نشرت وكالة المدى برس بتاريخ 1/6/2014 خبراً صحفياً بعنوان (غرق مركب إيراني يهدد الملاحة بشط العرب وسط مطالبة بضرورة انتشاله وتحديد المسؤولية) *مرفق مع الصورة أعلاه التي تبين حجم المركب الصغير مقارنةً مع حجم البواخر الضخمة في أفق الصورة .
العنوان المثير يوصل للأفهام احتمال حصول كارثة كغرق التيتانك عند اصطدامها بالجبل الجليدي أوائل القرن العشرين ، وبعد قراءة الخبر تبين بما لا يقبل الشك خلفية العقلية الشيعية المهووسة بالألوهية للأئمة والهيمنة الإيرانية في نفوسهم مهما ارتقت شهاداتهم العلمية ومناصبهم، والنص أدناه منقول :
(قال الربان البحري كاظم فنجان الحمامي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "مركباً خشبياً إيراني الجنسية يدعى "يا حسين"، غرق منذ اسبوعين عند مدخل شط العرب، على مسافة 9 كيبلات، (وهو أحد القياسات البحرية)، عن العوامة رقم واحد"، مشيراً إلى أن ذلك "يسبب خطورة على السفن والبواخر خلال إبحارها في مياه الشط ليلاً بسبب الظلام الدامس".ولم يحدد الحمامي، أسباب غرق اللنج (مركب الصيد) الإيراني، إلا أنه ذكر أن الحادث "وقع في منطقة تدعى قناة الروكا، حيث ينصفه خط التالوك وهو الحد الفاصل بين الجانب العراقي والإيراني في مياه شط العرب"، عاداً أن "المركب الغارق يشكل عائقاً بوجه الوحدات البحرية المتوجهة إلى الموانئ العراقية والإيرانية".وقال الخبير في القانون البحري، مصطفى فهد، في حديث إلى (المدى برس)، إن على "الجهات العراقية المعنية أن تحقق بحادث الغرق وتحديد الجهة المسؤولة عنه لتحميلها مهمة انتشال المركب ونفقات ذلك في أسرع وقت".ورأى فهد، أن "المركب الغريق يثير تساؤلات عدة، أولها مدى صلاحيته الفنية للإبحار وتوافر متطلبات السلامة فيه، بحسب القانون البحري، الذي صادق عليه العراق في اتفاقية سوداس عام 1973، خصوصاً أن الجانب الإيراني تولى تسييره في القنوات الملاحية"، وتابع إذا "ما ثبت أن الحادث نجم عن قوة قاهرة لم يكن بالإمكان تجنبها، وكانت خارجة على إرادة طاقمه، أو اصطدم بجسم بحري آخر، فهنالك قواعد يعمل بموجبها، لكن الواجب يقتضي انتشال ذلك المركب قبل اتخاذ أي إجراء بشأن موضوعه".) أ هـ
إن هذه التصريحات التي توحي بالمهنية من قبل الربان البحري والخبير القانوني ( البحري) تثير الشفقة والاستغراب لكثرة التناقضات والمغالطات في نفس الوقت ، وتبين الانبطاح لإيران والرضا بالهيمنة الروحية والمادية والسياسية أمر مشين بحق العراق العظيم الذي يبادر مسئوليه بتصريحات توحي بموقف مدان بتهم عظمى أو مستعبد يبغي الرضا كما شأن العبد نحو سيده، فمن المغالطات :
أن السفن والبواخر لا تتضرر من قطع خشبية عائمة حتى لو كانت من قوارب صيد بل أن التصادم فيما بينها هو العائق وهذا نادراً ما يحدث ، أما ما هو وارد فالعكس تماماً حيث تم نشر خبر حول اصطدام سفينة تابعة لسلاح البحرية الياباني بقارب صيد على متنه 4 أشخاص في بحر "سيتو" بمقاطعة "هيروشيما" جنوب غرب اليابان اليوم، ما تسبب في إصابة شخصين من أفراد طاقم قارب الصيد.
أن عدم سحبه من قبل أصغر القوارب المسيرة بالديزل لمدة أسبوعين من قبل إيران تثير العجب مع ما لدى البحريتين من امكانيات خاصة للسحب، وكذلك عدم اتخاذ إجراء من قبل الملاحة العراقية بمخاطبة أسيادهم في طهران ما دامت تشكل تهديد بحسب ادعاءهم يعتبر أمراً مثيراً للدهشة
أن اهتمام البحرية بقارب صيد صغير ربما كان أحد القوارب المعروفة لتهريب المخدرات أو الأسلحة أو أشخاص معينين معلومي الأهداف التخريبية ــ وهو أمرٌ واردٌ ــ والملفت للنظر أن لم يبلغ عن فقدان أرواح من الجانب الإيراني وهو الأهم من قطعة خشب عائمة
أما تحليل الخبير القانوني المضحك بأن هناك قوة قاهرة ولم يسمها مستبعداً كونها رياح يجعل الذهن يربط الحادث مع خرافاتهم حول المهدي الغائب وتصرفه في حالات مشابهة من قطع الكهرباء عن أمريكا واختفاء الطائرة الماليزية ، بل ان هناك تداول (متواتر) حول إصلاح المهدي لطائرة عاطلة في الجو ، ومن يرغب في التأكد فمحرك البحث متوفر ، ولله في خلقه شؤون .
أما التناقضات :
أن التناقض بات علامة فارقة في الحكم الشيعي،حيث أن هناك العديد من الإجراءات التعسفية بحق الصيادين في البصرة أبتداءاً من منع القوات الأمنية لهم بالصيد في عز الموسم وتحديد التجهيز بالوقود وأهمها عجز الحكومة عن وقف التجاوزات عليهم من قبل خفر السواحل العراقية ذاتها وكذلك من قبل الدول المجاورة ، حيث انخفضت أعداد المراكب من 1400 إلى 400 فقط ، والنص التالي من نفس المصدر يبين الفرق وحقيقة النظام السابق الذي حفظ كرامة العراقي مع كل ما فيه من سلبيات ( يذكر أن الصيادين في قضاء الفاو، نحو 100 كم جنوب مدينة البصرة، عزفوا عن ارتياد البحر لشبه غياب الدعم الحكومي وارتفاع أسعار الوقود، فضلاً عن المضايقات والاعتقالات التي يتعرضون خلال عملهم من قبل القوات البحرية وحرس السواحل الإيرانية والكويتية، وقبل عام 2003 لم تكن تلك القوات تلاحق أو تضايق الصيادين العراقيين، ربما لان القوة البحرية العراقية كانت تبالغ أحياناً في ردة فعلها عندما يتعرض زورق صيد يحمل على ساريته العلم العراقي الى المضايقة أو المنع) .
أن الحكومة أهملت حالات مماثلة من غرق مركب سياحي في نهر الفرات وعلى متنه 19 عراقي في نفس الفترة ولم تلقى هذا التشديد في التحقيق. لا يفترض أن تتعطل الذاكرة العراقية بشأن ما جرى من أهوال جسام أرتكبها الحكم الشيعي بحق العراقيين جميعاً بشكل مباشر وغير مباشر حيث أن غرق الطوافة المطعم اللبناني في نهر دجلة قبل سنوات من الأمور الغامضة التي لم يتم الإعلان عن أسبابها وحيثياتها ، والرابط أدناه **.بل أن حالات غرق أهالي أبي غريب ونواحي الفلوجة وغرق موكب عرس في نهر الفرات تهاوى بفعل تفجير على جسر راوة على يد القوات التي تسمى عراقية أمر أفظع وأكثر استدعاء للتحقيقات التي لم تطرح حتى في الأذهان، بينما تخرج علينا أفواه مستعبدة تترك مسئولياتها وتجد الوقت في صفحات الفيسبوك الخاص بها لتخط تفاهات لهو أمر جدير بالإنقاذ .
أن ثروات العراق تُهدر بأيادي فاسدة لا تصلح للقيادة لفساد الفكر وحادثة تفجير سفينة الحمل في ميناء البصرة المسيطر عليه من قبل المليشيات وتم التعتيم عليها هو عار في جبين الحكومة، كما تسربت معلومات عن أمتلاك عائلة المالكي لأسطول بحري وكأن العراق ملك خاص ووراثة مقدسة تحت ولاية الفقيه كما أن هناك عقود كبيرة أعلنت عنها وزارة الدفاع الامريكيةمن قبل شركة سويفت شيبس الأميركية لصناعة السفن قد اعلنت، في 21 اذار 2013، تسليمها زورقي دورية مسلحين إضافيين من صنعها إلى قيادة القوة البحرية العراقية، ضمن صفقة لتجهيز 15 زورقا من صنعها، تم التعاقد عليها عام 2009 بقيمة 181 مليون دولار ضمن عقد بقيمة 24.4 مليون دولار لانشاء رصيف بحري عائم مع ملحقاته من معدات كري الانهر لصالح القوة البحرية في العراق"، هذا الامر جاء بإسناد من برنامج المبيعات العسكرية الخارجية التابع لوزارة الدفاع الامريكية البنتاغون وفي مسعى لتطوير قدرات البحرية العراقية"!!!
نذكر البحرية العراقية وخبراءها في القانون أن رئيس الوزراء الكوري الجنوبي جونج هونج وون قد قدم استقالته متحملا كامل المسؤولية عن حادث غرق العبارة "سيوال " الذي خلف ما يقرب من 300 شخص ما بين قتيل ومفقود ، وقد نشرت الصحف صور الصفعة التي تلقاها أمام الفضائيات بينما يتربع رئيس الوزراء العراقي وقائد القوات المسلحة على كرسي العرش ثمان سنوات والعراق ينزف دماً ولا نجد من يوجه إليه صفعة من قبل البحرية ولا النواب . هذا ولا نقارن بعدم استقالته لأن هناك فرق بين الثرى والثريا عند من تحمل المسئولية لأجل الشعب ومن يتحملها لأجل بلد غير بلده على حساب شعبه.
إنها حادثة لم تحصل تثير ألف تساؤل في العراق وتجرنا من السخرية التي تحويها إلى حزن مفروض تدعو للكلام مع الغرقى حيث لا سماع لا من الأموات ولا من الأحياء إلى ما شاء الله . والله المستعان
**
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق