خاص/ مدونة سنة العراق
بقلم/آملة البغدادية
بعد نينوى جاء دور الأنبار ومركزها الرمادي ليعلن الجميع أن تنظيم الدولة داعش قد سيطر على المدينة بشكل سريع . الكل يتفق أن حالات الهروب الجماعية لقوات نظامية وأخرى مليشيات وما تسمى (سوات) كانت أول الهاربين ، حيث تصدر الهروب قائد شرطة الرمادي الجديد الذي عين قبل أيام خلفاً للسابق العميد أحمد صداك الذي قتل بتفجير عبوة .
قبل أسبوع واحد تم الهجوم من قبل داعش على منطقة (ألبو فراج) ثم محاصرة (ألبو علوان) معقل الصحوات ثم ألبو نمر وغيرها لتصل إلى مركز قيادة عمليات الأنبار بهيلمانها وعدتها !.، والأهم هو مقر اللواء الثامن أكبر قاعدة عسكرية في الرمادي قد تم اقتحامه ، وتنقل عدة مواقع وصفحات تواصل بالاستيلاء على دبابات وخزين هائل للأسلحة مع الإفراح عن السجناء من بينهم نساء.
لا يمكن إن يمر خبر كهذا إلا وتعترينا الدهشة عن سبب تمنع الحكومة من تسليح العشائر والشرطة المحلية رغم عدة نداءات ، خاصة وهي تعلم أنها تواجه تنظيم لا يستهان به وساري التمدد رغم الضربات الجوية للتحالف .
نقلاً من مواقع إخبارية: سيطر داعش الجمعة على المجمع الحكومي وسط الرمادي، والذي يضم مديرية شرطة محافظة الأنبار ومقر ديون محافظة الأنبار ومكتب المحافظ ومقرات إدارية أخرى، بعد انسحاب القوات الأمنية منه نتيجة القتال العنيف وتفجير العربات الملغومة من قبل مقاتلي التنظيم.
إن ما جرى من أحداث متسارعة في الرمادي أذهل الجميع من جراء سيطرة داعش بينما بقيت الرمادي لعامين ونصف منذ بداية الهجوم على ساحات الاعتصام ، حيث كان الأولى أن يُستغل السخط الشعبي لقيادة آلاف الرجال لطرد قوات الدولة المليشياوية بدل التدمير والتشريد المفجع لأهالي الرمادي والفلوجة على وجه الخصوص . فقبل أسبوع واحد لم يكن التنظيم قد خطى نحو مركز المحافظة إلا مرات معدودة سابقة تم صدها . أما أن يكون أمر الرمادي المحور الهام لوجود أهل السنة في العراق يُخطف بسرعة من بين براثن الحكومة بكامل عددها ومعداتها ودعم حلفاءها من كبار قوى الشر، فلا بد أن له أسباب أحدها نظرية المؤامرة . هذه النظرية التي تبنتها أعداد غير قليلة من سنة العراق حول هدف طائفي وراءه دخول الحشد الشيعي جحش إلى الرمادي بعد ممانعة خشية تكرار سيناريو النهب والحرق في صلاح الدين . اليوم نسمع قرار مجلس المحافظة بالموافقة لدخول جحش تم إيصالها للعبادي ، لكن بمزيد من السخرية كانت نتيجة اجتماع عن طريق ألكتروني باتصالات عبر الموبايل توصلوا لتوافق شجاع !. والغرابة لا أحد يقول ما علاقة إيران ووزير دفاعها يهرول لبغداد يعرض المساعدة في (كل شيء) ! . بئس الحكومة التي تدعي السيادة والعراق مستباح ومحتل من قبل إيران ، فالأمس عاد رئيسها المبجل المصاب بالزهايمر من إيران وهو يدعم أاصر الأخوة ، واليوم وزير الدفاع السني العميل يقف أمام جلاد بني قملته ! .
بئس القوم أنتم يا من ضيعتم أهل السنة مرتين ، فلا عرفتم أهمية الأقاليم ولا أصبتم في جهة الاستدعاء .
من أهم الأحداث هو رد فعل ورأي واشنطن حول ما حدث ، فالتصريحات بمجملها سواء من البنتاغون أو البيت الأبيض تؤكد أن موقف (الترقب ) هو السائد مع تنويه هام بأن التدخل البري الأمريكي شيء مستبعدوما مشروع تسليح السنة كبلدين إلا عن قناعة بأنه أمر واقع وليس مجرد سوء تعبير . أما ما سبق هذا فقد تم تغاضي كل قنوات الإعلام عن هروب المستشارين الأمريكان من قاعدة الحبانية في الفلوجة منذ اللحظات الأولى لتمدد داعش ، وقبل ساعات تم إجلاء الباقين بعملية إنزال متجهة إلى بغداد .
نتساءل بمرارة : ألا يكفِ ما عانه الأهالي من ضيم العنف والنزوح موجات متتالية حتى يتم اتخاذ قرار فاعل يوازي التحديات في مسألة وجود وحدود؟
نتساءل بغرابة: إن كانت أمريكا تتعامل مع التنظيم بشكل مغاير وفق الواقع الذي يُترجم بأنه أمر محتم لا يستدعي المزيد من التضحية الخاسرة ، فأين هذا من كبار أهل السنة؟
ما الذي يمكن أن يجنيه أهالي الأنبار من تبعيتهم لقيادة شيعية تستغل كل حدث لتهميشهم والقضاء عليهم بشتى الوسائل؟
ما الجدوى من تبني أكاذيب الأخوة والمصالحة وكبارها اعترفوا أنها مجرد وظائف درت عليهم الملايين في غرف ومكاتب ؟
أليس الأولى أن يعوا الخطر المزدوج الذي يستهدف الوجود السني عقيدة وأفراد وحدود من ثلاث أطراف ؟
أليست ملايين السنة معرضين للإبادة من قبل إيران وأمريكا وشيعة الداخل؟
ألا يفقهون نية تحويل المناطق إلى شيعية وتبديل أهلها بشيعة الخراب لتغيير ديمغرافي شامل؟
ما الذي يمكن أن يعيد مشروع الفدرالية ومن يطالب بها ما زال مترصد حتى يتم إلقاء القبض عليه بتهمة الخيانة؟
ما يجري في الحقيقة هو استجلاب لمعارك أخرى يفرح لها الحشد الكفري الذي سيسفك دمه لا محالة على أرض الأنبار ، لكن القلب يتفطر والعين تحترق من الدمع عندما نعلم أن المقابل هو ساحات حرب في الدوائر والمدارس والمساكن ، وتعطيل حياة وصمت الجوامع ، وعندما نرى كبار السن في العراق ترهقهم عبرة ، ونساء افترشت الصحاري وفي أحضانها أطفال تعلوها الدهشة ولا تعرف خقيقة هذه الضجة؟ أين العقلاء وأين هم من انفصال السودان ونداءات كردستان بإعلانها بسبب بضع حزم من الدولارات مقابل تصدير نفط ما يسمى (الأقليم) سلفاً بدون وجل! .
إن ما حدث من ويلات لأهل السنة كان السبب فيه هم قادتها المستمرون في الاتباع بدل القيادة في كل حدث وأزمة ، وما جرى من نتيجة عدم الأهلية هو تلك العقيدة التي تعلقت بأولويات متغيرة بدل الراسخة ، فمنذ أثنا عشر عام وما زلنا نعاني من نهج الطين المقدم على الدين حتى صارت الأرواح قرابين تراب تم سلبه من قبل الشيعة بأسم الجهاد الكفائي تلك الأكذوبة المجوسية السيستانية ، والغريب أنها ما تزال !.
ماساة يتحملها شيوخ الوطنية الذين تسلقوا المنصات يرفضون الفدرالية ولم يفتوا حتى بالجهاد .
نستنجد الغيارى أن يرفعوا طلب التقسيم في أسرع وقت للتخلص من علة الخراب (حكم الشيعة) ، ونستنجد بالمبصرين الذين يعون مخطط تشييع العراق في أعلى مراحله . نطالب العرب بوقف التحالف فخنجرهم أقسى
نطالب في الوقت الضائع أن يجتمع أهل السنة بمختلف توجهاتهم لحقن الدم ، وليتركوا الثارات فلن تبقي على شيء .
نستنجد كبار أهل السنة والمجمع الفقهي أن يتصدروا القرار، فربما يكون ما نخشاه هو الأرحم بين كل الخيارات المميتة الأخرى .
أين الواعون أهل الاعتبار ليتعاملون مع داعش بما يروه مناسباً فالدين الدين والسنة السنة يا عمائم أهل السنة .
هذه مجرد رؤية والله المستعان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق