بقلم / آملة البغدادية
بعد أن حدثت مجزرة الحويجة والتي دلت على
ضلوع قوات إيرانية في الهجوم بحماية وعلم من مكتب رئيس الوزراء الصفوي ،
كان هذا جرس البدء لنهاية الصفوية في العراق ، فالموضوع أكبر من مسألة قتل
أهل السنة لأنه في عرف ودين الإمامية هو تكليف لنصرة أهل البيت . المسألة
قد تعدت العراق إلى سوريا الشقيقة التي تدفع ثمن غفلتها وقبولها بأوكار
الشر تفقس عن إجرام وعمالة وطابور خامس لصالح إيران . اليوم وقد أصبحت
قوافل الحثالات وجثثهم العفنة تتوافد إلى العراق بعد نفوقهم في سوريا ،
إزدادت حملات المليشيات الصفوية في بغداد خطفاً وقتلاً للعزل من أهل السنة ،
بل توضحت محاولات تهجير سنة بغداد استكمالاً لما يسمى (خطة تشييع بغداد ) ،
ولا شك أن هذا التصعيد يتزامن من مطالبات المعتصمين لاختيار الحل الحربي
لتحرير بغداد من الطغمة الصفوية .
هذا الموقف أثار مخاوف التيار الصدري
بقيادة مقتدى الصدر ، والذي يرى فيه خطورة على مناصبهم وتمكنهم في بغداد
خاصةً لأنه سيولد رد فعل طبيعي لحماية أهل السنة لوجودهم وممتلكاتهم ، وهذا
يعني حرب طائفية تنزل كل القوى السنية بثقلها خاصة في المحافظات بما لا
قبل للحكومة بها .
مع بدء أولى محاولات التصادم العلني بين
جيش المهدي وعصائب أهل الحق الضالعة بالاغتيالات الأخيرة رغم نفيها الغريب ،
إلا أن الصدام وصل إلى القيادات في صفوف التيار الصدري ، حيث تم التعرض
لموكب ( حازم الأعرجي ) في معقل الرافضة (الكاظمية) وفي أقرب مكان مقدس
عندهم محاط بالحماية العسكرية ، وقد أدى إلى قتل أحد حمايته المكنى (أبو
علي) ، والأعرجي الآن في مستشفى الكاظمية يُعالج من أثر ( الجلطة القلبية )
! . شر البلية ما يضحك ! كبيرهم القائد الذي لبس الكفن وصاح من على منبر
الشرك عام 2006 بقتل أهل السنة خر مغشياً عليه من الخوف .
أصدر مقتدى الصدر بياناً يفضح فيه عِظم
الخلاف بين الجبهتين العسكريتين مع أنباء مواجهات في منطقة الشعلة بين
الفريقين، وهذاما تم الإعلان عنه وسط تكتم شديد حيث أعلن اليوم عن هجمات متفرقة في مدينة الصدر تستهدف منازل قادة في العصائب وهم:حسن سالم،جواد الطليباوي،الشيخ باقر القريشي.
البيان فيه أكثر من نقطة تستدعي الوقفة عندها ، فقد بدأه بعبارة اشترك فيها جاهلية قريش ، وهي ( بأسمك اللهم ) ! . المتعارف عليه عند الرافضة أن تكون فتاواهم وبياناتهم بل حتى الدستور الحالي بلفظ ( بسمه تعالى ) ، فهل هو خطأ أم كناية عن خطاب مع من هم ليسوا من أمة محمد حسب اعتباراتهم ؟ ! . الواضح أنه الاختيار الثاني من عبارته في البيان بأنهم لا ينتمون لآل البيت ، والنص هنا : ( قد تعديتم كل الخطوط التي خطتها لنا اباؤنا واجدادنا وعلمائنا لاسيما حاملي السلاح منكم كفاني وكفا ال الصدر شر اعمالكم فلستم لي ولا لابائي تنتمون)
النقطة الأخرى هو تصريحه للعصائب بأن
القتل ليس من صلاحياتهم ! وأتساءل : متى كانت العصائب كتلة سياسية أم متى
لم تتلطخ أيديها بالدماء ؟ فما معنى أن يقول مقتدى الصدر لهم : (فيا اهل
الباطل ليس هذا يرضي شهيدنا فالقتال ليس من صلاحياتكم ولاصلاحيات قياداتكم)
. ، ثم أن هذا معناه أن جيش المهدي هو المسئول عن القتل وما زال .
الوقفة الأخرى هو تذييل البيان بالتاريخ
الذي يتداول في إيران بالتقويم الفارسي بلفظة (رجب الأصب) ، وهذا يدل على
عدم عروبة آل الصدر والتيار الصدري مهما تظاهرا بالعروبة ، ومن المعلوم أن
مقتدى الصدر ما زال يقطن إيران ، وهذا يجعلنا نتسائل عن علاقة ملالي قم
بالصدام المسلح وعدم الأمر بوقفه ، والواضح أنه لصالح إيران في التخلص من
قادة كتلة الأحرار التي باتت تعترض على نوري المالكي دميتها المفضلة .
نسأل الله أن يجعل تدبيرهم تدميرهم ويشف صدور المؤمنين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق