نقلاً عن وكالة رويتر الإخبارية اليوم الأربعاء بخبر عنوانه ( ديمبسي: زيارتي للعراق ليست لتقديم مطالب )
عنوان مثير للاهتمام مع أنباء عن موافقة تسليح الجيش العراقي ( الصفوي ) بصفقة طائرات طالما تلكأت فيها بعد مطالبات من الأكراد برزاني وغيرهم من المسئولين السنة بزيارات متعددة إلى واشنطن في العام السابق يحذرون أمريكا من خطرها بعدم الموافقة عليها خشية استعمالها في ضرب أهداف طائفية لا حماية الأمن الخارجي للعراق ، فما الجديد الآن ؟
يقول الخبر : (وأكد ديمبسي -متحدثا لوكالة الصحافة الفرنسية قبل الهبوط في بغداد- أنه ما زال هناك دور مهم تلعبه الولايات المتحدة في العراق ولكن مع اختلاف الظروف) !
الممعلوم أن الساحة العربية تشهد نزاعاً خطيراً غير مسبوق زعزع المنطقة جميعها بعد غزو العراق وصعود النفوذ الإيراني في المنطقة بموافقة أمريكية ( غبية) لم تحسب لها حساب سوى التخلص من خطر الجيش العراقي وتهديدات الرئيس صدام حسين على إسرائيل مع ضرورة التمكين على ثروات العراق التي اعتبروها من الخطأ أن تبقى في أيدي العرب بعد الآن .
ما جرى هو تفوق الجيش الحر السوري وقرب انكسار الظهير الكبير فيها لإيران كقاعدة هامة للتوسع وحاظنة لعمائم الظلام بمباركة النظام النصيري الجاثم على صدور الشعب السوري منذ عقود . بعد سيطرة إيران على العراق تماماً لم يعد هناك أدنى شك من نفوذها المتفوق على أمريكا عند الحكومات التي توالت على العراق بعد الغزو الآثم ، فأمريكا فشلت في كل مخطااتها فلا هي احتفظت بالعراق تحت طاعتها ولا بالنفط تحت تصرفها ولا بالأموال الهائلة التي تتوالى على خزينة البنك المركزي ومؤخراً فلت منها التحكم على العقوبات بسبب تعاون حكومة المالكي مع إيران لتقليل الأضرار عن إيران بضخ ملايين الدولارات إليها عبر بنوك عميلة مثل ( بنك إيلاف الإسلامي) وتهريب العملة الصعبة وتهريبها عبر تجار خارج الرقابة المالية وبدون انضباط .
ما زاد الأمر تعقيداً بالنسبة لأمريكا هو ما توصل إليها من معلومات حول لجوء إيران إلى روسيا للتسلح وخشية رغبة العراق في هذا للتبعية المعلومة كما قرأنا خبر بهذا المضمون مؤخراً ، وهذا يعني بدأ سيطرة روسيا العدو القديم على المنطقة بعد مساندتها للنظام في سوريا وعرقلتها للجهود الأممية لمعاقبة بشار الأسد .
من يقرأ الخبر ينتبه لعبارة ديمبسي ( ما زال هناك دور) يفهم الشعور الذي يهيمن على الإدارة الأمريكية بأن ما عادت لأمريكا دور فاعل كالسابق في العراق بعد أن قادت الجيوش لغزو العراق وتعيين الحاكم بريمر وتهيئة دستور ظنت أنه يخدم جميع الأطراف التي تشكلت منها الحكومة الجديدة ويلبي حدود مطامعها الخاصة الفردية بما فيها إنشاء الأقاليم لأجل الأكراد حصراً دوناً عن غيرهم بشكل مبطن ، ولكن ظهر أن هذا الدستور أصبح علة أبتلي بها الساسة وسبب نزاعات دموية راح ضحيتها المزيد من دماء الشعب العراقي .
ديمبسي في العراق يبحث مع نظيره بابكر زيباري صفقة الطائرات من طراز أف ـ 16ويعرض مساعدات الجيش الأمريكي الذي تناهى لسمعه رغبة إيران في تدريب الجيش العراقي الجديد الطائفي، مما يعني فعلياً وجود قوات علنية من الجيش الإيراني بكامل صنوفه في العراق مع قواعد ثابتة له بهذه الحجة . هذا الأمر يعني العمل على إزاحة النفوذ العسكري لأمريكا من العراق رغم وجود أكبر سفارة لها في العالم في العراق الذي لم يستقر فيه شيء ولم تفلح القوات الغازية من إعادة الأعمار أو نشر الأمن بمعدات الكشف عن الأسلحة والعبوات في الشوارع التي ظهر أنها فاسدة لا تعمل رغم بقاءها في نقاط التفتيش ! ، ولا يعني إلا أن القتل هو الهدف منها وتوافق المصالح أدام وجودها وحسبنا الله ونعم الوكيل .
غلق الأزمات التي لا تنتهي من بلد الحظارات الذي دنسته أقدام الأعداء وخانته أيادي العملاء الراكعين لأمريكا وإيران باتت مهمة يعجز عنها الكل، ليس لقوة الأعداء الأرهاب كما يزعمون بل للضرورة أحكام فغض البصر ضروري نفهمه من كلام ديمبسي وغيره لا سيما الرئيس الأمريكي أوباما حينما هدد سوريا فقط إن استعملت السلاح الكيمياوي ! وماذا لو لم تستعمله؟ سيبقى الاستنزاف في سوريا والعراق وافغانستان كما هو عليه فهو يصب في مصلحة إسرائيل وأمنها الهش بإبادة عنصر الجهاد أهل السنة ، مع اننا لا نوافق على تحرك عسكري لأمريكا في المنطقة .
الخطر الآن أكبر مما مضى فلن تتوانى الصفوية عن استعمال السلاح الجوي في ضرب أهل السنة بحجة التخلص من الإرهاب كما يفعل بشار النصيري وزبانيته الكفرة في أشقاءنا في سوريا ، ولكن الله وعد بنصره المؤمنين لا المجرمين ويكيدوا كيدا ويكيد كيداً سبحانه وما هي إلا أيام وربما ساعات ويأتي الفرج بالتخلص من المجرم بشار الأسد نصير إيران وحزب اللات ، وعندها يتهيأ للعراق ظروف الخلاص من أحفاد أبن العلقم بإذن الله ، فصبراً يا عراق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق