منذ سبعون يوماً والمعتقلات تنتظر حريتها وكرامتها على أيدي أهلها في ساحات العز والكرامة ، ومنذ سبعون يوماً ينتظر السجناء إطلاق سراحهم ووقف العمل بالمخبر السري وإلغاء الفقرة 4 أرهاب التي تديم حملات الطائفية الصفوية ، ومنذ سبعون يوماً ونحن نبارك ونهلل ونساند انتفاضة أهل السنة في ساحات العز والكرامة ، ولكن لا شيء من هذا تحقق .
لا عجب فثمة أخطاء فادحة ارتكبها أهلنا السنة وما زالوا ، فلا عنوان للقضية ولا هدف محدد وموحد ، فتارة تحرير المعتقلات والمعتقلين وأخرى وقف قوانين الإرهاب الجائرة ثم إسقاط النظام ورفض الدستور ! .
لا عجب أن يخرج الساسة والصحفيين والمحللين السياسين في كل القنوات تبين تناقض المطالب ، فكيف يريدون وقف العمل بفقرة واحدة أو أثنين وتطبيق قانون المسائلة والعدالة على الجميع دون تمييز ؟ كيف يطالبون الحكومة بتسريع العمل ثم يطالبون بإسقاط النظام وإلغاءها مع الدستور كلياً ؟ ! .
منذ سبعون يوماً ونحن نقول إعلان المظالم يوجب إعلان الهوية لتكون الرسالة معلومة المصدر والعنوان ، ونقول أن كل المطالب والحقوق المغتصبة يضمنها قانون الأقاليم ، وهو يختصرها بل يحوي على أكثر مما يطالبون به ، بل يلفها في سلة واحدة غير قابلة للتجزئة بشكل ممنهج ومدروس وعقلاني في مشروع شرعي ومتبع في الدول الإسلامية قديماً وحديثاً ، والأهم من هذا يضمن مساندة الهيئات الدولية في الداخل والخارج كونه فقرة في دستور الظالمين وجب أن يلزموا أنفسهم طوعاً بما ألزموا أهل السنة كرهاً ، ولكن الطامة الكبرى التي يعاني منها أهل السنة جهل القادة ومن يتصدرون المنابر بشكل عام لا تعميم مطلق ، فقد اعتلت المنابر علماء دين ورؤساء عشائر وساسة خلطوا على المتظاهرين خلطاً كبيراً ، مما سبب حيرة الجميع بما فيهم أطراف دولية تبحث عن خيوط ثابتة وقيادة ممنهجة تعرف ما تريد وتأطره بشكل منظم ودستوري يضمن إلزام الحكومة للتقدم في خطوات تحقيق الديمقراطية التي يحتكمون إليها .
لا عجب فغالب من اعتلى المنابر يجهل معنى الفدرالية معنى ومضمون ، وغالبهم يخلط بينها وبين التقسيم ، بل جلهم ينادون بأخوة السنة والشيعة رغم السياط التي تلفح ظهورهم ليل نهار من هذه الأخوة البائسة ! .
يا كبراءنا وعقلاءنا وأهلنا في ساحات الاعتصام ألم تعتقل الأخوّة الشيعية منكم أضعاف ما أطلقت سراحهم منذ اندلاع الانتفاضة ؟
يا كبراءنا وعقلاءنا ألم تمتنع الأخوة الشيعية من التضامن معكم في جنوب العراق رغم نداءات علماءنا وتوسلات أبناء السنة عبر الفضائيات ؟
يا كبراءنا وعقلاءنا ألم تخرج الأخوة الشيعية ترفع لا فتات طائفية في البصرة تقول يا ثارات الحسين والموت للبعثية ؟
يا كبراءنا وعقلاءنا ما الذي استحصله لكم التيار الصدري ومقتدى القذر ؟
يا كبراءنا وعقلاءنا ألم تمنعكم الحكومة الصفوية من الصلاة في الاعظمية وسمحت للشيعة للتظاهر أمام البرلمان في قلب المنطقة الخضراء ؟
ثم ألم تكن حول تأخر إقرار الموازنة المالية ومليشياتهم تسرح وتمرح في مناطقنا في بغداد تقتل وتهجر ؟
إلى متى ترضون بخطباء الجهل على المنابر ؟
خرج علينا في هذه الجمعة عالم دين يدعي الأقليم تقسيم ، وأن هناك دستور لكل أقليم مختلف عن الآخر ، وأخذ يحذر ويحذر من الفدرالية والجموع تهتف معه كمن لا تعي ما تسمع ! لعمري يعجز الوصف عن حجم مأساتنا !
لو كان لكل أقليم دستور مختلف فحيهلا ، تخلصنا إذن من فقرات دستور الظلم الصفوي ، فلماذا الرفض ؟ ! .
يا كبراءنا وعقلاءنا وأهلنا في ساحات الاعتصام ، لماذا أعلنتم الجمعة القادمة في بغداد ثم انسحبتم !
ثم رفعتم شعارات (قادمون يا بغداد ) منذ أسبوعين ! .
أين القيادة الواعية التي تعلم متى تعلن ومتى تتحرك مباغتة ؟
بل أين القيادة التي تحدد الخطاب والخطباء ؟
أين القيادة التي تحول الساحات إلى ثورة بدل مهرجانات شعرية واحتفالات ؟
أين هذه القيادة التي تخلص سنة بغداد من براثن الشيعة التي حفرت في جلودهم شعاراتكم أكثر من قبل ؟
بوركت غيرتكم وسدد الله رميكم ، ونسأل الله العون والنصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق