بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين محمد الصادق الأمين
وعلى آله وأصحابه الغر الميامين وأزواجه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
لا ينفك البحث عن دجل علماء الشيعة في محاولات إثبات ولاية علي وإمامته من القرآن الكريم .
ولا ينفك الإصرار على التأويل الباطل رغم بيان بطلانه بالدليل القطعي ، حيث تخلو الآيات من الإحكام المفترض في الآيات لتكتسب الحجة بما يدعيه الشيعة .
الآية المزعومة على إمامة الأئمة الأثني عشر هي الآية رقم 124 من سورة البقرة :
{ وَإِذِ ٱبْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي ٱلظَّالِمِينَ }
في تفاسير علماء الإمامية حول إمامة إبراهيم وتفسير الآية تلاعب باللغة العربية بقولهم أن الحنيفية هي الطهارة ، مع أن لغة العرب واضحة بأن الحنيفية هي اتخاذ الجانب الخالص إلى الله بعيداً عن الجانب الشركي ، ولا يعني الطهارة بمعناها البدني إنما يمكن أن تكون ضمن معنى اتباع إبراهيم كقدوة وسنة . بعد عجز الشيعة في معنى الإمامة عمدوا للتفاسير بما يشتهون ليدلسوا على إمامة إبراهيم عليه السلام في طريقته التي حذى عليها باقي المسلمين في الختان وحلق شعر الأبطين ونحوها ، والتي ذكرها أهل السنة كذلك بأنها الإمامة البعيدة عن معنى الحكم وتولي أمور المسلمين ، أما ذكر هذه السنن في التفاسير فوردت بعضها ضمن معنى الابتلاء وليس معنى الحنيفية ، إلا أن المفسرون الشيعة استبعدوا هذا المعنى لما لا تتوافق مع باقي الآيات والأحاديث النبوية .
ورد هذا التلاعب في تفسير الطبرسي والقمي بدلالة الآية { واتبع ملة إبراهيم حنيفاً }[النساء: 125] ذكره علي بن إبراهيم بن هاشم في تفسيره ، مع أن الغريب في تفسيره ورد الحنيفية بمعناها القدوة ولكن لم يخطئه :
{ واتَّبع ملة إبراهيم } أي اقتدى بدينه وسيرته وطريقته يعني ما كان عليه إبراهيم وأَمر به بَنيه من بعده وأوصاهم به من الإقرار بتوحيده وعدله وتنزيهه عمَّا لا يليق به ومن ذلك الصلاة إلى الكعبة والطواف حولها وسائر المناسك { حنيفاً } أي مستقيماً على منهاجه وطريقه وقد مَرَّ معنى الحنيف في سورة البقرة { واتّخذ الله إبراهيم خليلاً } أي مُحبّاً لا خلل في مودّته لكمال خلّته
النص من تفسير القمي أيضاً ( تفسير القرآن ) في معنى الحنيفية :
أما قوله: { وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماماً } قال هو ما ابتلاه الله مما أراه في نومه بذبح ولده فأتمها إبراهيم عليه السلام وعزم عليها وسلم فلما عزم وعمل بما أمره الله قال الله تعالى { إني جاعلك للناس إماماً } قال إبراهيم ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين لا يكون بعهدي إمام ظالم
ثم أنزل عليه الحنيفية وهي الطهارة وهي عشرة أشياء خمسة في الرأس وخمسة في البدن فأما التي في الرأس فأخذ الشارب، وإعفاء اللحى وطم الشعر والسواك والخلال وأما التي في البدن فحلق الشعر من البدن والختان وقلم الأظفار والغسل من الجنابة والطهور بالماء فهذه خمسة في البدن وهو الحنفية الطهارة التي جاء بها إبراهيم فلم تنسخ إلى يوم القيامة وهو قوله { واتبع ملة إبراهيم حنيفاً }.أهــ
المعنى من لسان العرب لأبن منظور :
وحَنَفَ عن الشيء وتَحَنَّفَ: مال.
والحَنِيفُ: الـمُسْلِمُ الذي يَتَحَنَّفُ عن الأَدْيانِ أَي يَمِيلُ
إلى الحقّ، وقيل: هو الذي يَسْتَقْبِلُ قِبْلةَ البيتِ الحرام على مِلَّةِ
إبراهيمَ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وقيل: هو الـمُخْلِصُ، وقيل:
هو من أَسلم في أَمر اللّه فلم يَلْتَوِ في شيء، وقيل: كلُّ من أَسلم
لأَمر اللّه تعالى ولم يَلْتَوِ، فهو حنيفٌ. أَبو زيد: الحَنيفُ
الـمُسْتَقِيمُ؛ وأَنشد:
تَعَلَّمْ أَنْ سَيَهْدِيكُمْ إليْنا
طريقٌ، لا يُجُورُ بِكُمْ، حَنِيفُ
وقال أَبو عبيدة في قوله عز وجل: قل بَلْ مِلَّةَ إبراهيمَ حَنِيفاً،
قال: من كان على دين إبراهيم، فهو حنيف عند العرب، وكان عَبَدَةُ
الأَوْثانِ في الجاهلية يقولون: نحن حُنَفاء على دين إبراهيم، فلما جاء الإسلام
سَمَّوُا المسلم حنيفاً، وقال الأَخفش: الحنيف المسلم، وكان في الجاهلية
يقال مَن اخْتَتَنَ وحج البيت حَنِيفٌ لأَن العرب لم تتمسّك في الجاهلية
بشيء من دِينِ إبراهيم غيرِ الخِتان وحَجِّ البيتِ، فكلُّ من اختتن وحج قيل
له حنيف، فلما جاء الإسلام تمادَتِ الحَنِيفِيّةُ، فالحَنِيفُ المسلم؛
وقال الزجاج: نصب حَنِيفاً في هذه الآية على الحال، المعنى بل نتبع ملة
إبارهيم في حال حنيفيته، ومعنى الحنيفية في اللغة المَيْلُ، والمعنَى أَنَّ
إبراهيم حَنَفَ إلى دينِ اللّه ودين الإسلامِ، وإنما أُخذَ الحَنَفُ من
قولهم رَجُل أَحْنَفُ ورِجْلٌ حَنْفاء، وهو الذي تَمِيلُّ قدَماه كلُ
واحدة إلى أُختها بأَصابعها. الفراء: الحنيف مَن سُنَّته الاختِتان. وروى
الأَزهري عن الضحاك في قوله عز وجل: حُنفاء للّه غيرَ مشركين به، قال:
حُجَّاجاً، وكذلك قال السدي. ويقال: تَحَنَّفَ فلان إلى الشيء تَحَنُّفاً إذا
مال إليه. وقال ابن عرفة في قوله عز وجل: بل ملة إبراهيم حنيفاً، قد
قيل: إن الحَنَفَ الاستقامةُ وإنما قيل للمائل الرِّجْلِ أَحنف تفاؤلاً
بالاستقامة. قال أَبو منصور: معنى الحنيفية في الإسلام الـمَيْلُ إليه
والإقامةُ على عَقْدِه. والحَنيف: الصحيح الـمَيْل إلى الإسلام والثابتُ عليه.
الجوهري: الجنيف المسلم وقد سمّي المستقيم بذلك كما سمِّي الغُراب
أَعْوَرَ. وتَحَنَّفَ الرجلُ أَي عَمِلَ عَمَلَ الحَنيفيّة، ويقال اخْتتن،
ويقال اعتزل الأَصنام وتَعبَّد؛ قال جِرانُ العَوْدِ:
ولـمَّا رأَين الصُّبْحَ، بادَرْنَ ضَوْءَه
رَسِيمَ قَطَا البطْحاء، أَوْ هُنَّ أَقطفُ
وأَدْرَكْنَ أَعْجازاً مِن الليلِ، بَعْدَما
أَقامَ الصلاةَ العابِدُ الـمُتَحَنِّفُ
وقول أَبي ذؤيب:
أَقامَتْ به، كَمُقامِ الحَنيـ
ـف، شَهْريْ جُمادَى وشهرَيْ صَفَرْ إنما أَراد أَنها أَقامت بهذا
الـمُتَرَبَّع إقامةَ الـمُتَحَنِّفِ على هَيْكَلِه مَسْرُوراً بعَمله
وتديُّنِه لما يرجوه على ذلك من الثواب، وجُمْعُه حُنَفاء، وقد حَنَفَ
وتَحَنَّفَ. والدينُ الحنيف: الإسلام، والحَنيفِيَّة: مِلة الإسلام. وفي الحديث:
أَحَبُّ الأَديان إلى اللّه الحنيفية السمْحةُ، ويوصف به فيقال: مِلَّةٌ
حنيفية. وقال ثعلب: الحنيفية الميلُ إلى الشيء. قال ابن سيده: وليس هذا
بشيء.أنتهى
هناك قول واحد للزجاجي كوصف لمتبعي إبراهيم في الجاهلية ولم يلقبوا بالحنفاء إنما بين معناه أنه عدول وميلان عن الشرك :
الزجاجي: الحنيف في الجاهلية من كان يَحُج البيت ويغتسل من الجنابة
ويخْتَتنُ، فلما جاء الإسلام كان الحنيفُ الـمُسْلِمَ، وقيل له حَنِيف
لعُدوله عن الشرك؛ قال وأَنشد أَبو عبيد في باب نعوت الليَّالي في شدَّة
الظلمة في الجزء الثاني:
فما شِبْهُ كَعْبٍ غيرَ أَعتَمَ فاجِرٍ
أَبى مُذْ دَجا الإسْلامُ، لا يَتَحَنَّفُ
وفي الحديث: خَلَقْتُ عِبادِي حُنَفاء أَي طاهِرِي الأَعضاء من
الـمَعاصِي. لا أَنهم خَلَقَهم مسلمين كلهم لقوله تعالى: هو الذي خلقكم فمنكم
كافر ومنكم مؤمن، وقيل: أَراد أَنه خلقهم حُنفاء مؤمنين لما أَخذ عليهم
الميثاقَ أَلستُ بربكم، فلا يوجد أَحد إلا وهو مُقرّ بأَنَّ له رَبّاً وإن
أَشرك به، واختلفوا فيه. والحُنَفاءُ: جَمْع حَنيفٍ، وهو المائل إلى
الإسلام الثابتُ عليه. وفي الحديث: بُعثْتُ بالحنيفية السَّمْحة
السَّهْلةِ.أنتهى
نلاحظ في الصورة الحاشية التي تدل على تزوير صريح للعقيدة بروايات منسوبة لآل البيت زوراً
وفيها دليل مع هذا أن الإمام غير معصوم يعصي ويطلب التوبة ! ، فسقطت العصمة على أيديهم
( وفي تفسير الامام العسكري عليه السلام مرويا عن الصادق عليه السلام ان المراد من تلك الكلمات، الكلمات التي تلقاها آدم عليه السلام من ربه فتاب عليه وهي انه قال " يارب اسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين الا تبت علي " - قيل له يابن رسول الله فما يعني بقوله " فاتمهن "؟ قال " يعني فاتمهن إلى القائم عليه السلام (الرواية) ج-ز.) !
( فَلَوْلاَ نَصَرَهُمُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ قُرْبَاناً آلِهَةَ بَلْ ضَلُّواْ عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ) الأحقاف الاية 29
الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم
بقلم / آملة البغدادية في آذار 2013
مع إضافة التعليق على الصورة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق