الثلاثاء، 11 أغسطس 2015

إعادة نشر بعد 5 سنوات /هذه الحكومة التي نريد ، فمن لها ؟




بقلم/آملة البغدادية
كتبت في تموز 2010
ضمن مدونتي القديمة


متى تتشكل الحكومة ؟ 

سؤال على كل لسان عراقي ومهتم بشؤون العراق، فالمدة قد زادت عن حدها، والمتابع يعلم أن هناك مساومات وتنازلات وتراشقات، وزيارات توبيخ واستدعاءات وتوجيه وتحليل من شرق وغرب، وكل الأطراف همهم الأول هو الحفاظ على المكاسب كأقل الاستحقاقات .
نعلم أن حساباتهم ليس فيها للعراق وشعبه من نصيب فهذا غير وارد ضمن دساتير الاحتلال، وهذا يضعنا في موقف التأهب لمزيد من الانتهاكات كأرفق عبارة .
نعلم أن إيران هي من تحكم العراق بنهج صفوي المراد منه الخراب ونشره إلى أبعد من العراق، ونعلم أن البيت الأبيض بات في صورة السيد المهيمن المخدوع، وصار يعدل في أوراقه ويضيف لمناهج مراكز الدراسات الاستراتيجية أقسام جديدة، واحد للإرهاب وواحد لإيران وأخرى ربما سرية، ولا يوجد مركز لملايين العراقيين المتضررين من الغزو ممن جعلت نفسها راعية لحقوق الإنسان، ومع أن هذا ليس في اعتقادنا ولا ما نأمله فلهم تاريخ أسود عانينا منه لعقود، وليس لنا سوى الجهاد كطريق وحيد للتحرير . 

إن ما نقرأه من أخبار يومية بين شد وجذب، وصراخ وصمت أن جاء بايدن وسافر بايدن والمالكي يصر والطالباني يستلقي بضمان أبله، وعلاوي يصافح فهو قابل للنقاش لأن العين لها تبسم كلما نظرت إلى طهران، والأعلى في الأدنى يتوعد بالنيابة، فما نوع الأخبار التي تأتينا من ناطقين بكل اللغات إلا العربية . 
تقول الأخبار :
رحبت القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، بتصريحات رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي الأخيرة في لبنان حول إمكانية تولي علاوي تشكيل الحكومة المقبلة.
شكك باسم العوادي مستشار رئيس المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم في إمكانية تحالف ائتلافي دولة القانون والقائمة العراقية.
وقال "إننا نشكك في أن يتم التحالف بين دولة القانون والعراقية لكون الأرضية غير ملائمة لتكوين تحالف بينهما". وأشار إلى أن "شكنا يأتي من برامجي الكتلتين المختلفين، فبرنامج دولة القانون يختلف تماما عن برنامج العراقية ويبتعد عنه بـ 180 درجة، فكيف سيمتزج هذان البرنامجان المختلفان وكيف سيتم تقاسم السلطة بينهما؟".

هذا التشخيص لباسم العوادي والاعتراف مثير للاهتمام فمن هما طرفي المستقيم ؟
نعلم أنهم موالون لإيران، لأنها بلدهم الحق وإن سكنوا في غيرها، فمن هو الطرف المخالف لإيران ؟ هل يقصد أن قائمة علاوي موالية لأمريكا مثلاً ؟ وأعجب من هذا التشخيص لأن الإيرانيين دخلوا على ظهور دبابات الولايات المتحدة الأمريكية، ومع صحة التشخيص فهم لن يكونوا خير للعراق في أي حال .
وأخيراً هذا الخبر الذي يراه البعض هامشي، وإنما هو ترجمة عن نهج الحكومة السابقة واللاحقة إن كانت بنفس المفاهيم حتى وأن اختلفت الأسماء ( أعلن مصدر في الشرطة العراقية الجمعة اعتقال إمام وخطيب مسجد تكريت المركزي الشيخ جمعة عيسى الدهيمة، في حين أكدت عائلة رجل الدين أن التهمة تتعلق بعدم إزالة اسم 'جامع صدام الكبير') .أنتهى

بات العراق في مخاض عسير ينتظر الشعب أن يكون الوليد صحيحاً معافياً، والبعض يرفع أكفه لله مبتهلاً ، وغيرهم يرفع أكفه للعباد موالياً لعل الفرج قريب . هو بالتأكيد مخاض عسير لوليد معوق، لأن التزاوج كان بين معيوبين بالأصل والمكتسب من المفاهيم، فهو من سيقود في الحقيقة ويجبر الكل على التأقلم وفق تقلباته .
من الطبيعي أن المعاناة ستكون كبيرة لمن يضطر للعيش في بيت يضطرب بين تبعات الفوضى وإلقاء التهم عن سبب هذا العوق، ولا من دواء .
قالوا أنه تحالف للبغايا، والوجوه هي الوجه فأصوات الشعب لا تحسم لأن التزوير حاصل، والنتيجة الحتمية هي أن على الجميع أن يستسلم للواقع، فالوليد لن يخلو من عوق، طالما أن الأصل ينحدر من حكيم لئيم وأديب رجيم وقائمة متأرجحة وصدور متبجحة ، وأما المطلك وعليان وريشة وعطية فمن المنتظرين وإن اختلف ولاءهم، وإنما هم لا أكثر من بوابي المداخل لا بد منهم لأصحاب السيادة، وحتى الهاشمي لم يكن لمنصبه صلاحيات بحجمها الحقيقي، ولا أحسن احتضان الأشقاء فخسر الرفاق، وخسرنا أيضاً، وأما أصحاب السيادة الحق فمطاردون موصوفون بالإرهاب، لأنهم معافو الأعين والبصيرة، سليمي العقيدة والولاء، مبعدون ومجهولوا الملامح والمكان لأنهم اختاروا الجهاد الذي بات غريباً، والأدهى من هذا قد منع من أكبر المراجع، وتظاهر به أصغرهم عقلاً وأكثرهم حقداً ..   

منذ أشهر، ونحن ننتظر متى يرخي المالكي قبضته التي أحكمها ؟ وخرق القوانين بأسم القانون، وأنكر المصالحة وهو يدعيها، وتستر على خبراء النهب الذين فتحت لهم أبواب الحدود، وخرج بعد كل جريمة بتصريحات من بغداد سخر منها الصغير قبل الكبير . ومنذ أسابيع، والشعب ينتظر متى تستلم القائمة العراقية الأمور حسب استحقاقها؟ وتقوم بتعديلات وقرارات تضع فيها العراقيين في صدارة الأولويات؟ وتفتح نوافذ للاستنشاق بعد أن أُغلقت على هواء وماء وزرع موبوء ؟، وما أقصده يفهمه كل عراقي أُجبر على تناول سموم إيران المندسة في الوجبة الغذائية كنوع من خطط الإبادة، لكن هل كل ما نريده هو الغذاء والدواء والكهرباء والماء؟ مع أنها ضروريات العيش، وهي مطالب تكفي للمسكين الذي لا يهمه سوى قوت يومه ــ وما أكثرهم في العراق الغني المسلوب ــ ولكنها متطلبات الذليل، عندما يرى بلده يستباح وحدوده غير مأمونة ودينه تتلاعب به أقلام مسمومة، ودماءه رخيصة وعرضه تحت الطلب متى يشاء المرضى فاسدي العقيدة ، ولا هم له سوى الكهرباء!، وحتى هذه لم يفلح فيها وبحت حنجرته هباء .

 إن كان المخاض ينتهي بنفس العوق فلا رجاء بل عناء مستمر، وإن كان المخاض بوجوه مغايرة فماذا ستقوم بإجراءات؟  
هل سؤالي محرم وقد أعطيت لنفسي حقوق أكثر من اللازم يا رجال الحكومة ؟
 لكن صوتي هو ما تقاتلتم عليه (ولو أني لم أجد أسمي، عفواً سقط سهواً من القوائم مع الباقين )، إلا أني أضع مطالب عراقية لمواصفات رجال الحكومة المأمولة، بأن يكونوا عراقيين أصحاب شهادات غير مزورة، بولاء تام للعراق نقي لا كثوب مقلم أصفر وأزرق، وأعلم أن هذه المطالب يحلم بها الكثير حتى أصبحت من الكمد تضيق نفـَس الملايين تتحشرج في الصدور من شدة الألم، ولا يكاد الصوت يُفهم، ولا اللوعة تجيد التفسير، وأنا أضعها بالنيابة وبخطوط عامة لا بالتفصيل، فمن يجد في نفسه الكفاءة أن يحققها فليتقدم ويعلن أسمه، وسنساند بالإجماع والله المستعان  :

*****
 رئيس الجمهورية : 
عربي مسلم معروف بمكانته الاجتماعية الراقية ومبادءه السامية
له مسؤوليات محددة وقرارات الفصل لا صورة شكلية كمستلزمات أعلامية يفرح بتقبيل المحتل
 نريده أن يتبنى الجهاد ويعلن مسمياته الحقيقية يرفع العراق ببطولاتهم في مؤتمرات الخارج بعد أن لطخت صورة العراق حفلات السفارات الماجنة ومهمات الملاحقة للمهجرين .

رئيس الوزراء :
رئيس ٌيعين من الوزراء من له المؤهلات العلمية والخبرة في البناء لا في السلب والقتل ولا يكون الانتماء الحزبي صك الغفران لمن يختاره عند ارتكاب الفساد
تكون أولوياته الاستقلال وأدواته الجهاد والبناء وخيمته واحدة شاملة
ولا يحتكر القرارات
ولا يكون مكتبه تابع لسفارة إيران فتكون وجهته عند حل الخلاف
ولا إلى سرداب أظلم يفتح منه شارة المرور للعبور في كل أزمة كان الأجدر أن تكون بداية لثورة الإصلاح .

الدفاع والداخلية :
نريد وزير للدفاع يواجه الهجمات على الحدود لا على البيوت
ويضع رقابة على الحدود الشرقية التي أصبحت مصدر الإرهاب بكل مظاهره التسليحية الرقابة على التدريب ومنها التغييب الجماعي بتهريب المخدرات ومظاهر الفساد
ويقلل من هذه المداخل التي صدق عمر الفاروق رضي الله عنه عندما قال :
(أود لو أن بيننا وبين فارس جبل من نار)
وبما أن النار صعبة الحصول فأود لو أن بيننا مثل سور الصين ولو كلفنا الكثير .

ونريد من وزير الداخلية أن يكون اختصاص رجاله هو حراسة المواطن بيته وماله وممتلكاته
بأن يقسموا للولاء المطلق للعراق لا للمال والعشيرة والمذهب حتى لا يعتقلوا أبرياء بدون تهمة وبمجرد شبهة أو من باب الاحتياط.
نريد منه أن يمنع السجون السرية ويؤمن عيش السجناء باحترام حقوق الإنسان التي سمعنا عنها ولا نعرف لها معنى .

النفط :
نريد من الوزير أن يكون مستقلاً لا يتبع لأحد
ذو خبرة
وأن يعيد حقول فكة وغيرها
ويطالب إيران بتعويضات عن النفط المسروق
وأن يبطل عقود السلب الوهمية والبيع اللامركزي
وأن تكون حماية الآبار من أفراد مستقلين لا تتبع لأحزاب .
نتمنى أن يكون النفط سلاح وأن يكون خيره للعراق ولأجياله القادمة .

المالية :
نريد منه الأمانة
فقد خسر العراق مبالغ كبير طيلة السبع سنوات على الاحتلال، ما يكفي لبناء مدن بكافة متطلباتها كما في النص التالي الموثق بأن اللجنة المالية في البرلمان السابقة تقول إن «موازنة العراق خلال الأربع سنوات الماضية وصلت الى حوالى 400 بليون دولار». 

نريد من الوزير أن يرفض التطرف في التخصيصات للمحافظات لذا نريد منه العدل 

والأهم عودة الرقابة المالية على الوزراء قبل الوزارات

وأن تكون أموال العتبات الدينية ضمن أموال الدولة
وإخراجها من أيادي النهابية التي يصرفوها لغير العراق ولشراء مزارع لمراجعهم وليس للعامة من نصيب .

الأوقاف :
نريد أن تكون عيون ساهرة تقيم حدود الله في المساجد ومنع ما لا يرضاه
 تبني ما تهدم من المساجد
وتقوم بحملات توعية دينية إسلامية
وتكرم الأئمة وتوفر لهم الأمان
وتحافظ على أملاك الوقف وتجعله في خدمة الدين
وتمنع رايات البدع
ولا تفرض العطالة بمسيرات تعسر على الكاسب وتجعل من البلاد عزاء دائم .

العدل :
نريد منه أن يعين قضاة عدل ينفذون القوانين
وأن يستلم شؤون المعتقلين بقوائم واضحة العدد والمكان
ومع رقابة تامة للسجون
وأن يضمن حماية حقوقهم في الدفاع
ويبحث في دعاوى المتهمين بغير دليل وأولهم الأطفال والنساء
 وأن يصدر أوامر إلقاء القبض أولاً على المجرمين الكبار من وزراء ووكلاء من الحكومات التي تشكلت بعد الغزو وملاحقتهم في الخارج
لا أن يجعل مبدأ العفو من شيم الرجال وعفا الله عما سلف هو مبدأ العراق الجديد

التعليم :
أن قياس صلاح الدول بنظاميها القضاء والتعليم فأن فسدا فسد كل شيء
فنريد من وزير التربية ومن وزير التعليم
أن يكون الهدف هو العلم والرقي
ويكون منتسبيهما ترجمة للعلم والرقي الخلقي
وأن تكون المناهج مواكبة للتطور ومطابقة لمنهج الإسلام الحق
وأن تكون للأجيال المتخرجة فرص عمل جاهزة بالتنسيق مسبقاً كما كانت 

كذلك لباقي الوزارات نفس النهج، ويبقى لوزارة المهجرين والمهاجرين أعمال كبيرة لم تنجز منها شيء، فلا أثر لهم في رعاية المهجرين في الخارج بالتنسيق مع البلدان، ولا سمعنا حتى بعودة المهاجرين في الداخل، ولا تكفي منظمات شكلية لا يراها المقيم في الخيام، ولا يصل إليها أحد كأنها في الغمام

 وأما البرلمان
فالحديث عنه ذو شجون، ولو كان فيهم من جعل أهدافه وفق هذه المواصفات التي نريدها ولو بنسبة النصف منهم لكانت مسألة تعديل الدستور ورفض الاتفاقية تحصيل حاصل لوطنيتهم وعملهم في البرلمان
ولكن أقل ما نأمله هو أن يكون لهم (أرقام هواتف)
يستطيع الناخب المسكين أن يصل إليهم بلا عناء 

ولك الله يا عراق

فمن يرى في نفسه الكفاءة فليتقدم ، ونحن سنكون أول المساندين والمتعاونين، وإن لم تكن الحكومة القادمة لها في أجنداتها شيء من هذا فعلى العراق السلام، ولكن أنا من محسني الظن بالله، وسلاحنا الدعاء، والله خير الناصرين
يعز من يشاء ويذل من يشاء وهو على كل شيء قدير 

****


مثبتة ضمن أرشيف مدونة سنة العراق الصفحة الرئيسية للرفع من رفوف
منشورة ضمن موقع كتاب من أجل الحرية
رابط المقالة في موقع /سني نيوز بتاريخ 11/7/ 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق