الأربعاء، 16 يوليو 2014

خيانة قادة الثوار لأهل السنة وتفاهة البيان الختامي في عمان



من وسط سيل الدماء المنهار كالأنهر في بلاد النهرين تبرز عناوين لقصص مرعبة تحكي مأساة شاب هنا تم اعتقاله وتعذيبه ثم دفنه بلا جريرة ، وقصة كهل أفنى حياته في مرارة العيش لينشأ عائلة وأبناء وحفدة لتنتهي حياته كإرهابي رغماً عن أنفه ويسحل في موكب مسلح بأسم الحكومة التي تدعي حمايته وهي المستاجرة للظلم والأجيرة ، وهناك شابة حاولت الحصول على أدنى أحلامها في التعليم لتجد نفسها بين براثن كفرة في السجون لا تقوى على حفظ نفسها ولا حول لها ولا مغيث سوى أنين ظفيرة . من سيل الدماء أشلاء مقطعة صغيرة طرية كانت تلعب في الزقاق وأخرى نائمة في حظن أخيها تبحث عن أمان من عصف وغبار مدوي لا تعرف أسبابه ومنتهاه حتى خفتت الحكايات وراحت في غفوة الموت قريرة . من سيل الدماء تخرج قصيدة لوم أن كان هنا شارع وهنا مسجد وهنا مدرسة وسوق الديرة . المكان لا غير مدن أهل السنة ولا سامح الله من مسح بدماءها عنوانها بلا رمش يهتز ولا شارب وشيب وعشيرة . 
منذ فترة ليست بالقصيرة ونحن نراقب تهاوش قوى تحسب نفسها نصيرة ، وتزايد على قاتل وحاكم ظالم وجلاد في أقصى الأقصاع يهتف بالحق ويبصق في السريرة . أنى لهم العهد ولا وفاق ولا اتفاق بين القائد وجنده على الهدف المنشود والجهاد المبذول وكل يدعي نقيضه ؟
مأساة سنة العراق أن من يدعون القيادة تنصلوا من الهوية واستنكفوا نصرة الدين ورضوا بالتراب بديلا !. مأساة أهل السنة في ذات داءها دارها وعمامتها وديوان مشرع الأبواب لكل عدو ومنافق ومتاجر بدماءها ويا وسع الحصيرة ! . لا يمكن التنازل عن ديوان الشيخ الواسع وإن أطلت الفتن الأمس واليوم وغداً إلى حيث ما عصفت الريح ونار الهجيرة .
 كلام يستوجب التوضيح فلا يعقل أن تسقط النقاط من السطور ويقال لا مبهم ولا حيرة . السطور بنقاطها قضية الدين والجهاد وأهل السنة والشيعة والعراق بوابة الشرق ورمح الله في الأرض وعداوة اليهود وإيران الأبدية . فمن شاء أن يبهم ويخدع ويغمط الحق من أهله أهل السنة ويربي نفاق التشيع بأسم العراق الواحد فلا بارك الله في مسعاه وفتواه ولا إجلال له ولا طاعة ولا اعتراف إلى يوم الدين وإن جاهر بسيفه في سوح الوغى فالعبرة بالغنائم أين سلـُتها ولمن تؤتى . نعم طعنونا بقسوة وصراخنا لن نكتمه ولو على أقرب الناس إلينا فلا محاباة في دين الله وعلى نهج الله ومراد الله وإصلاح الأرض بما يرضاه سبحانه .
 اليوم تم عقد مؤتمر الخلاف والخيانة كعهدنا مع مؤتمرات العرب في عمان وغير عمان ، ليخرج البيان الختامي كجنين مشوه فلا إعلان عن حقيقة حرب إيران على العراق ولا عن حقيقة إرهاب أمريكا ، ولا عن حقيقة جيش الإرهاب ولا عن حل يحفظ سنة العراق من الإبادة غير مناشدة الدعم وتفاهات التمهيد لمزيد من المؤتمرات . * ما جرى وتم نقله واضح كل الوضوح بتمييع الصورة بتلبيس الحق بالباطل في إشراك الشيعة والكرد وباقي الطوائف مع استهداف أهل السنة في المحافظات الست المنتفظة ، وكأن البدع تشهد عهداً جديداً وتحريماً جديداً وتحلة شهادة الزور . في قاموس الوطنيين من حزب البعث وهيئة الضاري ومرجعية السعدي وغيرهم مفردات مقدسة واجبة الحفظ على المواطنين ، بل واجبة النشر في إعلام العالم ليقال نِعم الوحدويون وقمة الوطنيون وهنيئاً لبني صفيون .
 في مؤتمر التفاهة أبدل عدوان إيران بالنفوذ (الأجنبي) ، والتي اعترفت هي بنفسها أنها تقود العراق وتختار للعراق وتحاور نيابة عن العراق كأنه محافظة وتابعاً ، بينما خلا البيان من أي ذكر لهذا مع احتلالها لآبار العراق وأراضي العراق ومياه العراق ولا من ربع أصبع سبابة يشير ! فأي عجز وأي قادة هؤلاء ؟ !

إيران يا قادة هي من أرسلت حكام العراق وأحزابها الشيعية وأرشت أحزابها السنية واشترت عقل الخونة من أول أبو ريشة لآخر مشعان شحاذ . إيران هي من أرسلت فيلقها لتسيير هجمات القوات أجمعها مع عجلات وطائرات مختلفة وأسلحة مدموغة بأختام طائفية شركية . عندما نبحث عن السبب لا نجد غير نهج السيستاني بالاحتياط الوجوبي فلا يُعلم ما تحمله الأيام . عندما نقرأ أن الهدف من المؤتمر (لفت أنظار المجتمع) و( البحث عن مشترك بين العراقيين ) و( التحضير لآخر) نعلم أنهم جاءوا بخفي حنين ، فلا المجتمع جاهل إنما متغافل ، ولا البحث هذا أوانه فقد فات قطاره ، ولا المشترك موجود فالبحث عن العدم يوصل للندم .
 أما التحضير لآخر فنفهم أن أخوانهم في الجنوب تخلفوا عن الحضور وحين يكون قائدهم الصرخي في عمان يكون النصاب قد أكتمل، فالحكم قد أوكل للعراقيين الأصلاء محرري بغداد من جنوبه لا من شماله ولا غربه ولا شرقه يا إيها المجاهدون السنة. هذا تمام ما قاله حضرة الرئيس الزيدان شيخ عشيرة آل جابر ! . عجباً كأننا وُعدنا الأذى من كل ذي أسم مشابه ! .
لقد نقلت الصفحات حقيقة الخلاف على مأساة أهل السنة ، فهل يدرج في البيان أم يصاغ بحكم عام كاجتهاد فقهي كما فتوى السيستاني بلفظ عام يُفهم منه الخاص ولا مناص ؟. وكأن القضية هوية في ورقة جنسية لا قضية وجود وعقيدة ومصير بلد ومنطقة ومكة والمنورة ، ولكن مع من نتكلم فلا حياة لمن تنادي . النص أدناه يضع الجناة في قفص الاتهام أمام الملأ ، وفي التسجيل المصور توضح الأمر بقطع الصوت في كلمة ناطق الجيش الإسلامي الأستاذ ( أحمد الدباش) ، ورأينا كيف أن الشيخ عبد الملك السعدي يتابع الأسطر كأنه رقيب خاص يجاور مشروع لص ! ، ولا ندري لمَ رضي الدباش بتلاوة البيان وفيه أكثر من تفاهة ونقيصة وضياع حق وتأجيل حل معلوم العدم ؟
 ألا يعلم أننا نُقدر للجيش الإسلامي جهاده ووعي أفراده ونعاتب القادة ؟ يقول الخبر :

(رفض حزب البعث وهيئة علماء المسلمين اضافة أسم اهل السنة في البيان النهائي لمؤتمر عمان ، وأصروا على استخدام عبارة "ثورة الشعب" ، بدل من "ثورة اهل السنة".مما تسبب بنقاش حاد بينهم وبين ممثل جماعة الجيش الاسلامي ، الدكتور أحمد الدباش ، الذي اصر على انها ثورة سنية ، وهو ما انتهى اليه البيان الختامي للمؤتمر ، الذي القاه الدباش قبل قليل في مؤتمر صحفي حضرته عدد كبير من القنوات الفضائية. وعمد ممثل حزب البعث في نهاية المؤتمر الصحفي الى ابلاغ الصحفيين بحذف اسم أهل السنة (الذي ورد في البيان الذي القاه الدباش) ، من التسجيل الموجود في كاميراتهم ، خلافا لما هو متفقا عليه. أنتهى

 لقد قلنا وأشرنا وصرخنا وحذرنا ولسنوات عن حقيقة المأساة وضرورة التقسيم لطرح الجزء الضار دين وطين وبشر وحجر التشيع والشيعة خدم إيران  **، ولكن أبت الرؤوس إلا أن  تتوج بتاج الخيانة لكل معتقل يصرخ وأمرأة تشكو هتك سترها، وطفلِ يبحث عن أبيه وآخر عن كل ذويه ، وحتى عن أحجار مبعثرة كانت في يوم تحتظن آمال الغد .  فما يُنتظر من الجمع لا غير حكم جديد قديم بذات الداء وذات السلة التي نفر منها الكثير، كسلة تفاح بالية لم يكلف صاحبها رفع واحدة ورميها، ولا يرضى الاعتراف .
لقد حان الامتحان لسنة العراق كما كان الأمس فشل امتحان الشيعة أزاء احتلال إيران ، فلا تأجيل ولا إعادة ونخشى تكرار الرسوب الجماعي ، والله المستعان . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق