الأربعاء، 9 مارس 2016

سيطرة المليشيات لا انفلات أمني في بعقوبة والهدف إبادة سنة ديالى




خاص/ مدونة مشروع عراق الفاروق
بقلم / آملة البغدادية


بعد شهرين على حادثة الهجوم على أهالي المقدادية من قبل مليشيات متنفذة في محافظة ديالى عقب التفجير في مقهى خلف عدد من القتلى بحزام ناسف ، بدأت الصفحة الأخيرة لتفريغ ديالى السنية من أهلها . سنة ديالى البالغة نسبتهم أكثر من 70% عانت من سلسلة مجازر لتغيير ديمغرافيتها إلى محافظة شيعية تابعة لإيران ، وكونها المحافظة الحدودية الأقرب إلى إيران وبغداد معاً جعلها الممر الأسرع الذي يمثل الجسر الحيوي لانتشار ولاية الفقيه سفيه إيران .

في الأمس بدأت حملة جديدة من سلسلة التغيير الديمغرافي، حيث قطعت المليشيات الطريق الرابط بين خانقين وبعقوبة مركز المحافظة وكبرى مدنها ، حيث انتشر خبر انتشار المليشيات في أنحاء المقدادية تهدد الأهالي بضرورة الرحيل بعبارات طائفية ، اليوم التاسع من آذار بدأت المليشيات بالتحرك نحو مجلس المحافظة ذاته التابع لحزب الدعوة حيث تجمعت للمطالبة بتغيير القيادات الأمنية، ومع انتشارها في مقرات حكومية أخرى مثل محكمة ديالى ، حيث أجبرت المراجعين والموظفين على إخلاء المبنى .
لم يقتصر الأمر على المقرات التنفيذية ، بل هاجمت أيضاً جامعة ديالى وأجبرت الطلبة والتدريسيين على المغادرة وسط صيحات استغاثة من أهالي المقدادية وديالى ككل بضمنها بعقوبة لحقيقة أسرهم من قبل المليشيات المنتشرة في الشوارع بالمئات تمنعهم من الخروج، وتخطف منهم العشرات ليس لذنب سوى أنهم سنة . هذا بتزامن مع خبر خطف 500 سني من تكريت من قبل المليشيات ، لا صحافة تنقل الحدث ولا إعلان طواريء كأنها في كوكب آخر .



أين مسعود البرزاني أين الرئيس معصوم ؟ أين دور النواب الكرد في مجلس ديالى ؟ والسؤال من باب الإدانة لا الاستفهام ، فلا تعني ديالى بالنسبة للحزبين الكورديين سوى حصة مناصب مع حق الاستيلاء ضمن دولة كردستان ، فلا يوجد أي انتماء للعراق أو للهوية السنية، بل أن أعضاء مجلس المحافظة من الكورد هم شيعة ضمن دائرة الخراب . هي دولة المليشيات بالفعل لا حكومة عراقية ولا دولة وسيادة يا من خنتم العراق وأهله وجئتم باحتلالين أحدهما أسود من ألآخر ، لعنة الله عليكم جميعا ً .

هل ننتظر إعلان مجازر أخرى بمتابعة الإعلام المتكتم على ما يجري ؟ نعم بكل أسف هذا أصبح حالنا بسبب غباء كبراءنا
أين الشرطة ؟ الشرطة مجمدة لسببين ، أولهما إنها لا تعارض المليشيات أعظم مهماتها وهي القضاء على النواصب حيث يمثلان ذراعا إيران ، والثانية باتت الطرف الأضعف في دولة المليشيات، وهذه العملية برمتها تجسد صور التمدد الصفوي في مناطق أهل السنة حيث بات أعلى منتسب في شرطة ديالى يقف أمام معمم يشرح له أسباب براءته !


لقد شاع خبر اتهام النائبة ( ناهدة الدايني ) بالانفلات الأمني هذا ، والسبب أنها طالبت العبادي كونه القائد العام للقوات المسلحة باستبدال قوى الشرطة بقوات تابعة للجيش، وعندها تم استغلال الحدث لوجود كبش فداء ، ولا يهم حتى لو كان بيت النائبة تعرض للتفجير من قبل المليشيات ، ولا يهم فوق هذا أنها أول من شجبت الانفلات الأمني وتفجير مجلس العزاء !
التصعيد الخطير هو رد فعل طبيعي لكل تفجير يستهدف المليشيات ، ففي يوم 29/ 2  تم التسلل إلى مجلس عزاء في المقدادية لمجموعة من الحشد الكفري حضره كبار الشخصيات الإجرامية الإرهابية الشيعية، وكان من بينها شيخ عشيرة التمايمة الشيخ (مصطاف التميمي) صاحب السجل الإرهابي، وهو الذي ترأس عام 2013 ما يشبه مجلس (فصل عشائري) بعد مجزرة مسجد مصعب بن عمير أثناء صلاة الجمعة ، حيث اقتحم المسجد عشرات المسلحين من عشيرة التما
يمة الشيعية يرأسهم شيخ عشيرة الزركوش ( عبد الصمد الزركوشي) مسئول أمن المحافظة ، نعم مسئول أمن (دمج) قلده الإرهابي الإيراني هادي العامري رتبة عسكرية تمنحه صلاحيات واسعة دون أن يقف في وجهه نقطة تفتيش أو جهة عسكرية أخرى ، وكأن هذا في الحسبان! ، فكانت المجزرة ، وكان الهروب إلى إيران . أما شيخ التمايمة فلم ينال قصاصه من قبل الحكومة بعد مسرحية لجنة تقصي الحقائق، ولم يعاقب أفراد عشيرته القتلة أو يعطي الدية ل 70 شهيد مصلي تصبغ بدمهم المسجد الصغير ناحية إمام ويس باللون الأحمر ، بل نعق بكل صلافة بوجه ذوي الشهداء يطالبهم بوأد الفتنة ! 





لقد تم قتل شيخ عشيرة التمايمة الذي تم تسريب خبر أبنه الذي يقود مافيا خطف بحق سنة ديالى مع المجرم الأول على مجزرة المقدادية تلك قبل شهرين ، وهو الإرهابي حمد التميمي وغيره العشرات بلغوا 32 قتيل إلى سقر لا تبقي ولا تذر . نعم نفرح لنهاية المليشيات ونهلل لمن قتلهم ، لكن القصور والخطر أن بقيت المحافظة دون قوات حفظ الأمن رهينة المليشيات متى شاءت، وهذا ما كان .

 هنا يجدر الإشارة أن جريمة بهذا الحجم بحق سنة ديالى في المقدادية كان الأولى أن تقلب الموازين لتغيير الحكومة وخاصة مجلس محافظة ديالى ومحافظها المليشياوي عضو حزب الدعوة ( مثنى التميمي ) ، لكن متى كان لممثلي أهل السنة حضور وهيبة ؟ .
لقد سارع آنذاك رئيس الوزراء العبادي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري بوفدين منفصلين ، لم يُسمح لهم بدخول المقدادية التي تحكمها المليشيات ، بل من استطاع دخولها من يحمل هوية الانتماء ، وهو الإرهابي ( حاكم الزاملي) رئيس لجنة الأمن والدفاع ، والنتيجة أن تم تقليد مدير شرطة ديالى المليشياوي جاسم السعدي من رتبة عميد إلى لواء ركن لجهوده في إتمام مجزرة سنة المقدادية من قبل أثنين ، أحدهما قائد الحشد هادي العامري ، والآخر مدير عمليات دجلة (السني) الواء ركن مزهرالعزاوي ، فأي مهزلة !.






إعلامياً من مهام محافظ ديالى المليشياوي أن يكذب كل تصعيد شيعي ، فكما نفى أن لا يوجد أي حالات خطف لسنة ديالى قبل عام ، اليوم ينفي أي انفلات أمني يقوم به الحشد المليشياوي ، بل أوعزه بكل بساطة أنها مظاهرات سلمية أمام مجلس المحافظة ، كم أنتم ملائكة ! .





لا نقول انفلات أمني فالأمن لم ينفلت من يد المليشيات في دولة المليشيات ، بل هو سيطرة تامة بإبادة لسنة ديالى، ومهما كانت التحركات لإسكات أهل السنة فالقادم متوقع ، وهذه المرة بنفس السيناريو تفجير انتحاري يعقبه هجوم مليشياوي يكمل إبادة سنة ديالى، ولا نسمع غير استهجان تحالف القوى السني ومتحدون ومطالبة رئيس مجلس النواب بالتحقيق لشعوره بالقلق ، مع تغليس رئيس الوزراء المنهمك بتحصين المنطقة الخضراء من أخوانه الشيعة ، وصمت العرب الثابت على المبدأ.

لمن نقول أغيثوا سنة ديالى وانصروا سنة العراق ؟
رحم الله فصائلنا المجاهدة التي أخرجت أمريكا فصارت لقمة بين فكي دولة المليشيات وإيران ، والله المنتقم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق