بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى أمهات المؤمنين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
إن من أول الكتب التي نشرت سير آل البيت رضي الله عنهم وأخطرها هو كتاب (السقيفة) لسليم بن قيس ، والمعروف بعدم وجود أسانيد فيه ، هذا فضلاً عن ذكر للمرويات التي تخص أعمدة مفاهيم الشيعة حول غصب الخلافة وكسر الضلع وغيرها من اساطير لا صحة لها ، أدت إلى فرقة المسلمين وخلق العداء للصحابة والتبرؤ منهم كشرط للإيمان بالولاية المزعومة، وحيث لا تجد توثيق لهذا الكتاب بل توثيق تهافته وحقيقة نسبته لأبان بن عياش الضعيف، ولكن الموروث التربوي الباطل والنقر المستمر لدفوف الحسينيات على مظلمة الزهراء غلّقت البصيرة والله الهادي .
أدناه رد شبهة كسر ضلع الزهراء من قبل الخليفة عمر رضي لله عنهما من كل الطرق التي نسبت موت فاطمة رضي الله عنها ، مع تضارب واختلاف متنها في كتب الشيعة والسنة على سواء .
النص مقتطع حول ضلع الزهراء وابتداءاً من رواية الهجوم على بيت فاطمة وصولاً لحادثة كسر الضلع ، وهو من موقع الحقائق الغائبة لصاحبه الأستاذ فيصل نور جزاه الله الجنة /
اما الرواية فهي كشأن سابقاتها ليس فيها كسر أضلاع ولا حرق أبواب أو بيوت ولا إسقاط أجنة، بل فيها بيعة علي للصديق، ورضا فاطمة عنه وعن عمر رضي الله عنهم أجمعين. وهذا أمراً لا يسر الشيعة.
ثم إن إبن أبي الحديد نفسه يرد هذه القصة حيث قال في شرحه للنهج: فأما الأمور الشنيعة المستهجنة التي تذكرها الشيعة من إرسال قنفذ إلى بيت فاطمة عليها السلام، وإنه ضربها بالسوط فصار في عضدها كالدملج وبقي أثره إلى أن ماتت، وأن عمر أضغطها بين الباب والجدار، فصاحت : يا أبتاه يا رسول الله ! وألقت جنينا ميتا، وجعل في عنق على عله السلام حبل يقاد به وهو يعتل، وفاطمة خلفه تصرخ ونادى بالويل والثبور، وابناه حسن وحسين معهما يبكيان. وأن عليا لما أحضر سلموه البيعة فامتنع، فتهدد بالقتل، فقال : إذن تقتلون عبد الله وأخا رسول الله ! فقالوا : أما عبد الله فنعم ! وأما أخو رسول الله فلا. وأنه طعن فيهم في أوجههم بالنفاق، وسطر صحيفة الغدر التي اجتمعوا عليها، وبأنهم أرادوا أن ينفروا ناقة رسول الله ص ليلة العقبة، فكله لا أصل له عند أصحابنا، ولا يثبته أحد منهم، ولا رواه أهل الحديث، ولا يعرفونه، وإنما هو شئ تنفرد الشيعة بنقله[40].
المسعودي :
قال : فهجموا عليه وأحرقوا بابه، واستخرجوه كرهاً وضغطوا سيدة النساء بالباب حتى أسقطت محسناً[41].
المسعودي ليس بحجة على أهل السنة.
وكتابه إثبات الوصية هذا فيه كما قال الطهراني : إثبات أن الأرض لا تخلو من حجة وذكر كيفية اتصال الحجج من الأنبياء من لدن آدم على نبينا وآله وعليه السلام إلى خاتمهم نبينا صلى الله عليه وآله وكذلك الأوصياء إلى قائمهم عليهم السلام وفي أواخره يقول إن للحجة عليه السلام[42].
وحسبنا هذا لمعرفة مذهب المسعودي. فضلاً عن أن الرواية غير مسندة. وقد فصلنا الكلام فيه في مادة "المسعودي". فراجعه.
الشهرستاني:
إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها. وكان يصيح احرقوا دارها بمن فيها، وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين.
ليس هذا قول الشهرستاني، إنما هو من اقوال النظام المعتزلي، والشهرستاني ينقل طاماته وبلاويه. وهذا تمام قول الشهرستاني : الحادية عشرة ميله إلى الرفض ووقيعته في كبار الصحابة قال أولا لا امامه الا بالنص والتعيين ظاهرا مكشوفا وقد نص النبي صلى الله عليه وآله وسلم على علي رضى الله عنه في مواضع واظهر اظهارا لم يشتبه على الجماعة الا ان عمر كتم ذلك وهو الذي تولى بيعة أبى بكر يوم السقيفة ونسبه إلى الشك يوم الحديبية في سؤاله الرسول عليه الصلاة والسلام حين قال السنا على حق أليسوا على الباطل قال نعم قال عمر فلم نعطى الدنية في ديننا قال هذا شك وتردد في الدين ووجدان حرج في النفس مما قضى وحكم وزاد في الفرية فقال ان عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى القت الجنين من بطنها وكان يصيح احرقوا دارها بمن فيها وما كان في الدار غير على وفاطمة والحسن والحسين وقال تغريبة نصر بن الحجاج من المدينة إلى البصرة وابداعه التراويح ونهيه عن متعة الحج ومصادرته العمال كل ذلك احدث ثم وقع في أمير المؤمنين عثمان وذكر احداثه من رده الحكم بن أمية إلى المدينة وهو طريد رسول الله عليه الصلاة والسلام ونفيه ابا ذر إلى الربذة وهو صديق رسول الله وتقليده الوليد بن عقبة الكوفة وهو من افسد الناس ومعاوية الشام وعبد الله بن عامر البصرة وتزويجه مروان ابن الحكم ابنته وهم أفسدوا عليه أمره وعبد الله بن مسعود على احضار المصحف وعلى القول الذي شاقه به كل ذلك احداثه ثم زاد على خزيه ذلك بان عاب عليا وعبد الله بن مسعود لقولهما أقول فيها برأيي وكذب ابن مسعود في روايته السعيد من سعد في بطن أمه والشقي من شقى في بطن أمه وفى روايته انشقاق القمر وفى تشبيهه الجن بالزط وقد انكر الجن رأسا إلى غير ذلك من الوقيعة الفاحشة في الصحابة رضى الله عنهم أجمعين[43].
الصفدي:
إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها.
وهذا أيضا كسابقة، يذكر فيها الصفدي مخازي النظام. قال الصفدي: ومنها ميله إلى الرفض ووقوعه في أكابر الصحابة رضي الله عنهم وقال نص النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أن الإمام علي وعينه وعرفت الصحابة ذلك ولكن كتمه عمر لأجل أبي بكر رضي الله عنهما وقال إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها ووقع في جميع الصحابة فيما حكموا فيه بالاجتهاد فقال لا يخلو إما إن جهلوا فلا يحل لهم أو أنهم أرادوا أن يكونوا أرباب مذاهب فهو نفاق وعنده الجاهل بأحكام الدين كافر والمنافق فاسق أو كافر وكلاهما يوجب الخلود في النار ومنها أنه قال من سرق مائة درهم وتسعة وتسعين درهما أو ظلمها لم يفسق حتى يبلغ النصاب في الزكاة وهو مائتان نعوذ بالله من هوى مضل وعقل يؤدي إلى التدين بهذه العقائد الفاسدة وقد ذهب جماعة من العلماء إلى أن النظام كان في الباطن على مذهب البراهمة الذين ينكرون النبوة وأنه لم يظهر ذلك خوفا من السيف فكفره معظم العلماء وكفره جماعة من المعتزلة حتى أبو الهذيل والإسكافي وجعفر ابن حرب كل منهم صنف كتابا في تكفيره وكان مع ذلك فاسقا مدمنا على الخمور[44].
فهذه نماذج من الروايات التي يزعم البعض أنها منقولة من طرق أهل السنة في إثبات القصة. وقد اعرضا عن ذكر البقية طلباً للإختصار، لأنها لا تخرج عن كونها إما منقولة عن المصادر السابقة، او إيرادها دون سند وإرسالها إرسال المسلمات. وقد رأيت تهافت أسانيد بعضها، وكون البعض الآخر منقولة من غير أهل السنة. ناهيك عن انها لا تدل على المقصود، وهو قصة الحرق وكسر الضلع وإسقاط المحسن.
ثانياً : الروايات من طرق الإمامية:
روايات سليم بن قيس الهلالي: وهو اول مصدر شيعي ذكر هذه القصة. وجاء فيه:
إخبار رسول الله صلى الله عليه وآله عن مصائب أهل بيته في آخر عمره المبارك ثم أقبل على علي عليه السلام فقال : يا أخي : إن قريشا ستظاهر عليكم وتجتمع كلمتهم على ظلمك وقهرك. فإن وجدت أعوانا فجاهدهم وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك. أما إن الشهادة من وراءك، لعن الله قاتلك. ثم أقبل على ابنته فقال : إنك أول من يلحقني من أهل بيتي، وأنت سيدة نساء أهل الجنة. وسترين بعدي ظلما وغيظا حتى تضربي ويكسر ضلع من أضلاعك[45].
قال سليم : فأغرم عمر بن الخطاب تلك السنة جميع عماله أنصاف أموالهم لشعر أبي المختار ولم يغرم قنفذ العدوي شيئا - وقد كان من عماله - ورد عليه ما أخذ منه وهو عشرون ألف درهم ولم يأخذ منه عشره ولا نصف عشره وكان من عماله الذين أغرموا أبو هريرة - وكان على البحرين - فأحصى ماله فبلغ أربعة وعشرون ألفا، فأغرمه اثني عشر ألفا. علة العفو عن قنفذ من مصادرة أمواله قال أبان : قال سليم : فلقيت عليا عليه السلام فسألته عما صنع عمر، فقال : هل تدري لم كف عن قنفذ ولم يغرمه شيئا ؟ قلت : لا. قال : لأنه هو الذي ضرب فاطمة عليها السلام بالسوط حين جاءت لتحول بيني وبينهم، فماتت صلوات الله عليها وإن أثر السوط لفي عضدها مثل الدملج[46].
قال أبان عن سليم، قال : انتهيت إلى حلقة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله، ليس فيها إلا هاشمي غير سلمان وأبي ذر والمقداد ومحمد بن أبي بكر وعمر بن أبي سلمة وقيس بن سعد بن عبادة. فقال العباس لعلي عليه السلام : ما ترى عمر منعه من أن يغرم قنفذا كما أغرم جميع عماله ؟ فنظر علي عليه السلام إلى من حوله ثم اغرورقت عيناه بالدموع، ثم قال : شكر له ضربة ضربها فاطمة عليها السلام بالسوط، فماتت وفي عضدها أثره كأنه الدملج[47].
أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس، قال : يا قنفذ، انطلق فقل له : (أجب أبا بكر). فأقبل قنفذ فقال : (يا علي، أجب أبا بكر). فقال علي عليه السلام : (إني لفي شغل عنه، وما كنت بالذي أترك وصية خليلي وأخي، وأنطلق إلى أبي بكر وما اجتمعتم عليه من الجور). فانطلق قنفذ فأخبر أبا بكر. فوثب عمر غضبان، فنادى خالد بن الوليد وقنفذا فأمرهما أن يحملا حطبا ونارا. ثم أقبل حتى انتهى إلى باب علي عليه السلام، وفاطمة عليها السلام قاعدة خلف الباب، قد عصبت رأسها ونحل جسمها في وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله. فأقبل عمر حتى ضرب الباب، ثم نادى : (يا بن أبي طالب، افتح الباب). فقالت فاطمة عليها السلام : (يا عمر، ما لنا ولك ؟ لا تدعنا وما نحن فيه). قال : (افتحي الباب وإلا أحرقناه عليكم) فقال : (يا عمر، أما تتقي الله عز وجل، تدخل على بيتي وتهجم على داري) ؟ فأبى أن ينصرف. ثم دعا عمر بالنار فأضرمها في الباب فأحرق الباب، ثم دفعه عمر. ضرب الصديقة الطاهرة عليها السلام فاستقبلته فاطمة عليها السلام وصاحت : (يا أبتاه يا رسول الله) فرفع السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها فصرخت. فرفع السوط فضرب به ذراعها فصاحت : (يا أبتاه) أمير المؤمنين عليه السلام يهم بقتل عمر فوثب علي بن أبي طالب عليه السلام فأخذ بتلابيب عمر ثم هزه فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله، فذكر قول رسول الله صلى الله عليه وآله وما أوصى به من الصبر والطاعة، فقال : (والذي كرم محمدا بالنبوة يا بن صهاك، لولا كتاب من الله سبق لعلمت أنك لا تدخل بيتي). يريدون قتل الزهراء عليها السلام بالسيف فأرسل عمر يستغيث. فأقبل الناس حتى دخلوا الدار. وسل خالد بن الوليد السيف ليضرب فاطمة عليها السلام فحمل عليه بسيفه، فأقسم على علي عليه السلام فكف[48].
قال عمر لأبي بكر : ما يمنعك أن تبعث إليه فيبايع، فإنه لم يبق أحد إلا وقد بايع غيره وغير هؤلاء الأربعة. وكان أبو بكر أرق الرجلين وأرفقهما وأدهاهما وأبعدهما غورا، والآخر أفظهما وأغلظهما وأجفاهما. فقال أبو بكر : من نرسل إليه ؟ فقال عمر : نرسل إليه قنفذا، وهو رجل فظ غليظ جاف من الطلقاء أحد بني عدي بن كعب. فأرسله إليه وأرسل معه أعوانا وانطلق فاستأذن على علي عليه السلام، فأبى أن يأذن لهم. فرجع أصحاب قنفذ إلى أبي بكر وعمر - وهما جالسان في المسجد والناس حولهما - فقالوا : لم يؤذن لنا. فقال عمر : اذهبوا، فإن أذن لكم وإلا فادخلوا عليه بغير إذن فانطلقوا فاستأذنوا، فقالت فاطمة عليها السلام : (أحرج عليكم أن تدخلوا على بيتي بغير إذن). فرجعوا وثبت قنفذ الملعون. فقالوا : إن فاطمة قالت كذا وكذا فتحرجنا أن ندخل بيتها بغير إذن. فغضب عمر وقال : ما لنا وللنساء ثم أمر أناسا حوله أن يحملوا الحطب فحملوا الحطب وحمل معهم عمر، فجعلوه حول منزل علي وفاطمة وابناهما عليهم السلام. ثم نادى عمر حتى أسمع عليا وفاطمة عليهما السلام : (والله لتخرجن يا علي ولتبايعن خليفة رسول الله وإلا أضرمت عليك بيتك النار) فقالت فاطمة عليها السلام : يا عمر، ما لنا ولك ؟ فقال : افتحي الباب وإلا أحرقنا عليكم بيتكم. فقالت : (يا عمر، أما تتقي الله تدخل على بيتي) ؟ فأبى أن ينصرف. ودعا عمر بالنار فأضرمها في الباب ثم دفعه فدخل فاستقبلته فاطمة عليها السلام وصاحت : (يا أبتاه يا رسول الله) فرفع عمر السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها فصرخت : (يا أبتاه) فرفع السوط فضرب به ذراعها فنادت : (يا رسول الله، لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر). فوثب علي عليه السلام فأخذ بتلابيبه ثم نتره فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله، فذكر قول رسول الله صلى الله عليه وآله وما أوصاه به، فقال : (والذي كرم محمدا بالنبوة - يا بن صهاك – لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إلي رسول الله صلى الله عليه وآله لعلمت إنك لا تدخل بيتي). فأرسل عمر يستغيث، فأقبل الناس حتى دخلوا الدار وثار علي عليه السلام إلى سيفه. فرجع قنفذ إلى أبي بكر وهو يتخوف أن يخرج علي عليه السلام إليه بسيفه، لما قد عرف من بأسه وشدته. فقال أبو بكر لقنفذ : (إرجع، فإن خرج وإلا فاقتحم عليه بيته، فإن امتنع فاضرم عليهم بيتهم النار). فانطلق قنفذ الملعون فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن، وثار علي عليه السلام إلى سيفه فسبقوه إليه وكاثروه وهم كثيرون، فتناول بعضهم سيوفهم فكاثروه وضبطوه فألقوا في عنقه حبلا وحالت بينهم وبينه فاطمة عليها السلام عند باب البيت، فضربها قنفذ الملعون بالسوط فماتت حين ماتت وإن في عضدها كمثل الدملج من ضربته، لعنه الله ولعن من بعث به[49].
فهذه كل المواضع التي جاء فيها ذكر القصة في كتاب سليم بن قيس. ولعلك عزيزي القارئ وقفت بعض الشيء على منشأ الصورة النمطية العالقة بأذهان البعض لإسطورة الهجوم على بيت فاطمة رضي الله عنها، بإعتبار أن كتاب سليم بن قيس هذا، هو أول مصدر تناول هذه القصة بهذه الصورة، ومن جاء بعده في الغالب ليس سوى ناقل عنه تمام القصة أو مع إضافات تمليه عليه اهوائه المريضة.
لنتكلم الآن في الكتاب وسنده.
أبان بن أبي عياش:
يقول الطوسي : أبان بن أبي عياش فيروز، تابعي، ضعيف [50].
ويقول المفيد : وأما ما تعلق به أبو جعفر - رحمه الله - من حديث سليم الذي رجع فيه إلى الكتاب المضاف إليه برواية أبان بن أبي عياش، فالمعنى فيه صحيح، غير أن هذا الكتاب غير موثوق به، ولا يجوز العمل على أكثره، وقد حصل فيه تخليط وتدليس، فينبغي للمتدين أن يجتنب العمل بكل ما فيه، ولا يعول على جملته والتقليد لرواته وليفزع إلى العلماء فيما تضمنه من الأحاديث ليوقفوه على الصحيح منها والفاسد[51].
وذكر له ابن عقدة في رجال أمير المؤمنين عليه السّلام أحاديث عنه، والكتاب موضوع لا مِرْيةَ فيه، وعلى ذلك علامات تدلّ على ما ذكرناه، منها : ما ذكر أنّ محمّد بن أبي بكر وعظ أباه عند الموت[52].
ويقول المازندراني : أبان بن أبي عيّاش تابعي ضعيف روى عن أنس ابن مالك وعن عليّ بن الحسين (عليهما السلام) لا يلتفت إليه وينسب أصحابنا وضع كتاب سليم بن قيس إليه هكذا نقله العلاّمة عن ابن الغضائري، وكذا قال : قال شيخنا الطوسي (رحمه الله) في كتاب الرجال : إنّه ضعيف [53].
وقال في موضع آخر في الكلام على سند فيه أبان بن أبي عيّاش، عن سليم بن قيس الهلالي. أبان بن أبي عيّاش، قال ابن الغضائري : هو ضعيف. وقال السيّد علي بن أحمد : إنّه كان فاسد المذهب ثمّ رجع، وكان سبب تعريفه هذا الأمر سليم بن قيس. (عن سليم بن قيس) الهلالي، سليم بضمّ السين، مجهول الحال [54].
وقال إبن الغضائري : أبان بن أبي عيّاش، واسم أبي عيّاش : فيروز. تابعي، روى عن أنس بن مالك. وروى عن علي بن الحسين (عليهما السلام). ضعيف، لا يُلتفت إليه. وينسب أصحابنا وضع " كتاب سُلَيْم بن قيس " إليه [55].
قال المجلسي: أقول : وجدت الخبر في كتاب سليم عن أبان عن سليم عن عبد الرحمن بن غنم.. وذكر الحديث مثله سواء. بيان : هذا الخبر أحد الأمور التي صارت سببا للقدح في كتاب سليم، لان محمدا ولد في حجة الوداع - كما ورد في أخبار الخاصة والعامة - فكان له عند موت أبيه سنتان وأشهر، فكيف كان يمكنه التكلم بتلك الكلمات، وتذكر تلك الحكايات ؟. ولعله مما صحف فيه النساخ أو الرواة، أو يقال إن ذلك كان من معجزات أمير المؤمنين عليه السلام ظهر فيه. وقال بعض الأفاضل : رأيت فيما وصل إلي من نسخة هذا الكتاب أن عبد الله بن عمر وعظ أباه عند موته[56].
وضعفه في رجاله وحكم على رواياته بالضعف عند دراسته لأسانيد الكافي وتهذيب الأحكام[57].
قال إبن داوود الحلي : أبان بن أبي عياش، ضعيف، قيل إنه وضع كتاب سليم بن قيس [58].
ويقول المامقاني : يقول أصحابنا الشيعة وعلماء الشيعة أن سليماً لم يُعرف، ويُشَك في أصل وجوده ولم يذكروه بالخير، والكتاب المنسوب إليه موضوع قطعاً وفيه أدلة كافية للدلالة على وضعه[59].
ويقول الأميني : أبان بن أبي عياش كذاب [60].
ويقول محمد حسين أمر اللهي : أبان بن أبي عياش مرمي بالضعف وبجعل كتاب سليم[61].
ويقول علي أكبر السيفي المازندراني : وهذا السند وإن كان ضعيفاً لوقوع أبان بن أبي عياش في طريقه[62].
وقال أبو الحسن الشعراني تعليقاً على قول الحلي في الخلاصة : الوجه عندي الحكم بتعديل المشار إليه والتوقّف في الفاسد من كتابه. قال : كلّ ما رأيناه منقولاً عن سليم فهو من هذا الكتاب المعروف، وقد طبع أخيراً، وفيه اُمور فاسدة جدّاً كما ذكروا، فلا عبرة بما يروى عنه إلاّ أن يؤيّد بقرينة عقلية أو نقلية، وقد ذكر ابن الغضائري أنّه وجد ذكر سليم في مواضع من غير جهة كتابه ورواية أبان بن أبي عيّاش عنه، ونقل عنه ابن عقدة أحاديث في رجال أمير المؤمنين (عليه السلام)، ولكنّا ما رأينا في كتبنا التي بأيدينا حديثاً عنه وحينئذ فينحصر الأمر في الكلام على الكتاب الموجود، وهو ضعيف جدّاً، فكأنّه نظير كتاب الحسنية وكتاب عبد المحمود النصراني الذي أسلم وتحيّر في المذاهب حتى هداه الله للتشيّع موضوع لغرض صحيح، وإن لم يكن له واقع وحقيقة [63].
وهكذا سار الكثير من علماء الشيعة في تضعيفة وجعله في قسم الضعفاء من مصنفاتهم، كالجزائري[64]، ومحمد طه نجف[65]، وحسين الساعدي[66]، والبهبودي[67]
وهذا حال الراوي الوحيد لكتاب سُليم بن قيس وحال الكتاب نفسه[68].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت
أقرأوا كيف يخدع معمميهم الشيعة في مواقعهم حول السؤال عن صحة القصة :
الزهراء (عليها السلام) المظلومة
السؤال(495):
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعنة على أعدائهم أجمعين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
سيدنا العلامة بعد الاطمئنان على صحتكم وأطال الله عمركم.
في الحقيقة عندي استفسار لو تكرمتم سيدنا الجليل بخصوص ظلامة فاطمة الزهراء عليها السلام.
أولاً: هل تم إسقاط الجنين عندما عصرت بين الحائط والباب أم من رفسة الثاني حيث لقيها الثاني وهي كانت راجعة من الأول بخصوص أرض فدك كما جاء في كتاب الاختصاص للشيخ المفيد وكيف نوفق بين هذه الرواية والروايات الأخرى.
ثانياً: لماذا الروايات التي تتعرض ظلامة الزهراء وخصوصاً في إسقاط الجنين تجد اختلاف في كيفية الهجوم البربري حيث تجد رواية تقول إن إسقاط الجنين تم برفسة من الثاني وأخرى تم عصرها بين الحائط والباب كما أشرنا في السؤال الأول؟
هل هذا يعني تضارب الروايات ثم إسقاطها من الاعتبار؟
وسلام ختام وبارك الله بكم..
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
فإن الروايات قد صرحت بأن ما جرى حين هجومهم على البيت الشريف قد كان له التأثير القوي في سقوط الجنين، كما أن تلك الرواية قد ذكرت: أن سقوط الجنين قد حصل بسبب رفسة من قبل الثاني، حين غصب فدك منها عليها السلام..
وهناك روايات تقول: إن قنفذاً لكزها بنعل السيف بأمره، فأسقطت محسناً.
ونحن نرى أنه ليس بين جميع هذه الروايات أي تناقض، فإن سقوط المحسن، واستشهاد الزهراء عليها السلام ربما يكونا قد استندا إلى مجموع هذه الأحداث، التي كان لها تسبيب قوي في بلوغ الأمور إلى ما بلغت إليه، فيصح نسبة النتيجة إلى هذه الأسباب التي تشاركت جميعاً في تلك النتائج.
وبذلك يتضح: أن الروايات غير متضاربة، بل أشارت كل واحدة منها إلى أمر تعلق الفرض ببيانه، وتتكامل صورة الحدث باجتماع الروايات، وبالجمع فيما بين الخصوصيات الواردة فيها.
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين..
( جعفر مرتضى العاملي )
!!!!!!!!!!!!!
لا كلام حول السند ولا المتن بل ( ربما) هكذا يتاجرون بالدين >
لعمري أين عقول الشيعة في قصة متناقضة بكل تفاصيلها ولا تليق بصفوة آل البيت رضوان الله عليهم ، فكيف لأمرأة حامل كُسر ضلعها وأسقط جنينها تخرج بعدها مباشرة لمكان تجمع الرجال لتطالب بميراثها ؟
هل حب المال عند فاطمة أكبر من حبها لأبيها حيث أمر نساء بيته القنوت في البيت ، وحب المال أكبر من حب جنينها ؟
ثم أين بعلها الكرار ؟ كان حاضراً في هذا المصاب ولم يحرك ساكناًوقد ضُربت زوجته وأُسقط ولده محسن ؟!
ثم ويدع زوجته لتقابل الرجال وتخطب خطبة يسموها ( خطبة الزهراء) تطعن بأجلّ صحابة أبيها صلى الله عليه وسلم في دينه ونزاهته وهو المناصر للدعوة وصاحب الغار ؟ !
كل هذا من أجل دنيا زائلة لم يعاد حقها في فدك لا من قبل زوجها ولا أبنها الحسن عندما توليا الخلافة ؟
حدث العاقل بما لا يُعقل فإن صدق فلا عقل له .
ليراجع الشيعي تشكيك معممي الشيعة حول هذه الحادثة ، منهم كاشف الغطاء والمرجع محمد فضل الله والشيخ المهتدي حسين المؤيد
وكله عن طريق العقل والمنطق ، فلو أضيف له تهافت سند الرواية كما اعترف السيد كمال الحيدري ، فلن يبق غير رماد من نار أشعلتها المجوس بلباس إسلامي تلفحهم يوم الدين .
الحمد لله الذي عافانا مما ابتهلاهم ، أسأل الله أن يهدي من الشيعة من كان في قلبه ذرة من فطرة سليمة ، وهو الهادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق