لم يصل العراق إلى أعلى القائمة في الفساد في العالم، إلا في ظل الحكومات الشيعية المتعاقبة بعد الغزو الآثم بإدارة إيرانية ورعاية أمريكية ، فمنذ عشر سنوات والعراق الغني بثرواته وباعدائه وهو يعاني من جماعات منظمة للجريمة على نوعيها الإنسانية والمالية ، وقد اعتلت سدة الحكم واحكمت قبضتها التشريعية والتنفيذية ، حتى بات القضاء غير نزيه من أكبر منصب فيه إلى أصغره ــ والكلام على سبيل العموم لا الشمول القطعي ــ يقف حائلاً في الكشف عن المجرمين وفي الاقتصاص منهم ، ومن الجدير بالذكر أن القاضي (مدحت المحمود ) صاحب ثلاث أعلى مناصب قضائية متهم بالإرهاب ومسئول عن قتل الآلاف يرتب للهرب من العراق بأمواله الطائلة المسروقة من قوت الشعب ، وأن وزير العدل الحالي ( حسن الشمري ) اليد اليمنى لهذه الجرائم .
مقدمة ربما تكون معلومة ولكن لتكرار الجرائم باتت عادية كأخبار الحوادث المرورية على فضاعتها تُنسى بعد دقائق ، ولكن كيف يمكن نسيان الحوادث التي تصل إلى مرتبة الفضائح في ملفات الفساد والإجرام الصفوي ؟ ، وكيف يمكن أن يحتفظ العراقي بأعصابه حين يستمع من القنوات الفضائية ما خفي في دهاليز الحكم المتشيع لمراجع قم ؟ .
في برنامج (الساعة التاسعة ) الذي يقدم يومياً من على قناة البغدادية ، والذي يتميز بطرح المقدم الأستاذ (أنور الحمداني) وبالوثائق والوقفات الهامة الموجهة إلى النواب والمسئولين في الوزارات مما ينطق بلسان حالنا واستفساراتنا كجلسة تحقيقية وطنية ، ولو أرادها منصة كشف للفساد ومنح المتهمين حرية الرد ، ويا للعجب مع كثرة الدلائل والاعترافات الموثقة بأسماء وهم ما يزالون في مناصبهم ! .
في حلقة يوم الخميس المصادف 28/3/2013 مع النائبة من كتلة الأحرار وعضوة اللجنة المالية في مجلس النواب ( ماجدة التميمي ) * ، تم الكشف عن محاولة لأكبر سرقة في التاريخ والمقدرة ب 7 مليارات دولار ، والتي عرفت بها من خلال القناة نفسها ! حيث كتبت طلب خطي ورفعت للتحقيق منذ أكثر من عام ، ولكن ما زال المتهم (مفقود) ولم يستدل على مكانه أو أي معلومات شخصية عنه مع وجود صورته المثبتة وفق كاميرات ممرات وزارة المالية ! .
الحادثة فاجعة بكل المقاييس ، فليس المفجع حجم المال المراد سرقته والذي يساوي ميزانية دول كاملة ، وليس الفاجعة فقط في فشل الأجهزة الأمنية والعدلية بكافة استخباراتها وامكاناتها في التوصل للمتهم ومعاونية من داخل المؤسسات كما حصل في صفقة التسلح الروسية ، إنما الفاجعة التعدي السافر على طريقة تزوير الوثائق ، حيث أن البرنامج عرض وثائق تخص شهادة الجنسية بأسم موافق لهوية النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم ، وهذا وفق كلام المقدم (أنور الحمداني ) الذي لفت الأنظار إلى هذه الموافقة الغريبة التي لا يمكن أن تحسب على محمل الصدفة ، فالأسم هو ( محمد عبد الله عبد المطلب) ، وأسم الأم ( آمنة عبد الوهاب ) أي قريب لأسم آمنة بنت وهب ! ، إنما أسم الشركة الخاصة بالمتهم المفقود بلا شك هي شركة ( الموسوي ) ، كما يظهر في الدقيقة (0.45) من اليوتيوب ** .
أي تقدم وإصلاح وعدل ومستقبل يمكن أن نتوقعه مع منظمات تسيرها عقول مريضة لا ترى بأس في انتحال شخصية النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم ، فقد صرحت النائبة أنهم لم يعثروا على الشخص ولا استدلوا على أحد من أقاربه من خلال الأسم ولا على السكن الذي ثبت أنه مزور أيضاً، .
السؤال المهم هو : من هذا الشخص في الصورة وأين هو ؟ .
علماً بأن للنائبة تصريحات سابقة موثقة في نفس القناة بوجود شركات وهمية كبرى ، وبالطبع تُشكل لغرض التعاقد مع الحكومة لأغراض التجارة أو الأعمار وبعد استلام الدفعات المالية المقدمة من البنوك العراقية ينتهي عملها لتبدأ عشرات مثلها بكل سلاسة ، والمخجل أن كل المسئولين في هذه المقابلات يفتخرون بأنهم أدوا واجبهم وليسوا مسئولين عن الإجراءات الأخرى ، بمعنى رمي الكرة في ملعب الغير وبضمير مرتاح!
لا شك أن استلام بلد غني كالعراق في أجواء انعدام الرقابة يغري ضعاف النفوس ، ولكن مع التركيبة النفسية للشيعة المشبعة بمورثات فارسية مركبة التعقيد قد فقدت كل أنواع التوازن البشري وفاقت ضراوة الافتراس الحيواني.
نحتاج من أجل حاضرنا ومستقبلنا لوقفة مسئولة من الغيارى وليس وقفة احتجاجية تنأى بنفسها عن المناصب ، فالعراق لن ينصلح شأنه إلا في ظل حكم السنة ، وما دام واقعاً في كماشة تخريبية تجيز لها عقائدياً كل أنواع السرقات والتجارات المحرمة بدفع (الخمس) للسادة ، كما تجيز لها كل أنواع النهب والتزوير قانونياً وفق مبدأ ( حاميها حراميها ) ، كما لها الحرية في ظل الرعاية الأمريكية ومنظماتها التي اقتصر دورها على كتابة التقارير الإعلامية ما دامت لها الحصة المفروضة ، فلك الله يا عراق ، وستسمعون ما هو أعجب .
نسأل الله العون والنصر عاجلاً غير آجل .
ــــــــــــــ
*
http://www.albaghdadia.com/index.php?option=com_k2&view=item&id=13394:YObNDnN-AkbAYOI%D8%A9-BbAEng-28/3/2013&Itemid=190
**
http://www.youtube.com/watch?v=r3fZTirLuKI
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق