خاص/ مدونة سنة العراق
بقلم/آملة البغدادية
عندما يتم اختيار رئيس جمهورية وفق الأكبر سناً فيعني أنه مكسب على جميع الأصعدة ، فالحكمة التي يتصف بها هذا الرئيس تعني شيخوخة وأمراض مرافقة لبلادة أزاء الأخطار والأزمات، مما يجعله شكلية دستورية لا غير . أما إن رافقته الزهايمر فتلك مصيبة تعصف بالبلاد، حيث يضيع فيها تحديد الصديق من العدو وتضيع الحوادث . هذه المواصفات اجتمعت في شخص ما يسمى رئيس العراق فؤاد معصوم ، وهو ذاته من دعى في أول أيام رئاسته لإلغاء هيئة المسائلة والعدالة ونسيها في اليوم التالي .
رئيسنا المبجل الكردي يهرع إلى إيران عدوة العراق لتوقيع اتفاقيات ببيان مشترك * ، وهي التي ترفض بصورة مستمرة انفصال كردستان مع حقها في إعلان أقليمها بفدرالية حددها الدستور في العراق ، والمصيبة أنه لا يصرح في لقاءه ضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية .
رئيسنا المبجل يتباحث مع الجارة (الصديقة) سبل التعاون في كل المجالات ، داعياً الى دعم خططه لمساعدة النازحين وإعادة اعمار المناطق التي حررتها القوات العراقية من سيطرة الارهاب، ونسي أن النازحين هم السنة التي تحاربهم إيران بحجة داعش في مجازر حكومة المليشيات التي تأتمر بقيادة عسكرية ومرجعية فارسية وصلت إلى استيلاء النخيب بعد ديالى وتكريت والعلم .
أما عن الإعمار فنسي أن أموال العراق ونفطه وحتى سبائك الذهب المنهوبة من البنك المركزي باتت في الخزينة الإيرانية ، ونسي ابتلاع حقول فكة وأم قصر مع مئات الكيلومترات في ديالى وقرى كردستان .
رئيسنا المبجل يسعى لانشاء حدائق السلام الحدودية مع إيران ونسي معنى السيادة والعلامات الحدودية الفاصلة لتحد من تمدد الدول المجاورة ، بل نسي تصديرها للسموم وأخطرها المخدرات والأسلحة التي تدخل على طول كيلومترات .
فأي حدائق وأدغال سامة يا معصوب العينين والأذنين ؟
فأي حدائق وأدغال سامة يا معصوب العينين والأذنين ؟
رئيسنا الكردي يشيد بالعلاقات الأخوية الوطيدة بين العراق وإيران ثلاث مرات في البيان الختامي، لدرجة إتمام إلغاء تأشرة الدخول للإيرانيين إلى العراق المذكورة منذ شباط الماضي ، مع أنهم دخلوا في عاشوراء بدولار واحد لم يدفعوا منه سنت واحد .
المصيبة أن رئيسنا الكردي تزامنت زيارته مع انتفاضة أكراد إيران الرافضة لديكتاتورية خامنائي وعسكره الذي تعامل بوحشية في خنق الانتفاضة قد أصابه العمى أيضاً ، وصمت عن حق الدفاع عن بني جلدته ، ومع هذا يتباحث حول مصير سوريا واليمن مع الحكومة التي تسببت في خراب البلدين .
رئيسنا المبجل الحكيم يتباحث حول التعاون البيئي مع إيران ونسي أنها سبب تلوث شط العرب وقطع نهر الكارون الذي تسبب في جفاف الأراضي الزراعية ، وما خفي كان أعظم من طمر النفايات النووية في أراضي العراق الذي يشهد زيادة إصابات السرطان بشكل مخيف .
رئيسنا المبجل يجلس في وضاعة وبلادة أمام عتاة إيران العدوة ، وهم يبتسمون بسخرية أمام من يدعي منصب رئاسي لدولة وحمايته تلاحق من قبل مليشيات قبل أيام ، وتُضرب وتُجبر على ترك عرباتها وتكمل الطريق سيراً على الأقدام نحو كردستان .
رئيسنا الكردي المبجل حمل معه الزهايمر من أجل شيء واحد (محاربة داعش) ، وهو يلتقي في إيران مع سكرتير المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني علي شمخاني ، ويبحث معه سبل تنسيق جهود البلدين في مجال مكافحة الجماعات الارهابية وخلاياها النائمة في المنطقة، ونسي أن قاسم سليماني ومليشيات إيران الإرهابية تسفك الدم العراقي في المحافظات السنية ، وترتكب مجازر وحرق ونهب لأملاك المواطنين بفتاوى مراجع الفرس أئمة الإرهاب .
رئيسنا الكردي المبجل الذي يتباحث مع إيران سبب بلاء العراق غافلاً عن ذكر السيادة العراقية، ولدرجة أنها لم تُدرج ضمن المباحثات ولا في الخطاب المشترك ، بل دارت كلها حول إلغاء السيادة ، واعتبار العراق فعلياً تابع لإيران كمحافظة لا غير، ومن المؤكد أن تمادي إيران وتصريحاتها المتكررة بأن العراق خاضع لقيادتها وهيمنتها لتمدد الهلال الشيعي لم يأتِ من فراغ ، بل من هؤلاء الزمرة العميلة التي تدعي إدارة بلد عريق وكبير كالعراق ، وتدعي عصر الديمقراطية ونهاية الدكتاتورية ، وما هؤلاء إلا مطايا احتلال مزدوج يضرب بأطنابه تربة العرب وطبيعة فكر على مرأى ومسمع العرب الذين يسارعون بسفراءهم وكأن شيء لم يكن .
نتساءل إن كان رئيس الدولة يعاني الخرف فما بال مسئولي كردستان صامتين إزاء إيران وعداءها القديم والجديد ؟
نتساءل عن زيارة مسعود بارزاني لواشنطن من أجل الدولة الكردية مع صمت (معصوب) حيالها ، فهل هذا انفصال على أرض الواقع ؟ أم أنه تبادل أدوار لهدف مشترك ؟ .
في كلا الحالتين يبقى اختيار الرؤساء تحت بند الزهايمر له منافع يحصدها الأعداء،
ولا عزاء لشعوب هانت عليها نفسها فاستكثرت عزة عصر أبي بكر وعمر .
نسأل الله العون والنصر والذي يملي لهم أن كيده متين ، والعاقبة للمتقين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق