الجمعة، 12 يوليو 2013

أستهداف شيعة تركمان ومقتل علي أوغلو وغزوة رمضان ، ما الرابط بينهما ؟




خاص /مشروع عراق الفاروق
بقلم /آملة البغدادية


تتعرض محافظات العراق إلى هجمات مستمرة بعد غزو العراق ، وصاحبتها وجود جماعات إرهابية لم يسبق العراق أن عرفها ولا عرف فكرها التكفيري ، إنما نشطت بعد هيمنة إيران وطائفية الحكومات المتعاقبة في العراق . أحد أعنف هذه الهجمات هو استهداف تجمع للتركمان المعتصمين في صلاح الدين، بحضور قيادات من أحزاب تركمانية، وقد أدى هذا إلى تصعيد خطابها وعلى رأسهم الأستاذ ( أرشد الصالحي ) حول مطالبات توفير الحماية ، حيث نعى حزب (توركمن أيلي) استشهاد المناضلين التركمانيين علي هاشم مختار أوغلو وأحمد عبد الواحد قوجا الى جانب كوكبة من الشهداء من أبناء مدينة طوزخورماتو جراء عمل ارهابي جبان أستهدف جموع المعتصمين التركمان من أبناء القضاء يوم الخامس والعشرين من الشهر الجاري, السادس ، هذا الخبر بحسب الموقع الإخباري تركمان شاني، فمن هو علي مختار أوغلو ؟ وما خلفية هذا الاعتداء والتصعيد والاهتمام الحكومي الكبير الذي وصل حد اجتماع اللجنة البرلمانية برئاسة الشهرستاني لإعلان تشكيل قوة تركمانية وصحوات ، وتلاها زيارة رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي إلى طوزخورماتو ؟ ولماذا لم تجد هذا الاهتمام والزيارات في باقي المحافظات وخاصة التي تحتضن اعتصامات منذ 6 أشهر ، وهي تتعرض لحملات ومجازر كما حصل في الفلوجة والحويجة في صلاح الدين ذاتها وديالى ؟
السبب أن هذه المنطقة تضم التركمان المتواجدين بشكل أساسي في كركوك ،وهي من المحافظات التي تعتبر من أهم القضايا الخلافية بين أقليم كردستان والمركز لكونها تمتلك آبار النفط التي يعتمد عليها الأقليم في التصدير ، ومن جهة أخرى تعتبر نواحي صلاح الدين (طوزخورماتو) من ضمن مناطق المتنازع عليها، والتي تضمنها الدستور واتفاقية أربيل ،حيث أنها تضم القومية التركمانية التي تشعر بالتهميش منذ تشكيل الحكومات بعد الغزو بشكل مقصود لا يخفى . هذا يفسر سبب استمرار الهجمات عليها من كل الأطراف لفرض الهيمنة بالاهتمام الإعلامي وفرض السيادة والحماية تارة ، وتارة أخرى بالهجمات الإرهابية التي تستهدف مناطق وشخصيات معينة لأسباب سياسية لا تخلو كونها طائفية، كما تم استهداف علي اوغلو في منتصف كانون الثاني من هذا العام بهجوم سابق تم علاجه في تركيا، وتلاه اغتيال صهره، وهو موظف في دائرة صحة طوز خورماتو .

من هو علي مختار أوغلو ؟
علي مختار أوغلو هو أحد أعضاء حزب أيلي تركمان، أحد أحزاب الجبهة التركمانية العراقية ، وهو الذي صرح في اختتام أعمال المؤتمر العام السادس للاتحاد الاسلامي الكردستاني" بتاريخ  10/5/2012، ونقلاً عن دائرة الإعلام التركمانية في خبرها بعنوان (حزب توركمن ايلي يعرض بنود مشروعه السياسي الخاص بجعل كركوك اقليما مستقلا)
: " نص المشروع السياسي الخاص بحزب توركمن ايلي" والداعي الى جعل محافظة كركوك اقليما مستقلا", مشيرا الى أن الحزب طرح هذا المشروع على الساحة السياسية باعتباره الحل ألامثل لقضية كركوك" كونه يضمن حقوق كافة ألاطراف" ويتيح للجميع المشاركة في ادارة شؤون محافظتهم".
 هذا أول سبب لاستهداف هذه الشخصية ، أما عن الجهة تحديداً فتتبين بعد البحث عن مواقفه الأخرى والجهات الرافضة .
كان لعلي هاشم مختار أوغلو حديثاً بتاريخ 12/03/2013 ، أي قبل 3 أشهر من اغتياله ، فنقلاً عن موقع خندان التركماني ، قد وصف التقارب التركي الكردي بأنه أثر بشكل إيجابي على العلاقات الكردية التركمانية ، حيث أضاف أن "الأعمال الإرهابية التي تطال المناطق التركمانية، والمقدسات الدينية في المنطقة وراءها بعض الجهات السياسية، التي تهدف إلى تمزيق وحدة ولحمة الشعب العراقي وخاصة التركمان"، مشيرا أنهم لا "يملكون قوى أو ميليشيات مسلحة لمواجهة هذه الأعمال الإرهابية"، ومطالبا "الأطراف الحكومية تقديم الدعم لهم لتتشكيل قوات تركمانية لحماية مناطقهم من الإرهاب". 
ومن صفحة الفيسبوك Türkman Çuvaldızı، طالعنا الخبر الخطير حول مشادة ساخنة لمطالبة علي أوغلو بسحب الثقة عن رئيس الوزراء نوري المالكي بتاريخ 14/3 ، ونصه على ذمة المصدر: ( تم اطلاعنا عليه من مصادر مقربة، علمنا بأن مشادة كلامية ساخنة حدثت بين الدكتور طورهان المفتي وبين السيد علي هاشم مختار اوغلو في خضم ازمة محاولات سحب الثقة من رئيس الوزراء نوري المالكي، وذلك حين اجتمعت اللجنة التنفيذية للجبهة التركمانية العراقية لتدارس القرار الذي على الوزراء التركمان اتخاذه حيال الازمة...حيث ان اردوغان وداوود اوغلو ومسعود البرزاني كانوا يضغطون على النواب والوزراء التركمان من اجل سحب الثقة من رئيس الوزراء نوري المالكي والانسحاب من الحكومة لإسقاطها... وهذا هو الموقف الذي ضغط علي هاشم مختار اوغلو وعلي مهدي لكي تتخذه كل قيادات الجبهة ...الا ان النائب ارشد الصالحي والدكتور طورهان المفتي والسيدة جالا نفطجي رفضوا تنفيذ تلك المطالب رفضا ً قاطعا ً لكونها ستؤدي الى تمزيق وحدة العراق والاضرار بالتركمان وستكون فرصة سانحة للبرزاني لكي يستولي على كركوك...هذا الموقف ادى الى غضب علي هاشم مختار اوغلو وقوله بأنه عليهم تنفيذ ما يطلبه اردوغان حتى لو ادى الى تمزيق العراق! مما حدى بالسيد طورهان المفتي ان يصفه بالخائن لبلده وأنه لن يتواجد معه في اي مكان سويا ًبعد هذا اليوم‬ ) أنتهى

هذه المشادة لا يمكن أن يتركها حزب الدعوة أو باقي الأحزاب الداعمة له ، خاصة وأن خطورة التصريح له ما يسبقه من مواقف ضد توجه الحكومة الصفوية ، حيث أن من أهداف الجبهة التركمانية العراقية ومن بنودها : العمل على حل الميليشيات المسلحة وبناء جيش عراقي قوي بعيد عن التنظيم السياسي ــ استحداث محافظتين تركمانيتين أحداهما في طوز خورماتو والثاني في تلعفر. وهذه تبين حقيقة الخلافات في الجبهة التركمانية من جهة وبين الحكومة والجبهة من جهة أخرى ، فحل المليشيات أمر مرفوض من قبل الحكومة وهي تدار من قبل أحزاب شيعية حصراً ، لذا استبعاد بناء جيش عراقي مستقل عن الانتماءات السياسية ، والتي هي أصلاً تأسست على انتماءات عقائدية شيعية بعد حل الجيش الحراقي السابق ، ولا سيما بعد أن تم دمج المليشيات (رسمياً) فيه بعد أن كان بشكل خفي .
من الأمور التي وضعت نقاط رفض لهذه الشخصية هو باقي تصريحه بتاريخ 14/3 أعلاه ، حيث نص الخبر :وحول التظاهرات التي تشهدها بعض المحافظات العراقية، أشار المسؤول التركماني، أن الجبهة تساند وتقف مع كل مظلوم انتهك حقه داخل العراق، محذرا من وجود محاولات من قبل بعض الجهات، التي تقوم "بزج الطائفية والفتنة" داخل صفوف المعتصميين بهدف الإساءة لهذه التظاهرات، دون تسمية هذه الجهات. وأضاف : أن رئيس الحكومة نوري المالكي ينفذ خطة إقصاء وتهميش بحق وزراء العراقية، وذلك لإبعادهم عن الحقائب الوزارية ليفسح لنفسه المجال بالانفراد في السلطة .
 أما مناشدات علي أوغلوا حول تشكيل قوة مسلحة من التركمان لم ترق إلى السماع ، إنما ما صرح به هو رفض لتشكيل قوة طائفية شيعية كما تم إعلانه في ٩/٤/٢٠١٣ (السيد علي هاشم مختار اوغلو والسيد علي مهدي يرفضان تشكيل قوة من التركمان لحماية ابناء طوزخورماتو! ) ، وهذا ما زاد الطين بلة أو زاد من غضب الحكومة ، لكن الأغرب أن تخرج مسيرة شيعية قبل حادث التفجير بيوم واحد تطالب الحكومة بحماية ، وبعد الحادث بيومين تسارع الحكومة لعقد مؤتمر يراسه الشهرستاني في خبر عن موقع صوت طوزخورماتو التركمانية : دفعت الهجمات المتكررة التي استهدف قضاء طوزخورماتو (175 كلم شمال بغداد)، حيث يسكن غالبية من التركمان الشيعة، الحكومة العراقية الى تشكيل لجنة برئاسة نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني لمعالجة الأمر.وقال الشهرستاني خلال مؤتمر صحفي خلال زيارته القضاء بأن "اللجنة اتخذت قرارات فورية وسريعة، بتشكيل فوج طوارئ من اهالي المدينة حصرا اضافة الى قوة صحوات بين 500 الى 700 شخص من التركمان" لحماية القضاء. أنتهى .


من الفاعل ؟
السؤال : من استهدف نائب الرئيس للجبهة التركمانية بعد هذا ؟ وما سبب غليان الشارع الشيعي وزيادة اللقاءات والتصريحات حول استهداف طوزخورماتو بالتحديد ؟ . إن شخصية كهذه ترفض التهميش من قبل الحكومة وتعارض إهمالها لمطالبات المعتصمين ، وتؤيد التقارب مع تركيا ، وترفض وجود المليشيات وترفض تشكيل قوة شيعية في طوزخورماتو بشكل طائفي ، وتدعم سحب الثقة عن المالكي ، كيف لا تكون مستهدفة ؟ ألا أنها الطائفية الصفوية ، تلك التي حدت بالأهالي في ديالى  إلى تشكيل قوة تسمى "امن الفواتح" لحماية سرادق العزاء وإعطاء رسائل اطمئنان للمعزين، فيما أنتقد مواطنون إجراءات هذه القوة التي وصلت إلى قطع الطرق وتعطيل السيربحسب مصدر للسومرية نيوز . لم ينتهي الأمر إلى هذا التمييز الطائفي الذي تمارسه الحكومة ففي المقابل كان رفضها تشكيل قوة لحماية المعتصمين السنة في الساحات ، ورفضها في جعل الصحوة ضمن القوات الأمنية ، ورفضها في تشكيل قوة من الأهالي لحماية الجوامع السنية ، عدا تضييقها للمعتصمين لمنعهم من الوصول إلى بغداد والصلاة في جامع أبي حنيفة ، بينما تجند كل قواتها ومؤسساتها الصحية والخدمية الأخرى لخدمة الزوار الشيعة وتنفق المليارت سنوياً لهذه المناسبات .

 أما عن تغطية هذه السلوكيات، فقد عمدت الحكومة إلى مسرحية أخرى، وهي إطلاق أكذوبة (غزوة رمضان) والتي نشرتها السومرية ذاتها نقلاً عن مدير شرطة صلاح الدين ، وتناقلتها مواقع عربية عديدة ، إن «مقاتلين سوريين بالإضافة إلى مقاتلين عرب من جنسيات أخرى، دخلوا العراق لتنفيذ هجمات انتحارية خلال شهر رمضان، واستهداف مناطق متعددة من محافظة صلاح الدين، وعدد من المحافظات الشمالية» . هذا التصريح تلاه تصريح عن نية القوات الأمنية الهجوم على مناطق جبل حمرين وسليمان باك ، وهي مناطق أغلبية سنية، حيث أتهمها بأنها تاوي الإرهابيين بعد حصولهم على أسلحة متطورة ! .
 

نتسائل : من غير المعقول أن يتجول المسلحون بأسلحتهم قادمين من الغرب إلى شرق العراق بهذه الحرية ، ومن الأغرب أن يكون استهدافهم صلاح الدين وطوزخورماتو تحديداً دون أن يكون الهدف السيطرة على الحدود الغربية لمحافظة الأنبار ونينوى وهي الأهم ! .  ثم أن هذا الإعلان الخطير لا ينبغي أن يصرح به نائب في محافظة إنما هو من اختصاص الناطق الرسمي للقوات المسلحة، وبناءاً على مصادر موثقة من قبل القاعدة أنفسهم بغزوة رمضان كما يدعي، وهذا ما لا وجود له ، إلا اللهم قبل عام كامل تم نشره في الأنترنيت . عدا عن هذا كله ، فأن هذه المناطق قد تم تمشيطها بالكامل بعملية واسعة كما صرحت جهات إعلامية حكومية قبل شهرين تقريبا ً . 

كل هذا ويطالعنا القيادي التركماني والقيادي في منظمة بدر محمد مهدي البياتي : أنه عزا تكرار الهجمات في قضاء طوزخورماتو، ذي الاغلبية التركمانية، بمحافظة صلاح الدين الى بقاء عوامل الخلل الامني في القضاء ! . هذا مع ان اللجنة التركمانية أرسلت رسالة تطلب من رئيس الحكومة نوري المالكي سحب البيشمركة من القضاء دون توضيح للأسباب هل لها علاقة بالتفجيرات أم رفض الهيمنة الكردية ؟!. وإن لم تكن لها علاقة بالتفجيرات ، فهي حماية للتركمان من تسلل القاعدة للمنطقة، إلا إذا كانت التفجيرات بلباس أمني وبآلياته كالعادة . يفترض أن يتسائل من المستفيد ؟ أليست هي أجندة طائفية تسعى لخلق عوامل الحرب الأهلية بين السنة والشيعة، وإن كانت الشيعة وقوداً لها، عدا أن التركمان لم تكن في حسابات المعارضة الشيعية الكردية كقوة مستقبلية، فالمحصلة قوة إيران ناتج من ضعف العراق وغياب السنة عن الحكم لعدم طائفيته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق