الأحد، 20 مارس 2016

الذكرى الثالثة عشر لجريمة غزو العراق ، ماذا استجد ؟






في يوم التاسع عشر من آذار /مارس تمر الذكرى الثالثة عشر على جريمة غزو العراق عام 2003 من قبل أمريكا وبريطانيا وحلفاءهم بقرار فردي هذه المرة ، وبحجة التخلص من أسلحة التدمير الشامل التي تهدد الأمن القومي والدولي . بوش الأبن خلف أبيه المجرم في تدمير العراق بعنجهية تدل على نفسية مريضة بعقدة النقص تتطلب إظهار القوة لإثبات الذات ، هذا مع اصطفاف اللوبي الصهيوني في الكونغرس حيث خطط إضعاف العراق طريق لإضعاف المنطقة لحماية أمن إسرائيل ، وما النفط إلا تحصيل حاصل كغنائم حرب . 

ماذا كانت نتائج غزو العراق ؟ الواقع يتكلم بتخريب شامل كانت ضحاياه أكثر من 4 ملايين شهيد وأضعاف العدد أرامل ويتامى ، ناهيك عن تخريب البنى التحتية في ظل حكم عقائدي فاسد مدعوم من إيران وبقيادتها الفعلية، وقد تربع المكون الشيعي على قمة الخراب الذي أكملوا حلقاته بالفساد وإبادة المكون السني بعد إبعادهم عن مراكز القرار والمناصب الحساسة ، كل هذا التدمير مع  إفلاس العراق فعلياً يستمر الصراع بين البيت الشيعي نفسه كما يلقبون الأئتلاف الحاكم الممسك بيد مافيات لم يعرف لها التاريخ سابقة . هي دولة مليشيات وليدة من رحم الفوضى الخلاقة دون أي دليل على وجود أسلحة دمار شامل، بل ما فهمه العراقيون أن أسلحة الدمار الشامل هو الجيش العراقي الباسل الذي كان في الصفوف الأولى للدفاع عن فلسطين ، ثم كان الصد المنيع لتشييع العراق أبان الثمانينات حيث تقدم في مرتبة رابعة لجيش بري أرعب العالم ،  تم القضاء عليه بقانون بريمر مع عدة جرائم بأسم الدستور الأسود ، والبديل جيش شيعي بفطرة الخيانة يرفع لافتات الثأر للحسين من النواصب أهل السنة بعد أكثر من ألف عام ! . 

ماذا استجد ؟



لقد استمرت العنجهية والصلافة الإجرامية الأمريكية والبريطانية معاً حيث اعترف كبراءهم بخطأ الغزو على العراق ، والأدهى أن تم تبادل الاتهام بالمسئول عن التقارير المضللة ! . اعترف وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد بخطأ قرار (بوش) ! بتاريخ التاسع من حزيران 2015 ، وهذا في مقابلة صحفية مع جريدة التايمز البريطانية ، أما الأمعة بلير فقد اعترف في نهاية أكتوبر من نفس العام في مقابلة مع السي أن أن الأمريكية، ثم ماذا ؟ الحصانة هي القانون السائد لمجرمي العصر ، فلا تمت محاكمة جورج دبليو بوش ولا رامسفيلد ولا رئيس وزراء بريطانيا توني بلير ، بل تم التخبط العسكري في سحب الجنود ثم العودة لمحاربة داعش بعد أن أثخنت فيهم فصائل المقاومة السنية وأجبرتهم على (الانسحاب) كمصطلح أقرته واشنطن وليس العودة، كدليل على تحطيم أكبر قوة عسكرية في العالم مع تهشيم الهالة المزيفة لقرون . إن المجرم الأول جورج بوش دافع عن جريمته مع ذكر أخطاء بكل صلافة في كتابه حول مذكرات غزو العراق عام 2010، ونقلاً من وكالات إعلامية : كتب بوش في 500 صفحة عن اخطائه في الحملة قبل غزو العراق وعدم العثور على اسلحة دمار شامل بعد ان كانت تقارير استخباراتية اكدت ان الرئيس العراقي في حينه صدام حسين كان يملكها.


وقال بوش في مقتطف من الكتاب نشره تلفزيون «ان بي سي» خلال مقابلة مع الرئيس السابق «كنت اكثر من اصيب بالصدمة والغضب عن دما لم نعثر على الاسلحة. انتابني شعور مقزز كلما فكرت بالامر. ولا ازال».ولدى سؤاله من قبل «ان بي سي» عما اذا كان يعتزم الاعتذار عن اخطائه، اجاب الرئيس السابق بالنفي. وقال بوش في المقابلة «الاعتذار معناه ان القرار كان خاطئا».
ومن المقرر ان يجري بوش سلسلة من المقابلات منها مع اوبرا وينفري ومقدم البرامج الاذاعية المحافظ راش ليمبو. واضاف بوش «لا اعتقد ان القرار كان خاطئا. اعتقدت ان المقاربة الافضل هي معرفة السبب وموضع الخطأ وكيفية معالجته».
واصر على ان «العالم افضل من دون صدام حسين في السلطة لان ذلك معناه ان 25 مليون شخص يعيشون في حرية».!!
كتابة المذكرات عند المجرمين جريمة مضافة يبغون التكسب من أفعالهم تجارياً ، فبعد بوش كتب رمسفيد مذكراته وكذلك فعل بلير ، ومؤخراً ظهر سفير الاحتلال ( زلماي خليل زادة) بكتابه عن غزو العراق حيث اعترف بوجود علاقة بين بوش وقاسم سليماني كواجهة لإيران ، يعترف إنه طلب من القوات الأمريكية والعراقية بالسماح لسليماني الدخول إلى الأراضي التي سيطرت عليها القوات الأمريكية، ونجح هذا التعاون في نهاية المطاف وحل نوري المالكي مكان الجعفري رئيسا للوزراء.
فعن أي حقوق الإنسان يتحدثون وأي هيئات هيئة الأمم يتصدرون ! أي عهر إجرامي وسياسي معاً !مع أنها حقائق لا نجهلها .

المهم هنا هو سبب الاعتراف بالخطا ، هل يظن العراقيون أنه بسبب قتل الملايين وتشريد الآلاف وتعذيب المئات في سجن أبي غريب مع تدمير العراق واقتصاده ؟ أم جريمة تسليم العراق لإيران تتلاعب به كساحة حرب لمشروعها الشعوبي ؟ لا هذا ولا ذاك ، إن السبب ظهور داعش ! تلك الفوضى الخلاقة التي أقحمت مصطلح الإرهاب ومكافحة الإرهاب خصيصاً للحرب على الإسلام بحروب صليبية متحالفة مع الصفوية في الخفاء ، حيث قال بلير : وردا على سؤال ما اذا كانت الحرب على العراقية "سببا رئيسا" في ظهور وصعود تنظيم الدولة الإسلامية قال بلير: "أعتقد بأن هناك بعض الحقيقة في ذلك"، في إشارة منه إلى أن الحرب هي أحد أسباب صعود تنظيم الدولة.) . أما عن المليشيات الشيعية التي أصبح عددها أكثر 50 مليشيا بعد فتوى السيستاني الإرهابي فلا يتطرق إليه قادة الغزو كأكبر تداعيات الغزو على العراق ، والسبب أن هناك علاقة وثيقة وتعاون حقيقي بين إيران وأمريكا وحلفاءها تعطي الحصانة لهم ، وأول المتمتعين بها قائد الحرس الثوري قاسم سليماني السفاح

أما عن ما يجري داخل الغرف الرئاسية وقيادة القوات العسكرية فحرب من نوع آخر، فقد أنتج زج الآلاف من الجنود في محرقة من نجي منهم حمل معه الأمراض النفسية التي تقود للانتحار ، هذا مع المئات من المعوقين لم تكن دور الرعاية لهم عوضاً عن تحطيم حياتهم ولو تضاهروا بالشجاعة إعلامياً ، فهذا ثمن أقل ما يمكن للمرتزقة . لقد تولد صراع التحقيقات حول ما جرى في العراق لهؤلاء الجنود التي تعلم اعتراض الشعب على تلك الحرب الجريمة بعد حادثة 11 سبتمبر، ويكفي فضائح البيت الأبيض في طريقة محاكمتها لمرتكبي جريمة قضاء حديثة ، ويكفي تحقيقات منذ أكثر من 7 أعوام يجريها المحقق البريطاني (جون تشينكوت) حول غزو العراق يتعذر الإعلان عن نتائجها أمام ضغط عوائل الجند القتلى والمعوقين ، والسبب هو جر شخصيات كبيرة في تحمل المسئولية مما لا يمكن قطعاً . نفس العلة لعدم محاكمة مجرمي الحكم الشيعي نوري المالكي وهادي العامري وباقي المافيا خوفاً من جر كبراءهم في طهران ، وبدون شك قادة أمريكا العسكريين في تورطهم الأكبر في تفجير المرقدين في سامراء ، هذا مع صفقات وتبادل أسرى يكون الورقة المساومة هم أهل السنة دوماً سواء أزمة كانت أو بعدمها .

إن المخزي بالفعل أن يسجل التاريخ دور الخليج في الهجوم على العراق انطلاقاً من قواعد أمريكا هناك،بل مراراً وتكراراً ، والمؤسف أن لم نسمع بيان أو تصريح من قادة دول الخليج ومصر بخطأ الغزو والحرب على العراق مع أن تداعيات هذه المؤامرة تتلاطم أمواجها في سوريا واليمن ، وأطرافها زعزعت الشارع في السعودية والبحرين بالطابور الخامس الشيعي كمرحلة حتمية بعد تهديم البوابة الشرقية مما أدى دفق كبير لخطة المد الإيراني بقيادة ولاية الفقيه بحجة المظلومية وحقوق الأنسان . ومع جريمة محصنة طوال 13 عام يبقى الوضع في تدهور حيث القتلة أحرار والضحايا في السجون ، ومن بقي في التيه بلا نصرة ، ويبقى الحل هو ذات الغرف السياسية والمصالح والمساومات لتدمير جديد بلا أدنى وعي لضرورة مشروع خلاص يعيد لأهل الحق تمكنهم بعيداً عن مرضى الخيانة والغدر ولو لبقعة أصغر بدل الفناء 
 والكلام أعني به أنتم يا أهل السنة ، والله المستعان .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق