أعلن تنظيم "داعش"، مسؤوليته عن تفجير السيارة المفخخة في ناحية بني سعد بمحافظة ديالى، فيما أكد أن هدفه كان "الرافضة والثأر لقتل سنة" في قضاء الحويجة جنوب غربي محافظة كركوك. وأن "الحصيلة النهائية للحادث الاجرامي بلغت 100 شهيد و150 جريحاً بحس مصادر حكومية .
إن الغريب في الأمر هذه المرة هو الضجة والاهتمام الحكومي بهذه الحادثة بشكل ملفت للنظر حيث تم تشكيل لجنة تحقيقية عاجلة والقبض على منتسبي الأمن في المنطقة ، وقد توعد قادة المليشيات بانتقام كبير ، وخاصة من قبل قادة حزب الدعوة من أمثال الإرهابي هادي العامري لم تستثني باقي قيادات المليشيات من أمثال قيس الخزعلي ، والذي يدل على أن التفجير أودى بحياة كوادر مهمة ضمن تشكيلات الحشد أوجعت الصفويين، وهذا ما أعلنته داعش في بيانها من استهداف معسكر تدريب قريب من السوق حيث كان أكثر القتلى من الرجال . والمفاجيء هذه المرة أن يطالب بأعدام المنفذين في موقع التفجير ! بل أن ” ديالى تطالب بنصب تذكاري في مكان انفجار “خان بني سعد” ! ، وهذا مما يعزز قتلاهم من كوادر مهمة في دولة المليشيات كان إعدادها معول عليه ، وربما من الإيرانيين حيث أن ديالى هي الأقرب لإيران وتعتبر شريان المد العسكري لقصف الفلوجة والرمادي ، والله أعلم .
لقد كانت الغرابة أن لا تحقيق في كل مجازر المليشيات بحق أهل السنة طوال 12 عام ، وخاصة تلك التي استهدفت العزل في ديالى وكركوك في الحويجة ، وأما هذا التفجير الذي استهدف الشيعة فقد أصبح مجزرة استقطبت الإعلام بشكل غير مسبوق ، فقد نقلت مصادر حكومية أن "الخبير المروري اجرى كشفاً للموقع واطلع على بقايا العجلة المفخخة، وتمكنت المفرزة من خلال رقم الشاصي من معرفة أسم مالكها واصدار مذكرة قبض بحقه". !! . وهنا نتساءل كيف نجى الشاصي ولم ينجو 100 شخص من الحرق ؟
قال رئيس الاستئناف القاضي جاسم محمد عبود رئيس الهيئة القضائية : أجرينا كشفاً موقعياً لمحل الحادث"، لافتاً إلى "توقيف المفرزة المسؤولة عن أمن المنطقة المكونة من 11 عنصراً".واشار إلى أن " احدهم اعترف باشتراكه في الحادث من خلال مساعدته على دخول العجلة المفخخة مدعياً تعرضه للتهديد بقتله وعائلته من قبل تنظيم داعش"، مؤكداً "استمرار توقيف هذه المفرزة والتحقيق معها". ولفت عبود إلى "توقيف مدير شرطة خان بني سعد والاستماع إلى افاداته؛ لأن التحقيقات اثبتت تلقيه برقية قبل ايام من الحادث تخبره بوجود معلومات عن نية الارهابيين تفجير سيارة مفخخة في المدينة . أهــ
نتساءل : أين التحقيق في جريمة العصر تفجير المرقدين التي بدأت الفتنة وإبادة السنة؟
أما تداعيات التفجير فقد كان على أهل السنة كالعادة ، حيث بدأت حملات الاعتقالات التي طالت قرى ناحية بني سعد ، وقد وصل الأمر إلى عمليات حرق للبيوت والوعيد بحرقهم إن لم يتركوا منازلهم
وقد تم بالفعل حرق ثلاث شباب وهم احياء في الناحية وسط أهازيج طائفية .
وقد نقلت مواقع أخبارية عن هجمات مليشياوية بقذائف الهاون تستهدف قرى الناحية بشكل مستمر لساعات ، والقرى السيح والبستان والحديد ، فقد نشرت المواقع إن “حصيلة هجمات منطقة الحديد التابعة لناحية هبهب (شمال غرب بعقوبة)، ارتفعت نتيجة للاصابات التي لحقت بالجرحى ووفاة عدد منهم في المستشفى، حيث وصلت الحصيلة النهائية الى استشهاد 16 مدنيا واصابة 18 اخرين”.
وأن ثلاثة قذائف هاون سقطت على قرية السيح والتابعة لناحية بني سعد ، جنوبي بعقوبة ، اسفرت عن استشهاد خمسة مدنيين واصابة 12 اخرين بجروح متفاوته “،مبيناً ان ” اضراراً مادية لحقت ببعض المنازل “.
المليشيات تخطف المدنيين إضافة لاعتقالات من قبل القوات الأمنية الصفوية ، فقد قالت مصادر أمنية وعشائرية إن 30 رجلا، بينهم زعيم عشيرة سنية، خطفوا، يوم الاثنين. من بينهم «طلب الجميلي»،شيخ عشيرة البوحمدان السنية، وثلاثة من أبنائه كانوا ضمن المخطوفين بالإضافة لسبعة من عشيرة البوحمدان.
لقد وصل الأمر إلى حملات خطف عديدة وتهجير قسري ناشدت فيه قرى ناحية بني سعد مجلس النواب والرئاسة لوقف هذه الحملات الممنهجة ، ولكن الإجرام المليشياوي جاء برد متوقع ممن يفترض هو الحامي ، وهو أن يظهر محافظ ديالى الغاصب للمنصب مثنى التميمي من حزب الدعوة أن ينكر أن هناك حملات اختطاف لأبناء الناحية على شاشة الفضائيات بكل صلافة وبتوعد المزيد وسط دعوات بدرء الفتنة من قبل عشائر ديالى السنية ! ولا زلنا في حيرة من هذه المناشدات وكأن الفتنة لم تقع بعد !
وها هي الحصيلة تضاف لسجل ديالى المغتصبة، ويحدثوننا عن المصالحة والحشد السني الوطني والله المستعان .
من الملاحظ أن تفجير خان بني سعد تزامن مع نداءات معارضة للحكومة بحجة الكهرباء التي لا تقارن بأعداد جثامين ثتلاهم يومياً ، ولا بد من ذكر الصيحات التي تذم المرجعية التي جرت ويلات القتل لطلبة المدارس والكليات في إشارة لنقص كبير في أعداد القوات المسلحة ضد داعش . إن هذا الامتعاض الشديد لأعداد القتلى من الشيعة جعل أحدهم يعلن بسخط أن كربلاء تشهد وضعاً مأساوياً لا يمكن السكوت عليه ، وأنه مع عدد من رفاقه على استعداد للانضمام لداعش للتخلص من الحكومة ، ومهما يكن التصريح خارج عن الواقع والتطبيق فهو علامة على حد الخط الأحمر للحالة النفسية التي وصل إليها أبناء الجنوب خاصة في البصرة .
في كل هذا العنف والاستهداف الممنهج لأهل السنة لا يكاد يُسمع مناصر في الحكومة، ولا حتى من المسئولين عن النازحين وكأن الحكم قد صدربالجملة على الهوية ، والأدهى أن رئيس البرلمان سليم الجبوري وهو من ديالى مشغول بزيارة عوائل سبايكر في العيد ، وكل هذا النهج المنظم لتشييع العراق ولا سمعنا نصرة في العالم العربي ولا الدولي إلا تحالفات إبادة وإصرار على نصرة إيران وحكومتها في العراق ، ولكن هيهات فالدين الحق باق والأمة هي السنة والله ناصر المؤمنين، فأما النصر بالسلاح أو بالتقسيم، ولا عيش مع الشيعة بعد افتضاح دينهم وعلة وجودهم، وليحتضنهم من يشاء فقد هيأ لآجل فجعه ولا عزاء للمغفلين، فقد نادينا بالأقليم ولم يسمعوا نداءنا ولا نملك إلا أن نقول لا حول ولا قوة إلا بالله .
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق