بقلم/آملة البغدادية
في بداية العام الجديد 2016 هل أهنيء العراقيين على التحرير وأهنئ سنة العراق على التدمير ؟
أم أقول كل عام وأنتم على القرآن والسنة متبعون ؟
كرسمس يحتفل به المسلمون تحضر واعتدال أم تغريب وانحلال ؟
أسئلة تستدعي وقفة بعد أن استجدت احتفالات تنكرية قبل 5 أعوام في أهم مؤسسات العراق، وهي الكليات التي تخرج أجيال متعلمة، ومنهم من يتقلد مناصب علمية في الوزارات أو يقود فيما بعد مسيرة التعليم . *
إن العراق قد ابتلي بغزو آثم بكل ما تحمله ويلات الاحتلال من تخريب وانحلال ، فقد ظهر هذا العام بدعة جديدة بمباركة وجهود حكومة المليشيات التي تقود المجتمع العراقي إلى مهاوي الهلاك .
إن للنصارى الحق والحرية في احتفالهم بأعيادهم التي كانت معروفة في المجتمع العراقي منذ عقود، إلا أن ما يكون منها مبالغاً فيه بحجة الاعتدال وأخوة الوطن، أو ما يندرج تحت باب مكافحة الإرهاب وداعش فهذا شطح بعيد .
في حديقة الزوراء وسط العاصمة بغداد أقامت البلدية ـ التي تعاني من شحة الموارد المالية ــ شجرة كرسمس كبيرة الحجم وسط إعجاب الزائرين بهذه المبادرة الفريدة .
لم يقتصر لأمر على شجرة الميلاد في بغداد بل نافستها كردستان ، وما كان من بعض شباب النجف الشيعي إلا أن يبتكر طريقة جديدة لنشر الفرح بقدوم العام الجديد بتوزيع الهدايا حتى على معمم شيعي !.
لقد باتت ملابس (بابا نويل) كما يسميه العراقيون تنتشر في المحلات يشتريها الناس بأحجام صغيرة لأطفالهم مع شجرة الميلاد كصورة لمستقبل مقلق في أذهان الأطفال حول معنى العبادة التي تجيز كل شيء بأسم الوطن الواحد .
إن كانت مهزلة اعتذار رئيس جامعة النهرين عام 2011 على توبيخ الطلبة بسبب الزي التنكري بقوله (انتم ساقطين) أكبر من ارتكابها، وهذا لاستفزازه على مظاهر الانحلال في حفلة تخرج كلية الإعلام بعد التهديد والوعيد في اجتماع ضم 150 طالب ضجت بعض القنوات (الحرة) بسببه ، فالأمر يستدعي فعلاً وقفة أخرى حول محاربة كل إصلاح ، حيث تعليقات الطلبة المتخرجين من الكليات بحجة التحضر كانت في منتهى السقوط على شريط اليوتيوب، والتي وصلت لدرجة الرفض للاعتذار وتفضيل تأديب الأستاذ بالضرب وحتى القتل ! .
أن تدخل هذه الأزياء الغربية إلى مجتمعاتنا بين الجيل المتعلم هو تغريب وانحلال لا غير، وأن تشجعه مؤسسات خفية بلا ضوابط من أي جهة ورقابة سواء دينية كانت أو وزارية ثقافة أو تخطيط، فالقصد واضج في هدم العقيدة وتمييعها حتى يدخل المسلم الضب حتى لو كان من قعر جهنم ، فما نراه يستجد في كل عام في ظل الحكم الشيعي الذي يدعي اتباع نهج آل البيت لا يخطر على بال حتى العلمانيين الرافضين للتطرف .
أهيب بأهلنا وخاصة الآباء أن يعوا جذور المظاهر التنكرية التي تنبع من الديانة النصرانية بطقوس طرد الأرواح الشريرة (الهلاوين) وطقوس الديانة اليهودية التي تسخر من أقوام خربتها بالاحتلال الفكري الخفي قبل الفعلي على أرض الواقع .
أطفالنا في خطر وبيوتنا يهددها النخر ،ولن نقف موقف المتفرج بإذن الله .
*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق