الأربعاء، 6 يونيو 2012

ثمن الجنة في عقيدة أهل السنة والشيعة

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى أمهات المؤمنين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

ثمن الجنة في عقيدة أهل السنة والشيعة


من فضل الله تعالى أن خلق آدم وجعل مقامه الجنة العلى ،
ومن رحمته سبحانه أن وعده العودة إليها بعد أن أنزله الى الأرض
 بعد عصيان آدم ربَه، وأتبع أبليس وغوايته طمعاً ًفي الخلد
في هذا النعيم .{فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا
 مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ
إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ }الأعراف20

وكان من رحمته أيضا ًأن تقبل الله توبة آدم وأعترافه بالذنب
 ولكن حكمته وقضائه أن يجازي العاصي كما يكافيء المحسن ،
 لهذا أمر الله تعالى أن يهبطوا من الجنة جميعا ًالى الأرض
أبليس وآدم وزوجه، ولكن الى حين وأجل مسمى غيّبه عن خلقه
 لا يعلمه إلا هو في ساعة لا يعلمها ملك مقرب ولا نبي مصطفى،
أمر ٌقضاه ولن تكون مشيئة بعد أن شاء وقضى سبحانه .
{قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ
 فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة38

شاء الله أن آدم وطبيعته الأنسانية هي أختيار بما منحه من مقومات
الإرادة، تفكير وقرار يتبعها نية وعمل ، ومشيئة الله وعلمه
ُ لا جدل فيه ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير )
الملك آية 14
وهذا يعني أن هناك قراران: أما اتباع وطاعة للهدى
الذي سيرسله الله لبني آدم وأما إعراض ومخالفة
فهل يستوي الأثنان الطائع والعاصي أم هل ستكون الجنة لهما معا؟

حاشا لله أن يساوي بين الفريقين وحاشا لله أن يترك بني آدم
ما شاء له أن يكون بدون إرسال أنبياء ومرسلين لكل أمة
يدعون الى طاعة الله والأيمان به وجزائهم جنة النعيم ونذير لمن عصى
وكفر فجهنم له مأوى ومستقر .

وهنا نتسائل هل الجنة تـُضمَن للعبد بكلمة إيمان واحدة ؟
أي بشهادة أن الله واحد لا شريك له،

وللعبد ما شاء أن يعمل فقد حاز على كلمة السر
 فتفتح له أبواب النعيم ولا تغلق بعدها؟

وعندما نعلم إن المكافأة تتناسب مع النجاح في العمل
 فيجب أن يكون ثمن الجنة باهضا ًبقدر ما فيها من نعيم وخلد لا يزول،
 وجب أن نعلم أن الجنة ثمنها غالي لا تكون إلا لمن استحقها
ووفى قيمتها
فما هو ثمن الجنة ؟
ولا ينبئك مثل خبير وهو الله سبحانه، فهو المالك
وهو الذي يحدد قيمة سلعته بما يشاء .

{مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا،وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى
 وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ }غافر40
{قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ
مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدِّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ }الأنعام135

{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ
الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }التوبة105
{إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }
فصلت40

إذن الجواب على السؤال :
 هل أن كلمة التوحيد كافية لدخول الجنة حين ننطق بها؟

أن العمل هو طريق الجنة والتي جعلها الله منازل وطبقات ،
 أفضلها أعلاها وأقلها أدناها منه سبحانه وهذا التشكيل هو بمثابة
حافز وتشجيع لمن رام الدرجات العلا ومدعاة للتسابق في الأعمال
 الصالحات ، هذا ما أوجبه الله الخالق سبحانه .

يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ{6} الإنشقاق
ولأن العباد يتفاوتون في العمل وفي الآجال فمنهم من يعمر
 ومنهم من يموت صغيرا ًفلكل واحد منهم كيل وميزان وعليه تكون
المرتبة والإحسان .
 فالعمل بعد الإيمان سبيل التحصيل وخزين العبد من الحسنات ،
 وهو ما يثقل الكتاب الذي يأتي شاهد لصاحبه أما عن يمين
 أو عن شمال فلا يقبل دعوى بكلام أو قسم ولكن بدليل وكتاب يلقاه منشورا .
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ{7} فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً{8}
 وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً{9} وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ{10}
فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً{11} وَيَصْلَى سَعِيراً{12}الإنشقاق

لم يترك الله الجنة كثواب ودار مقام بدون وصف وتفصيل
وبالقدر الذي يتساوى مع إدراك العقل الآدمي
 وطبيعته المهيئة على الأرض فق عرفها الله تعالى لهم
ووصفها حتى يتسابقوا إليها ويتنافسوا عليها ولا سيما أن في الجنة
 العليا الفردوس الأعلى مقام النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم
 ومن رام الصحبة عليه بالتحضير وإكمال العدة للسفر إليها
 وهنيئا ًلمن فاز بالقربى .

{أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ }المؤمنون61
عمران142
{وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ
 الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً} النساء124

إن الله يعرض الجنة بالأعمال ويشتري من العباد ماهو أغلى ما لديهم
مقابل جنته وهي غالية .
{إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ
 وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ
الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة111

{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ
وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ }آل عمران142
الجهاد هو أعلى مراتب التحصيل وهو أن لا ينتظر المرء الأجل
بل يسارع إليه مرضاة ربه بأن يقاتل العدو الذي يروم الفساد
وهدم قواعد الدين فيترك المال والولد والفراش والراحة
ويختار تجارة لن تبور من صادق الوعد عادل في الحكم سريع الحساب.

هذا وصف وحكم الله فمن هم الذين فازوا بها هل لنا من علم ؟

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ
 وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ
وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ
وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم
 مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }الأنفال72

قالها الرحمن ووعده حق فهنيئاً لكم عقبى الدار .

فهل لمن يقول إن الجنة بكلمة والفردوس الأعلى بشفاعة ؟
 أم من يساوي بين العباد على أختلاف إيمانهم وتسابقهم يدخلون معا
 ً بصك الغفران ؟

وهل وعد الله العباد الجنة وباعها لأجل رجل واحد من بين ملايين ؟
خلقه ليقسم ملك الله كيفما شاء كشريك !
كيف وهو لم يخلق ولم يصور ولم يعين ولم يغيث ولم يعفو عن مسيء
ولم ينتظر توبة تائب؟
{إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ
 وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً }النساء48

مالكم كيف تحكمون ؟

هذا ما تفتريه علماء الشيعة بأن الجنة لمن آمن بولاية عبد فقير
 جعلوه معصوم يرقى الى أعلى من مقامات الأنبياء
وهو رض الله عنه من كان يقوم ويصوم ويرجو رحمة ربه ويستغفر
إناء الليل والنهار ويخاف غضب ربه وعقابه ويدعوه لهدايته
سبيل الرشاد ويحسن العمل .
أنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه!

فلو كان يعلم أن له هذا المقام ما صام ولا صلى ولا عمل ولا جاهد
 ولا منع النفس عن الهوى .
ولو كان هذا ما عرفه النبي صلى الله عليه وسلم من ولاية علي رضي الله
عنه لأوصى بها أهله وبناته
وما جعل لغيرها وصية بل ما جعل لاقتدائه داع ولا حرص ونصيحة
ولا عبادة( ومعاذ الله من هذا )

{قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ
وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ
إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }الأعراف188
{وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ
 وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً }الإسراء111

من قال من العباد هذا ومن صدق به فقد كفر ومن كفر فجزاؤه النار.
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ
قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ
 وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ }المائدة18


أما قول لا إله إلا الله وهي كلمة تثقل الميزان فهي رحمة من الله يجعلها يوم القيامة لمن أتى بدون حسنات فتكون هذه بإرادة الله ومشيئته طوق النجاة ومنة منه حيثيخرج من قالها من النار الى الجنة ويبين بها أن التوحيد له بالألوهية أساس الدين وسفينة النجاة .
ولله الحمد من قبل ومن بعد ولا إله إلا هو لا شريك له في الملك ولا ولد .

فسارعوا الى الخيرات وآمنوا بأن الإيمان ما وقر في القلب وصدقته الجوارح وإنه يزداد وينقص فمن وجد في نفسه نقصان فليعيدها راغمة ومن أحس بأن هواه يغلبه فعليه الإنابة والتعوذ من كل شيطان مريد يدعو الى الضلالة وسيتبرأ من الذين دعاهم لا صريخ لهم ولا وكيل .
{أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاء إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً }الكهف102
{قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }الرعد16
{أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ }الزمر3

أفترى الضالون حين نسبوا الجنة والنار لمخلوق بل أفتروا حين دعوا إن الله هو المسيح كما يدعي بعض الشيعة إن الله هو علي ( سبحان الله عما يصفون )
{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }المائدة17

فطوبى لمن آمن ووقر الأيمان بقلبه وصدقته الجوارح بالأعمال الصالحات ونهى النفس عن الهوى واتباع الشيطان ، وجاهد في سبيل الله ولا يخشى في الله لومة لائم ولا يدبر حين لقاء العدو .
وطوبى لمن سعى في النهي عن المنكر والأمر بالمعروف بيده أو بلسانه أو بقلبه وذلك أضعف الإيمان وطوبى لمن عفا وأصلح وذلك من عزم الأمور .
{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }الأعراف43


من كتب أهل العلم

شُرُوطُ دُخُولِ الْجَنَّةِ /كتاب التوحيد

شُرُوطُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ

وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ: الْمَرَادُ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ: أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ سَبَبٌ لِدُخُولِ الْجَنَّةِ وَالنَّجَاةِ مِنْ النَّارِ وَمُقْتَضٍ لِذَلِكَ، وَلَكِنَّ الْمُقْتَضِيَ لَا يَعْمَلُ عَمَلَهُ إِلَّا بِاسْتِجْمَاعِ شُرُوطِهِ وَانْتِفَاءِ مَوَانِعِهِ، فَقَدْ يَتَخَلَّفُ عَنْهُ مُقْتَضَاهُ لِفَوَاتِ شَرْطٍ مِنْ شُرُوطِهِ، أَوْ لِوُجُود مَانِعٍ؛ وَهَذَا قَوْلُ الْحَسَنِ وَوَهْبِ بْنُ مُنَبِّهٍ، وَهُوَ الْأَظْهَرُ .
وَقِيلَ لِلْحَسَنِ: إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ: مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ: مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَأَدَّى حَقَّهَا وَفَرْضَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ .
وَقَالَ وَهْبَ بْنُ مُنَبِّهٍ لِمَنْ سَأَلَهُ: أَلَيْسَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ مَا مِنْ مِفْتَاحٍ إِلَّا وَلَهُ أَسْنَانٌ، فَإِنْ جِئْتَ بِمِفْتَاحٍ لَهُ أَسْنَانٌ فُتِحَ لَكَ، وَإِلَّا لَمْ يُفْتَحْ لَكَ .
وَهَذَا الْحَدِيثُ: إِنَّ مِفْتَاحَ الْجَنَّةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَرَّجَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ بِإِسْنَادٍ مُنْقَطِعٍ .
عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِذَا سَأَلَكَ أَهْلُ الْيَمَنِ عَنْ مِفْتَاحِ الْجَنَّةِ؟ فَقُلْ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ . .
وَيَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ هَذَا الْقَوْلِ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَتَّبَ دُخُولَ الْجَنَّةِ عَلَى الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ فِي كَثِيرٍ مِنْ النُّصُوصِ . كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلِ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ . فَقَالَ: تَعْبُدُ اللَّهَ، وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ .

وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنِي عَنْ عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ . قَالَ: تَعْبُدُ اللَّهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ فَقَالَ الرَّجُلُ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا أَزِيدُ عَلَى هَذَا شَيْئًا، وَلَا أَنْقُصُ مِنْهُ . فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا .
وَفِي الْمُسْنَدِ عَنْ بَشِيرِ بْنِ الْخَصَاصِيَةِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِأُبَايِعَهُ فَاشْتَرَطَ عَلِيَّ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنْ أُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَأَنْ [أُوتِيَ] الزَّكَاةَ، وَأَنْ أَحُجَّ حَجَّةَ الْإِسْلَامِ، وَأَنْ أَصُومَ رَمَضَانَ، وَأَنْ أُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ . فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَّا اثْنَتَيْنِ فَوَاللَّهِ لَا أُطِيقُهُمَا: الْجِهَادُ وَالصَّدَقَةُ فَقَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدَهُ ثُمَّ حَرَّكَهَا، وَقَالَ: لَا جِهَادَ وَلَا صَدَقَةَ، فَبِمَ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِذًا؟، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا أُبَايِعُكَ عَلَيْهِنَّ كُلِّهِنَّ .

فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ الْجِهَادَ وَالصَّدَقَةَ شَرْطٌ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ مَعَ حُصُولِ التَّوْحِيدِ وَالصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ .  
وَنَظِيرُ هَذَا أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ،وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَفَهِمَ عُمَرُ، وَجَمَاعَةٌ مِنْ الصَّحَابَةِ أَنَّ مَنْ أَتَى بِالشَّهَادَتَيْنِ امْتَنَعَ مِنْ عُقُوبَةِ الدُّنْيَا بِمُجَرَّدِ ذَلِكَ، فَتَوَقَّفُوا فِي قِتَالِ مَانِعِي الزَّكَاةِ وَفَهِمَ الصِّدِّيقُ أَنَّهُ لَا يَمْتَنِعُ قِتَالُهُ إِلَّا بِأَدَاءِ حُقُوقِهَا، لِقَوْلِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ مَنَعُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَقَالَ: الزَّكَاةُ حَقُّ الْمَالِ .
وَهَذَا الَّذِي فَهِمَهُ الصِّدِّيقُ قَدْ رَوَاهُ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَمَاعَةٌ مِنْ الصَّحَابَةِ مِنْهُمْ ابْنُ عُمَرَ وَأَنَسٌ وَغَيْرُهُمَا، وَأَنَّهُ قَالَ: أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ . .
وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ التَّوْبَةُ 11 .
كَمَا دَلَّ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ عَلَى أَنَّ الْأُخُوَّةَ فِي الدِّينِ لَا تَثْبُتُ إِلَّا بِأَدَاءِ الْفَرَائِضِ مَعَ التَّوْحِيدِ، فَإِنَّ التَّوْبَةَ مِنْ الشِّرْكِ لَا تَحْصُلُ إِلَّا بِالتَّوْحِيدِ .
وَلَمَّا قَرَّرَ أَبُو بَكْرٍ هَذَا لِلصَّحَابَةِ رَجَعُوا إِلَى قَوْلِهِ، وَرَأَوْهُ صَوَابًا .
فَإِذَا عُلِمَ أَنَّ عُقُوبَةَ الدُّنْيَا لَا تَرْتَفِعُ عَمَّنْ أَدَّى الشَّهَادَتَيْنِ مُطْلَقًا، بَلْ قَدْ يُعَاقَبُ بِإِخْلَالِهِ بِحَقٍّ مِنْ حُقُوقِ الْإِسْلَامِ، فَكَذَلِكَ عُقُوبَةُ الْآخِرَةِ .  




هذا هو الفرق بين عقيدة أهل السنة وبين الشيعة في ثمن الجنة
النصوص القرآنية والأحاديث النبوية هي ما نحتج بها عليهم

ولا دليل
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى أمهات المؤمنين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

ثمن الجنة في عقيدة أهل السنة والشيعة
من مواضيع : آملة البغدادية

من فضل الله تعالى أن خلق آدم وجعل مقامه الجنة العلى ، ومن رحمته سبحانه أن وعده العودة إليها بعد أن أنزله الى الأرض بعد عصيان آدم ربَه وأتبع أبليس وغوايته طمعا ًفي الخلد في هذا النعيم .
{فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ }الأعراف20

وكان من رحمته أيضا ًأن تقبل الله توبة آدم وأعترافه بالذنب ولكن حكمته وقضائه أن يجازي العاصي كما يكافيء المحسن ، لهذا أمر الله تعالى أن يهبطوا من الجنة جميعا ًالى الأرض أبليس وآدم وزوجه ، ولكن الى حين وأجل مسمى غيّبه عن خلقه لا يعلمه إلا هو في ساعة لا يعلمها ملك مقرب ولا نبي مصطفى ، أمر ٌقضاه ولن تكون مشيئة بعد أن شاء وقضى سبحانه .
{قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة38

شاء الله أن آدم وطبيعته الأنسانية هي أختيار بما منحه من مقومات الإرادة، تفكير وقرار يتبعها نية وعمل ، ومشيئة الله وعلمه ُ لا جدل فيه ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) الملك آية 14
وهذا يعني أن هناك قراران أما اتباع وطاعة للهدى الذي سيرسله الله لبني آدم وأما إعراض ومخالفة فهل يستوي الأثنان الطائع والعاصي أم هل ستكون الجنة لهما معا ً ؟

حاشا لله أن يساوي بين الفريقين وحاشا لله أن يترك بني آدم ما شاء له أن يكون بدون إرسال أنبياء ومرسلين لكل أمة يدعون الى طاعة الله والأيمان به وجزائهم جنة النعيم ونذير لمن عصى وكفر فجهنم له مأوى ومستقر .

وهنا نتسائل هل الجنة تـُضمَن للعبد بكلمة إيمان واحدة ؟
أي بشهادة أن الله واحد لا شريك له،
وللعبد ما شاء أن يعمل فقد حاز على كلمة السر فتفتح له أبواب النعيم ولا تغلق بعدها؟
وعندما نعلم إن المكافأة تتناسب مع النجاح في العمل فيجب أن يكون ثمن الجنة باهضا ًبقدر ما فيها من نعيم وخلد لا يزول ، وجب أن نعلم أن الجنة ثمنها غالي لا تكون إلا لمن استحقها ووفى قيمتها
فما هو ثمن الجنة ؟
ولا غير خبير يُنبأ مثل الله فهو المالك وهو الذي يحدد قيمة سلعته بما يشاء .

{مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ }غافر40
{قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدِّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ }الأنعام135
{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }التوبة105
{إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }فصلت40

إذن الجواب على السؤال ، هل أن كلمة التوحيد كافية لدخول الجنة حين ننطق بهاظ
أن العمل هو طريق الجنة والتي جعلها الله منازل وطبقات ، أفضلها أعلاها وأقلها أدناها منه سبحانه وهذا التشكيل هو بمثابة حافز وتشجيع لمن رام الدرجات العلا ومدعاة للتسابق في الأعمال الصالحات ، هذا ما أوجبه الله الخالق سبحانه .

يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ{6} الإنشقاق
ولأن العباد يتفاوتون في العمل وفي الآجال فمنهم من يعمر ومنهم من يموت صغيرا ًفلكل واحد منهم كيل وميزان وعليه تكون المرتبة والإحسان . فالعمل بعد الإيمان سبيل التحصيل وخزين العبد من الحسنات ، وهو ما يثقل الكتاب الذي يأتي شاهد لصاحبه أما عن يمين أو عن شمال فلا يقبل دعوى بكلام أو قسم ولكن بدليل وكتاب يلقاه منشورا .

فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ{7} فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً{8} وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً{9} وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ{10} فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً{11} وَيَصْلَى سَعِيراً{12}الإنشقاق

لم يترك الله الجنة كثواب ودار مقام بدون وصف وتفصيل وباقدر الذي يتساوى مع إدراك العقل الآدمي وطبيعته المهيئة على الأرض فق عرفها الله تعالى لهم ووصفها حتى يتسابقوا إليها ويتنافسوا عليها ولا سيما إن في الجنة العليا الفردوس الأعلى مقام النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم ومن رام الصحبة عليه بالتحضير وإكمال العدة للسفر إليها وهنيئا ًلمن فاز بالقربى .

{أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ }المؤمنون61
عمران142
{وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً} النساء124

إن الله يعرض الجنة بالأعمال ويشتري من العباد ما هو أغلى ما لديهم مقابل جنته وهي غالية .
{إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة111
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ }آل عمران142
الجهاد هو أعلى مراتب التحصيل وهو أن لا ينتظر المرء الأجل بل يسارع إليه مرضاة ربه بأن يقاتل العدو الذي يروم الفساد وهدم قواعد الدين فيترك المال والولد والفراش والراحة ويختار تجارة لن تبور من صادق الوعد عادل في الحكم سريع الحساب .

هذا وصف وحكم الله فمن هم الذين فازوا بها هل لنا من علم ؟

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }الأنفال72

قالها الرحمن ووعده حق فهنيئاً لكم عقبى الدار .

فهل لمن يقول إن الجنة بكلمة والفردوس الأعلى بشفاعة ؟ أم من يساوي بين العباد على أختلاف إيمانهم وتسابقهم يدخلون معا ً بصك الغفران ؟
وهل وعد الله العباد الجنة وباعها لأجل رجل واحد من بين ملايين خلقه يقسم ملك الله كيفما شاء كشريك وهو لم يخلق ولم يصور ولم يعين ولم يغيث ولم يعفو عن مسيء ولم ينتظر توبة تائب؟
{إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً }النساء48

مالكم كيف تحكمون ؟
هذا ما تفتريه علماء الشيعة بأن الجنة لمن آمن بولاية عبد فقير جعلوه معصوم يرقى الى أعلى من مقامات الأنبياء وهو من كان يقوم ويصوم ويرجو رحمة ربه ويستغفر إناء الليل والنهار ويخاف غضب ربه وعقابه ويدعوه لهدايته سبيل الرشاد ويحسن العمل .
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
فلو كان يعلم أن له هذا المقام ما صام ولا صلى ولا عمل ولا جاهد ولا منع النفس عن الهوى .
ولو كان هذا ما عرفه النبي صلى الله عليه وسلم من ولاية علي رضي الله عنه لأوصى بها أهله وبناته وما جعل لغيرها وصية بل ما جعل لاقتدائه داع ولا حرص ونصيحة ولا ( ومعاذ الله من هذا )

{قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }الأعراف188
{وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً }الإسراء111
من قال من العباد هذا ومن صدق به فقد كفر ومن كفر فجزاؤه النار .
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ }المائدة18


أما قول لا إله إلا الله وهي كلمة تثقل الميزان فهي رحمة من الله يجعلها يوم القيامة لمن أتى بدون حسنات فتكون هذه بإرادة الله ومشيئته طوق النجاة ومنة منه حيثيخرج من قالها من النار الى الجنة ويبين بها أن التوحيد له بالألوهية أساس الدين وسفينة النجاة .
ولله الحمد من قبل ومن بعد ولا إله إلا هو لا شريك له في الملك ولا ولد .

فسارعوا الى الخيرات وآمنوا بأن الإيمان ما وقر في القلب وصدقته الجوارح وإنه يزداد وينقص فمن وجد في نفسه نقصان فليعيدها راغمة ومن أحس بأن هواه يغلبه فعليه الإنابة والتعوذ من كل شيطان مريد يدعو الى الضلالة وسيتبرأ من الذين دعاهم لا صريخ لهم ولا وكيل .
{أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاء إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً }الكهف102
{قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }الرعد16
{أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ }الزمر3

أفترى الضالون حين نسبوا الجنة والنار لمخلوق بل أفتروا حين دعوا إن الله هو المسيح كما يدعي بعض الشيعة إن الله هو علي ( سبحان الله عما يصفون )
{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }المائدة17

فطوبى لمن آمن ووقر الأيمان بقلبه وصدقته الجوارح بالأعمال الصالحات ونهى النفس عن الهوى واتباع الشيطان ، وجاهد في سبيل الله ولا يخشى في الله لومة لائم ولا يدبر حين لقاء العدو .
وطوبى لمن سعى في النهي عن المنكر والأمر بالمعروف بيده أو بلسانه أو بقلبه وذلك أضعف الإيمان وطوبى لمن عفا وأصلح وذلك من عزم الأمور .
{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }الأعراف43


من كتب أهل العلم

شُرُوطُ دُخُولِ الْجَنَّةِ /كتاب التوحيد

شُرُوطُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ

وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ: الْمَرَادُ مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ: أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ سَبَبٌ لِدُخُولِ الْجَنَّةِ وَالنَّجَاةِ مِنْ النَّارِ وَمُقْتَضٍ لِذَلِكَ، وَلَكِنَّ الْمُقْتَضِيَ لَا يَعْمَلُ عَمَلَهُ إِلَّا بِاسْتِجْمَاعِ شُرُوطِهِ وَانْتِفَاءِ مَوَانِعِهِ، فَقَدْ يَتَخَلَّفُ عَنْهُ مُقْتَضَاهُ لِفَوَاتِ شَرْطٍ مِنْ شُرُوطِهِ، أَوْ لِوُجُود مَانِعٍ؛ وَهَذَا قَوْلُ الْحَسَنِ وَوَهْبِ بْنُ مُنَبِّهٍ، وَهُوَ الْأَظْهَرُ .
وَقِيلَ لِلْحَسَنِ: إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ: مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ: مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَأَدَّى حَقَّهَا وَفَرْضَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ .
وَقَالَ وَهْبَ بْنُ مُنَبِّهٍ لِمَنْ سَأَلَهُ: أَلَيْسَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنْ مَا مِنْ مِفْتَاحٍ إِلَّا وَلَهُ أَسْنَانٌ، فَإِنْ جِئْتَ بِمِفْتَاحٍ لَهُ أَسْنَانٌ فُتِحَ لَكَ، وَإِلَّا لَمْ يُفْتَحْ لَكَ .
وَهَذَا الْحَدِيثُ: إِنَّ مِفْتَاحَ الْجَنَّةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَرَّجَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ بِإِسْنَادٍ مُنْقَطِعٍ .
عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إِذَا سَأَلَكَ أَهْلُ الْيَمَنِ عَنْ مِفْتَاحِ الْجَنَّةِ؟ فَقُلْ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ . .
وَيَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ هَذَا الْقَوْلِ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَتَّبَ دُخُولَ الْجَنَّةِ عَلَى الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ فِي كَثِيرٍ مِنْ النُّصُوصِ . كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلِ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ . فَقَالَ: تَعْبُدُ اللَّهَ، وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ .

وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنِي عَنْ عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ . قَالَ: تَعْبُدُ اللَّهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ فَقَالَ الرَّجُلُ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا أَزِيدُ عَلَى هَذَا شَيْئًا، وَلَا أَنْقُصُ مِنْهُ . فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا .
وَفِي الْمُسْنَدِ عَنْ بَشِيرِ بْنِ الْخَصَاصِيَةِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِأُبَايِعَهُ فَاشْتَرَطَ عَلِيَّ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنْ أُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَأَنْ [أُوتِيَ] الزَّكَاةَ، وَأَنْ أَحُجَّ حَجَّةَ الْإِسْلَامِ، وَأَنْ أَصُومَ رَمَضَانَ، وَأَنْ أُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ . فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَّا اثْنَتَيْنِ فَوَاللَّهِ لَا أُطِيقُهُمَا: الْجِهَادُ وَالصَّدَقَةُ فَقَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدَهُ ثُمَّ حَرَّكَهَا، وَقَالَ: لَا جِهَادَ وَلَا صَدَقَةَ، فَبِمَ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِذًا؟، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا أُبَايِعُكَ عَلَيْهِنَّ كُلِّهِنَّ .

فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ الْجِهَادَ وَالصَّدَقَةَ شَرْطٌ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ مَعَ حُصُولِ التَّوْحِيدِ وَالصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ .  
وَنَظِيرُ هَذَا أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ،وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَفَهِمَ عُمَرُ، وَجَمَاعَةٌ مِنْ الصَّحَابَةِ أَنَّ مَنْ أَتَى بِالشَّهَادَتَيْنِ امْتَنَعَ مِنْ عُقُوبَةِ الدُّنْيَا بِمُجَرَّدِ ذَلِكَ، فَتَوَقَّفُوا فِي قِتَالِ مَانِعِي الزَّكَاةِ وَفَهِمَ الصِّدِّيقُ أَنَّهُ لَا يَمْتَنِعُ قِتَالُهُ إِلَّا بِأَدَاءِ حُقُوقِهَا، لِقَوْلِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ مَنَعُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَقَالَ: الزَّكَاةُ حَقُّ الْمَالِ .
وَهَذَا الَّذِي فَهِمَهُ الصِّدِّيقُ قَدْ رَوَاهُ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَمَاعَةٌ مِنْ الصَّحَابَةِ مِنْهُمْ ابْنُ عُمَرَ وَأَنَسٌ وَغَيْرُهُمَا، وَأَنَّهُ قَالَ: أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ . .
وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ التَّوْبَةُ 11 .
كَمَا دَلَّ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ عَلَى أَنَّ الْأُخُوَّةَ فِي الدِّينِ لَا تَثْبُتُ إِلَّا بِأَدَاءِ الْفَرَائِضِ مَعَ التَّوْحِيدِ، فَإِنَّ التَّوْبَةَ مِنْ الشِّرْكِ لَا تَحْصُلُ إِلَّا بِالتَّوْحِيدِ .
وَلَمَّا قَرَّرَ أَبُو بَكْرٍ هَذَا لِلصَّحَابَةِ رَجَعُوا إِلَى قَوْلِهِ، وَرَأَوْهُ صَوَابًا .
فَإِذَا عُلِمَ أَنَّ عُقُوبَةَ الدُّنْيَا لَا تَرْتَفِعُ عَمَّنْ أَدَّى الشَّهَادَتَيْنِ مُطْلَقًا، بَلْ قَدْ يُعَاقَبُ بِإِخْلَالِهِ بِحَقٍّ مِنْ حُقُوقِ الْإِسْلَامِ، فَكَذَلِكَ عُقُوبَةُ الْآخِرَةِ .  




هذا هو الفرق بين عقيدة أهل السنة وبين الشيعة في ثمن الجنة
النصوص القرآنية والأحاديث النبوية هي ما نحتج بها عليهم

ولا دليل على أقوالهم أن شيعتنا في الجنة
وأن الله قال سبحانه وتعالى على ما يصفون :

علي حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي
لمن يريد النجاة


والحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق