وتحريفها والنتيجة أوالغاية هي احتكار التصرف في شؤون البلاد من تلك الطبقة من المتنفذين دينياً قد بحكم التفقه الكامل والنيابة عن النبي وقد اتبعهم الناس بغية حل مشاكلهم فاصبحوا خدم لهم ، وفيهم قال الله تعالى في كتابه العظيم القرآن الكريم ( ٱتَّخَذُوۤاْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلْمَسِيحَ ٱبْنَ مَرْيَمَ وَمَآ أُمِرُوۤاْ إِلاَّ لِيَعْبُدُوۤاْ إِلَـٰهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) التوبة الآية31 ، وهذا هو أول الطريق ( التحريف بالتأويل ) لإيجاد الفرق الضالة التي ستورد النار مع كبراءهم الذين أضلوهم عندما لا يعمل الناس عقولهم ويطابقوا الفطرة في عبادة الخالق مع إصلاح المجتمع والذي هو غاية الأديان. أن أساس الإصلاح رفض الطبقات بين البشر بمعيار الثروة وأن الاستعلاء يولد الطغيان والاستعباد وهذه ما توجده هذه الأديان بإلزام العامة طاعة رهبانهم وأحبارهم حتى يصل الأمر إلى أخذ الرخصة في الزواج والبيع ودفع الضرائب وغيرها حتى وصل إلى إصدار (صكوك الغفران) لدخول الجنة بتوقيع لا يُرد ، وما أشبهها بادعاءات الإمامية وما نراها من شواهد بأن الأئمة هي أنوار كانت في الملكوت الأعلى ولكنها تحضر مجالس شيعتهم وتعينهم في الملمات وتختصهم بالجنة دون سواهم !. عندما نتفحص كتب الشيعة الإمامية نجد أن ما فيها إثبات ومشابهة لما قالته النصارى في عيسى عليه السلام مع ما قاله المنافق (عبد الله أبن سبأ) حين ادعى ألوهية علي بن أبي طالب رضي الله عنه وادعى حلول الله تعالى فيه وادعى الرجعة له، حيث ذكر أبن أبي الحديد أن عبد الله بن سبأ قام إلى علي وهو يخطب فقال له: (أنت أنت، وجعل يكررها، فقال له -علي- ويلك من أنا، فقال: أنت الله، فأمر بأخذه وأخذ قوم كانوا معه على رأيه) (1) ، وها هم على دين أبن سبأ في العقيدة وينكرونها في القول ، وفيما بعد سيأتي ذكر الديانات الأخرى والمناهج الأولى التي غاصت في ظلامات الحلول والتناسخ والشعوذة .
القاديانية والمرزا غلام أحمد :
    أنتقلت هذه العقيدة الفاسدة في فرق ضالة تدعي الإسلام والتي تدخل في باب الروحانيات المظلمة وتنتهي باستغلال العوام لنيل مكاسب خاصة وسلطة عامة ، ففي كتاب القاديانية النص التالي :
(ولعلنا نستطيع أن نفهم الآن العلاقة القوية بين الحلول والتناسخ، فالقول بالتناسخ يؤدي إلى القول بالحلول. والحقيقة أننا نجد في كتابات المرزا غلام أحمد نصوص واضحة تؤكد القول بالحلول والتناسخ وزعم أن الله حلَّ روح عيسى في روحه، ثم مضى مئات الأفراد تحققت فيهم الحقيقة المحمدية.  وعلى هذا الاعتقاد الفاسد قرر أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام قد ولد بعادته وفكرته ومشابهته القلبية بعد وفاته بنحو ألفي سنة وخمسين، في بيت عبد لله بن عبد المطلب وسمي بمحمد صلى الله عليه وسلم ، ومثل هذه الولادة حصلت لعيسى عليه السلام حينما ظهر بمظهر القادياني أيضاً. وأن الرسول محمداً صلى الله عليه وسلم بعث مرتين -  كما صرح القاديانيون بذلك -  بعثته الأولى وبعثته الأخرى حينما حلت روحانيته في القادياني نفسه، وفي هذا يقول القادياني: إن مراتب الوجود دائرة، وقد ولد إبراهيم بعادته وفطرته ومشابهته القلبية بعد وفاته بنحو ألفي سنة وخمسين، في بيت عبد الله بن عبد المطلب وسمي بمحمد صلى الله عليه وسلم ،وقال أيضاً (وتحل الحقيقة المحمدية وتتجلى في متبع كامل) وقد مضى مئات الأفراد تحققت فيهم الحقيقة المحمدية وكانوا يسمون عند الله عن طريق الظل محمداً وأحمد ويقصد بطريق الظل أنهم أشباح للرسول محمد صلى الله عليه وسلم على طريقة التأويلات الباطنية. )(2)
هذه هي النفوس التي ليس لديها أي تنزيه للخالق جل وعلا وإن ادعوها ولا لأنبياءه ورسله ولا عندهم أي اعتراف بقدره وعلوه سبحانه ، وإنما تعترف بعلو ذاتها ومساواتها مع الإله لتكسر حدود الممنوع ويفقد الدين ضوابطه فتباح عندها كل الممنوعات بأسم نقاء الذات ورقيها روحياً والله يقول : (الذي أحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَـلَقَهُ وَبَدأَ خَـلْقَ الإنْسانِ مِنْ طِينٍ* ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةِ مِنْ ماءٍ مَهينٍ ) السجدة الآية 7 ـ 8 ، فلو علم الإنسان ضعفه وحجمه البائس أمام عظمة الله وقدرته لما تجرأ أن يفكر في اختزال المسافات لأجل الاتحاد المبتدع مع الله بدل التذلل والخنوع في العبادة الخالصة كطريق للوصول رجاء المغفرة والرضا منه تعالى ، وهذا هو الهدف من الدين ومعنى التوحيد لا الهدف هو اكتساب القدرات والفيوضات النورانية التي هي في الحقيقة علامة الرضا كأحد أشكاله ، ولا تعتبر هي النهاية المرجوة كما يعتقدها الصوفية بل هي البداية للتعامل مع هذه الفيوضات بالشكر ونفع الغير وإلا كانت العبادة نية مسبقة لعلاقة مشروطة بين طرفين في الأخذ والعطاء، وسبحانه تعالى عن أن يوجب عليه أحد مقابل عبادته وتقربه من قبل البشر وإنما هو المنعم على عباده من يخشاه ويتق فلهم أجر كبير ويقول جل وعلا ( يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلْكَرِيمِ ) الانفطار 6، فماذا سيجيبون ؟ هذه المسألة لو فهمها من يتخذ الزهد منهج لمنعته من الضياع في ضلالات ومتاهات الصوفية ولعلماءنا الأجلاء شرح بديع ومنهم العلامة أبن القيم رحمه الله في كتابه (مدارج السالكين في منازل إياك نعبد وإياك نستعين) .

الإمامية وحقيقة الخلق :
يختلف أهل السنة عن الشيعة عامة والإمامية خاصة بأنهم يتحرون أصول الدين من القرآن الكريم بمحكم الآيات لا بنصوص متشابهات تحتاج التأويل لتفسيرها، وهذا المنهج الرباني هو في الآية الكريمة (هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ٱبْتِغَاءَ ٱلْفِتْنَةِ وَٱبْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ ٱللَّهُ وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ ) آل عمران 7 . إن هذه القاعدة الواضحة لم يأخذ الشيعة منها سوى (الراسخون في العلم) بطريقة اقتطاع القرآن الذي هو منهجهم في الاستدلال بعد العقل، ولهذا يتوقف عامتهم عن تحري الأصول والتدبر من القرآن الكريم بأمر من مراجعهم وعامة فقهاءهم مستشهدين بالآية (وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِيۤ إِلَيْهِمْ فَٱسْأَلُواْ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ) النحل الآية 43 ، ويا للعلم الذي لديهم لو علم عوامهم منبعه ! . إن الله تعالى جعل القرآن ميسر فيه آيات بينات بلسان عربي مبين (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) القمر الآيات (17،22،23،40)، والمفارقة أنهم يفسرون الراسخون في العلم بالأئمة الأثنا عشر ولا نعترض على هذا وإنما ولا وجود للإمام الثاني عشر بينهم ليفسر لهم الذكر كما خصصوا ولكن فسره فقهاء توارثوا هذه المرتبة بالنسَب لا بالأعلمية الأعلى، بل إن تفاسيرهم من تفاسير أهل السنة مستشهدين بها فهلا يتفكرون ؟ . يقول الله في كتابه العزيز (إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) آل عمران 59 ، فماذا يقول الإمامية عن حقيقة الخلق في أوثق كتبهم ؟
(عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبدالله بن بحر، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عما يروون أن الله خلق آدم على صورته، فقال هي: صورة، محدثة، مخلوقة واصطفاها الله واختارها على سائر الصور المختلفة، فأضافها إلى نفسه، كما أضاف الكعبة إلى نفسه، والروح إلى نفسه، فقال: " بيتي "، " ونفخت فيه من روحي ) (3). ويا للعجب ، هذه الصورة هي تماماً ما ينكروها على أهل السنة والجماعة في أقوال الشيخ أبن تيمية وأبن باز رحمهما الله وغيرهم من العلماء ، وهي أن الله خلق آدم على صورته مع أن أهل السنة ملتزمين بقول الله تعالى { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } الإخلاص 4 وأهل السنة والجماعة يثبتون لله ما أَثبته لنفسه من غير تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل ولا تحريف ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) سورة الشورى الآية 11، ولكن الشيعة لا يقتنعون بتلك النصوص الواضحات لأنهم تبع لعلماءهم ولكتبهم وهم من علماء فارس من أصول يهودية كالكليني انتقاماً من الإسلام الذي أطفأ نارهم وأزال ملك كسرى فلا بد أن يخلط فيها من المجوسية والنصرانية وحتى من علماء الكلام الشيء الكثير حتى يكتمل تشويه العقيدة والعقول التي تؤمن بها والتي ما أنزل الله بها من سلطان . قال الكليني في كتابه ( الكافي) أول الكتب للإمامية في طبيعة خلق الأئمة الأثني عشر أو الأربع عشر أو الخمس عشر وقد تناسوا إضافة الجنين الذي سقط بزعمهم من فاطمة رضي الله عنها (محسن)، ويا للحكيم الخبير حين يجعل دليل التزوير من صنع أيديهم .

يقول الكليني ومنه نقل كل علماء الإمامية الواحد عن الآخر ومن الجزء الخاص بالأصول: (أحمد بن إدريس، عن الحسين بن عبدالله، عن محمد بن عيسى، ومحمد بن عبدالله عن علي بن حديد، عن مرازم، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال الله تبارك وتعالى: يا محمد إني خلقتك وعليا نورا يعني روحا بلا بدن قبل أن أخلق سماواتي وأرضي و عرشي وبحري فلم تزل تهللني وتمجدني، ثم جمعت روحيكما فجعلتهما واحدة فكانت تمجدني وتقدسني، وتهللني، ثم قسمتها ثنتين وقسمت الثنتين ثنتين فصارت أربعة محمد واحد وعلي واحد والحسن والحسين ثنتان، ثم خلق الله فاطمة من نور ابتدأها روحا بلا بدن، ثم مسحنا بيمينه فأفضى نوره فينا. ) (4)

وهنا إقرار بأن لله يد (مسحنا بيمينه) ، وأن نور الله أنتقل إلى أرواح الأئمة سبحانه وهذا هو الحلول فمن أين جاء الكليني بهذا الكلام ؟ جاء به من غير المعصومين كما في السند وهذا ينافي شروط أخذ الدين عند الشيعة من المعصومين حصراً ، فهلا يفسرون هذا التناقض؟

قال: " والظالمين أعد لهم عذابا أليما " ألا ترى أن الله يقول: " وما ظلمونا ولكن كانوا أنفهسم يظلمون " قال: إن الله أعز وأمنع من أن يظلم أو ينسب نفسه إلى ظلم ( ولكن الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته) ثم أنزل بذلك قرآنا على نبيه فقال: " وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون "، قلت: هذا تنزيل؟ قال: نعم. ) ، الله خلطنا بنفسه  !!!!!
وقال : (أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن شعيب، عن عمران بن إسحاق الزعفراني، عن محمد بن مروان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: إن الله خلقنا من نور عظمته، ثم صور خلقنا من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش، فأسكن ذلك النور فيه، فكنا نحن خلقا وبشرا نورانيين لم يجعل لاحد في مثل الذي خلقنا منه نصيبا، وخلق أرواح شيعتنا من طينتنا و أبدانهم من طينة مخزونة مكنونة أسفل من ذلك الطينة ولم يجعل الله لاحد في مثل الذي خلقهم منه نصيبا إلا للانبياء، ولذلك صرنا نحن وهم: الناس، وصار سائر الناس همج، للنار وإلى النار)(5)
وهنا يكسب جموع تتشيع أدعى أن النور يشملهم لا غير لأنهم من طينة خاصة تماماً كما يدعيها اليهود وما لمخالفيهم من نصيب في الجنة ! . هل هناك فرق بين قولكم وما قالته اليهود في تلمودهم ؟ جاء في التلمود: (تتميز أرواح اليهود عن باقي الأرواح بأنها جزء من الله كما أن الابن جزء من والده) إبراهيم خليل وكتابه إسرائيل والتلمود. يدعي اليهود أنهم لا يدخلون النار وإن كانوا مذنبين. جاء في التلمود: (إن النارلا سلطان لها على مذنبي بني إسرائيل، ولا سلطان لها على تلامذة الحكماء)(6) . ويكمل الكليني فيقول : (وقال في قوله " يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم " أئمة المؤمنين يوم القيامة تسعى بين يدي المؤمنين وبأيمانهم حتى ينزلوهم منازل أهل الجنة) (7).
قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين .
آية المباهلة ولغز نفس النبي (صلى الله عليه وسلم) هي نفس علي (رضي الله عنه) :
 المعلوم من التفاسير المجمع عليها بين أهل السنة والشيعة أن المباهلة كانت مع وفد نجران وهم من النصارى وقد ادعوا أن عيسى عليه السلام هو أبن الله وفيه روحه فكانت المباهلة كطريقة لرد قولهم الكاذب هذا الذي يجعل من روح الله قد حلت فيه وأصبح إلهاً يُعبد، ويقولون أن دليل عصمة علي رضي الله عنه وإمامته وأحقيته هو ( نفس علي هو نفس الرسول صلى الله عليه وسلم ) هذه العبارة طالما حيرتني وسألت عنها في الحوارات وتهرب الكل منها بأنهم واضحة أما تعرفين معنى آية المباهلة (وأنفسنا وأنفسكم) ؟ وفسر الماء بعد الجهد بالماء ِ، فعدت إلى تفاسيرهم لأبحث عن ما قالوا فيها فوجدت في تفسير الطبرسي (مجمع البيان في تفسير القرآن) أنه ينفي كون معنى أنفسنا هو نفس النبي صلى الله عليه وسلم وعلي رضي الله عنه بل أفرده لعلي فقط ، فقال: ( وأنفسنا ) يعني علياً خاصة ولا يجوز أن يكون المعَنيّ به النبي صلى الله عليه وسلم لأنه هو الداعي ولا يجوز أن يدعو الإنسان نفسه وإنما يصح أن يدعو غيره وإذا كان قولـه وأنفسنا لا بد أن يكون إشارة إلى غير الرسول وجب أن يكون إشارة إلى علي لأنه لا أحد يدّعي دخول غير أمير المؤمنين عليَّ وزوجته وولديه في المباهلة وهذا يدلّ على غاية الفضل وعلو الدّرجة والبلوغ منه إلى حيث لا يبلغه أحد إذ جعلـه الله نفس الرسول وهذا ما لا يدانيه فيه أحد ولا يقاربه ومما يعضده من الروايات  ، أنتهى ! ، أليس شيء عجيب ؟ كيف يستشهد بها علماء الشيعة لعكس غرضها ؟ وهذه أنتظر الإجابة عنها ، وكيف يرضى عوام الشيعة أن يلغى علماءهم في التفسير تبليغ النبي صلى الله عليه وسلم يا إمامية باختصاص أنفسنا لعلي فقط دون النبي ؟.
وأما في تفصيل معنى قولهم (نفس النبي هو نفس علي) وكيفية توصل العلماء إلى أنها نفس علي خاصة وما أبعادها، فلم أجد رد أيضاً، فهل يا ترى هو جهل الشيعة بمعناها ؟ أم معرفة وتهرب؟ خوفاً من مقابلة ردود صارمة وطلب أسانيد صحيحة وهم لا يملكونها، أم هو كتمان لأحد أسرار دينهم الذي لا يجب أن يعلم أغواره إلا الخاصة منهم ؟ وهذه الأخيرة واضحة لدى عوام الإمامية فهم يمتنعون من قراءة كتب مراجعهم وإن كانت لمن يقلدونهم بحجة أنها لمستويات عليا لا يصح العامة أن يقربها بأمر من المرجع ، وأقول والله إنما هي الرغبة في ترك العوام بجهلهم بعيدون عن كتبهم وعن القرآن أول الكتب لكي لا تكون مقارنة ويفتضح دين بجذوره المخلوطة بشتى أنواع العقائد الضالة من ديانات عديدة صاغتها عقول اختصت بالفلسفة وعلم الكلام لمسخ الأصول إلى شكل جديد بعيد عن الأساس لا يشابهها إلا في العنوان ومن جهة أخرى احتكار العلم على بقاءه ضمن أبناء المرجعية لتتوارث الأموال والسلطة . وأدناه الدليل من كتب علماءهم وما أتيت بشيء من عندي لتعرفوا أبعاد نفس النبي (ص) هو نفس علي (رض) إلى أين تصل وما جذورها ، والله المستعان على ما يصفون .
كيفية انتقال الروح النورانية من معصوم إلى آخر :
سُئل آية الله الحائري من قبل أحد مقلديه قائلاً : ( لما مرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، مرضه الذي توفي فيه ، أوصى إلى أخيه وابن عمه أمير المؤمنين عليه السلام قائلاً: ( إذا فاضت نفسي المقدسة فتناولها بيدك وامسح بها وجهك ، ثم قال: وإذا مت غسلني وكفني واعلم أنّ أول من يصلّي عليّ الجبار جل جلاله ، ثم أهل بيتي ثم الملائكة ثم الأمثل والأمثل من أمتي ) ، فما معنى إفاضة نفسه ، وتناولها بيد علي (ع) ومسحها بوجهه ثم ما كيفية صلاة الجبار عليه ؟ أفيدونا أطال الله بقاءكم. جواب : ( النفس هنا معناها الروح ، يعني خرجت روحي من جسدي ، فتبارك بها وامسح بها وجهك ، ولأنّ روحه الزكية أفضل روح ، وأشرف روح بين الأرواح ، فهي مباركة طيبة . هذا إذا كانت روحه البشرية وأما إذا كانت النفس اللاهوتية ، فهي التي تنتقل من معصوم إلى معصوم ، بعد وفاة كل منهم ، وهي الملك المسدد الذي جاء في أخبارنا وفي بعض الروايات تتجسم كالزبدة على شفتي الإمام عند وفاته ، فيتناولها الإمام من بعده بفمه ويأكلها وفي بعضها : تتجسم كالعصفور فيبلعها وصيه والإمام من بعده ، كما جرى ذلك بين الإمامين الرضا والجواد عليهما السلام.) (8) . هذه الرواية التي تقول أن علي مسح وجهه بيد الرسول صلوات الله وسلامه عليه عند وفاته كما في كتاب الإرشاد للمفيد بنص آخر تذكر روح لاهوتية كالتي قال عنها النصارى تنتقل من جسد إلى آخر يتناقلها علماء الإمامية على مر القرون بدون تحقيق في سند رواياتهم خاصة هي عقيدة خطيرة لا يفهمها عوام الشيعة فهذه هي عملية التناسخ بحذافيرها والحلول في أشكال عديدة وكلها تمرر تحت راية حب آل البيت الذي أصبح غلو ما وصل إليه أحد قبلهم ،. هذا هو الدين الذي يوصلوه إلى الشيعة ويدعون أنه مذهب جعفر الصادق وما هو منه بشيء ولا يهم ما في كتبهم ما دامت تدر الأموال والملذات وتديم سلطة المراجع وهيمنة قم .

علماء قالوا بالحلول ووحدة الوجود :
تعتبر عقيدة وحدة الوجود من الأفكار الكفرية واشتهر من بينهم أبن العربي الذي ينسب نفسه لأهل السنة والحلاج الذي سافر إلى قم طالباً الطاعة له وحظ من السفراء . هذه العقيدة مفادها أن العبد الذي يجتهد في العبادة إلى حد رقي الروح حتى الوصول إلى الله ووحدته معه سبحانه وتعالى عما يصفون وأن مهما تعدد كثرة الأرواح فهي واحدة ، وقد أجمع علماء أهل السنة والجماعة على فسادها، أسأل الإمامية التي تدعي أن دينهم مأخوذ من آل البيت وهم من يعرف حقيقة التوحيد لا أهل السنة والجماعة وأقول شر البلية ما يضحك، هل من آل البيت من ادعى اتحاده مع الله ؟ حاشاهم رضوان الله عليهم فكل أدعيتهم تقر بعكسها، ولنقرأ بعض كتب مراجع الإمامية هل لهم من نصيب في هذه العقيدة ؟ والجواب أن من قال بالتناسخ والحلول ووحدة الوجود هم على قسمين : الأول :من الذين ادعوا السفارة عن المهدي المنتظر قديماً ، والثاني : هم من مراجع الإمامية المعاصرين . في فصل (السفارات المزورة عن المهدي) نقرأ كلام مثير للدهشة فهو مروي عن الصدوق في كتاب الغيبة الصغرى وفيه يرفض عقيدة التناسخ والحلول بشخصية المهدي الغائب ويوثق وجوده من جهة أخرى بمجرد رسالة أخرى دون شهود ، وأتساءل :هل أن رسائل المهدي تظهر فقط لمنع السفراء المزورين من السلطة واستلام الخمس وتختفي فيما عداها ؟ ألا أهمية لما يجري من صراعات واختلافات بين الفقهاء على أصول دين التشيع الذي يدعي الكل أنه على مذهب الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه ؟ والجواب لمن يدعي أنه حر في التفكير والإرادة .  يقول النص : ( انفتح باب إمكان دعوى السفارة الكاذبة وتزوير الدعوى بالإتصال بالمهدي .خاصة بعد معلومية أن الإتصال به سر لا يمكن لأحد الإطلاع عليه أو السؤال عن مكانه وزمانه .فتكون دعوى الإتصال به سراً بمكان من الإمكان ، ولن يمنى المزور بصعوبة وإحراج من هذه الجهة. يعضده في ذلك عدة أمور: إحداها: ضعف الإيمان وسوء الإخلاص وقابليته للإنحراف. ثانيهما: الطمع بالأموال التي يحصل عليها عن هذا الطريق .إذ يتخيل المزور أن الحقوق الشرعية التي تدفع إلى السفير الصادق ستدفع إليه. ثالثها: فسح المجال للشهرة الإجتماعية والتقدم بين الناس، والتحكم في القواعد الشعبية الموالية للإمام عليه السلام ، وإصدار الأوامر والنواهي بزعم أنه صادر عنه عليه السلام.) (9)
وأقول أن الثلاثة إنما يجري تطبيقها اليوم من قبل المراجع بغير رتبة وصفة (السفير) وما (ولاية الفقيه) إلا تبديل لعنوان فقط ، أما أفعال العبادات عند الشيعة إنما هي من تقليد وفتاوي مراجعهم وكل أموال الشيعة التي تدفع على أنها خمس المكاسب تذهب للفقيه بلا أي رواية توجبهم ولا أي تنبيه لهم على هذا فما الحاجة لرسالة من المهدي وهم يسيرون الأمور ؟ وحتى عقيدة انتقامه من المخالفين حسب زعم كتبهم الفارسية كانت تطبيقاً بالمليشيا التي شكلها مقتدى الصدر بأمر من إيران المسماة ( مليشيا جيش المهدي ) والشيء بالشيء يذكر . وعودة لمن ادعى بعقيدة التناسخ والحلول . (محمد بن نصير النميري الفهري) وكان يدعي انه رسول نبي، وأن علي بن محمد الهادي ارسله وكان يقول بالتناسخ ، ويغلو في ابي الحسن الهادي ويقول فيه بالربوبية، وآخر هو (محمد بن علي العزاقري الشلغماني) : قال ابو علي بن همام عن عقيدته : ( وكان يقول لاصحابه وتابعيه: إن روح رسول الله انتقلت إلى أبي  جعفر محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه، وروح امير المؤمنين علي انتقلت الى بدن الشيخ ابي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه ، وروح فاطمة الزهراء عليها السلام انتقلت الى ام كلثوم بنت ابي جعفر رضي الله عنهما ، وكان يزعم لهم ان هذا سر عظيم وياخذ عليهم ان لا يكشفوه لاحد )(10) .
أما القسم الثاني وهم من علماء المتأخرين فمنهم على سبيل المثال لا الحصر جماعة ( السلوكية ) في جنوب العراق وهم من جماعة المدعو أحمد اليماني الذي يدعي بالمهدوية والمضحك أنهم يقولون أن الإمام الغائب أرسل رسالة يتبرأ منه ! يا لأموال الخمس وأفعالها العجيبة ..والتالي علماء كبار مراجع التشيع الأثني عشري .
 المرجع آية الله (محمد محمد الصدر) :
    وهو الذي يسموه الشيعة الشهيد الثاني وله من المنزلة العالية عند الصدريين وها هو يقول في كتابه (منة المنان) الذي صنفه ككتاب رفيع المستوى في العلوم العرفانية غير مخصص للعوام : (ثالثا: إنَّه تعالى أعلى مراتب الوجود، فقد قال الفلاسفة بقاعدة صدور الواحد عن الواحد فبالضرورة يخلق الله تعالى واحدا في المرتبة الأولى التي تتنزل عن ذاته سبحانه ثم هذا المخلوق الواحد يخلق الكثرة أي يُوجِد المتعدد, فهو بسيط ولكنَّه بالتحليل يكون أمرين: محمد وعلي, لأنهما نفس واحدة. بدليل قوله تعالى: (وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ) فهو تعالى نفسه ولكنَّه غيره والكثرة عين الوحدة كما قيل في الحكمة المتعاليَّة. )  ـــ ولكي يضيع على من يقرأ معنى الكثرة عين الوحدة قال معقباً ــ: (وليس هذا غريبا فنفس الإنسان واحدة ولكنَّها في - نفس الوقت- كثيرة ففيها القوة الغضبيَّة والشهوة والرغبات والحاجات ولكنَّها مع ذلك نفس واحدة. والكثرة عين الوحدة. ) !! وفي تفسير ( رضي الله عنهم ) هناك نص الأوضح في كتابه الذي يدعي أنه من منّ الله عليه بينما يعلم أن علومه من بشر منحرفي العقيدة ، قال : (قال من هنا ورد  رضى الله رضانا أهل البيت ، وتفسيرها من وجهين ،،،  )!! نقول كيف يا أعلى مرجع عربي في النجف ؟ يقول في تفسيره من شكلين . (الشكل الثاني: إنَّنا قلنا في علم الأصول: إن الله تعالى خاطبنا بصفتنا عرفيين وبصفته عرفياً, أي نزّل نفسه إنساناً وتحدث معنا كأحدنا. فحصلت من ذلك التنزيل شخصيَّة وهميَّة وتلك الشخصيَّة تكون محطاً للعواطف المذكورة في القرآن كالحب والبغض والرضا والغضب والنسيان } نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ { (11) هذه صاعقة على رؤوس الإمامية والصدريين خاصة فمرجعهم يقول أن الله نزّل نفسه في شخصية وهمية وتحدث معنا بنفس الصفة ! سبحانه وتعالى عما يصفون هذه من أسرار الدين الأثني عشري الفاسد سبحانه وتعالى من هذا الكذب المحض بدعوى أنه من العلوم العرفانية التي لا يصل إليها إلا المقربون .
المرجع محمد محمد الصدر والأزلام وتحضير الأرواح:
 هل انتهى توضيح المرجع محمد محمد الصدر لعقيدته وهو يقدمها لمقلديه ؟ بل لديه المزيد فهناك كتاب بعنوان ( الاستخارة ) وهو يدعي أنها موثوقة ومبنية على صدق العقيدة الإسلامية كما هو مبرهن عليه في الفلسفة وعلم الكلام ، ويضع الطريقة بنفس صفة الأزلام في الجاهلية في ظهور أفعل ولا تفعل ثلاث مرات ! أي خلط هذا وأي عقيدة إسلامية بل هو رجس من عمل الشيطان بنص من الله تعالى ،هل عمل علي رضي الله عنه بالأزلام والقرآن قد حرمه ؟ ( يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ وَٱلْمَيْسِرُ وَٱلأَنصَابُ وَٱلأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَانِ فَٱجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) المائدة 90 . ما زال هناك ربط بين هذه العقيدة وبين كرامات الأئمة وإلا ما الفائدة منها إن لم تجعل الشيعة يتهافتون على الأضرحة ويطبرون ويلطمون على من لديهم الولاية التكوينية وما استفادوا منها في حياتهم رضوان الله عليهم حتى أسبغ عليهم الشيعة صفة المظلومين . ونكمل مع المرجع محمد محمد الصدر وعقيدته في تحصيل العلوم من جلسات تحضير الأرواح هذه الشعوذة التي ليست من أعمال آل البيت رضوان الله عليهم حاشاهم فمن أين جاء هذا الاتباع ؟ ، ونقرأ (من عجائب وغرائب الصدر) عنوان لعدد من مقالات لكثير من الحوادث الغريبة أكثرها مثيرة للضحك ولا تدل على أعلمية فقهية كسؤالهم عن قتل أثنين وقطع رأسيهما وتم تبادل الرأسين والسؤال كيف يحل المسألة فقهياً ! وأنقل فقط ما يخص الموضوع حيث يقول المرجع محمد محمد صادق الصدر بحادثة أراد بها تثبيت عقيدة خرافية تخص مقتل (الحسين رضي الله عنه) فإذا هي تندرج ضمن دلائل تثبيت إيمانهم بأفكار ضالة كتحضير الأرواح التي تدخل في باب التنجيم والشعوذة حيث يدعي من يؤمن بها أن الروح تتجسد وتحل في جسد الواسطة فيتكلم مع من يريد الاستفهام عن شيء منه ، وهذه هي الضلالات التي لا يقرها الدين الإسلامي ولا يحتاجها المؤمن بالله وبقدره ولا هي صفة طلبة علم فكيف بكبراءهم !، يقول المرجع الذي يقدسون ( سره ) نقلاً من موقع مدارس آل الصدر ــ ( إني كنت شخصياً موجوداً في ليلة من الليالي قبل خمسة وعشرين سنه في وقت إعداد الكتاب عام 1997 في جلسه من جلسات تحضير الأرواح ، وقد خطر لي أن أسأل أحدها قائلاً : هل تكلم رأس الحسين عليه السلام ؟!  وقد كان في حسباني أن تقول : نعم أو لا ، فـقد كان من العجب أنها قالت : تكلم سبع مرات، فـقلنا لعله تكلم بهذا المقدار ولم ينقل إلينا التاريخ وإذا تكلم مرة أمكن مرات وليس في قدرة الله بـمستغرب ، وحصلت على كتاب بعد  خمسه وعشرين عاماً أو أكثر بـعنوان ( الحسين في الفكرالمسيحي ) تأليف أنطوان بارا مسيحي منصف مجَّد الحسين عليه السلام وإذا بي أجد في هذا الكتاب النقول التاريخية عن كلام رأس الحسين عليه السلام فـأحصيتها فإذا هي سبعة ، كما سمعت من الروح قبل خمس وعشرين سنة ورب صدفة خيرمن ميعاد . ) .أنتهى
 تبين أعلاه أن مراجع الإمامية يضعون لا فتات كبيرة براقة في اتباع آل البيت ولكن في داخل خيمهم لا يوجد شيء منها إنما هي من علم الفلاسفة والنصارى واليهود بخليط عجيب ، وهذا دليل من كبيرهم الذي يستشهد بالفلاسفة القدماء وبكتاب نصراني يثبت به عقيدة أثني عشرية فقد علم النصراني بكلام رأس الحسين ولم تعلمه مراجع الشيعة قبله والحليم من الإشارة يفهم، ويا لها من صدفة بغير معاد. وأعود فأسأل من أين للمرجع محمد الصدر هذا المفهوم في وحدة الوجود ولباقي علماءهم الذين يأخذ الواحد منهم عن الآخر نفس الأباطيل ؟ هل هو الرائد في هذا ؟

ما قاله علماء الإمامية طبقاً للفلاسفة :
المرجع الأعلى آية الله (علي السيستاني) :
في محاضراته ( الرافد في علم الأصول ) قال : أن الشيعة بعد استقرارهم السياسي في عهد الصفوية في أوائل القرن العاشر برزت فيهم المدرسة الأخبارية المتمثلة في الملا أحمد أمين الاسترابادي ومن تاثر به كالمجلسيين والفيض الكاشاني والحر العاملي والشيخ يوسف البحراني ، وكان من عوامل بروز هذه المدرسة تصور بعض علماء الشيعة أن القواعد الأصولية المساهمة في استنباط الحكم الشرعي تعتمد على الفكر الكلامي والفلسفي مما أدى لابتعاد الحكم الشرعي عن مصادره الصافية وهي روايات أهل البيت عليهم السلام ، ومن هنا بدأ الصراع الفكري الحاد بين المدرستين واستفاد الفكر الأصولي تطوراً كبيراً من هذا الصراع وتقدم تقدماً عجيباً على يد الوحيد البهبهاني والمحقق القمي وصاحب الفصول والعلامة الأنصاري  .) وشهد شاهد من أهلها والحمد لله  ، وتابع : ( فإن ميزان المسألة الأصولية كونها باحثة عن حجية الدليل الفقهي ، سواءاً ذكرت بصورة مستقلة، ام في ضمن كتب الحديث ، او ضمن كتب الفقه ، ومن طبيعة كل علم تكامله على نحو التدريج لا الدفعة الواحدة، كما في علم المنطق حيث ذكر الشيخ الرئيس في الشفاء بان أرسطو ما وضع علم المنطق وإنما اكمل ما وصل إليه من هذا العلم (1) فكون بعض مسائل علم الأصول كانت متفرقة في علوم أخرى ثم اجتمعت بصورة تدريجية لاشتراكها في هدف واحد تحت علم واحد يسمى بعلم الأصول لا يضر باهمية العلم واستقلاليته . (1) الشفاء 1 : المقولات : 6.) (12)
لنقرأ أدناه من أين جاء السيستاني ومحمد الصدر والطباطبائي وغيرهم من القدماء بالاستشهاد بالفلسفة في إثبات عقائد الإسلام .

فلاسفة وديانات باطلة :

الصابئة: وهم أصحاب الهياكل الذي يعبدون الكواكب الذين يتقربون إلى الله حسب زعمهم بالأنبياء وبمبدعاته المدهشة في السماء , والنجوم والكواكب والملائكة , حتى ينالوا الوصول إلى عالم النور
فالصابئة يعتقدون بما أسموه الكينونة العليا السامية , والتي لا هيأة لها , وأنه انبثقت عن مخلوقات , أنيط بها خلق العوالم الروحية والمادية , والتي تمثلت عندهم في الكواكب والنجوم والأنبياء والصالحين , ويعتقدون أن تلك العوالم لها تأثير في مصائر جميع مظاهر الحياة (  تاريخ الصابئة المندائيين ص37) .  وهذا المفهوم مطابق لما يدعيه الشيعة بأن الأئمة مخلوقات نورانية كانت في الخلق قبل الخلق كالنجوم ، فقد سئل آيتهم العظمى جواد التبريزي في تعليقاته وفتاويه المطبوعة مع صراط النجاة للخوئي ج3 ص438 - 439 مكتبة الفقيه – طبعة الكويت ـ وفيها أنه سُئل :    
ما رأيكم في من يعتقد بان النبي وأهل النبي كانوا موجودين بأرواحهم وأجسامهم المادية قبل وجود العالم، وأنهم كانوا مخلوقين قبل خلق آدم لا أن الله تعالى جعل صورهم حول العرش، فما هو الجواب؟
أجاب التبريزي: "كانوا عليهم السلام موجودين بأشباحهم النورية، قبل خلق آدم وخلقتهم المادية متأخرة عن خلقة آدم، كما هو واضح والله العالم) ! ، وقالوا أنهم المتصرفون بالكون ومن كتبهم : (الإمام كلمة الله، وحجة الله، ووجه الله، ونور الله، وحجاب الله، وآية الله، يختاره الله ويجعل فيه ما يشاء ويوجب له بذلك الطاعة والولاية على جميع خلقه، فهو وليه في سماواته وأرضه. فهو يفعل ما يشاء وإذا شاء الله شاء. مفزع العباد في الدواهي، والحاكم والآمر والناهي، مهيمن الله على الخلائق. خلقهم الله من نور عظمته، وولّاهم أمر مملكته، فهم سر الله المخزون، وأولياؤه المقربون، وأمره بين الكاف والنون- وفي نسخة- لا بل هم الكاف والنون، إلى الله يدعون، وعنه يقولون، وبأمره يعملون، مبدأ الوجود وغايته، وقدرة الرب ومشيئته، وأم الكتاب وخاتمته ) بحار الأنوار (25/ 169 إلى 174) . فهل بعد الشرك كفر ؟
من كتاب ( الملل والنحل ) للشهرستاني وفلسفة أفلاطون :
في هذا الكتاب ذكر لأديان وفرق أنقل منها ما قاله عن الفيلسوف أفلاطون (أنه قال‏:‏ إن للعالم محدثاً مبدعاً أزلياً واجباً بذاته عالما بجميع معلوماته على نعت الأسباب الكلية كان في الأزل ولم يكن في الوجود رسم ولا طلل إلا مثالاً عند الباري تعالى ربما يعبر عنه بالهيولى وربما يعبر عنه بالعنصر ولعله يشير إلى صور المعلومات في علمه تعالى‏.‏ وقال‏:‏ والعالم عالمان‏:‏ عالم العقل وفيه المثل العقلية والصور الروحانية وعالم الحس وفيه الأشخاص الحسية والصور الجسمانية كالمرآة المجلوة التي تنطبع فيها صور المحسوسات فإن الصور فيها مثل الأشخاص وكذلك العنصر في ذلك العالم مرآة لجميع صور هذا العالم يتمثل فيه جميع الصور كلها غير أن الفرق‏:‏ أن المنطبع في المرآة الحسية صور خيالية يرى أنها موجودة تتحرك بحركة الشخص وليس في الحقيقة كذلك وأن المتمثل في المرآة العقلية صور حقيقية روحانية هي موجودة بالفعل تحرك الأشخاص ولا تتحرك فنسبة الأشخاص إليها كنسبة الصور في المرآة إلى الأشخاص فلها الوجود الدائم ولها الثبات القائم وهي تتمايز في حقائقها تمايز الأشخاص في ذواتها‏.‏) (13)
وسآخذ مثال واحد من كتب علماءهم لأبين التطابق مع هذه الفلسفة الباطلة وبالطبع يشترك علماءهم فيها ومن الاستحالة أن أذكر جميع من قال بهذا .
العلامة آية الله ( كمال الحيدري ) :
هذا المرجع رأينا له برنامج مطارحات في العقيدة الذي يحاول فيه بطرق التدليس والتقطيع أن يثبت أن علماء أهل السنة والجماعة هم المجسمة وأن عقائدهم في التوحيد باطلة واعتمد تماماً على جهل المستمعين من أهل السنة والشيعة معاً فحاز على انتباههم ويا ليتهم يعلمون أنه لم يتقدم للحوار مع علماء أهل السنة وهم ينتظرون منهم أي عالم يثبت عقائد الإمامية بالقرآن والسنة فكان برنامجه كذر الرماد في العيون ونسي العلامة أن كتبه تشهد عليه في عقيدة وحدة الوجود الذي امتدح الصوفي الضال (أبن العربي) الذي يشاركه فيها وهذا في قسم الأسئلة في موقعه لمن يريد التأكد ، وأضع هنا من كتابه ( من الخلق إلى الحق ) المنشور في موقعه ضمن مجموعة كتبه العرفانية في الفصل الأول منه وهو يقول فيما يخص الخلق الأول هو عالم العقل وعالم المادة ، ويقول عن عالم العقل : هو أول موجودات عالم الإمكان سبقاً ، والصادر عنه تعالى ، ويقول : وعالم العقل على ما له من سبق على عالمي المثال والمادة ، بل هو علة إعدادية لهما ، وأنه أشرف موجود ممكن ، إلا أنه لا يخرج عن الظلية في وجوده للواجب تعالى ، وأنه فقير متقوم به وغير مستقل عنه . وقد ورد هذا في جملة من الروايات تصريح بكون العقل هو الصادر الأول عن الواجب تعالى فعن الرسول الأكرم أنه قال : أن أول ما خلق الله العقل ( وأشار إلى المصدر بحار الأنوار ج 1 ص 97 ) . أنتهى . وراجعوا معي التطابق أعلاه وأضع هنا الحديث المشار إليه في كتابه وهو : ( أن أول ما خلق الله العقل فقال له : أقبل فأقبل ، فقال له أدبر فأدبر ، فقال : وعزتي ما خلقت خلقا أكرم علي منك ، فبك آخذ وبك أعطي ولك الثواب وعليك العقاب ) (حكمه : حديث موضوع لا أصل له ).
أن المقارنة واضحة بين أقوال أفلاطون وأقوال الحيدري ولا سيما أنه يعترف بنقله عن أفلاطون في فصل المثل الأفلاطونية التي تنص على أن هناك صور شبحية تماماً كما يقول الإمامية في طبيعة خلق الأئمة في عالم الذر ، وفي هذا الفصل يشرح الفرق بين المثل عند إفلاطون وبين عالم المثال الذي أرجعه إلى أقوال الشيخ ( حسن زادة الآملي ) و( الطباطبائي ) وطبعاً هما من أصول فارسية وهدفهم جميعاً واحد وهو إرجاع هيمنة الدين المجوسي بسفسطة علم الكلام مدعين أنه فقه عالي في الدين لا يناله إلا القلة وإنما هي ضلالات بهيئة إسلامية شكلية ، أما عن وحدة الوجود فيقول في ( السفر الأول ) في كتابه أعلاه ( من الخلق إلى الحق ) وهو يشرح سبب الاحتجاب عن الله تعالى بالآية ( فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ) سورة ق 22 فيقول : ( إذاً ينبغي أن يكون الهدف الأسمى هو العود إلى ذلك الأصل واندراج وانطفاء ذواتنا في طي الذات الواجبة كما تندرج القطرة في البحر ، وهذا هو منعنى الفناء الحقيقي للذات ، فلا غضاضة بعد ذلك إذا ما سُئلت القطرة من أنت ؟ فتقول أنا البحر ). أنتهى . هذا هو نص واحد فقط يبين عقيدة الحيدري المشابهة للصوفية الكفرية المنغمسة في عين الوحدة كما يصفونها ويعللها بقول الإمام علي رضي الله عنه وهو بعيد عن المعنى لمن فهم الفرق بينهما يقول : وذلك هو كمال الانقطاع إلى الله تعالى عن أمير المؤمنين ( اللهم هب لي كمال الانقطاع إليك ) والمشار إلى مفاتيح الجنان في مصدره فالفرق كبير بين الانقطاع عن ما عداه وبين الاتحاد معه ، فيا لها من قابلية وتبجح بما ليس فيه لأنه لا يعلم من حقيقة التوحيد غير الشرك في الله وعقيدة الحلول وهذه أعاجيب عندما يرمون علماءنا بداءهم وينسلون .
ماذا تقول الديانة المجوسية وحكيمها زرادشت ؟ من كتاب الملل والنحل للشهرستاني يقول عن المجوس : ( وزعموا‏:‏ أن الله عز وجل خلق من وقت ما في الصحف الأولى والكتاب الأعلى من ملكوته خلقاً روحانياً فلما مضت ثلاثة آلاف سنة أنفذ مشيئته في صورة من نور متلألأ على تركيب صورة الإنسان و أحف به سبعين من الملائكة المكرمين . ) تشابهت قلوبهم فأين ذوو الألباب ؟ .
عوام الشيعة ومجالس العزاء :
كثيراً ما نسمع أن الإمامية تدعي أن الأئمة تحضر مجالس عاشواء بل ويدعون أن منهم من تحضره روح الإمام في جسده ، وهناك وثيقة مصورة في اليوتيوب عن حسينية فيها شخص جالس في كرسي يمثل فاطمة الزهراء رضي الله عنها ولا أحد يعترض منهم على هذا، وأدناه عقيدة كاملة على لسان مراجعهم أئمة الضلال وكيف يجهد نفسه في ترسيخها حتى لا تضيع أموال الخمس والمتعة والسيطرة بأسم حب آل البيت . هل تحضر الصدِّيقة الكبرى الشهيدة عليها السلام مجالس العزاء على ولدها الإمام الحسين عليه السلام؟. هذا السؤال ورد على مراجعهم وإليكم الجواب والنص منقول من موقع العاملي بالكامل :
بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة آية الله المحقق الشيخ محمد جميل حمود العاملي عامله الله بلطفه الخفي بمحمد وآله

أسعد الله أيامكم وأدام ظلكم بمناسبة مواليد الأقمار الثلاثة. أسأل الله لكم السلامة وطول العمر في ظل رعاية مولانا صاحب العصر  أرواحنا لتراب مقدمه الفداء نستميحكم العذر على توجيه بعض الأسئلة لمقامكم العالي، فتفضلوا علينا، إن الله يجزي المحسنين السؤال الأول: هل يمكن أن تحضر الزهراء صلوات الله عليها مجالس ولدها أبي عبد الله الحسين عليه السلام، وكيف يمكن ذلك؟ وإذا كانت تحضر روحي فداها فهل هناك روايات تدل على ذلك، حسبما أفاده السيد الخوئي أعلى الله مقامه في أحد استفتاءاته، بأن هناك روايات دلّت على ذلك، فهل يمكن أن تذكروا بعضاً منها؟ 

بسمه تعالى !!! والجواب: إنَّ سيِّدةَ نساء العالمين الصدِّيقةَ الكبرى الزهراء البتول(صلوات ربي عليها) مخلوقة من نور عظمةِ الله تبارك وتعالى ولها ولايةٌ تكوينيَّة كبرى على جميع العوالم المادية والملكوتيَّة ،ولها من الطاعة على عامة خلقه ما لا يمكننا وصفه لعدم وجود قابلياتٍ تتحمَّل بعضَ علومِ وأسرارِ تلك الطاهرة الزكيَّة والجوهرة الإلهيَّة والعنصر المحمدي والشبيه العلوي،فهي روحي لتراب أقدامها الفداء فوق ما نتصوَّر،ومهما أفضنا في بيان فضائلها ومعاجزها وحقيقتها النورانيَّة فإننا مقصِّرون وعن إدراك ماهيتها عاجزون،إذ كيف يحيط المحدود بالكلي،والعاجز الداني بالنوراني العالي الذي لم يؤمر بالسجود للملائكة؟! فمولاتي الزهراء البتول (روحي فداها)حجة الله تعالى على عامة خلقه من الملائكة والأنبياء والمرسلين والأوصياء والصدِّيقين والجن والإنس وما يُرى وما لا يُرى من خلقه بمقتضى   إنَّما وليُّكم الله ورسوله والذين]ولايتها الكبرى المدلول عليها بقوله تعالى  فالآية وإن نزلت في أمير المؤمنين[آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة .. عليّ عليه السلام إلاَّ أنَّها تشمل الصدِّيقة الكبرى وأولادها المطهرين عليهم السلام لكونهم من نورٍ واحدٍ ،فما ثبت لأمير المؤمنين فهو ثابت لها إلاَّ ما أخرجه الدليل،ويشهد لما نقول ما ورد بالمستفيض بألفاظ متعددة عن الله تعالى قال لنبيِّه الأكرم صلَّى الله عليه وآله " لو لم أخلق عليَّاً لما كان لفاطمة إبنتك كفوٌ على وجه الأرضن آدم فمن دونه" ويؤيد هذا ما ورد في آية المباهلة الدالة على أنَّها نفس النبي والوليّ عليهم السلام،كما أنَّها الصدِّيقة الكبرى التي دارت على معرفتها القرون الأولى حسبما جاء في الأخبار الكثيرة بل ما تكاملت نبوة نبيٍّ إلاَّ بمعرفتها والإعتقاد بولايتها. والحاصل: إنَّ مقتضى الولاية الكبرى لتلك الجوهرة النفيسة هو الإعتقاد بحضورها وهيمنها على العوالم الملكيَّة والملكوتيَّة بما دل عليه قولُه  قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب وحيث أنَّها(روحي فِداها) مخلوقة من نور عظمة تعالى والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون وجلال الله تعالى فلا بدَّ من القول بإستشرافها لكلِّ العوالم رؤيةً حضورية تامة وليس على نحو المجاز والإستعارة،فحضورها نظير حضور ملَك الموت على آلاف المحتضرين في ساعةٍ واحدة،وهكذا حضور أمير المؤمنين والسيِّدة الطاهرة وأهل بيتهما الطاهرين عليهم السلام على شيعتهم المحتضرين في لحظةٍ واحدة، وهذا الحضور سبَّبَ إشكالاً عند بعض ضعاف النفوس من العلماء فرفضوه من أساسه،ولكنَّه ليس بهذا المستوى من الصعوبة،فقد حلَّ الإشكال العلاَّمة المجلسي رحمه الله تعالى في البحار فقال بما معناه:أنَّ حضورهم عليهم السلام في لحظةٍ واحدة على آلاف المحتضرين ممكنٌ لأنَّه يحصلُ  بأبدانهم المثالية أو الصور النورانيَّة المشابهة لصورهم الحقيقيَّة،أو كالقمر أو الشمس يشرقان على عامة الخلق ،وكلُّهم يصدق عليه أنَّه رأى الشمس والقمر حقيقةً...إلخ                                      

أقول: ما أفاده رحمه الله تعالى موافقٌ للإعتبار والأدلة ،ولكنني أُضيف إليه:بأنَّ حضورهم بصورهم قياساً على حضور الشمس على عامة الخلق قياسٌ مع الفارق من حيث إنَّ حضور الشمس على الأفراد إنَّما هو حضور بالشعاع وهو غير الشمس بل هو صورة مصغرة عن نفس الشمس التي هي نارٌ متوقدة لا يمكن حضورها بنفسها على الخلق وإلاَّ احترقوا بلحظةٍ واحدة،فشعاع الشمس يختلف عن جوهر الشمس،وصورهم المثاليَّة عليهم السلام تختلف عن أعيانهم وحقائقهم،فربما يحضرون بأعيانهم على مئات الأشخاص بلحظةٍ واحدة من دون أن تحضر صورهم،ولا يكون هذا الحضور إلاَّ على الكاملين من شيعتهم،وأمَّا غيرهم من ضعاف النفوس وبقية الخلق فإنَّ حضورهم ساعتئذٍ يكون بصورهم لا بحقائقهم،ونستدل على حضورهم بأعيانهم على الكاملين من شيعتهم بما جاء في الأخبار الشريفة الدالة بحضورهم على المحتضرين من شيعتهم من دون ذكر قيدٍ في هذه الأخبار ،فلم تدل هذه الأخبار على حضورهم بصورهم بل قالت أنَّهم يحضرون،وإذا أُطلقَ اللفظ لا بدَّ من حمله على حقيقته،أي يحضرون بأعيانهم تماماً كما تحضر الملائكة على المحتضرين ،فلكلِّ محتضرٍ ملَكٌ خاصٌ به وهم ما توفاهم] [حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا..]تسميهم بعض الآيات بالرسل ..ولو فرضنا ــــ وهو غير بعيدٍ ــــ أنَّ الملاك عزرائيل يقوم بنفسه من[الملائكة دون إستعانة بملائكة آخرين مثله على قبض الأرواح فإنَّ ذلك يعني أن لديه من الولاية التكوينيَّة بحيث يكون آلاف المحتضرين واقعين تحت إرادته وهيمنته حقيقةً وهذا ما أكدته بعض الأخبار من أنَّ الدنيا جعلت بين يدي ملك الموت مثل جامٍ يأخذ منها ما شاء من غير عناءٍ...وهكذا بالنسبة إلى أهل البيت عليهم السلام فإن الدنيا عندهم بمنزلة الجوزة بيد أحدكم حسبما جاء في بصائر الدرجات  عن بعض الطاهرين منهم عليهم السلام، وبالتالي فإنَّ حضورهم حقيقةٌ واقعيَّة لا ريب فيها إلاَّ عند ضعاف العقول والنفوس والإيمان. فالسيِّدة المطهَّرة عليها السلام لا يخلو حضورها من أمرين: فإمَّا أن تحضر بصورتها النورانيَّة المثاليَّة،وإمَّا أن تحضر بجوهرها وعنصرها الحقيقي،وكلاهما جائزان ولا يعارضان الأدلة عندنا وبحسب تحقيقنا للمسألة،فيمكن لسيِّدة الطهر (فديتها بنفسي) أن تحضر في أمكنة متعددة في وقتٍ واحدٍ بحسب ما أشرنا إليه آنفاً ولا مانع ـــــ عقلاً ونقلاً  ــــ منه ،فإنَّ صورتها النورانيّة الإلهيَّة لا يمكن أن يحيط بها الزمن بل هي محيطة به بإذن الله تعالى وهذا ما عبَّرت عنه الآيات والأخبار بالولاية التكوينيَّة، بل نزيدك بأنَّ صورتها النورانيَّة خارجة عن الزمان والمكان،فهي فوقهما،فليست جسماً عنصرياً ليحتاج إلى الزمان والمكان، فهي مخلوقة من نور الله تعالى ومن كان كذلك فكيف يحيط به الزمان والمكان؟؟                                  

هذا كلُّه من الناحية الإجماليَّة لإثبات حضورها القدسي في مجالس إبنها الشهيد السعيد الإمام الحسين (فديته بنفسي) ومن الناحية التفصيليَّة فلم أعثر على أخبارٍ  خاصةٍ بشأن حضور النبيِّ وآلِه الطاهرين عليهم السلام في مجالس العزاء على سيِّدنا ومولانا الإمام المعظَّم أبي عبد الله الحسين (صلوات ربي عليه)  ــــــ كما ادَّعى السيِّد الخوئي رحمه الله تعالى ــــــ لكنَّ النصوصَ العامة من القرآن والسنَّة الدالة على ولايتهم المطلقة على الكون بإذن ربِّهم المتعال وحضورهم التام كافيةٌ في إثبات المطلوب،ولعلَّ السيِّد الخوئي يشير إلى ذلك أو إلى بعضِ الأخبار الدالة على رؤية مولاتُنا المطهَّرة عليها السلام لزوار ولدها فتدعوا لهم ،من هذه الأخبار رواية عبد الملك بن مقرن عن مولانا الإمام الصادق عليه السلام الواردة في كامل الزيارات/الباب السابع والعشرين/الرواية رقم 239 وهي طويلة موضع الشاهد هو قول مولانا الإمام الصادق عليه السلام:"...ولو يعلموا ما في زيارته من الخير ويعلم ذلك الناس لاقتتلوا على زيارته بالسيوف ولباعوا أموالهم في إتيانه وأنَّ فاطمة عليها السلام إذا نظرت إليهم ومعها ألف نبيّ وألف صدّيقٍ وألف شهيد ومن الكروبيين ألف ألف يسعدونها على البكاء وإنَّها لتشهق شهقة فلا يبقى في السماوات ملك إلاَّ بكى رحمةً لصوتها وما تسكن حتى يأتيها النبيُّ صلّى الله عليه وآله فيقول:"يا بنيَّة قد أبكيت أهل السماوات وشغلتهم عن التسبيح والتقديس ...وإنَّها لتنظر إلى من حضر منكم فتسأل الله لهم من كلِّ خيرٍ .." فالشاهد في الرواية هو قوله"وإنّ فاطمة عليها السلام إذا نظرت إليهم .."يدل صريحاً على أنَّ لها حضوراً تاماً لمآتم ولدها الشهيد عليهما السلام،فإذا أمكن لها أن ترى زوار الإمام أبي عبد الله عليه السلام وتدعوا لهم بالخير أمكن لها بطريقٍ أولى أن ترى مآتمه عليه السلام لأنَّ المأتم أفجع من الزيارة، ولأنَّ الرؤية هنا حضورية حقيقيَّة ولا يشترط هبوطها(فديتها بنفسي)إلى الأرض ومشاركتها للزوار في الزيارة بل يكفي إطلاعها على أفعال الزوار لولدها والبكاء عليه.                              

مضافاً لما ورد في كامل الزيارات/الباب السادس والعشرين/رقم الحديث220في صحيح أبي بصير عن مولانا الإمام الصادق عليه السلام قال عليه السلام:" يا أبا بصير  أما تحب أن تكون فيمن يسعد فاطمة عليها السلام فبكيت حين قالها فما قدرت على المنطق وما قدرت على كلامي من البكاء" فإسعادها (روحي فِداها) بالبكاء ملازم عادةً لحضورها للمآتم، وقلنا أنَّ الحضور بمعنى الإشراف والإطلاع،وقد يكون بحضور هيكلها النوراني كما سمعناه مكرراً من مكاشفات بعض المتقين وهو أمرٌ لا يجوز إنكاره لدخوله في باب الكرامات لإثبات الحقّ ودعم الموالين وقد حصلت لنا نِعمٌ وألطاف  من قِبَلِهم عليهم السلام والحمد لله والفضل لهم....هذا ما حضرني من الأخبار التي يستدل بها على حضورها ولو  وسعنا الوقت لحصلنا على الكثير من الأخبار الدالة على المقصود.. ) أنتهى
إن هذا الزنديق قد أصدر كتاب يتهم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بأنها ارتكبت الفاحشة ومنشور في موقعه وتم طبعه في لبنان لا في قم ، ولا هناك من هيئة دينية ولا قوانين تضع حداً لتجاوزاتهم لعنه الله فإن تعرضهم لكل ثوابت الدين فاقت كل الحدود فيطعنون في الذات الإلهية عرض النبي صلى الله عليه وسلم ويغلون في آل البيت بلا علم ولا هدى ولا كتاب منير ، وعلى من يدعي أنه كلام جرايد ولا يؤخذ به فعليه بزيارة موقع اليوتيوب وفيه دلائل بالصوت والصورة وأحدها اليوتيوب التالي الذي يصورون فيه فاطمة الزهراء رضي الله عنها وهي تحضر مجالس العزاء والثاني بعنوان المولى تجلى بأبي القاسم ، غيرها الكثير !! ومن يعيش مع الشيعة وخاصة في العراق ويرى طقوسهم وزياراتهم ويسمع منهم يعلم حقيقة الغلو في الأئمة الذي لا مصدر له إلا عن علماءهم ولا تستند إلى قرآن أو سنة ولا يوافق عليها المنطق ولا الفطرة ، وحسبنا الله ونعم الوكيل على هذا الافتراء .

الخاتمة :
هذه هي حقيقة التشيع ولم أبحث في باقي علماء الشيعة ومراجعهم فهذا محال ولكنهم متفقون وإن لم يدرجوها ضمن العقائد فحالها حال اللعن والبراءة، فحقيقة التناسخ والحلول والقول بوحدة الوجود وهي من توابعها يعتنقها الشيعة علماءهم وعوامهم والفرق أن العوام يجهلون توصيفها لجهلهم وعدم اطلاعهم عليها مع أنها من المُسلمات كونها تخص عقيدتهم في الأئمة على عكس علماءهم فهم مع الإيمان بها والكتمان عن العوام والغرض من الكتمان عدم نفرة عوام الشيعة التي تؤدي إلى خسارة مصادر السلطة وديمومتها المتحصلة منهم ، فهل من هناك من يبحث عن دينه ويتق النار ولا ينفع بعدها عذر بعد نذر وقد أعذر من أنذر .
يقول ابن القيم رحمه الله في طريقة التأويل بالأهواء : "فأصل خراب الدين والدنيا، إنما هو من التأويل الذي لم يرده الله ورسوله بكلامه، ولا دل عليه أنه مراده، وهل اختلفت الأمم على أنبيائهم إلا بالتأويل وهل وقعت في الأمة فتنة كبيرة أو صغيرة إلا بالتأويل، وهل أريقت دماء المسلمين في الفتن إلا بالتأويل، وليس هذا مختصًا بدين الإسلام فقط؛ بل سائر أديان الرسل لم تزل على الاستقامة والسداد حتى دخلها التأويل، فدخل عليها من الفساد ما لا يعلمه إلا رب العباد"(14).
وفعلاً أن أصدق ما وصف به التشيع (أنها بذرة نصرانية غرستها اليهودية في أرض مجوسية) .
أسأل الله أن أكون قد وفقت في جمع الدلائل ومنه العون والهدى والحمد لله على نعمة الإيمان على نهج السلف آل البيت والصحابة .

ــــــــــــــــ
المصادر :
 1)أبن أبي الحديد ،" شرح نـهج البلاغة " (5/5)
 2)الدكتور عامر النجار ، " القاديانية "  ص  62
3) الكليني، "الكافي" ، باب خلق أبدان الائمة وارواحهم وقلوبهم ،ص 134
4) محمد يعقوب الكليني، "الكافي" ، باب مولد النبي
5) الكليني ، "الكافي" ، باب خلق أبدان الائمة وارواحهم وقلوبهم عليهم السلام ص 169
6) الدكتور طه حامد الدليمي " لابد من لعن الظلام " عن ظفر الإسلام خان " التلمود تاريخه وتعاليمه " ص79
7) الكليني ، "الكافي" باب أن الائمة عليهم السلام نور الله عزوجل ص 194
8)  المرجع  ميرزا حسن الحارثي، "الدين بين السائل والمجيب" طبعة الكويت
9)  محمد الصدر ، "تاريخ الغيبة الصغرى " ، السفارة المزورة عن المهدي " الفصل الرابع صفحة (490)
10 ) المصدر السابق ص 499
11) محمد محمد الصدر ، "منة المنان "
12) علي السيستاني ، " الرافد في علم الأصول " محاضرات بقلم السيد منير السيد عدنان القطيفي ، المبحث الأول  ص 14
13) الشهرستاني ، " الملل والنحل " ، الباب الأول الحكماء السبعة ، فلسفة أفلاطون
14) أبن القيم ، "أعلام الموقعين " 4/ 216
15) المرجع علي السيستاني ، "الرافد في علم الأصول " الكتمان ص 27
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق