السبت، 20 يوليو 2013

نجاح إيران في خلق الفتنة بين العرب ووأدها بين المليشيات الصفوية ، المجلس السياسي العربي مثال



خاص / مشروع عراق الفاروق
بقلم /آملة البغدادية
بعد غزو العراق، دائماً يبدأ الحديث عن الأزمات والفتن التي تنشأ في العراق خاصة ، فلا أزمة ولا فتنة ولا مليشيات ولا استهداف لأهل السنة، إلا وكان بعد غزو العراق ، ولم يكن لينجح مخططهم الصفوي هذا، لولا الحكومات التي زرعوا شبكتها بمن يخدم مصالحها، ومن يعترض ينال الإبعاد بشتى الطرق ، كما حصل للأستاذ طارق الهاشمي ، ومن قبله الدكتور عدنان الدليمي .
 بعد مؤامرة تفجير المرقدين في سامراء عام 2006 من قبل مليشيات شيعية بأوامر وعون إيراني وأمريكي ، تم إطلاق ساعة الصفر لبدء حملات الإبادة لأهل السنة ، وبدء إعلان العراق دولة شيعية وقاعدة للانطلاق لباقي الدول العربية . ولا نحتاج للمزيد من الشرح بما لا يخفى ولا هو غير متوفر من معلوماتية ضخمة بالوثائق كأرشيف وشهادات واقعية يومية .

على قلة الإمدادات في ساحة الاعتصام في المحافظات وبغداد لأهل السنة ، أصبحت تشكل الخطر الحقيقي لبقاء الحكم الشيعي في العراق، ولولا هذا لما تجرأت القوات الأمنية لاستهداف المصلين والمعتصمين على نحو معلن غير مبرر . ولولا صمود الساحات لما كان التضييق على الحدود الغربية مع سوريا ،أو الحدود الشرقية مع إيران خاصة في محافظة ديالى ، والتي تشهد المرحلة الأخيرة من تشييعها باستهداف المكون السني من جهة واحتلال أراضي شاسعة من جهة أخرى . 
أما كركوك فهي العقدة التي تقف في وجه التعاون الكردي الصفوي ضد المكون العربي السني في المناطق المتنازع عليها ، والتي أصبح الورقة التي يلعب بها الطرفان . ولم يعد خافياً أن الولاء والتقارب مع ساحات الاعتصام ومع حقوقهم المغدورة هي ترمومتر المكاسب على الأرض ، وبشكل عكسي . 
بعد مجزرة الحويجة ، والتي لم نجد من القضاء العراقي أو الدولي أو الهيئات التي تُسمى (حقوق الإنسان ) أي إجراء فعلي ، والأدهى لم نجد لمحكمة الجنايات الدولية أي حضور ، ولا نرى أي عدل تحقق بعد تقرير منظمة العدل الدولية بتجريم المالكي وزبانيته والقادة الأمنيين . بعد هذه المجزرة ، كان التحرك واضحاً في محافظة صلاح الدين لفرض خطة العقاب الجماعي، بعد خطة افتعال التفجيرات المرسومة بدقة ضد التركمان وخاصة الشيعة منهم ، ولتكون بداية حملة التطهير الطائفي التي انتفضت لها الحكومة بكل سياسيها ومنابرها وعرباتها المصفحة .  

طالعتنا الصحف اليوم عن تصريحات هوجاء من قبل المجلس السياسي العربي في كركوك تتهم قادة اعتصام الحويجة ! . وهذا بعد عدة تفجيرات ، ومنها في طوزخورماتو في صلاح الدين ، ووالتي يسكنها الغالبية الشيعية ، حيث تم اغتيال أثنين من كبار قادة التركمان . والخبر يقول : "مرة أخرى يستهدف أبناء كركوك وخصوصاً المكون العربي، من شباب لا ذنب لهم سوى أنهم عراقيون ومن قاطني كركوك ومن أبناء الضاد". وتابع المجلس أن "هذه الاستهدافات هي حملة شعواء الهدف منها استنزاف الشباب العربي، وأصبح معروفا لدينا من الواقفين خلف هذا الدعم بأموالهم السياسية القذرة، والذين بالأمس خدعوا أبنائنا في تظاهرات الحويجة منتفعين من المجزرة التي حصلت راكبين زورق الدماء الذي ابحر في دماء أبناءنا ليصلوا إلى غاياتهم الدنيئة وتحقيق أهدافهم التوسعية والتقسيمية، منفذين أجندات أسيادهم الساعين إلى تقسيم العراق". واوضح المجلس "في الأمس القريب كانت فاجعة الحويجة التي قدم فيها الشعب العربي في كركوك خيرة شبابه من الذين غرر بهم أصحاب الأجندات الخارجية والمشاريع التقسيمية والدفع بمجاميع مسلحة لا تنتمي لأبناء المنطقة للتعرض لوحدات الجيش، بهدف خلق فجوة بين الجيش والعشائر، واليوم تستهدف تجمعات شبابنا بتفجيرات هوجاء الدين الإسلامي منها براء". أنتهى 

بغض النظر عن كارثة هوية الجيش والقوات الأمنية بصورة عامة ، والتي شُكلت بطائفية وأهداف صفوية ، فقد جاء البيان واضحاً عن إملاءه ، فقد ألقيت التهمة على ساحات الاعتصام ، وتحديد الغرض هو التقسيم !
يقال حدث العاقل بما يعقل ، ونقول حدد القائد بما يعقل .

أما عن عرض الحدث وتحديد المتهم ، ففيه ما ينافي الواقع والشهود ، فكل الساحات مراقبة ومطوقة من قبل القوات الأمنية وتزداد في أيام الجمعة ، وأن كل التقارير والمرئيات أكدت أن لا وجود للأسلحة ولا مجاميع مسلحة ، وبالتالي لا وجود لاستهداف الجيش ، إلا أن أحد أفراده تم الإعلان عن اغتياله، وبلا عرض للحادثة وتفاصيلها على الإعلام مرفق بالدلائل ، والأهم، لم نر تشييع رسمي بكونه أحد أفراد الجيش ، وهذا وحده يدل على أنه اغتيال داخلي مدبر لبدء المجزرة المرسومة . 
أما بيان الهدف والدافع وفق تحليل المجلس، هو التقسيم ، فهذا ما لم يطالب به أي من ساحات الاعتصام ، ومن يصف الفدرالية بالتقسيم فهو جاهل أو متجاهل ، ومن يُعجلنا بطلب التقسيم، هم من يتخبطون ويستحبون خلط الأوراق، ويستعذبون الغفلة بعد أنهار الدماء، مثل سياسيونا هؤلاء .

 ومن حيث المصلحة من الجريمة ، فالعاقل يرى ويبصر أن لا نفع من استهداف الشباب أو اغتيال القادة التركمان ، ولا كسب يعود لمعتصمي الحويجة، أو للمكون السني على العموم ، بل بالعكس، المردود السلبي عليهم سيرقى إلى الأعنف ، وكما هو حال الشيخ المعتقل (خالد المفرجي) فك الله أسره ، ولكن كل المصلحة والمكاسب هي للأحزاب الشيعية بشكل تام ، فهي من تأتي بأمواج العنف لتبرر المعالجات . والمقالة التي تشرح تفاصيل هذا هنا *
 أما المصلحة الكردية في فرض العنف لكسب ود الحماية بجيشها، وإن وجدت، فهي فاشلة لأن مخططها مكشوف وفق الدستور، وهو إعلان دولتها بسرقة ما ليس لها .

أما في حيثيات البيان ، وفي سطوره الأولى تم الكشف عن استهداف المكون العربي ، وهذه دلالة على أعتراف المجلس بأن الفاعل هو من قومية أخرى، وربما في إشارة إلى الكرد .

 عوامل الفتنة :

 إن هذا المشهد يفترض أن يُفهم قبل أن يستفحل ، لأن العمليات الأمنية والسلوكيات المنحطة من سرقة وشتم واستفزاز وجهت إلى السنة العرب، ومن كل الجهات ، الحكومية والمليشياوية مثل البطاط الخارج عن القانون، وسوات الإيرانية ، وحتى العشائر ومجاميعها من صحوات وغيرها . بمعنى آخر هي فتنة فرقت بين المكون السني خاصة وبين السني عامة . ويُفترض أن يتم وقف القرارات الأمنية الخاطئة، ومنع الإجراءات غير المنطقية، ولا المهنية بحجة الحماية لساحات الرياضة والمقاهي المستهدفة ، لأن تعطيلها هو المطلوب . وهذا يذكرنا بقرار الوقف السني بمنع الصلوات في المساجد لحماية المصلين، وإقفال أبواب مسجد أبي حنيفة النعمان ! وكلاهما لا يصلحان للقيادة .إن الجماعات الإجرامية حكومية أو غيرها تستهدف الأمن والاستقلال ، فأن يأتي الحل بمنع التجمع السكاني ، ثم استهداف المواطنين بلا دليل وبشكل جماعي ، لهو ترجمة عن أمرين ؛ تعمد عجز القوات الأمنية عن الحماية ، وإعدام الحياة الطبيعية عن الشعب . وكلاهما بعد عشر سنوات من الميزانيات الضخمة والأعداد الكبيرة يجعل الصورة مكتملة ، وهي إشغال الشعب بالنكبات، ولغض الطرف عن السرقات والمخططات الكبرى الأقليمية التي تقودها إيران، ومن المهم أن يُفهم سبب حصر الرئاسات ووزارات الأمن بيد رئيس الوزراء نوري المالكي الصفوي، هو لمنع التمرد من قبل الوطنيين ، وأن لا انقلاب يطيح بالحكومة أو سحب ثقة برلمانية ، لهي جرعات إحياء حكومة احتلال ومصاص دماء .
 إن ما تم من تحديد ساحات الاعتصام سيكون حجة للحكومة بالتخلص منها ، وما تم من تشخيص للعلاج بأنه (الحوار) لهو الذل بعينه . إن الحل هو توعية أهل السنة بأنهم مستغلون جميعاً ، من وعى وحمل السلاح، ومن جهل اختلاف العقيدة ، ولا حل إلا بالعلم التام بالعقيدة للسنة والشيعة ، وعندها يتم فهم المخطط الصفوي، وبعدها يبدأ الحل لاستعادة القوة والتمكين بوحدة الكلمة . 

من هو المجلس السياسي العربي ؟
 تشكل المجلس السياسي العربي في التاسع من تموز عام 2009، ويقول انه “المرجعية السياسية للمكون العربي في كركوك”، ويضم كل الكيانات السياسية العربية والشخصيات السياسية ورؤوساء العشائر والوجهاء المؤثرين في المجتمع الكركوكي، ويقع مقره الرئيسي في قضاء الحويجة (60) كم جنوب غرب مدينة كركوك.
اهم افكاره السياسية:
1. الإيمان المطلق بعراقية كركوك ورفض انضمامها لأي إقليم .
2‌. الإيمان بوحدة العراق وضرورة استقلاله وعودة السيادة الكاملة .
3. الاعتراف بأن المجلس هو المرجعية الوحيدة للمكون العربي في المحافظة.
ويتكون المجلس من الكيانات التالية:
1- التجمع الجمهوري العربي برئاسة سعد عاصم الجنابي.
2- التجمع الوطني العشائري المستقل، برئاسة عمر هيجل الجبوري.
3- كتلة الوحدة العربية، بزعامة حسين علي صالح الجبوري.
4- حركة الوفاق الوطني، بزعامة رئيس الوزراء الاسبق أياد علاوي.
5- الجبهة العراقية للحوار الوطني، بزعامة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك.
6- الحزب الدستوري العراقي، بزعامة وزير الداخلية السابق جواد البولاني.
7- تجمع المستقبل الوطني، برئاسة وزير المالية رافع العيساوي.
8- المجلس الاستشاري لعشائر الجنوب تابعة للتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر.
9- جبهة المشروع العراقي برئاسة سبهان الملا جياد.
10- حركة الإصلاح والتنمية  بزعامة عضو مجلس النواب عمر الكربولي.
11- كتلة التحرير والبناء.
12- كتلة العدل والسلام.
13- الإصلاح والعدالة الوطنية.
14- الكتلة الوطنية، نقابة السادة الأشراف، علماء ومثقفي العراق وحزب الشعب العراقي. 
 الصورة : عدد من قادة المجلس، تصوير: كركوك ناو

مع أننا لم نسمع عنه طوال السنوات السابقة ولا كان له حضور ، فإن هذا المجلس على هذا التنوع المتناقض في كل شيء ، هل يمكن أن يصل إلى صواب ؟ فلا هو عربي لولاءات العديد منهم لغير العرب ، ولا هو وطني لعمالة الكثير منهم ، ولا هو سياسي لعدم وجود مشروع له . وما تم إنجازه هو عدم النجاح في إنقاذ العرب ، اللهم إلا في إنقاذ الحكومة . ونتسائل عن الفتنة التي تنطفأ دوماً بين المليشيات والتيارات الشيعية بكلمة من إيران، فمن سيطفأ الفتنة بين السنة ؟ ولك الله يا عراق .

* أستهداف شيعة تركمان ومقتل علي أوغلو وغزوة رمضان ، ما الرابط بينهما ؟
http://ifaroq.blogspot.com/2013/07/blog-post_12.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق